صوت من النوبة
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&
&
أزعجني وأزعج كل نوبي ذلك العنوان الذي حملته صوت الإنسان النوبي عن إن حقوق النوبيين منتهكة ومغتصبة في مصر. هالني علي مانشر علي احوال النوبيين: وعلي واقع الحياة في بلاد النوبة الجديدة (أو التي خارج وطن الأم) بعد بناء السد العالي المشئوم والأثر الجانبي المفجع الذي تمثّل في التهجير وشتات النوبيين،لأن التهجير النوبي حدث كوني مثل الكوارث الرهيبة والحروب العالمية، ومن آلام الشتات التي مزقت "جيل نفوس نوبة الشتات"، وعلي ما أصاب النوبة القديمة عبر تاريخ طويل من الإهمال والنسيان ومن القمع الواقع علي النوبيين، فعرف الشعب النوبي معني التمييز والنبذ والتهميش وعنف السجون والمطاردات والفرار خارج الوطن كله. بذلك العرض كما لو كان لسان حال النوبي المسكوت عنه يقول إن النوبيين وهم مواطنى مصر، قد تم تهميشهم منذ غزو النوبة. بلاد النوبة، امتداد طولي على شاطئ النهر الأسطوري، نهر النيل. تبدأ حدودها من الجندل الأول جنوبي أسوان. وحتى مشارف دنقلة وحدود الجندل السادس. ويمكن تقسيم النوبة إلى قسمين ... النوبة العليا أو النوبة السودانية حالياً. والنوبة السفلى وهي النوبة المصرية، ولغتها الأولى هي اللغة النوبية، وهي السائدة بين النوبيين، وإن كانت اللغة العربية أثرت فيها بالطبع.
&
&إن الأقلية النوبية أو من عرفوا النوبيون فيما بعد هم الذين فرض عليهم بعد تعرض النوبة للغزو العربى ( كما تعرضت مصر للغزو العربى) الاختيار بين التحول قسرا إلى الإسلام أو مواجهة الموت أو دفع ضريبة سنوية، فاختاروا أن يدفعوا الجزية حتى يستطيعوا البقاء. إن تعداد النوبيين يتراوح ما بين 2.5 و 3 مليون نسمة وهم أقلية اثنية تطفو ولتواجه الشمس عارية بلا مساحيق، إن من يقرأ ما في عيوننا لينطق المسكوت عنه الذي كبلنا قروناً رغم ما نعاني من ضغوط التمييز وعدم المساواة، وهذا ما نحن نراه ونلمسه بيدنا، إن هذه الضغوط هى نتاج العنصرية الصارخة التى تمارسها الحكومة المصرية من خلال تشريعات غير مسئولة و سلطة تنفيذية ضعيفة الأداء وفى احيان كثيرة مجحفة عند تطبيق القانون، وكذلك حالة عامة من التعصب فى الوعى المصرى تمهد له وتنميه أجهزة الأعلام المملوكة للدولة والمصابة بتصلب الشرايين والقائمة بشكل دائم في العناية المركزة مما أدى إلى الكثير من التعديات على حقوق الإنسان النوبي.
&
&الحق الالهى يحرم الاعتداء على بلاد الغير ولاستنزاف ثرواتها وإزاحة أهلها والاستيطان بدلا منهم، تماما كما فعل الغرب مع الهنود الحمر فى أمريكا، والمستقبل كفيل بأن يعطي هذا الدليل الواضح الحديث عن الأقلية النوبية، والسياسات القومجية الشوفينية الصارخة المتبعة في المناطق النوبية في تعريبها فى كونه متعدد التفرعات، كل فرع يثير غصة وحنق واستياء النوبيين، ويتراكم بأبعاد ثلاثية حلزونية يصعب في المدى المنظور فك هذه العقد أو حل تركيبتها، فهي من جهة أولى قومية راكمت السلطات بسببها أكواما من مشاريع شوفينية وإجراءات عروبية عنصرية - ومن جهة ثانية سياسية نالت الويلات جراء النهج الأحادي القائم على نقاء الأمة العربية الواحدة، ومن جهة ثالثة إنسانية عملت السلطات فيها تمزيقا وتعريبا وتهجيرا وتبعيثا قطع أوصال اليد الواحدة وزرع بؤر خوف متنوعة جففت مآقي الروح والحس الإنساني، ومن جهة رابعة اجتماعية زرعت عبرها السلطات أنساقات كارثية، وانشقاقات على مستوى السدود النوبية والخ، وهو ما يعانيه الشعب النوبي من إنكار حقه في حياة حرة وكريمة .
&
الإعلام المصري أعلام شوفيني عنصري موغل حتي العظم في الخداع والالتواء والعداء للنوبيين
استطاع الإعلام المصري أن يسلح من المصريين المضللين بافتراءات وأكاذيب لتكون التجسس على ناس النوبة المقموعين والمحبطين مادة لهم وليبثوا سمومهم ويزيدون من ضلالة أبناء جلدهم
&أُرسّخت الضلالة الإعلامية في العقلِ المصري لاسيما في عقول الشباب من أن النوبيين ليسوا مواطنين من الدرجة الثانية وإنما هم برابره . الكلمة إمعانًا في التحقير( اي ليسوا للمواطنة المصرية من شئ ) ... تعالوا لجردة حساب قومية شاملة لنرى عظم الجريمة التي إرتكبها سياسة مصر البدائية بحق الشعب النوبي في الماضي القريب أم في الحاضر المخجل؟
&فمنذ سيطرة العروبية كعقيدة مصمته انهالت المشاريع الشوفينية في النوبة وتتالت تعريبا وصهرا وتعتيما على الهوية النوبية، فالسلطات الرسمية تنفي وجود قوميات غير عربية والرؤية الدلالية لهذه التهمة هي اعتراف صريح وواضح من السلطات المصرية بان هناك مناطق نوبية ليست عربية ويقطنها شعب ليس عربيا؟ أن إنكار وجود القومي الأخر هي سياسة بدائية سواء كانت صريحة أو مبطنة، وهي رؤية عبودية منتهكة للأخر تنفيها عدالة السماء ويرفضها منطق الحياة والعيش المشترك.
ويظهرأيضا تعنت الحكومة المصرية ضد النوبيين هو فى الغالب الحرمان التام من الوصول لأى مناصب قيادية أو تنفيذية هامة فى الدولة. إن معظم المناصب فى الدولة تتم عن طريق التعيين من قبل الحكومة، ويتم استبعاد تعيين النوبيين فى المراكز الحساسة فى الدولة بسبب لون بشرتهم، فلا يتم تعيينهم محافظين أو رؤساء للمؤسسات المملوكة للدولة. بالإضافة إلى ذلك فإن الحزب الوطنى الديمقراطى الذى يرأسه الرئيس مبارك يتقاعس عن ترشيح النوبيين على لوائحه الانتخابية بالعدد الذى يتوائم مع نسبتهم المئوية مما أدى إلى عدم وجود ممثلين حقيقيين منتخبين من النوبيين فى مجلس الشعب ( برغم الهمبكة البرلمانية الغيرالدستورية ) ان الحل المنصف يتطلب أن يكون هناك تمثيل سياسى للنوبيين يتناسب مع نسبتهم السكانية و نحن هنا ندعو لجنة حقوق الإنسان إلى:
&الإقرار على نحو مناسب بالغياب الكامل للحماية الدولية للأقلية النوبية فى مصر، وعن غياب حقوق النوبيين، وحقوق المواطنة الكاملة ... وتفعيل ما يعرف بالإجراءات التأكيدية لضمان حمايتهم، إصدار توصية مناسبة من الأمم المتحدة لتصنيف حالة هذا الشعب "بالمقلقة" وتنطبق عليه بنود توفير الحماية من لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، وان يستعيد النوبيين الأراضي التي صادرها الحكومة منهم في اطار سياسة التعريب التي اتبعها والتي أدت إلى طرد النوبيين من مدنهم، فالعروبة وحدة ثقافية عنصرية قائمة لتركيز على طابعها العربي وعلى صفاء الدم العربي، وانكار حقوق الاقليات
&أن تطالب بمتابعة دقيقة من قبل مراقبين متخصصين على نحو يتماشى مع واجبهم المنوطين به فمهما اختلف الناس في عقائدهم أو لونهم أو جنسيتهم أو لغتهم، سوف تؤدى للوصول إلى التغييرات المطلوبة لضمان تحقيق المساواة بين كل المواطنين في مصر ان الوحدة الوطنية تقوم على التعددية السياسية التي يستطيع الشعب بمختلف انتماءاته الدينية والاتنية والثقافية ان يتعايش في اطارها.
&نأمل من المجتمع الدولى بتسليط الأضواء على القضية النوبية وعلى الوضع العام للحريات و حقوق الإنسان فى مصر . نعتقد أن هذه هى فرصة تاريخية لنوبيي مصر و المهجر أن تؤدى هذه الخطوة إلى زيادة الوعى لدى المجتمع الدولى فيما يخص إنتهاكات حقوق الإنسان النوبي بمصر.
آن الأوان لمسح آثارعملية التعريب التي نفذتها السلطات، ومن ابشع صور التعامل العرقي والتمييز العنصري في التاريخ وفقا لسياسة التطهير العرقي، والتي أسفرت عن إشاعة الروح العدائية بين شرائح المجتمع فى مصر، وإعطاء الحرية للإنسان النوبي لممارسة حياته من دون عوامل الاستبداد القومي
ناشط نوبي
nubia@telia.com
&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف