أخبار

الحليف الاكبر" الاميركي يوجه صفعتين الى ارييل شارون اولمرت :اسرائيل "غير ملزمة" بقرار الامم المتحدة حول "خارطة الطريق"

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&تلقى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون صفعة مزدوجة من "حليفه الاول" الاميركي، مع اعتماد مجلس الامن الدولي بالاجماع "خارطة الطريق" وتوجيه الرئيس الاميركي جورج بوش انتقادات شديدة اللهجة الى سياسته.&وجعل شارون من علاقاته "المميزة" مع بوش حجر الاساس لدبلوماسيته برمتها منذ توليه السلطة في اذار/مارس 2001.
&غير ان الولايات المتحدة وجهت في غضون بضع ساعات صفعتين الى شارون الذي حاول التقليل من اهمية الخلافات القائمة في وجهات النظر مع واشنطن.&وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي امس الاربعاء متحدثا للصحافة في روما قبل عودته الى اسرائيل "صحيح ان ثمة مواضيع لا ننظر اليها بالطريقة ذاتها، لكن الطبيعة الخاصة لصداقتنا (مع الولايات المتحدة) تجعلها تستمر حين لا نكون متفقين على كل شيء".
&وفي المقابل، اعتبر وزير البنى التحتية يوسف باريتزكي من حزب شينوي (وسط) ان الحكومة الاسرائيلية تلقت "بطاقة صفراء". وشدد في مقابلة اجرتها معه اذاعة الجيش الاسرائيلي على "وجوب تبديل التكتيك والقيام بمبادرات".&ووجه بوش امس الاربعاء في خطاب القاه في لندن حيث يقوم بزيارة دولة انتقادات قاسية الى الحكومة الاسرائيلية وطالبها بوقف حركة الاستيطان في الاراضي المحتلة ووقف "الاذلال اليومي للفلسطينيين وعدم استباق المفاوضات من خلال اقامة السياجات والجدران".
&وبعد بضع ساعات، صوتت الولايات المتحدة لصالح قرار طرحته روسيا على مجلس الامن، ينص على اقرار "خارطة الطريق"، خطة السلام الدولية لتسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني.&غير ان شارون كان عبر عن معارضته الشديدة لمثل هذا القرار مؤكدا انه لا يمكن للامم المتحدة ان تلعب دورا في تفعيل "خارطة الطريق" بسبب "مواقفها المعادية لاسرائيل".&وتنص "خارطة الطريق" التي وضعتها اللجنة الرباعية ولم توضع حتى الآن موضع التنفيذ، على وقف اعمال العنف وتجميد الاستيطان في الاراضي المحتلة، وصولا الى اقامة دولة فلسطينية بحلول 2005.
وقد وافقت الحكومة الاسرائيلية على هذه الخطة، غير انها ارفقت موافقتها ب14 "تحفظا" اعتبرتها بمثابة "خطوط حمراء" لا يمكن المساومة عليها.&واقر مسؤول اسرائيلي كبير رافق شارون في زيارته لروما مساء امس الاربعاء ان اسرائيل "قامت بكل ما في وسعها" لمنع اصدار القرار.&وحاول شارون خلال زيارة لموسكو في مطلع الشهر اقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتخلي عن طرح مشروع القرار على مجلس الامن.
&وعلى اثر فشل شارون في تحقيق هدفه، اعلن نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان اسرائيل "غير ملزمة" بقرار مجلس الامن.&وقال اولمرت متحدثا الى الاذاعة العامة "قد نتوصل الى اجراء مفاوضات مع الحكومة الفلسطينية الجديدة على اساس خارطة الطريق ولكن ليس على اساس قرار مجلس الامن لان اسرائيل لا تشعر انها ملزمة بهذا القرار".&وفي المقابل، اعرب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات مساء امس الاربعاء عن ارتياحه للقرار.
&وقال عريقات "اننا نرحب بهذا القرار ونامل ان توجد آليات لتنفيذه عبر تفعيل دور اللجنة الرباعية بطرح اليات تنفيذ وجداول زمنية وفرق رقابة على الارض لتنفيذ خارطة الطريق".
من جهته قال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان اسرائيل لا تشعر انها "ملزمة" بالقرار الذي اعتمده مجلس الامن الدولي بالاجماع بشأن "خارطة الطريق" لتسوية النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين.
واوضح اولمرت في حديث للاذاعة الاسرائيلية العامة "قد نتوصل الى محادثات مع الحكومة الفلسطينية الجديدة على اساس خارطة الطريق لكن ليس على اساس قرار مجلس الامن لان اسرائيل تشعر انها غير ملزمة بهذا القرار".
من جهتها ذكرت رئاسة الحكومة في بيان لها بان الحكومة الاسرائيلية "وافقت على خارطة الطريق مرفقة ب14 تحفظا". وافاد البيان ان "هذه الصيغة تشكل فقط البرنامج السياسي الوحيد الذي يوجد لدى اسرائيل استعداد لتطبيقه". واضاف البيان ان "خارطة الطريق لا يمكن ان تطبق الا عبر مفاوضات واتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين في حين ان دور الحكم المتعلق بتطبيقها يجب ان يعود للولايات المتحدة. ان اسرائيل لن تقبل اي تدخل اخر في تطبيق هذه الخطة".
وقد رحبت السلطة الفلسطينية مساء الاربعاء باعتماد مجلس الامن مشروع القرار وطالبت بآلية لتنفيذ هذا القرار. وقال صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات في السلطة الفلسطينية "اننا نرحب بهذا القرار ونأمل ان توجد آليات لتنفيذه عبر تفعيل دور اللجنة الرباعية بطرح آليات تنفيذ وجداول زمنية وفرق رقابة على الارض لتنفيذ خارطة الطريق ككل لا يتجزأ وبعيدا عن الاشتراطات والاملاءات ومحاولة فرض الامر الواقع كما تحاول الحكومة الاسرائيلية".
واقر مجلس الامن بدعم من الولايات المتحدة قرارا اقترحته روسيا يؤيد تطبيق "خارطة الطريق". والقرار 1515 الذي تم التصويت عليه بحضور الامين العام للامم المتحدة كوفي انان "يصادق على خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية وتهدف الى التوصل الى حل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني باقامة دولتين دائمتين". كما يدعو القرار "الاطراف (بدون تحديدها) الى الالتزام بكل واجباتها من اجل التوصل الى تحقيق رؤية دولتين تعيشان جنبا الى جنب بسلام وامن". وقبل التصويت عبر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عن معارضته لاي تدخل للامم المتحدة في تطبيق "خارطة الطريق".
وتنص خارطة الطريق التي بقيت حتى الان حبرا على ورق على وقف اعمال العنف وتجميد الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي المحتلة واقامة دولة فلسطينية على مراحل بحلول العام 2005. وقد وضعتها اللجنة الرباعية المؤلفة من الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا. ومساء الاربعاء اكد مسؤول كبير كان ضمن الوفد المرافق لشارون في زيارته الى ايطاليا هذا الاسبوع ان اسرائيل "فعلت كل ما في وسعها" لمنع اعتماد هذا القرار. وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه ان النص الاساسي الذي قدمته روسيا قد "عدل" في اتجاه ايجابي من وجهة النظر الاسرائيلية.
وفي مطلع تشرين الثاني/نوفمبر قام شارون بزيارة الى موسكو حيث حاول اقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعدول عن عرض مشروع القرار هذا. وتعتبر اسرائيل ان تدخل مجلس الامن يخالف احد مبادىء خارطة الطريق التي تنص على "اجراء مفاوضات مباشرة بين الطرفين" وان مثل هذه المبادرة لا تتيح الاخذ في الاعتبار التحفظات ال14 على النص الاساسي التي يريد شارون فرضها كشرط لتطبيق الخطة.
ويأتي هذا القرار بعدما وجه الرئيس الاميركي جورج بوش في خطاب القاه في لندن انتقادات للحكومة الاسرائيلية وطلب منها وقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة ووقف "الاذلال اليومي للفلسطينيين وان لا تؤثر على نتيجة المفاوضات النهائية من خلال اقامة السياجات والجدران".

الامم المتحدة تتبنى قرارا يدعم "خارطة الطريق"
*روسيا تعرض مشروع القرار حول خارطة الطريق على مجلس الامن

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف