إيلاف+

العيد على الأبواب ونار الغلاء تكوي الملايين150 جنيها سعر طقم ملابس الطفلو45 جنيها سعر كيلو الكعك في مصر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
منى الجويلي من القاهرة: أيام قليلة ويستقبل المسلمون في شتى أنحاء العالم عيد الفطر المبارك بما له من مكانة خاصة في النفوس. وفي مصر المحروسة يستعد الناس لاستقبال العيد بطقوس خاصة تبدأ منذ منتصف شهر رمضان الكريم لعل أهمها شراء الملابس الجديدة للأبناء وكعك العيد بأنواعه المختلفة.
وبأتي العيد هذا العام محملا بهموم جديدة تزيد من معاناة الأسر المصرية بسبب غلاء الأسعار سواء أسعار ملابس الشتاء أو أسعار المواد الغذائية بصفة عامة والكعك بصفة خاصة. وكعك العيد أو "الكحك" كما ينطقها المصريون هو الطبق الرئيسي على مائدة الإفطار في أول أيام عيد الفطر.
وإذا كانت أسواق ياميش رمضان شهدت ركودا واضحا بسبب غلاء الأسعار إلا أن التجار& يأملون ألا يشمل الركود سوق الكحك فهو يدر عليهم أرباحا هائلة. وهم من جانبهم يبررون زيادة الأسعار بارتفاع أسعار المكونات الرئيسية لإنتاجه من الدقيق والسمن والسكر ضمن موجة الغلاء التي شملت كل شيء منذ تعويم الجنيه المصري في يناير من العام الحالي. وأدى التعويم إلى هبوط قيمة الجنيه بما يصل إلى 40 في المائة.
وفي جولة سريعة في محال الحلوى كانت المحصلة أن هناك زيادة في الأسعار تصل الى حوالي 40 في المائة مقارنة بالعام الماضي حيث تراوح سعر الكيلو الواحد من الكحك بين 22 جنيها للنوع العادي و 45 جنيها للنوع الفاخر الذي يدخل في مكوناته الفستق والجوز.
وحلوى العيد في قاهرة المعز تقليد قديم يعود إلى أيام الفاطميين وإن كانت عادة صناعة أنواع
كعك العيد بأشكاله المختلفة في المنازل تضاءلت بشكل ملحوظ بسبب ضيق الوقت بالنسبة للأمهات الموظفات فلم تعد الغالبية العظمى من الزوجات تحرص على إعداده يدويا كما كانت عادة أمهاتهن واتجهن إلى شرائه جاهزا توفيرا للوقت والمجهود.
"كسوة العيد"
ومن العادات التي يحرص عليها المصريون على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية هي شراء ملابس العيد الجديدة لأبنائهم وهو ما تعارفوا عليه "بكسوة العيد" وهو الأمر الذي يمثل عبئا إضافيا على ميزانية الأسرة.
والملاحظ أن أسعار الملابس الشتوية الجاهزة ارتفعت هذا العام بشكل واضح رغم رداءة الخامات. فشراء طقم واحد يتكون من قميص وبلوفر من الصوف وبنطلون لطفل من سن الرابعة إلى الثامنة مثلا قد يصل إلى أكثر من 150 جنيها ويرتفع الرقم بحسب عمر الأبناء.
تلك الزيادة الواضحة في الأسعار عانت منها معظم الأسر خاصة تلك التي لديها أكثر من طفلين.
وتحاول محال الملابس الجاهزة خاصة في الأحياء الراقية إغراء العملاء للإقبال على الشراء
هذه الأيام بشتى الطرق بالإعلان عن تخفيضات وهمية بمناسبة العيد، ولم لا فهي فرصتها للتخلص من البضائع المكدسة في المخازن منذ شهور ولذا فقد سارع كثير من أصحاب المتاجر بإخفاء البضائع الجديدة وعرض المخزون بنفس الأسعار المرتفعة لأنهم يدركون جيدا أنها فرصتهم لبيع أكبر قدر منها في موسم العيد.
جنة الفقراء
أما ملابس أبناء الكادحين أو من يطلق عليهم "محدودي الدخل" فلا تزيد عن 40 جنيها للطقم الواحد وهؤلاء يجدون ضالتهم في الأسواق الشعبية مثل سوق "وكالة البلح" أو "جنة الفقراء" حيث يمكن شراء الحذاء بعشرة جنيهات مقارنة مع 80 جنيها في محلات الأحياء الراقية مثل مصر الجديدة والمعادي.
ويبدو أنه رغم معاناة ملايين الأسر في تدبير لقمة العيش لأبنائها فان كل شيء يهون مقابل فرحة الصغار بارتداء الملابس الجديدة وتناول كحك العيد وتوابعه من بسكويت وغريبة وحصولهم صباح أول أيام العيد على مبالغ رمزية من النقود في صورة "عيدية" من الأهل والأقارب.. فهي برغم كل شئ "مسألة مبدأ" مع الاعتذار للمسلسل التلفزيوني للنجمة الهام شاهين الذي يسهر أمامه المصريون كل ليلة منذ بداية الشهر الكريم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف