عزمي بشارة: إسرائيل ستطرد عرفات قبل نهاية السنة الحاليّة
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كيف تقرأ المشهد الفلسطيني وأنت القادم لتوّك من الأرض المحتلّة؟
تعيش فلسطين هذه الإيّام وضعا صعبا ومربكا للغاية، و أتصوّر أن شارون الذي يهمّه إحلال الفوضى والحرب الأهلية العارمة وحالة اللاإستقرار في الأرض المحتلة،سيذهب أبعد من ذلك بعد أن حصل فعليا على الضوء الأخضر من قبل الرئيس الأمريكي جورج بوش وتحديدا في خطابه الأخير في جمعية الأمم المتحدة، حيث فهمت القيادة الإسرائيليّة أنّ الإدراة الأمريكية قد آذنت لها بالإقدام على ما تراه مناسبا، و أنا أؤكّد أنّ الإسرائيليين بصدد الإعداد لطرد ياسر عرفات من الأرض المحتلة وقبل بداية الأعياد اليهودية المقبلة، و تحديدا قبل نهاية سنة 2003، والمصريون أعلنوا صراحة ترحيبهم بإستقبال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
معنى ذلك أنّ جكومة أحمد قريع أبو العلاء سيكون أمدها قصيرا ؟
في الواقع فإنّ الحكومة الإسرائيلية لا يهمها لا قريع ولا عبّاس ولا عرفات نفسه، المشكلة أنّ الإسرائيليين يعرفون ماذا يريدون وأجندتهم واضحة أمّا نحن فمازلنا نتخبّط في حالة التوقّف والترقبّ واللاإستراتيجية. وأبسط مصداق على ذلك أنّ الفعل المقاوم الفلسطيني الذي أثرّ إلى النخاع على الدولة الإسرائيليّة لم يجر إستثماره بأتمّ معنى الكلمة ليكون هناك مردود سياسي من عملية المقاومة.
وهمّ إسرائيل أن تدخل فلسطين في حالة فوضى عارمة، وهي إذا ما خيّرت بين بقعة فلسطينية هادئة ومستقرة وبين بقعة فلسطينيّة تدبّ فيها الفوضى لأختارت الحلّ الثاني، و في نظري فإنّ الصراع سيستمر ولربّما لأجل غير مسمى، و سوف تدخل فلسطين المحتلة في حالة فراغ مطلق بعد إندثار القيادة الفلسطينية، وهو ما بات يسعى إليه شارون الذي لا يهمّه أحد كائنا من كان.
بالإنتقال إلى العراق، كيف تقرأ المشهد العراقي ؟
في الواقع هناك مشروع إنهيار في كل بقعة عربية، ولم تتمكن الديكتاتوريات من إفراز ثقافة وطنية واحدة كالسائد في الغرب، و قد تمكن الأمريكان من إستغلال هذه النقطة وأنطلقوا منها لتفعيل إستراتيجيتهم، و الملاحظة الأولى في قراءتي للمشهد العراقي هي أنّ المقاومة العراقية لم تصل إلى مستوى الإجماع الوطني، فما يعرف بالمقاومة العراقيّة الآن مازال مقتصرا على مناطق معينة وبالتالي طائفة معينة، و هناك بعض الطوائف ما زالت لم تحسم أمرها في موضوع مقاومة الأمريكان، و الأمريكان يراهنون على هذا التباعد في مواقف الطوائف.
رشحت معلومات تقول أنّ السيّد محمد باقر الحكيم وقبل مقتله في النجف إلتقى به رئيس مجلس الحكم الإنتقالي أحمد الجلبي و طلب منه هذا الأخير أن يصدر فتوى تحّرم مجاهدة الأمريكان فرفض الحكيم و أشترط أن تعلن أمريكا عن خروجها من العراق في غضون ثلاثة أشهر، وبعد يومين من هذا اللقاء جرى إغتياله في النجف بسيّارة مفخخّة !
بغض النظر عن دور ما للأمريكان في إغتيال محمد باقر الحكيم زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، فإنني أطالب بأنّ تكون المقاومة صاحبة مشروع وطني عام وليس مشروعا طائفيا، لأنّ المشروع الطائفي قد يفضي إلى حالة من التقاتل فيما لو إنسحب الأمريكان، والمشكلة الأكبر أنّ الديكتاتوريات العربية أوصلت المواطن العربي إلى درجة البؤس بل أوجدت في كل مجتمع عربي مشروع حرب أهليّة حقيقيّة.
&وهو الذي حدث في العراق ويحدث في الجزائر وغير ذلك من المواقع العربية، حيث أصبحت الطبقات الحاكمة طبقات عشائريّة و مذهبية وطائفية و لم تعد مصبوغة بالصبغة الوطنية التي تقيها من الزلازل السياسيّة.
كمثقف كيف ترى إلى صراع النخب العربية حول بديهيات الأمور من قبيل الإحتلال الأمريكي للعراق؟
الواقع انّ النخب إنعكاس لواقع المجتمع وهي لا يمكن أن تكون على الهامش هنّاك تأثر وتأثير أيضا بمجمل المنظومات السياسية والفكرية و الثقافية السائدة، و الواقع اليوم واقع تشرذم وتمزّق، وكل ذلك ينعكس على النخب.
مادمت موجودا في السويد، فقد جرى إطلاق سراح المتهم بإغتيال آنا ليند وزيرة خارجية السويد ألوف سفنسون وإعتقال مشتبه ثاني، فكيف تقرأ ملف إغتيال ليند؟
من النادر جدّا أن تنجب أوروبا شخصيات داعمة للحق الفلسطيني و بكل صراحة فإنّ السيدة ليند كانت مؤيدة بقوة للحقوق الفلسطينيّة، وإذا كان إغتيالها يشكل خسارة كبيرة للشعوب الباحثة عن تكريس حقوقها، فإنني لا أستطيع أن أجزم بهويّة قاتلها، قد تكون جهة خارجيّة أو داخلية، وليس بحوزتي المعطيات الكاملة و المعلومات الدقيقة للحكم على الأمر !
يقال أنّ الجهات الإسرائيليّة كانت منزعجة منها، وقد صرحّ السفير الإسرائيلي الجديد في ستوكهولم قبل شهر للقناة الثانيّة السويدية أنّ وزيرة خارجية السويد آنا ليند تتمتّع بكراهية اليهود !
صحيح أنّ مواقفها كانت تزعج الدولة الإسرائيليّة، وكانت بعض الجهات لا تنظر إليها بعين الرضا غير أنّ القول بأنّ إسرائيل وراء إغتيالها، فالمسألة دقيقة، والأمر يتطلب معلومات ومعطيات، وأنا أكرر أنّه لا يوجد لديّ هذه المعلومات ولا عن القوى اليمينيّة في السويد وكيفية تعاطيها مع مواقف آنا ليند.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف