ثقافات

روبرت يانج في محاضرة القاها بالمجلس الأعلى للثقافة نهاية الغرب: 11 سبتمبر طعنته... لكن متى يموت؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ياسر عبد الحافظ من القاهرة: لم يكن الغرب دائما صورة واحدة ثابتة كما نعرفه اليوم وكما يريد لنفسه أن يكون. تاريخ الغرب ومعناه ليس واحدا، هو أيضا ليس بالضرورة ذلك الكيان المتحضر فى مواجهة شرق متخلف.
&تلك ليست غالبا سوى لعبة سياسية ترسخت عبر قراءات وظفت التاريخ والأسطورة والفن جيدا. غير أن هذا الطرح لا يعنى أن عكسه هو الصحيح، المقصود فقط أن إعادة قراءة التاريخ والبحث فى المناطق المسكوت عنها داخله من شأنها تغيير المفاهيم التى أصبحت أشبه بالحقائق. ودراسات ما بعد الكولونيالية "مابعد الاستعمار" هدفها الأساسى إعادة إنتاج التاريخ الإنسانى والتفكير فى الطريقة التى كتب بها.
& فى هذا السياق وتحت عنوان "إعادة قراءة الغرب" قدم الفيلسوف روبرت يانج محاضرة بالمجلس الأعلى للثقافة.&ويانج يعد واحدا من أبرز الأسماء فى دراسات ما بعد الكولوينالية، وكذلك ما بعد الحداثة، هو أستاذ فى جامعة أكسفورد، له دراسات عديدة من أبرزها" أمنية استعمارية- النظرية التهجينية"،
&"الأساطير البيضاء" (1990) والذى تمت ترجمته للعربية وصدر عن المجلس الأعلى للثقافة بمناسبة زيارته لمصر. وعنه يقول مؤلفه: محاولتى الأولى للنظر إلى الغرب من وجهة نظر مختلفة، للقراءة من اليمين إلى الشمال، بدلا من القراءة من الشمال إلى اليمين. مجال دراساتى، يختص بالقراءة، بالترجمة، القراءة العكسية، ضد تيار وجهة النظر الغربية.
وعلى الرغم من الاحتفاء الذى قوبل به يانج فى مصر من قبل المؤسسة الثقافية الرسميه، إلا أن بعض المثقفين والمتابعين للإنتاج الفكرى الغربى يعتقدون أن يانج ليس بصاحب إنتاج مميز، بل إنه ينتج شيئا على الإطلاق على مستوى الأفكار، وأهميته تكمن فقط فى أنه مجرد شارح ومفسر، وفى أحسن الأحوال مصنف لكتاب وكتابات ما بعد الاستعمار، غير أن هذا لا يجب التقليل منه فتلك الكتابات بطبيعتها -التى تحاول تفكيك ثم إعادة بناء الأحداث التاريخية- تتسم بالصعوبة البالغة، ولهذا فإن دور يانج بالنسبة لطلبة الجامعة وللجمهور العادى أكثر من هام.
هكذا فإننا إزاء فريقين... أحداهما يقول بأن يانج يعمل على نقد الأفكار، والآخر يقول أنه مجرد سارد جيد لها، ويدللون على ذلك بأنه مثلا- ألف كتابا عن دريدا وهو مالم ولن يفعله الأخير.
ربما لا يعنينا كثيرا -هنا على الأقل- تحديد أهمية يانج وموقعه داخل المجال الذى يعمل من خلاله وإنما تأمل محاضرته التى يمكن أن ننسبها إلى التيار الذى يبشر بقرب نهاية الغرب كحضارة صاحبة سلطة وسيادة.
مزج يانج فى محاضرته بين النقد التاريخى والأدبى، وهو ليس بالغريب، ذلك أن تخصصه الأول هو الأدب الانجليزى، ولهذا تشيع فى أعماله الرموز الأدبية. غير أن تلك الطريقة سببت لمتابعي محاضرته- الذين لم يعتادوا بعد التطبيقات الحديثة فى مجال الدراسات التاريخية- كثيرا من الارتباك وصل أحيانا لعدم القدرة على فهم المغزى من الصور والتشبيهات التى استخدمها. وخاصة توظيفه لأوراق الكوتشينة كلعبة يوجز من خلالها تاريخ شخصيات سياسية عالمية.
"وكان يا مكان رجل آخر من واشنجتون. عندما انكشف نفس الورق أمامه رماه. وقال: العالم عالم واحد وهو لى." وهو يقصد هنا جورج بوش.
محاضرة روبرت يانج كانت مزيجا من الأدب والسياسة والتاريخ. وهنا عرض لأفكارها الرئيسية...

بدأ يانج بسؤال وجهه للغرب: هل العالم عالم واحد أم اثنان أم ثلاثة؟
و أجاب بسؤال آخر:منذ انقسام الامبراطورية الرومانية سنه 395 ق.م، ومن بعدها الكنيسة المسيحية سنه 1054م إلى شرق وغرب، وتلاعب الأوربيين والقوى الأوربية باحتمالات أن يكون عالمهم عالما واحدا أو عالمين. ومنذ هيجل، أضيف احتمال أن يكون ثلاثة، أى عالم واحد أو عالمين يضاف إليهما "الباقى".& مركز ومحيط هوامش ، نحن هم.& اذن، هل عالم النظام العالمى واحد أم اثنين أم ثلاثة.
يمكننا أيضا التساؤل: هل الغرب واحد أم أكثر من واحد؟ هل للغرب وجود على الإطلاق؟
وفيما يشبه الإجابة يقول" ألم يأت رد الفعل الأول ضد ما يسمى صراحة "الغرب" من داخل أوربا في صيغة رد فعل تيوتونى ضد التنوير الفرنسى، أو نفور رومانسى من المنفعة المادية، أو من الثقافة الألمانية ضد الحضارات التحررية للغرب الرومانسى؟ كيف يبدو هذا الغرب من وجهة نظر "الباقى"؟ولكن أيما بدا، وكيفما كانت صورته، لقد بدأ الغرب يسمع عن نظرة الآخرين إليه فى وقت متأخر.
&كيف يبدو المشهد عندما تنظر إلى الغرب من الشرق؟ كيف بدا لدنيفلسكى عندما كتب "روسيا وأوربا" ( 1869)، الكتاب المقدس لحركة التضامن السلافى؟ كيف بدا لكاكوزو اوكاكاورا عندما كتب "مفهوم الشرق" (1930)، الكتاب المقدس لحركة التضامن الآسيوى؟ كيف بدا لجمال الدين الافغانى، الملهم الأول لحركة التضامن الاسلامى كحركة مضادة للتجاوزات الغربية فى الشرق الأوسط؟ إن الغربيين لا يرون أبدا نظرة الآخرين إليهم وقلما يفكرون فى مظهرهم، فى شكلهم، كيف يبدون، فى الانطباع الذى يتركونه على الآخرين. إنهم ليسوا بمضطرين للتفكير فى هذا لأن نظرة الآخرين لا تؤثر عليهم، وعندما تنقل إليهم، نادرا ما يسمعون.

تاريخ الغرب..تاريخ الشرق الأوسط
يحمل الفصل الأول من المحاضرة عنوان" يظهر الغرب ولكنه قد بدأ فعلا فى الأفول". وهو يتتبع فيه نشأة الغرب، منبها لضرورة الفصل بين الغرب القديم المرتحل وغرب القرن العشرين.
&" فى القرن التاسع عشر نمت فكرة تعريف الحضارة الأوربية على أساس إنها توجه مستمر فى اتجاه الغرب كجزء من أطروحة الهجرة الآرية. فقد جادل البعض أنه توجد غريزة جوهرية فى تركيبة الشعوب الآرية تدفعهم إلى الأمام، إلى الترحال غربا، من جبال القوقاز إلى مغرب الشمس. ولكن لم يكن الجميع راضيا. بإسدال الستار لحظة الوصول إلى الشاطئ الباسيفى للغرب البعيد استشعر البعض أن هذه الغريزة تتطلب فصلا سادسا للسفر عبر المحيط إلى هاوى، اليابان، الصين.... : " موبى ديك" تعليق ملفيل الثاقب عن الحوت ينطبق على الغرب: أليس من الغريب أن مخلوقا بضخامة الحوت يرى العالم من خلال عين بهذا الصغر؟
ويمضى يانج شارحا: كان الغربى، كراعى البقر على جواده جزء من الحضارة الأوربية المتحركة. ولكن هذا يختلف جذريا عن تصور الغرب فى القرن العشرين، وقت استبدلت رؤية الحضارة الأوربية أو الآرية كثقافة مرتحلة بالضرورة، متجهة دائما غربا بمفهوم الغرب.
ثبت الغرب فى هذا الموضع كنظام عالمى فضائى واقتصادى وجغرافى منتشر فوق سطح الأرض كثقافة وحضارة واعية بذاتها. بينما استخدمت لفظة الغرب فى الإنجليزية منذ قديم الأزل للتدليل على الجزء الغربى من العالم- سواء كان غربا محليا أو عالميا شجعت أسطورة الأصول القوقازية على استخدام اللفظة للتمييز بين أوروبا وآسيا، فكما يقول روديارد كبلنج الشرق شرق والغرب غرب! ولكن فى القرن العشرين بدأت كلمة الغرب تعنى الحضارة الأوربية فى كل من أوربا وأمريكا وأصبح هذا المعنى هو المعنى الرئيسى سنه 1946 مع هزيمة ألمانيا النازية التى وضعت نفسها ضد الغرب مع حلول الحرب الباردة ضد الشرق الاشتراكى. إن الغرب بمعناها الحديث اختراع حديث جدا."
ويؤرخ يانج لبداية الغرب ونهايته بمناسبتين هما: قيام رئيسى الولايات المتحدة بزيارة دولة إلى بريطانيا. الأولى كانت الزيارة التى قام بها ودرو ويلسون سنه 1918، والثانية زيارة جورج بوش فى نوفمبر 2003، والتى أعقبت الأولى بخمسة وثمانين سنه. وفى الحالتين كانت الزيارة تتويجا لنهاية حرب خاضتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كحلفاء, ويمكن القول بأن الزيارة الأولى دشنت الغرب أما الزيارة الثانية، فقد أنهته رسميا."
غير أن أحدا لم يفهم: لماذا بدأ الغرب مع الزيارة الأولى وما الذى جعله ينتهى فى الزيارة الثانية، بعض الحضور قالوا أن يانج لا يقصد المعنى المباشر لما قال وإنما هو أسلوب لعرض المحاضرة، والبعض قال انه ومثلما يقول المثل " عندما تكون فى روما تصرف كما يتصرف الرومان" فتلك ليست سوى محاولة من يانج لتقريب خطابه من الخطاب العربى! وعموما فقد تم قراءة المحاضرة كلها على هذا الأساس: أنها تنتصر لوجهة النظر العربية بشكل من الأشكال.
يربط أستاذ اكسفورد الغرب بالشرق الأوسط ويحلل تلك العلاقة الثنائية التى أعاد بدايتها كذلك إلى عام عام 1918 وما تزال فصولها تسير حتى الآن " كان الشرق الأوسط هو المنطقة الوحيدة التى بقيت فى بؤرة الاهتمام. لعل تاريخ الغرب هو فى الواقع، والى حد بعيد تاريخ الشرق الأوسط. "الغرب" هو بالضرورة مفهوم علاقاتى وجزء من ثنائية الغرب/ الشرق. من المنطقى إذن أن يعنى أن العالم عالمان. إن قسمة العالم إلى عالمين ظهرت أول ما ظهرت مع نشوب ما يسمى بالحرب العالمية الأولى."
وهو يرى أن بداية الصراع بدأت مع الحرب العالمية الأولى التى "شهدت انضمام القوى الامبرالية العظمى إلى أحد طرفى الحرب، جارين وارءهم مستعمراتهم بدخول الولايات المتحدة فى الحرب سنه 1917 إلى جانب الحلفاء. أصبح العالم عالمين: الحلفاء والمحور. ولكن خلال الحرب انقسم العالم إلى عالمين.
بطريقة أكثر راديكالية بقيام الثورة البلشفية سنه 1917. أفرغ هذا الحدث المنافسات الامبرالية القديمة من معناها بتحديه الأيديولوجية والبنية السلطوية للنظام الرأسمالى الامبريالى ككل. تبنى كل من البلشفيين ومناهضو الإمبريالية الراديكاليون من أمثال الطورانيين، فكرة التضامن السلافى للشرق كقوة موازنه للغرب الامبريالى كما نظر لها دانيلفسكى."
يرى يانج أن الصراع بين الغرب والشرق اشتد مع نمو الشعور المتشائم فى الغرب بقرب زوال إمبراطوريتهم المرتقبة. وقد ساعد على ذلك بطريقة حاسمة ظهور كتاب سبنجلر "أفول الغرب" سنه1918 فقد قدم مفردات جديدة لكتابة تاريخ العالم، طارحا أن كل الحضارات هى أنواع من الكائنات الحية يؤكد نموها وإثمارها واضمحلالها على العلاقة الترادفية الجوهرية بين بعضها البعض. فقد ملكت كل ثقافة مصيرها وتاريخها المقرر سلفا. وبناء على هذه الرؤية فقد رسم سبنجلر العلاقات بين الحضارات المصرية والهندية والكلاسيكية والعربية والغربية بحيث تتوازى مراحلهم بنيويا. وقد كان تطور الإمبريالية الغربية هو دليل سبنجلر الحاسم على أن الحضارة الغربية قد أتى مساؤها، أو شتاؤها، وبالتالى أن عصرا جديدا سيحل محلها. فقد أكد أنه يمكن فهم الإمبريالية الغربية على أنها "الرمز التقليدى للنهاية: فالإمبريالية هى الحضارة، ولكن قبل تلوثها."
ومع أن سبنجلر ساعد حضارات أوروبا وأمريكا على رؤية أنفسهما كحضارات مستقلة- كما يرى يانج- إلا أن ما أعطى هذه الرؤية دفعة محركة هو الثورة البلشفية، بل ومنحتها كذلك سياقا داروينيا
&" حيث طرحت أن الحضارات المتزامنة والمختلفة ترتبط بعلاقة تنافسية صراعية تتعارك فيها هذه الحضارات حتى الموت. أنها، وبلا أدنى شك، نفس الرؤية الداروينية الاجتماعية التى كررها هانتينجتون "
بدأ الصراع الحقيقى إذن " مع دخول الحلفاء الحرب وانضمام إستونيا وفنلندا ولاتفيا وبولندا وتشيكوسلوفاكيا واليابان إلى جانب روسيا البيضاء سنه 1918، تحفز "الغرب" ضد الشرق الذى سعى علانية إلى تدمير غريمة بالترويج للثورة الشيوعية التكافؤية. فى مؤتمر شعوب الشرق، والذى عقد سنه 1920 فى باكو الواقعة على الحدود بين أوروبا وآسيا، تعهدت الوفود الممثلة "لأمم الشرق المضطهدة"، "بهزيمة الإمبريالية الغربية السافرة الصفيقة" وأعلن لنين فى رسالة إلى المؤتمر أن "تحرير شعوب الشرق أصبح عمليا الآن. أصبح العالم عالمين."

ما فعله صدام حسين!
فى الفصل الثانى "الغرب يضع نفسه ضد الشرق. تظهر بينهما نجمة الجنوب" يرصد فيه يانج أحداثا هامة حولت العالم إلى ثلاثة عوالم. ومن ذلك مؤتمر باندونج، ويرصد المواقف الفاعلة للعالم الثالث ضد الغرب وأهمها فى رأيه ما فعلته منظمة أوبك فى عام 73 فإذا كان نجاح إعادة توحيد شمال وجنوب فيتنام سنه 1976 يمثل رمزاٌ للتحول المؤقت لصالح العالم الثالث ضد الولايات المتحدة، فإن هجمة العالم الثالث الأكثر نجاحا وفاعلية لم تأت من حرب عصابات على طريقة شى جيفارا أو حتى من المقاومة المسلحة على نهج هو شى مينه وإنما تحققت بعد مؤتمر تحالف قارات الجنوب بسبع سنوات وأتت فى شكل قيام الأوبك برفع سعر النفط أربعة أضعاف سنه 1973."
ويرى أن موافقة أوبك ( الإمارات العربية، إندونيسيا، إيران، الجزائر، السعودية، العراق، فنزويلا، قطرن الكويت، ليبيا، نيجريا ) على استخدام سلاح النفط عن طريق تخفيض إمدادات النفط للدول غير الصديقة بنسبة 5 % شهرياٌ، وفى حالة الولايات المتحدة خفض توريد النفط تدريجيا حتى يصل إلى صفر. وما أدى إليه" طبقا لحسابات عام 2003، ارتفع سعر النفط آنذاك حتى وصل إلى ما يقرب من 60 دولاراٌ للبرميل."
فإن ذلك قد أعاد " صياغة العلاقة بين الشرق والغرب كعلاقة بين دول منتجة للنفط ودول مستهلكة له وتحولت موازين القوى بحسم لصالح المنتجين."
غير أن موازين القوى عادت مرة أخرى لأيدى المستهلكين وذلك بعد اعتداء عراق صدام حسين على إيران، والذى ساهمت فيه الولايات المتحدة فقد& أدى الركود الاقتصادى العالمى وزيادة المعروض إلى تكديس فى سوق النفط فتأرجحت موازين القوى وعادت السلطة للطرف الآخر من الدول المستهلكة للنفط. فى الماضى كان هناك احتياج لصدام حسين، كما أن له احتياجاٌ الآن."!!
والأكثر من هذا يرى يانج أن سلاح النفط لم يعد له قيمة فتقليص الاعتماد على نفط الأوبك، والتحول عن الصناعات الثقلية، والتقدم التكنولوجى، وزيادة كفاءة إنتاج الطاقة، والاستعداد المتزايد من جانب النظام السعودى الحالى للقيام بدور البنك العالمى للنفط كما أتضح مؤخرا أثناء غزو العراق أدى هذا إلى اتفاق الرأى العام اليوم على أنه لا يمكن استخدام سلاح النفط بنفس الطريقة مرة أخرى، أو بالأحرى، أنه لن يكون بنفس الفاعلية. فى الواقع هناك رأى يقول بأن الاحتمال الأكبر هو أن تغرق السعودية السوق فتبدأ حرب أسعار تؤدى إلى إفلاس مناطق أخرى من العالم ترتفع فيها تكلفة استخراج النفط. من ناحية أخرى، يجب الأخذ فى الحسبان أن أحد دوافع الولايات المتحدة للحرب على العراق هو توقع زيادة اعتماد الولايات المتحدة على النفط الأجنبى مع نهاية هذا العقد وانخفاض الإنتاج المحلى بالإضافة إلى احتمال عدم الاستقرار السياسى فى السعودية ( وهو ما ظهر فى الأشهر الماضية ).

من هم "us"
فى الفصل الثالث" نهاية الغرب" والذى يبدأه يانج بمقتطف دال لأنور السادات "99% من أوراق اللعبة فى يد أمريكا"
يرى أن العالم أصبح عالماٌ واحدا." فبعد نهاية العالم الثانى وقدوم العولمة، أصبح الغرب فى كل مكان. لقد انتهى كنظام إقليمى جغرافيا سياسى وأصبح نظاما عالميا يجب على الجميع الخضوع له كراهاٌ أو طواعية."
وانه مع إعلان بوش الشهير: "إما معنا أو علينا". أصبح العالم عالمين. مع إعلان كلمات جورج بوش هذه انتهى الغرب. أصبح شيئا من الماضى.
لأنه وعلى حد قوله" ولكن من بالضبط هؤلاء الـ " نحن"، على من يعود ضمير المتكلم فى هذه الحالة ؟ من هم "us" ؟ كبر الحروف وانظر؛ أنها US الولايات المتحدة.
يقول يانج إن هانتينجتون قد توقع انهيار الغرب بالفعل. فى الاقتباس التالى، والذى يتحدث عن التعددية الثقافية، يبدأ هانتينجتون الكلام بالحديث عن الغرب ولكنه سرعان ما يتحول إلى أمريكا. "التعددية الثقافية فى الداخل تهدد الولايات المتحدة والغرب، والعالمية فى الخارج تهدد الغرب والعالم. كلاهما ينكر خصوصية الثقافة الغربية: إن العولميين دعاة الثقافة الواحدة يريدون أن يجعلوا العالم مثل أمريكا. ودعاة الثقافات المتعددة فى الداخل يريدون أن يجعلوا أمريكا مثل العالم. أن تكون هناك أمريكا متعددة الثقافات شئ مستحيل لأن أمريكا غير غربية لن تكون أمريكية. إن العالم متعدد الثقافات هو شئ حتمى لأن الإمبراطورية العالمية شئ مستحيل."
ويعلق يانج على رأى هانتينجتون "أى أن استبدال التعددية الثقافية بالنظام الواحد حول الغرب إلى أمريكا. فمع غزو أفغانستان واستياق المقيدين إلى معسكر أشعة إكس، ثم احتلال العراق، تم إلغاء السيادة التامة للدول القومية، كما تم إلغاء معاهدة جنيف وبعض اتفاقات حقوق الإنسان الأخرى، وفى صحبتهم ذهب الغرب."
هو يرى أن الهجوم على العراق فى 2002 والذى عارضته معظم شعوب العالم كما عارضته معظم حكومات أوروبا، قد أشار إلى نهاية الغرب. فقد حلت الولايات المتحدة والدول العميلة لها مملكة تونى بلير المتحدة وإسرائيل محل الغرب. أتضح أن العولمة هى "أنجعولمة" " على حد تعبيرنيال فيرجسون& إنها ليست بتحول الى العالمية وإنما تحول الى الإنجليزية، وهى أيضا عودة الى أقدم حركات التضامن القومى فى القرن التاسع عشر. العولمة هى التآخى العالمى للشعوب الأنجلو ساكسونية."
كما يرى أن11 سبتمبر أدى الى إعادة صياغة العالم. فالهجوم على أراضى الولايات المتحدة ورد الولايات المتحدة المنفرد بغزو العراق، يعنى أن الغرب لم يعد يتحرك بالطريقة السابقة نفسها. فأوروبا ليست متحفزة ضد العالم الإسلامى. فى الواقع، لقد أصبح التمييز بين أوروبا التى يمثل المسلمون 5% من سكانها والعالم الإسلامى أصعب مما كان عليه فى السابق والفروق بينهما آخذه فى الاضمحلال.
وأخيرا يرى يانج" ما يوجد على مسرح العالم اليوم هو القوة العظمى و- "الباقى". لم يعد هناك "غرب" إنما هناك استثناء امريكى. إن مفهوم الغرب بالمعنى الذى كان دارجا فى القرن العشرين قد انتهى. ذات مرة، قالت جرترود شتاين: الحرب العالمية الأولى طعنت القرن التاسع عشر، ولكنه مات فى الحرب العالمية الثانية. 11 سبتمبر 2001 طعنت الغرب، ولكن، كم عدد السنين أو عدد الحروب التى سيستغرقها حتى يموت ؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف