أكراد العراق.. بين السذاجة السياسية.. وأوهام الانفصال
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&
&
&
&
&
مرة أخرى يخطأ الاكراد خطأ قاتلا في محاولة محكوم عليها بالفشل مسبقا , لاستغلال ظروف أنهيار الدولة العراقية , لتحقيق مكاسب فئوية على حساب مصلحة العراق.
فبدلا من تظافر جهود الاكراد مع اخوانهم الاخرين , لتأسيس العراق الجديد , واحلال الديمقراطية , والتنمية , نتفاجأ بهم يخرجون علينا بمحاولات مكشوفة للانفصال, يرفضها - اغلب - الشعب العراقي.
أليس غريبا مطالبة الاكراد بالفدرالية قبل كتابة الدستور, واجراء الاستفتاء الشعبي عليه؟!
ألا يعتبر هذا انتهازية سياسية مقيتة , وطعنة في ظهر العراق الجريح؟!
تتمثل سذاجة اكراد العراق السياسية في أنها لم تقرأ المشروع السياسي الامريكي.. قرأءة صحيحة , فالعراق بالنسبة لامريكا هو البوابة , والنموذج الذي ستنطلق منه امريكا الى عموم المنطقة , وليس من المعقول ان تقدم امريكا الى المنطقة والعالم نموذجا عراقيا مقسما طائفيا , وعرقيا , وتحاول تصديره الى الدول الاخرى.
فأمريكا بحاجة الى تقديم العراق للعالم, كبلد موحد , ديمقراطي , مزدهر , وهذا مالم يدركه الاكراد في حساباتهم المتهورة , والتي تدل على غياب الواقعية , والحكمة.
ولست ادري على ماذا يراهن الاكراد في مجابهة تركيا الواقفة على حدودهم تراقب كل شاردة وواردة.
والديمقراطية , وحقوق الطوائف , والاعراق ,( ليست مفاهيم مقدسة على حساب وحدة اراضي الوطن ), والا لكانت ولاية كاليفورنيا الامريكية الغنية جدا, التي تعود تاريخيا الى المكسيك , والتي يتكلم اغلب سكانها اللغة الاسبانية , قد طلبت حق تقرير المصير والانفصال عن امريكا بالطرق الديمقراطية , فهل ستقبل امريكا الدولة رقم واحد في الديمقراطية , بأن تستخدم هذه الديمقراطية وسيلة للتقسيم الوطن؟
حينما يسود الهم الطائفي , والعرقي في المجتمع , يصبح تعامل المواطن مع الوطن , تعاملا تجاريا استثماريا ,قائما على مفهوم الحصص , والتسويات , وعندها تضرب(( مشاعر الانتماء الوطني)) التي اصلا تعاني من الضعف في العراق في الصميم , وعندها يصاب المجتمع بالخراب , وتتعرقل كل مشاريع البناء , والتنمية , والديمقراطية.
ولوكان الاستناد الى منطق التاريخ صحيحا , وعمليا , لطاب (( كلدان )) العراق بطرد كل العرب من الجنوب , والانفصال بأعتبارهم اول من سكن هذه الارض ولهم حق تاريخي فيها , وايضا لطالب (( الاشوريون )) بطرد الاكراد من شمال العراق , باعتبارهم سكان المنطقة الاوائل, التي نزح اليها الاكراد فيما بعد.
ان الحل الناجح والوحيد يكمن في بناء دولة ( المواطنة ) القائمة على المساواة بين جميع المواطنين في الحقوق , والواجبات , والتي تسمح للمواطن العراقي الكردي في الذهاب الى كربلاء , والبصرة و الترشح للانتخابات الرئاسية , وتسمح للمواطن في كربلاء الذهاب الى السليمانية و الترشح للانتخابات الرئاسية , وتسمح للمواطن في تكريت , والرمادي الذهاب الى النجف والعمارة و الترشح للانتخابات , وتسمح للمواطن في البصرة الذهاب الى الموصل و الترشح للانتخابات, بأعتباره مواطنا عراقيا فقط بعيدا عن العرق , والطائفة.
دولة المواطنة التي يكون الولاء فيها اولا للوطن , وليس للعرق , او الطائفة , فهل يغتنم العراقيون جميعا هذه الفرصة التاريخية , لبناء وطنهم؟
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف