أخبار

حول تفجير السفارة الأردنية ببغداد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مراد مصطفى
&
&
يبدو حادث السفارة الأردنية مجهول الأيدي والدوافع حتى الآن. فالسيارات المفخفخة ظاهرة جديدة في العراق. إن من يمارسونها عادة ومن يتقنونها هم شبكات القاعدة والإسلاميون الفلسطينيون.
&والأكثر مدعاة للتساؤل هي أهداف الاعتداء، هل هي حقا فعل عراقيين غاضبين من تصرفات أردنية سلبية تجاه الشعب العراقي، كان آخرها استقبال بنات صدام استقبال الأميرات مع أنهن، عدا كونهن بنات الطاغية الدموي، متهمات مع والدتهن بسرقة عشرات الملايين من أموال شعبنا، عداء نهب المزارع والممتلكات الحكومية والخاصة وبناء القصور. لقد دعم الأردن، حكومة وشعبا وصحافة، نظام صدام أكثر من سواهن كما انتفع من "عطاياه" ملا يعد ولا يحصى منها النفط المجاني والنفط المهرب وسيارات المرسيدس وكوبونات النفط، الخ.. كما أن النظام الأردني في السنوات الأخيرة اقترف سلسلة من الخطايا الكبرى ضد العراقيين اللاجئين في اراضيه لا سيما تسليم المئات منهم لمقابر صدام الجماعية. ولا شك في وجود غضب عراقي واسع النطاق على الأردن ومجموع الدول العربية وجامعتها المفلسة. فهل كل هذا كان من وراء الحدث الخطير؟ ولكن من المقترفون، وأين تعلموا التفخيخ؟
ومن جهة أخرى فإننا نعرف جيدا وجود مئات الإرهابيين من أنصار القاعدة في العراق وتعاونهم الإجرامي الوثيق مع عصابات الطاغية. ومن هؤلاء القاعديين من يدعون ب"أنصار الإسلام" في كردستان. وجميع هؤلاء مسؤولون عن سلسلة طويلة من العدوان المسلح على المواطنين وقوات التحالف والمنشآت التابعة للخدمات العامة. ولكن إذا كان حادث السفارة من تدبير هؤلاء فما هو الغرض، مع أن موقف الأردن ينسجم مع حسابات صدام وبقاياه؟ هل هو للمزيد من خلق حالة الرعب في بغداد وتوجيه الاتهامات الجديدة لقوات التحالف باعتبارها لا تضمن الامن ومحاولة تأجيج الاستياء من الوجود العسكري الأمريكي؟ وهل نفسر دخول بعض الأفراد للسفارة وما اقترفوه داخلها كمحاولة ضمن السياق نفسه؟ أم أن بعض العراقيين الغاضبين من الأردن انتهزوا الفرصة للتعبير عن الغضب بطريقة غوغائية؟
&لا أستطيع الإجابة شخصيا، ولكنني أقول إن هذا العمل الإرهابي مدان مهما كان الغرض والجهات الواقفة وراءه. صحيح أن سلسلة المواقف والإجراءات الأردنية قبل الحرب ولحد يومنا لا تصب مع الأسف لخدمة شعبنا: من تضييق على العراقيين والمطالبة بعشرات المليارات من العراق، إلى عدم الاعتراف بالمجلس الانتقالي، ثم الاستقبال الحافل ببنات الطاغية الفاشي واحتمال استقبال أمهن الماجدة جدا!!
&أقول إن الحادث في رأيي مدان وضار بشعبنا وبالجهود المضنية لضبط الأمن، وهو يزيد في مناخ الرعب السائد في بغداد، وبالتالي فإن المستفيدين منه هم فلول صدام والقاعديون وجميع الداعين لمحاربة أمريكا في أرض العراق.
&وعلى صعيد آخر يجب لوم إدارة بريمر وواشنطن على قرارات إطلاق سراح رموز النظام الفاشي، كمحمد الصحاف وهدى عماش وغيرهم، والسماح لبعضهم بالسفر خارج العراق مع أنهم جميعا مطلوبون للقضاء العراقي. كما لا نفهم مبررات إعطاء الضوء الأخضر الأمريكي لاستقبال بنات صدام مع علم واشنطن بان ذلك سوف يغضب الأكثرية العراقية، لا سيما وهن من كبار الناهبين للثروات العراقية. وأرى وجوب طلب مجلس الحكم من إدارة بريمر بعدم تكرار أمثال هذه التصرفات، وعلى واشنطن المطالبة بإعادة محمد الصحاف وسواه من رموز النظام للعراق واعتقالهم. كما يجب على المجلس الانتقالي مطالبة الحكومة الأردنية لكي تعيد بنات صدام ما هرّبن من الأموال، ومطالبة سوريا باتخاذ الإجراء نفسه من ساجدة طلفاح.
&إن ضبط الأمن لا يزال على رأس المهمات العراقية ومهمات قوات التحالف. ويجب اتخاذ جميع التدابير لكي لا تتكرر عمليات تفجير تفخيخية جديدة مهما كانت شعاراتها وأغراضها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف