قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دمشق: الفن عنده دائرة مركزها الإحساس ومحيطها الإدراك.. إنه الفنان التشكيلي السوري الدكتور ممدوح نابلسي الذي التقته إيلاف في معرضه الذي يقيمه المركز الثقافي العربي في أبو رمانة في دمشق، والذي يستمر لغاية 20 من الشهر الحالي. حيث قال: أتمنى أن يرقى الإنسان إلى مكانة يستوعب فيها الفن بكافة أشكاله، أحب اللوحات التي فيها عنصر البحر، وأعتبر المرأة عنصر خير مثل السمكة وبدونها لا يمكن استمرار الحياة لذلك فإنها متواجدة في معظم لوحاتي.
أما عن نوعية الناس الذين يقبلون على المعرض فمعظمهم من الطبقة المثقفة من أدباء وشعراء وأساتذة، والحركة الفنية في سورية بخير ولكن ينقصنا التنظيم فهناك كم كبير من الخريجين الذين لا تستوعبهم الساحة الفنية، يتوجب علينا الانتقاء. وعن حركة البيع قال أنا لا أفكر مطلقاً بهذا الموضوع ولم يكن همي أبداً، وأحب أن تكون لوحاتي عند أشخاص يقدرون قيمتها. الدخول إلى عالم الفنان التشكيلي لا يتم إلا عبر قراءة أعماله وتحليلها وفك لغتها الرمزية الراقية ومحاولة تفسيرها.. للوصول إلى فهم فلسفته الخاصة والعامة في الحياة والإنسان والطبيعة والمصير.. وعالم الفنان الدكتور ممدوح نابلسي مليء بالعناصر التشكيلية وغني بالرموز، ذلك لأنه تجريدي تعبيري.. لا يبحث عن الصورة الواضحة والمطابقة للطبيعة والواقع، فهو ليس مصور (بورتريهات)، وليس تسجيلياً ولا واقعياً، ولا يبحث عن الجمال في الوجه والمظهر بالمعايير التقليدية، وإنما يبحث عن الجمال الداخلي الباقي والخالد في الوجوه والأشياء، ويبحث عن مجموعة القيم الثابتة عند الإنسان في هذه الحياة..
يحلو له أن يصور في لوحاته الصراع القائم بين الإنسان وقوى الطبيعة المحيطة به من كل جانب.. سعياً وراء البقاء، والحياة، والسعادة.. وهو ينتصر دائماً للإنسان وقوى الجمال على هذه القوى : فنجد كلب البحر ( سمكة القرش ).. هذا الفك المفترس يتحول في لوحة من لوحاته مطية هينة لينة لإحدى حوريات البحر التي يهيم بها الفنان ممدوح هيماً خاصاً، لما وجد فيها من تكثيف أسطوري رائع لمجموعة من الرموز الخالدة.. ونجد لقارب يستريح قرب الشاطئ حراشف سمكة تنعكس على صفحة الماء مشكلة مجموعة من القلوب المتصلة التي تطرز حافة القارب في تعبير متميز عن انتصار الإنسان بالحب على هول البحر،،
والمرأة في لوحات الفنان ممدوح : عزيزة، راقية، قوية، فاتنة، فيها سمو وشفافية وشاعرية.. فهي دائماً بعيدة.. رأسها مرفوع إلى الأعالي، وغدائر شعرها مسترسلة في الفضاء.. ممتدة إليه.. ممزوجة فيه والمرأة عنده رمز مطلق للجمال والرقة والشفافية والخصب والقوة.. أو باختصار : لكل رموز الحياة الدافئة والراقية في هذا العالم الذي لا يطاق من غير هذه اللمسة السحرية..
والفنان ممدوح يصر دائماً على إبقاء معظم لوحاته مجردة من الأسماء، ليضع لها القارئ اسماً مما رأى فيها.......... ومما فهم.. أو أدرك من قيمتها التشكيلية والإنسانية عبر مساحتها التي تتوزع عليها عناصر التشكيل وكتلها اللونية توزعاً متوازناً، يجعل مركز كل لوحة في قلبها،.. وهكذا يبقى لقارئ اللوحة ومتذوقها ما يفعله.. إذ يبذل جهداً في القراءة الذاتية.. كما عليه أن يبذل جهداً آخر في البحث عن أسماء للوحات.. وهكذا يملأ القارئ المتذوق بهذين الجهدين ذلك الهامش الذي تركه له الفنان فارغاً.. ويتم التواصل بين الفنان وجمهوره ويتم التفاعل..
الفنان ممدوح النابلسي حائز على بكالوريوس فنون جميلة من جامعة دمشق في العام 1967، ونال الدكتوراه في تاريخ الفن من جامعة بخارست في العام 1982. له عشرة معارض شخصية في سورية وواحد في رومانيا، كما أقام عشرون معرضاً جماعياً، خمسة عشر منها في سورية والباقي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
أما عن نشاطاته الاجتماعية والنقابية : فهو مؤسس النادي الموسيقي والفني في مدينة طرطوس. وعضو مؤسس في نقابة الفنون الجميلة بدمشق. وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين العرب. وعضو جمعية الفنون التشكيلية في دولة الإمارات.
نال جائزة الإعلان ( مؤتمر التعليم العام ) في سورية عام 1986.
&