كيف تاسست انصار الاسلام وجذور علاقتها مع النظام العراقي السابق ؟ مصادر استخبارية : صدام حسين طلب نجدته بعمليات انتحارية لابعاد الاميركيين عن مخبئه
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واكدت مصادر اللجنة الامنية العراقية في اتصال هاتفي مع ( ايلاف ) من يغداد ان صدام حسين استنجد عبر وسطاء متعاونين معه بالقاعدة بعد ان ضيقت القوات الامريكية الخناق علي الخلايا المسلحة التي تنفذ عمليلت مهاجمة الدوريات الامريكية لصالحه واعتقالها لعدد كبير من منظمي ومحركي هذه العمليات.&
واشارت الى ان مسؤولين في القاعدة اصدروا اوامر الى منظمة ( انصار الاسلام ) المتحالفة معها والتي انشاتها في منطقة كردستان العراقية عام 2001 لتحريك عناصرها على الاراضي العراقيةوتنفيذ عمليات انتحارية عاجلة ريثما تدفع بعناصر منها الى داخل العلااق وهو الامر الذي يتطلب وقتا لم يعد الرئيس المخلوع بقادر على انتظاره بعد ان بدأت عمليات البحث الامريكية تقترب منه اثر مقتل ولديه عدي وقصي مؤخرا.
واوضحت المصادر ان العمليات الانتحارية لم تكن اسلوب نشاط انصار النظام السابق وعناصر فدائييه ولذلك لجأ صدام حسين الى القاعدة المعروفة بتدريبها لعدد كبير من عناصرها على هذه العمليات كتلك التي فجرت مبنى السفارة الاردنية ومقر بعثة الامم المتحدة في بغداد فكانت انصار الاسلام التي تملك وجودا داخل العراق والمتحفزة للانتقام من ضرب الامريكان لقواعدها خلال الحرب الاخيرة وقتل العشرات من افرادها هي اداة المباشرة بهذه العمليات المدمرة.
وعبرت المصادر عن مخاوف جدية من امكانية تكرار مثل هذه العمليات في ظل عدم اكتمال انشاء جهازين وطنيين للجيش والشرطة وغياب رقابة صارمة على حدود العراق التي تربطه مع جيرانه الستة وبشكل يتيح للعناصر الارهابة حرية دخوله على شكل مجموعات لتفجير اهداف منتخبة يشكل ضربها ارباكا للوضع الامني وفوضى بين السكان بهدف تحميل قوات الاحتلال مسؤولية عدم القدرة على الحفاظ على حياة العراقيين ومؤسساتهم الخدمية والاقتصادية.
وتعود علاقة النظام العراقي السابق مع تنظيم القاعدة الى عام 1996 والتي اثمرت عن اتفاق في عام 2001 على تشكيل منظمة اصولية متطرفة في كردستان العراق بعد ان تلاقت اهدافهما.. فبالنسبة لصدام حسين فانه كان يبحث عن عملاء ينفذون عمليات لزعزعة استقرار هذه المنطقة بعد انفصالها عن سلطته.. اما القاعدة فكانت تتطلع لضرب الامريكان في اي مكان وتبحث عن ملجأ لانصارها وهي على وشك تنفيذ تفجيراتها بنيويورك في 11 ايلول ( سبتمبر ) عام 2001 فوجدت في مناطق الجبال الكردية الوعرة مكانا أمنا لهم.. بالاضافة الى ان عداء الطرفين للامريكان دفعهما للتحالف على اكثر من صعيد.&
وكانت مدينة حلبجة الكردية التي ضربتها القوات العراقية بالاسلحة الكيمياوية عام 1988 تحمل مقومات انشاء منظمات اسلامية متطرفة كونها مركز للعلوم الدينية للاكراد العراقيين فضلا عن انها تقع في منطقة جبلية معزولة وصعبة التضاريس جعلت منها مكانا حصينا يصعب السيطرة عليه مما شجع التيارات الاصولية لان تتخذ منها بعد احداث 11 ايلول نقطة انطلاق لعملياتها المسلحة.فقد تشكلت خلال عقد التسعينات منظمات متطرفة عدة في منطقتي بيارة وطويلة الكرديتين المتاخمتين للاراضي الايرانية مثل الحركة الاسلامية والجماعة الاسلامية وحركة النهضة الاسلامية والحركة الاسلامية الموحدة التي انشقت الى حركة الحماس الاسلامي والتوحيد الاسلامي التي انشأها عقيد المخابرات العراقي سعدون محمود عبد اللطيف العاني الملقب ( ابو وائل ) الذي كانت مخابرات بغداد قد دفعت به الى المنطقة متخفيا بمظهر ديني.
وخلال هذا العقد وبالتحديد في عام 1996 بدأ جهاز المخابرات العراقي ربط خيوط مع منظمة القاعدة وانصارها في الناطق الكردية فبدأت اتصالات مع اسامة بن لادن الذي كان يعيش في السودان انذاك عبر ضابطها سعدون العاني حيث استمرت هذه الاتصالات حتى وصول بن لادن الى افغانستان قادما من الخرطوم.. اعقب ذلك قيام هذا الضابط بثلاث زيارات الى افغانستان لهدف تاسيس جماعة اسلامية اصولية قوية في كردستان قادرة على توحيد الفصائل الاخرى.
وفي بداية عام 2001 اتفق زعماء الجماعات الاسلامية في كردستان على السفر الى افغانستان للقاء زعماء القاعدة وفي حزيران ( يونيو ) ذهب وفد منهم الى هناك وكان العاني من بين اعضائه فالتقوا باسامة بن لادن ومساعديه ايمن الظواهري وابوحفص القومندان.
وطرح زعماء هذه الجماعات علي قادة القاعدة فكرة ايجاد جماعة واحدة قوية فتم الاعلان عن جماعة جند الاسلام السلفية التي تحول اسمها فيما بعد الى انصار الاسلام حيث تلقت دعما ماليا كبيرا من القاعدة لتستطيع ان تطرح نفسها بقوة في منطقة كردستان العراق كما تم انتخاب كردي كان يتردد على افغانستان منذ العام 1988 وتدرب في معسكرات القاعدة هناك وهو ( وريا رش ) الملقب بابي عبد الله الشافعي. وفي بداية تموز ( يوليو ) عاد الوفد الى كردستان واستقر في منطقة بيارة يرافقه الممثل الشخصي لاسامة بن لادن الذي ينتمي للافغان العرب هو ابو عبد الرحمن الشامي واسمه الحقيقي رائد عبد الله الخريسات ( اردني الجنسية ).
وفي الاول من ايلول ( سبتمبر ) عام 2001 وقبل تفجيرات نيويورك بعشرة ايام تم الاعلان رسميا عن تشكيل جند الاسلام وانتخاب ابو عبد الله الشافعي اميرا لها فباشر اجراءات تأمين ملاذ في المنطقة لعناصر القاعدة التي كانت تتوقع تعرضها لضربات امريكية انتقامية بسبب تورطها في احداث واشنطن ونيويورك.
وبالترافق مع هذا التطور وضعت المخابرات العراقية عبر عناصرها في هذا التنظيم الجديد مهمتين : الاولى داخلية تهدف الى مراقبة ورصد الهيئات والوفود الاجنبية وخاصة الامريكية التي تصل الى كردستان للقاء زعمائها.. والثانية خارجية لرصد السفارات والقوات الامريكية في تركيا بالتعاون مع جماعة تركية متطرفة تدعى جماعة الخلافة الاسلامية التي وفرت انصار الاسلام لعناصرها الحماية داخل الاراضي العراقية بالمال والسلاح للقيام باعمال مسلحة ضد الامريكان وضرب اهداف تركية ايضا.
وباشرت مخابرات بغداد بارسال الاموال لخلايا سرية تابعة لانصار الاسلام في مدينة اربيل تتستر بالعمل التجاري وتقوم بدورها بايصالهاالى الانصار.. كما كانت تهرب الاسلحة التي توصلها الى بلدة خانقين ومنها تنقل سرا الى انصار الاسلام.&
وبالفعل بدأت هذه الجماعة مطلع عام 2001 بعملياتها المسلحة وهاجمت قواعد للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني&
قتلت في عمليتين اكثر من 88 فردا من البيشمركة العسكرية كما قامت باغتيال فرانسوا الحريري الوزير في حكومة مسعود البارزاني وسط اربيل وشوكت الحاج القيادي في الاتحاد مع ثلاثة من مرافقيه كما حاولت اغتيال رئيس حكومة السليمانية& برهم صالح بالاضافة الى مدير الامن العام.
وبعد تفجيرات نيويورك بدأ ت قوافل الافغان العرب تتدفق على اقليم كردستان العراق وبينهم قادة معروفون اتخذوا من منطقة بيارة والجبال المحيطة بها ملاذا لهم.. وتقدر مصادر كردية عليمة عدد عناصر انصار الاسلام حاليا بحوالي 1500 فرد بعد ان كان عددهم لا يتجاوز 800 عند بدء الحرب ضد النظام العراقي السلبق حيث تدفق الباقون على العراق من اقطار متعددة وهم من يسمون بالافغان العرب و الذين يبدو انهم مصممون على نقل المعركة ضد الامريكان من افغانستان الى العراق غير مكترثين بما يمكن ان يلحقه هذا من ضرر بالعراقيين وامنهم واستقرارهم ومستقبلهم.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف