قائد "فدائيي صدام" لـ القبس:فارس الناصري يقود العمليات في وسط العراق
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كتب مهدي السعيد:كشف رئيس اركان "فدائيي صدام" السابق اللواء الركن نوري العبيدي لـ"القبس" ان الذي يقود العمليات العسكرية ضد القوات الاميركية هو المقدم الركن فارس الناصري.
وقال العبيدي، الذي التقته "القبس" في احدى العواصم الاوروبية، إن فارس يقود اخطر المجموعات على هذا الصعيد، وهي مؤلفة من عناصر المخابرات الداخلية لـ"الفدائيين"، وهذه المجموعات مدربة تدريبا كافيا لشن حرب عصابات.
ولفت العبيدي الى ان بعض العمليات التي نفذت في مناطق الغرب العراقي تحمل طابع التدريبات التي تلقاها "الفدائيون"، خاصة المتعلقة بالمتفجرات، وزرع الالغام الارضية، ومهاجمة الدروع من خلال مجموعات صغيرة.
*********
القبس تلتقي رئيس أركان "فدائيي صدام" نوري العبيدي:
خطة طوارئ نفذت خلال الـحرب لمنع أي انتفاضة
كتب مهدي السعيد:
ربما تكون تشكيلات (فدائيي صدام) قد قدر لها ان تكون ميليشيات مسلحة ابتدعها عدي صدام حسين نجل الرئىس المخلوع في العراق، لكي تدافع عن النظام في الزمن الصعب، ولكنها، ومنذ لحظة التأسيس تحولت شأنها شأن الكثير من الاجهزة الامنية العراقية، الى عصابات مسلحة تمارس الرذيلة وادوات قمع واذلال و"فتوات" تمارس الاغتصاب والانتهاك ومصادرة حقوق الآخرين والاعتداء عليهم وتنفيذ اوامر "النزق" سيىء الصيت والسمعة، عدي صدام حسين، من قطع الاذن واليد وتشويه الوجه وقطع اللسان وتنفيذ احكام الاعدام بلا محاكمة.
ومع ذلك، فلا بد من منطق الحقائق التاريخية من الاعتراف بأن هذه الميليشيات او العصابات كانت على مستوى عال من التنظيم وقد صرفت اموالا طائلة من اجل تدريبها لتحول دون اي تململ شعبي في حالة تعرض العراق الى هجوم متوقع في اي وقت.. وكان صدام حسين وابنه عدي يريان ان ما وقع عام 1991 في مناطق الوسط والجنوب في العراق، كان سببه عدم وجود مثل هذه التشكيلات مع ان هذه المناطق كانت مزروعة بقوات امن ومخابرات واستخبارات وقوى حزبية بعثية مرعبة.
ولتسليط الضوء على هذه العصابات التقينا اللواء الركن نوري العبيدي رئيس اركان ما يسمى بقوات فدائيي صدام.. واللواء نوري ضابط عسكري معروف، احترف العسكرية منذ عام 1969 وتدرج برتبه بشكل طبيعي حتى عام 1977 عندما تم اختياره ضمن (20) ضابطا عراقيا للالتحاق بكلية سانت هيرست في بريطانيا، حيث حصل على ماجستير في العلوم العسكرية وعاد ليصبح مدرسا في كلية الاركان العراقية، وفي عام 1995 تم اختياره من قبل عدي صدام شخصيا ليعمل ضمن هيئة ركن فدائيي صدام التي دخلت مرحلة جديدة بعد عام 1995.
بدايات التشكيل: يقول اللواء الركن نوري ان فكرة تشكيل فدائيي صدام تبلورت عام 1992 عندما اصبح عدي صدام حسين رئيسا لاتحاد الطلبة والاتحاد العام لشباب العراق في السنة نفسها، كان الهدف المعلن، ان هذا التشكيل سيضطلع في حماية المواطن ولكن سرعان ما سقط هذا الهدف في الوحل، عندما بدأ يتدخل في امور بعيدة كل البعد عن اختصاصاته.. وعلى سبيل المثال، وبموافقة رئيس النظام المخلوع، قام هذا التشكيل بعمليات مداهمات واعتقال لعدد من المواطنين الذين يتهمهم النظام بأنهم من حزب (الدعوة) المحظور في العراق في ذلك الوقت، كما قام بعدد من العمليات في مناطق الاهوار في جنوب العراق قبل تجفيفها.. واشترك في اعتقال العديد من المواطنين بعد محاولة اغتيال عزت الدوري في كربلاء وغير ذلك.
> هناك قيادة عامة وهيئة اركان وغرفة عمليات لفدائيي صدام.. فهل يستحق مثل هذا التشكيل ان تكون له هذه العناوين القيادية.. وهل كانت البدايات تحتمل وجود مثل هذه العناوين؟
- في البداية، لم تكن هذه العناوين موجودة، وقد اقتصرت الهيئة القيادية عام 1992 على عدي صدام حسين واللواء الركن مكي حمورات وهو لواء متقاعد وعسكري محترف، واللواء الركن علاء مكي خماسي وهو عسكري محترف معروف وسيف الدين المشهداني نائب عدي في الاتحاد الوطني لطلبة العراق. ود. حسن نفل نائب عدي في الاتحاد العام لشباب العراق والمقدم الركن فارس عبدالغني الناصري، وهو احد ابناء عمومة عدي.. في ذلك الوقت كانت ميزانية الفدائيين حوالي نصف مليار دينار عراقي، وكان عددهم ثلاثة الاف شخص اغلبهم من الذين حصلوا على انواط شجاعة خلال الحرب العراقية -الايرانية، اي انهم خدموا في الجيش ولديهم خبرة ممتازة في القتال.. وبعد عام 1995 سلمت قيادة الفدائيين الى مزاحم صعب الحسن ابن عم صدام بعد ان طرد عدي من القيادة بسبب قيامه باطلاق النار على عمه وطبان ابراهيم الحسن، وهو اخ صدام من امه.. ولكن فترة ابتعاد عدي لم تدم طويلا،فقد عاد في منتصف عام 1996 لتسليم قيادة الفدائيين.. ولكن هذه المرة باسلوب جديد، وهدف جديد، فأنت تتذكر انه في هذا العام بدأت احتمالات قيام الاميركان بهجوم على العراق تلوح بالأفق وكانت هناك اكثر من أزمة بلغت ذروتها عام 1998 بعملية "ثعلب الصحراء" المهم في الأمر، ان عدي وبأوامر صريحة من صدام طلب التوسع في بناء هذه الميليشيات لتكون بمثابة البديل عن الجيش الشعبي الذي كان النظام في العراق قد استحدثه منذ بداية انقلاب 1968، وبالفعل بلغ عدد الافراد المنتسبين الى فدائيي صدام اكثر من 50 ألف شخص اغلبهم من العسكريين السابقين الذين انهوا الخدمة العسكرية ولم يجدوا وظيفة أو عملا يقتاتون منهما، كما تم تطويع عدد من الفتيات في هذا التشكيل وتم تشكيل فرق انتحارية، واصدر عدي أوامره بقبول عدد من المتطوعين العرب سواء من الذين يعملون في العراق اصلا او من الذين يفدون اليه من مناطق عربية مختلفة، وهكذا صار من الضروري ان تتشكل قيادة عامة وغرفة عمليات وهيئة أركان لكي تقوم بإدارة هذا التشكيل الذي يعادل جيشا أو "فيلقا".
> لا بد ان تكون لهذه التشكيلات بعد ان اصبحت بهذا الحجم مقرات ومراكز تدريب ومعدات وأسلحة وبرامج تطوير قتالية وغير ذلك، ام ان التخطيط اقتصر على التدريب الخفيف، لا سيما ان المهام الموكلة إليها تتمحور حول قمع اي احتمالات لانتقاضة شعبية؟
ــ صحيح ان هدف القضاء على اي انتفاضة او تململ في الشارع العراقي ممكن من خلال الاسلحة الخفيفة، ولكن قوة بمثل هذا الحجم تحتاج الى مستلزمات هائلة، ومن الخطأ التصور ان مثل هذا الهدف يحدد امكان استحداث برامج تدريبية على مستوى عال، بل على العكس، ولذلك، وبعد المرحلة الثانية اي بعد ان اصبح عدي للمرة الثانية مسؤولا عن هذه الميليشيات، تطورت أساليب ودبابات ومدافع من عيارات مختلفة كالهاون 160 ملم وأسلحة مقاومة الدبابات والدفاع الجوي المحمولة على الكتف الى جانب الاسلحة الأخرى والمتفجرات وزرع الألغام واساليب قتال القوات الخاصة، ولذلك فقد تم بناء ثلاثة معسكرات، كل معسكر يختص بجانب من التدريب، فمعرفة اساليب المشاة كانت تتم في معسكر الفدائيين في معسكر التاجي شمال بغداد، والتدريب على الانزال الجوي والمظلات ومهاجمة القطارات في معسكر بدا صغيرا في مطار المثنى وسط بغداد، ثم توسع في منطقة تقع شمال بغداد قرب قضاء بلد في محافظة صلاح الدين، والمعسكر الثالث وهو من اكبر المعسكرات يقع في منطقة بسماية، الى الجنوب من بغداد قرب منطقة سلمان باك، وكانت هنالك ثلاثة مقرات ايضا لقيادة الفدائيين: الاول في القصر الجمهوري الواقع في منطقة الكرخ كرادة مريم، والثاني في منطقة زيونه قرب الشارع السريع، والثالث في منطقة بسماية الى الجنوب من بغداد.
> نفهم من كلامك ان فدائيي صدام قوة عسكرية تعادل جيشا، فما هي علاقتها بالقوات المسلحة، وهل كان عدي صدام حسين يشرف عليها مباشرة وما هو حجم الرتب العسكرية في قيادتها وكيف كان عدي يتصرف مع القيادة والضباط، وهل تتلقى أوامر مباشرة من وزارة الدفاع أو قوات الحرس الخاص أو هل لديها على الاقل تنسيق مع هذه الجهات؟
- صحيح ان الشكل الخارجي أو الوجه الدعائي للفدائيين كان يحدده باطار ميلشيات مسلحة محددة الواجب والهدف، ولكن واقع الحال من الاجتماعات الاستثنائية التي تجمع هذه العناوين مرة واحدة، كما كان عدي يجتمع مع أفراد من هذه القيادات وحسب الظروف، وبهذا المعنى فإن اشراف عدي كان مباشراً وتفصيلياً، وفي كل اجتماع كان يؤكد ان محاضر الاجتماعات تعرض على الرئيس المخلوع ويطلع عليها شخصياً ويعلق على بعض القرارات.
أما علاقة الفدائيين بالقوات المسلحة أو قوات الحرس الجمهوري فهي غير موجودة على الاطلاق، وكان عدي في كل اجتماع تقريباً يؤكد ان قوات الفدائيين لا تستلم أوامر من احد على الاطلاق الا منه أو من والده فقط، وكان يقول ان الفدائيين قوة مستقلة ليس لها علاقة لا بالقوات المسلحة ولا بقوات الحرس الجمهوري.
وأسلحة الفدائيين شملت طائرات نقل وطائرات هليكوبتر ودبابات ومدافع من عيارات مختلفة كالهاون و160 ملم وأسلحة مقاومة الدبابات والدفاع الجوي المحمولة على الكتف الى جانب الأسلحة الأخرى والمتفجرات وزرع الألغام وأساليب قتال القوات الخاصة.
والشيء الذي عشته خلال ثماني سنوات كعسكري محترف مسؤول عن الجانب العسكري البحت يشيران بما لا يقبل الجدل انها قوة عسكرية مسلحة تتمتع بقوة لا بأس بها.. وحتى أكون دقيقاً... ليس كل الذين انتموا الى الفدائيين جاءوا عن قناعة، ونسبة كبيرة منهم (وقد اتضح هذا لي فيما بعد) دخلوا الى هذه التشكيلات للحصول على مصدر مالي، خصوصا ان رواتب العاملين تفوق حتى رواتب الضباط في القوات المسلحة التقليدية اضافة الى الكثير من الامتيازات بما في ذلك حصول الافراد على حصة تموين اضافية. كان هناك نفر متحمسون وفي المقابل كان هناك افراد لا يكترثون، وواضح ان هدفاً ماديا بحتاً دفعهم الى الانخراط في هذه التشكيلات.. كما ان هناك نسبة من الافراد في هذه القوة من اصحاب السوابق في القوات المسلحة وهم منبوذون اجتماعيا ولكن عدي صدام حسين نفسه كان يقول ان هناك مرحلة سنحتاج فيها الى مثل هؤلاء.. المهم (وهذا قوله) انهم موالون للنظام.
واتذكر ان المقدم فارس عبدالغني الناصري وهو ابن عم عدي واصبح مسؤولاً عن منظومة الاستخبارات في هذه التشكيلات تعرض لعقوبة الحجز لفترة اسبوع لأنه تلقى مكالمة من قصي صدام ولم يبلغ بها مسؤوله المباشر (على حد تعبير عدي).
انتم تعرفون ان الصراع بين عدي وقصي لم ينقطع في يوم من الأيام ولذلك كان هناك تشديد واضح من قبل عدي على استقلالية هذه التشكيلات، بل انه كان يقول بصراحة في اكثر من مرة انه لا علاقة لأخي قصي بعمل الفدائيين.
نعم كان هناك نوع من التنسيق بين قوة الفدائيين ووزارة الدفاع ولكن على المستوى الاداري اي على مستوى قيام وزارة الدفاع بتأمين الاسلحة والذخائر وبعض المعدات العسكرية، اما على المستوى العملياتي فليس هناك اي تنسيق فقوة الفدائيين تعمل منفردة وفق خطط وبرامج يتم تحضيرها في هيئة الاركان التابعة لها. وبصراحة، كان عدي يتصرف احياناً بأساليب غير اخلاقية حتى مع بعض القيادات في الفدائيين وعلى سبيل المثال، أنشأ عدي ثلاثة سجون، سجنا في كل معسكر من المعسكرات.. وكان من المفترض ان تكون هذه السجون خاصة بالفدائيين المخالفين ولكنها في الواقع كانت تستخدم لاغراضه الخاصة.. ومن ذلك قيامه بسجن خصومه من التجار الذين يرفضون دفع الاتاوات له او الذين يختلفون معه حول صفقات تجارية مما سبب لنا احراجاً كبيراً... واحيانا يرسل اليها الضباط العاملين في تشكيل الفدائيين دون النظر الى حقيقة مكانة هؤلاء الضباط.. كما كان هناك اربعة جلادين تابعين لعدي مباشرة يقومون بتعذيب وضرب السجناء الذين يحددهم عدي نفسه، واذكر ان هؤلاء الجلادين كانوا مسؤولين عن قطع اللسان واليد وبتر الاذن، وقد رأيت بأم عيني عملية قطع اذن احد الضباط وهو برتبة عقيد ركن استخبارات اتهمه عدي انه سبه وسب والده دون دليل، كما عرفت من بعض الضباط داخل معسكر بسماية ان عمليات اعدام كانت تتم في السجون هذه احيانا، بل ان احد الضباط حدد لي بالضبط مكان دفنجثث المعدومين الذين لا تسلم جثثهم الى اهاليهم ولا حتى يتم ابلاغ الأهالي عن اعدام ابنائهم.
> من المؤكد ان توزيع تشكيلات الفدائيين لم يكن حصراً في العاصمة ولكن في مناطق اخرى من العراق، فما هي اساليب توزيع قوات الفدائيين وما هو دورهم قبل الحرب الاخيرة التي اطاحت بالنظام وخلصت العراقيين من شروره وفي اثناء الحرب وربما بعدها، وما حجم تدخلهم في الشأن العراقي وما نوع الاتصالات التي تتم بين القيادة وقادة هذه التشكيلات؟
- تنظيمات الفدائيين في العراق تتوزع في جميع المدن الرئيسية تقريبا، من كركوك والموصل في الشمال وحتى مدينة البصرة في الجنوب. وهناك خطة طوارئ طبقت في الحرب الاخيرة تم بموجبها وبناء على طلب من رئيس النظام صدام حسين نفسه ربط هذه القوات بالقيادات الميدانية التي حددها رئيس النظام المخلوع بنفسه في حين ظلت قيادة منطقة بغداد تابعة لعدي صدام حسين.. كان من المفروض ان يكون انتشار هذه القوات لمنع اي انتفاضة يمكن ان تحدث بعد عمليات القصف الجوي، لكن القيادات الميدانية وخاصة في الجنوب كلفت هذه التشكيلات بمهمات اخرى كثر الحديث عنها في الايام الاخيرة.. وحسب معلوماتي، لم يكن حجم مشاركة ميليشيات فدائيي صدام بذلك الحجم الذي كان من المنتظر ان تقوم به. وهناك مجموعات كاملة في مناطق عديدة في العراق رفضت الخروج الى مقرات القيادات الميدانية واختبأت في دورها، في حين اضطلعت مجموعات اخرى في مدن البصرة والناصرية والعمارة (بمهمة) اجبار الجنود وافراد ما يسمى بجيش القدس على التحصن في مواضعهم رغم القصف الشديد الذي كانت تتعرض له بشكل كبير ومؤثر، وعلى مدى ساعات الليل والنهار. وبصراحة اقول انني منذ البداية كنت اقول لنفسي ان هذا النوع من التشكيلات التي تشبه تشكيلات المرتزقة لا يمكن لها ان تؤدي عملا جيدا بل على العكس من ذلك اكتشفت مع مرور الايام ان افضل ما تؤديه هذه المجموعات هو الحاق الادنى بأبناء الشعب. لقد اشرت في معرض اجابتي عن الاسئلة الى بعض المهمات التي اضطلعت بها قوات فدائيي صدام، ولا يفوتني ان اذكر ان بعض المجموعات التي ذهبت الى الاهوار مثلا تكبدت العديد من الخسائر حين واجهت مجموعات مسلحة ولكن معظم "انتصارات" هذه التشكيلات كانت ضد الابرياء العزل وكنا في هيئة الاركان احيانا نندب، حظنا العاثر اننا كنا من بين الهيئة المسؤولة عن الفدائيين، وفي الواقع لم يكن لاي احد منا اي دور وكانت كل الاوامر تأتي مباشرة من عدي وهو الذي يصدرها ويتابعها بنفسه.. ومن هذا الباب، اقول ان دورا حقيقيا يتناسب مع المبالغ الضخمة التي صرفت على هذه القوات والجهود الشاقة في التدريب لم يكن لها خلال الحرب.. اما بعد الحرب، فاعتقد ان هناك مجموعات من هذه القوات في اماكن متفرقة من العراق وخاصة في مناطق الوسط وغرب العراق، مازالت تعمل بشكل انفرادي ودون توجيه بل ان بعض عناصر الفدائيين شكلوا عصابات مسلحة لارهاب الناس وسرقتهم وقد رأيت بعضهم عل شاشات التلفزيون بعد القاء القبض عليهم من قبل قوات التحالف. وباعتقادي إن اخطر المجموعات التي لا تزال تعمل هي تلك المجموعات المرتبطة بالمقدم الركن فارس الناصري الذي كان يقود منظومة كبيرة في المخابرات الداخلية.. وهذه المجموعات مدربة تدريبا كافيا لشن حرب عصابات، واستطيع ان اقول ان بعض العمليات التي نفذت في مناطق الغرب العراقي تحمل طابع التدريبات التي تلقاها عدد من افراد الفدائيين خلال وجودهم في معسكرات التدريب خاصة المتعلقة منها بالتفجيرات وزرع الالغام الارضية ومهاجمة الدروع من خلال مجموعات صغيرة كما كان يحدث خلال عمليات التدريب.
> على المستوى الشخصي.. كيف تحدد لنا الدور الذي قمت به خلال الحرب باعتبارك رئيس اركان قوات الفدائيين؟
ــ كما قلت لكم.. بعد اليوم الاول من بدء عمليات القصف، كانت هناك فوضى حقيقية، فالاتصالات ضعيفة وطبيعة الاوامر التي اصدرها رئيس النظام نفسه الغت وجود هيئة الاركان التابعة للفدائيين، لان عمل التشكيلات ارتبط بقيادات ميدانية تجهل مبادئ العلم العسكري.. وفي الايام التالية، حاولنا تنظيم صفوف هذه التشكيلات بحيث نستطيع ان تؤدي دورا قتاليا ضد القوات المهاجمة على شكل حرب عصابات ولكن كانت القيادات الميدانية تزعم انها تحتاج التشكيلات داخل المدن لانها كانت تخشى من اندلاع انتفاضة شعبية خاصة في وسط العراق وجنوبه، اضافة الى ذلك فقد غاب عدي صدام حسين عن الانظار تماماً، اتذكر انني في اليوم الثالث للحرب غادرت المقر العام في منطقة زيونة الى داري بعد ان يئست من الانتظار دون جدوى، لقد انهار كل شيء لأن طريقة التنظيم كانت بائسة جداً ولأن القيادات الميدانية فرضت ايقاعها على عمل الفدائيين وأرادتهم ان يكونوا أدوات لتنفيذ مهام أخرى.
> هل تعتقد ان فلول الفدائيين ما زالت قادرة على فعل شيء، وهل توجد قيادة مركزية حالياً لهؤلاء الفدائيين وهل لهم علاقة مباشرة مع الرئيس الهارب؟
ــ بالتأكيد لا تزال هناك فلول، وهي نشيطة على ما يبدو لاسيما ان لديها الأسلحة والذخيرة الكافية للقيام بهجمات ضد قوات التحالف.. أما حجم هذه الفلول فلا استطيع تحديده، ولا اعتقد ان هناك قيادة مركزية والسبب ان القيادة الأصلية التي تعرف كل شاردة وواردة تشتتت تماماً ولم تستطع بفعل الفوضى ان تفرض اي نوع من السيطرة على هذه القوات، أما في ما يتعلق بوجود علاقة بين هذه القوات وصدام حسين فأنا لا اعتقد بوجود مثل هذه العلاقة على الاطلاق، واذكر في هذا الصدد ان الرئيس المخلوع اجتمع مرة واحدة بحضور ابنه عدي مع هيئة اركان هذه القوات قبل الحرب بحوالي خمسة اشهر، وقد اعطى توجيهات عامة تركزت في مجملها حول توجيه الجهود نحو جعل هذه التشكيلات تنصب فقط على الشأن الداخلي، ولم يجرؤ أي شخص من الذين حضروا الاجتماع التطرق الى ممارسات الفدائيين وتدخلهم في أمور تصل احياناً الى غلق محلات بيع الكاسيت وشرائط الفيديو واعتقال اصحاب المحلات التجارية بتهمة أو من دون تهمة.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف