مزرعة الخضيرا للصقور في قطررسالة بيئية لحماية صقور الوحش من الانقراض
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وحول فكرة إنشاء المزرعة والأهداف المرجوة منها وطموحاتها المستقبلية والعقبات التي قد تعترض تنفيذ مشاريعها المستقبلية كان هذا اللقاء مع مالكها سمو الشيخ محمد بن فيصل بن ثاني آل ثاني، ومع السيد محمد زكريا المدير الفني والتنفيذي والمسؤول عن عملية التفريخ في المزرعة، سيما وأن عملية إكثار الصقور تتطلب توفير عوامل ومعايير خاصة ودقيقة للتحكم بالعوامل المحيطة من حيث الطقس وحرية التحليق خصوصاً، وذلك بالنظر لصعوبة تفريخ هذه الطيور في مناطق غير مناطقها الأصلية التي تهاجر منها.
وعن تفاصيل هذا المشروع الهام، يوضح السيد محمد زكريا أن المزرعة أنشئت في يناير عام 2000، لكن البداية كانت في منتصف السبعينات، حيث قمنا بزيارة معظم مزارع تفريخ الطيور في العالم للمشاهدة والملاحظة مما أكسبنا الكثير من الخبرات في هذا المجال. وكانت كفاءة وأداء الصقر المنتج في المزرعة في الطيران والصيد من جل اهتمامات الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني، ولذلك يعتبر قفص تدريب الصقور في المزرعة من أكبر الأقفاص المخصصة لتدريب الصقور في العالم بمساحة 2000 متر مربع وارتفاع 15 متراً. وتحرص إدارة المزرعة على إقامة معارض متخصصة في الخارج وكذلك في دول المنطقة والمشاركة المستمرة في جميع المناسبات التي تعنى بالصقور.
وقد بدأ التعاون بين مزرعة الخضيرا ومركز كنتش للصيد بالصقور في بريطانيا منذ مدة طويلة تم خلالها تبادل الخبرات، باعتبار كنتش من أكبر المراكز في أوربا لإنتاج الصقور للوصول إلى أعلى مستوى من الجودة لعشاق الصقور ومحبي رياضة الآباء والأجداد.
وتحتضن المزرعة العديد من أنواع الصقور المعروفة للصقارين كصقور الجير والحر والشاهين والصقور المهجنة مثل الجير حر والجير شاهين، وتحتوي المزرعة حالياً عشرات الصقور من مختلف الأنواع، منها صقور برية ومنها ما تم شراؤه من مزارع تفريخ الصقور من كل من ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، حيث تنتشر مزارع متطورة لتفريخ الصقور على مستوى تجاري. كما يفرخ في المزرعة مئات من البط الطيار بأنواعه (البالبول- الشرشير- الشهرمان- الملكي). وبالتأكيد لا يوجد في الوقت الحاضر أي منتج ذرية من الجيل الثاني، وهذا يرجع بالطبع لقصر عمر المزرعة.
يحتاج الصقر من ستة إلى ثمانية أسابيع للإعداد والتدريب قبل أن يعرض للبيع، الفترة الأولى تبدأ بعد اكتمال ريش الفرخ المنتج وإدخاله في خيمة التدريب الصغيرة التي يبلغ طول قطرها 25 متراً وارتفاعها 5 أمتار لكي يتعلم على الطيران لأول مرة وهي حوالي ثلاثة أسابيع، ينقل بعدها إلى الخيمة الكبيرة لكي يطير بحرية أكثر ويدرب على الصيد، وبشكل خاص صيد البط الطيار بمختلف أنواعه والمتوفر بكميات كبيرة في المزرعة حيث يتم تفريخه بنجاح في مزرعة الخضيرا.
المنشأت المستخدمة لإيواء ورعاية الطيور
أولاً: المنشآت الخاصة بالصقور..
1- غرف التزاوج والإعاشة:
عبارة عن 6 غرف متراصة مبنية من الطابوق المعزول عزلاً جيداً والمسقوفة بسقف به فتحة للتهوية لدخول الشمس والهواء المتجدد والمعزول هو الآخر بشكل محكم و مدروس. مقاس الغرفة الواحدة 3 × 5 م بارتفاع 3.5م, ملحق بها غرف أخرى صغيرة بمساحة 1.5 متر مربع خاصة بالتبريد يدخل لها الصقر إذا شعر بالحر. عدد هذه الغرف حتى الآن ست غرف كمرحلة أولى، وهناك خطة لزيادة عدد هذه الغرف التي تعتبر ضرورية لتفريخ الصقور في المرحلة القادمة بعد أن تم قطع شوط كبير في عملية تفريخ الصقور.
2- قفص تدريب الصقور على الطيران:
وهو عبارة عن خيمة كبيرة مستديرة قطرها 50 متر, مبنية من الطابوق و مغطاة من الأعلى بطبقتين من الشبك المحكم الغلق إحداها من الحديد المقاوم للصدأ والأخرى من مادة من الألياف المصنعة خصيصاً لهذه الأغراض, حيث تسمح هذه الألياف بدخول الهواء والإضاءة الطبيعية من أشعة الشمس للقفص وحماية الصقور عند الاصطدام بها، والأبواب هي الأخرى مزدوجة ولا توجد هناك أي فرصة هرب للصقور.
وبشكل طبيعي يثبت الشبك من المركز على أعمدة خرسانية بارتفاع 10 أمتار ليشكل الشكل العام الذي يشبه الخيمة الدائرية، وتشكل الخيمة الدائرية بقطر 50 متراً وارتفاع 10 أمتار مكاناً مناسباً جداً للصقور لكي تتمكن من الطيران بحرية كبيرة بداخلها، حيث أن مساحتها الإجمالية 2000 متر مربع، كما أن بها غرفة تبريد نصف دائرية تطل على الخيمة من خلال نافذة يدخل إليها الصقر عند الإحساس بالحر. وبإمكان هذا القفص الدائري القفص استيعاب ما يقرب من 100 صقر دون وجود أي عوائق أو تدافع بين الصقور.
ثانياً: المنشآت الخاصة بالبط الطيار..
خصصت مساحة 4000 متر مربع تقريباً سيجت بالكامل بارتفاع 5 أمتار وأنشئ بداخلها أحواض كبيرة على شكل برك صناعية للماء ومزودة بفلاتر كبيرة ومضخات للمحافظة على المياه نظيفة لمدى تعلق البط بالماء. والبط الطيار يعتبر بديلاً هاماً عن الحبارى وبالتالي يستخدم لتدريب الصقر على الصيد، وفي حال استخدام البط الطيار كبديل لتعليم الصقر الصيد فهو قادر على التكاثر والتفريخ أكثر من الحبارى، وبالتالي فلا خوف عليه من الانقراض أو تأثير الصيد عليه، كما هو الحال بالنسبة للحبارى التي تتأثر بالصيد والتي لم نتمكن حتى الآن من تفريخها بأعداد كبيرة.
توقعات المرحلة القادمة
ويوضح السيد محمد زكريا أن تجربة التفريخ بدأت في المزرعة بشكل أساسي وعملي منذ العام الماضي حيث وضعنا 6 أزواج من الصقور في الغرف الخاصة بالتزاوج، لتبدأ عملية التزاوج بعدها ليكون الناتج حتى الآن تسعة فروخ صقور هي نتيجة عملية التفريخ في المزرعة، وهي نتيجة مرضية كونها البداية العملية لمشروع تفريخ الصقور. أما توقعاتنا للمرحلة القادمة فسنصل لإنتاج حوالي 45 صقراً من مزرعة الخضيرا في الدوحة، فضلاً عن حوالي 400 في مزارعنا في كل من كنتش ببريطانيا (200-250) ونسبرج بألمانيا (100-150)، وهناك خلطات جديدة نبتكر فيها.
أما عن استراتيجية إضافة صغار إلى الطيور التي تفرخ كإحلال مستقبلي، فتقوم إدارة المزرعة بفحص الطيور فحصاً جيداً يشتمل على الصفات الوراثية والانتقاء لتحسين السلالة. وتعتبر الحاجة لزيادة العدد الموجود للطيور سواء بطيور منتجة من المزرعة أو بطيور جلبت من البر ضرورية للوصول إلى التنوع الإنتاجي للمزرعة.
أما الطريقة المستخدمة لوضع علامات للطيور التي تفرخ و التي يتم تصديرها، فهي وضع حلقات مرقمة في رجل الطائر وهو في سن صغيرة، أو عن طريق الشريحة الرقمية تحت الجلد.
تفادي التوالد الداخي
يتم التعرف على ظاهرة التوالد الداخلي بالملاحظة المستمرة للمواليد حيث تسبب هذه الظاهرة إعاقة معينة للمواليد أو صغر في الحجم والكثير من الأمراض الوراثية المختلفة، وذلك بسبب تلقيح ذات الذكر لأكثر من مرة، وقد عملت إدارة المزرعة على تفادي مثل هذا الأمر بالتجديد المستمر للدماء والاستعانة بدماء جديدة من الخارج.
الطير الوحش يجب أن يبقى رمزاً
ويدعو الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني مالك المزرعة للابتعاد عن استخدام صقور الوحش في الصيد واستخدام الصقور المكاثرة في الأسر بديلاً عنها حتى وإن احتاجت لفترة أطول في التدريب، وبرأيه فإن طير الوحش يجب أن يبقى رمزاً فقط للصقارة العربية الأصيلة. ولذلك فلا بد من إقناع الصقارين بالتعامل مع الصقور المكاثرة في الأسر عبر تنظيم المعارض والندوات المتخصصة وطرح الكتيبات الإرشادية المصورة التي توضح للصقار أهمية المحافظة على الطير الوحش، وتعرض له أنجح السبل لتدريب الصقور المكاثرة في الأسر.
ويقول الشيخ محمد بن فيصل لدينا رسالة في مزرعة الخضيرا بالحفاظ على الطير الوحش وحماية رياضة الصيد بالصقور العريقة، وفي سبيل ذلك فإنني أدعو لإنشاء نادي لصقاري قطر واضعاً خبرتي في مجال الصقارة وإكثار الطيور في خدمة البحث العلمي وتوعية الصقارين.
وهو يرى أن بإمكان النادي المقترح التعاون مع الجهات المماثلة في منطقة الخليج وخاصة مع نادي صقاري الإمارات وهيئة أبحاث البيئة والحياة الفطرية وتنميتها الذين سبقونا بكثير في مجال إكثار الحبارى وحماية الصقور وإعادتها للبرية. مشيراً إلى قيام إدارة مزرعة الخضيرا بزيارة للمركز الوطني لبحوث الطيور حيث أعجبنا جداً بالجهود المبذولة لتفريخ الحبارى وإكثارها وبالاستراتيجية العلمية الموضوعة للمحافظة على الحبارى، وقد لمسنا روح التعاون للمحافظة على هذا الطائر الجميل حيث عرضت علينا كل المساعدات الممكنة عبر تزويدنا بحبارى جاهزة للتفريخ، والتعاون في مجال تدريب الصقور، وإمدادنا بأي خبرات ومساعدات نطلبها.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف