أخبار

عقدة العميل و التحليل العليل في مقالات السيد حتر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
زهير كاظم عبود
&
&
&

في مقالة بعنوان (تجديد الحرب العراقية الأيرانية ) نشرت جريدة العرب اليوم الأردنية بتاريخ 19/11 مقالاً للكاتب السيد ناهض حتر كرر فيه مفردات العميل والعمالة والعملاء أكثر من أي مفردة أخرى ، مما يوحي أنه يطلق الصفات التي يريدها وفق مزاجه ممايريد أن يوصله للمتابع المذعن بقراءة مقالته الخالية من المنطق والتحليل العلمي المستند على الوقائع والظروف التي تستجد في المنطقة وفي العراق تحديداً.
ويبدو أن عقدة (العميل ) تطغي على تفكير السيد حتر فلاتفارقه فيوزعها على الجميع دون أستثناء ، فمجلس الحكم الأنتقالي في العراق عميل ومن خلال ذلك فأن جميع الأحزاب العراقية المشتركة بهذا المجلس عميلة مع جماهيرها العريضة ، كما أن الجيش الذي سيتشكل من العراقيين ( عملاء ) ، كما أن الحكومة العراقية القادمة ( عميلة بالرغم من كونها لم تتشكل لحد الان ) ، والجمهورية الأسلامية التي أعترفت بمجلس الحكم كممثل شرعي في العراق بتياريها المحافظ والليبرالي معاً عملاء بالتأكيد لتعاونهم وأعترافهم بحكومة عملاء.
والتوصيف الذي يطلقه البعض على الخصوم ليصفهم (بالعملاء ) غير موجود الا في عقول بعض السذج من المحللين والكتاب الشرق أوسطيين ، ودون أن يكون هناك سند أو أثبات للعمالة أو العمل لصالح جهاز مخابرات أحنبي أو لصالح دولة معادية ، ومن أبسط الكلمات التي يتنابز بها البعض كلمة عميل الأمبريالية والأرتباطات المشبوهة.
ولن انتقد عدم تقبل السيد حتر لواقع مجلس الحكم ، ولن أنتقد رفضه للوجود الأمريكي على أرض عربية مثل العراق ، كما لاأتعارض معه حول عدم وجود سلطة شرعية تتمتع بالسيادة والأستقلال في هذه الفترة بالعراق ، ولكني أتعارض معه حين يقوم بالتعرض للحركة السياسية الوطنية المتمثلة بالأحزاب المجاهدة والتنظيمات العريقة التي يزخر تاريخ العراق الحديث بعطائها وتضحياتها وسجلها الذي لايعرفه السيد حتر للأسف.
فمن يقرأ تاريخ الحزب الشيوعي العراقي أو سيرة حزب الدعوة أو المجلس الأعلى للثورة الأسلامية أو تنظيمات الأخوان المسلمين أو الشخصيات الوطنية يدرك أن هذه الأحزاب والتنظيمات لايمكن لعاقل أن يقوم بالحط من قيمتها أو أطلاق الصفات التي لاتليق بالتحليل السياسي عليها ، لانها تمثل القاعدة الجماهيرية الحقيقية للشعب العراقي ، ولانها الصوت المعبر عن أوسع الجماهير في العراق ن وقد كان النظام البائد يطلق لفظ العميل على هذه التنظيمات الوطنية وأظن أن السيد حتر أستل هذه المفردات من قواميس السلطة البائدة الى الأبد في العراق ، وعلى السيد حتر أن يدرك هذه الحقيقة.
السطحية في تحليل السيد حتر تظهر في أعتقاده أن وفد مجلس الحكم طالب أيران بممارسة الضغوط الطائفية والأمنية بيــن أوساط الشيعة في العراق لمنعهم من الألتحاق ( بماسماه جزافاً المقاومة العراقية وهي نفسها الجهة التي قامت بالأعتداء على السفارة الأردنية في بغداد مرتين متتاليتين ) ، وقد وقع في مطب جهله بالواقع العراقي وعدم معرفته بواقع الشيعة التي يتشكل منها أغلبية الشعب العراقي ، فهو يعتقد واهماً قدرة أيران الضغط على شيعة العراق لأنها تمثل الشيعة وتقودهم عالمياً في جمهورية أسلامية ( شيعية ) وهذا هو التسطيح والسذاجة بكل معانيها ، وأدعو السيد حتر أن يتعرف كثيراً على واقع الشيعة في العراق وعن قدرة المرجعية الدينية وعلى حقائق شيعة العراق وشخصياتهم السياسية والدينية ، وأهم ما أود أن اسجله للسيد حتر هو أحتقار الشعب العراقي للطائفية المقيتة التي كانت صفحة من صفحات الحكم الصدامي البغيض على العراق وفى الله منها الأردن وأهله والسيد حتر.
ومن الغريب أن يذكر السيد حتر أن مجلس الحكم الأنتقالي (العميل ) قام بعقد صفقة مشبوهة مع طهران ، وهذه الصفقة يؤكد الكاتب السيد حتر انها مشبوهة فهي صفقة أو اتفاقية في غير صالح الشعبين العراقي والأيراني ، ثم يخلص الى أن الأمر سيقود الى تشكيل حكومة عراقية ( عميلة ) قادمة ، وجيش عراقي ( عميل ) قادر على مواجهة ( المقاومة ).
وبرغم أعجاب السيد حتر بكلمات الرئيس البائد الهارب قي الفيافي والقفار والقابع في المجارير مرعوباً من غضب الشعب وأرواح الشهداء و شواخص عظام الشهداء في المقابر الجماعية وضحايا مجازر الأنفال والكيمياوي في حلبجة ، الا أن أستنتاجه يدعو للحيرة والتعمق بالتفكير حول قدرة السيد حتر على التوصل الى حقيقة لم تنتبه اليها جريدة العرب اليوم لتقوم بتوظيفها كمانشيت عريض في الصفحة الأولى لجذب أنتباه القاريء والمتابع للشأن العراقي ، وهي أن الصفقة التي عقدها مجلس الحكم ( العميل ) في العراق مع الجمهورية الأسلامية ( العميلة ) في طهران ترمي الى تجديد الحرب العراقية الأيرانية التي كان قد أشعلها دون سبب القائد الهارب والرئيس البائد ، وهذا الأستنتاج يدلل على عمق الرؤية لدى السيد حتر وقاه الله وأيانا الحرب وويلاتها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف