أخبار

مبادئ وأستحقاقات معاهدة حظر أنتشار الأسلحة النووية NPT تسمح للعراق العودة الى أستغلال أستخدامات الذرة السلمية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الدكتور خليل أبراهيم آل عيسى
&
&
المقدمة
ألبيرت أنشتاين مهندس النظرية النسبية والوجه العصري لعالم الفيزياء وأحد باني المدنية الحديثة وأول من وضع المبدأ& النظري لبناء السلاح النووي& ثم أنطلق تنافس العلماء والباحثين الغربيين في الدول الصناعية قبل نشوء الحرب العالمية الثانية بقليل الى تصميم أداة تختلف عن المفاعل النووي وبها نفقد السيطرة على أنشطار االمتسلسل لنوى المواد الأنشطارية وتولد أنفجارا مروعا يشبه ثمرة&الفطر يترك آثار االدمار الشامل من صعق نووي وأشعاع وحرارة تفتك بالعدو وتعرض البيئة والكائنات الحية الى تلوث أشعاعي معقد لملايين السنين، وهذا ما يسمى بالسلاح النووي.
كان سوء أدراك العواقب لأستعمال هذا السلاح الفتاك في مجال أتخاذ القرار بل أندرج& ضمن مجال علوم الخيال وفي الحقيقة هو يخفي وراءه أهداف أستراتيجية حيوية في الهيمنة والأبتزاز لتوسيع مناطق النفوذ وتأمين المصالح الأستراتيجية وفق توازن القوى.
أستخدم السلاح النووي لأول مرة في آب 1945م ضد المدن اليابانية هيروشما وناكازكي لحسم شراسة ومعانات الحرب العالمية الثانية وتحول لاحقا أستراتيجيا أداة ردع سياسي لنشوب حروب أخرى ومقياس جديد لقدرة وقوة الدولة العسكرية والتكنلوجية .
أن مرحلة الحرب الباردة شجعت الدول الصناعية التقليدية ليس لحيازة الأسلحة النووية فقط بل الأنتشار العمودي أي بناء وتخزين ترسانات كبيرة للأسلحة النووية تحت شعار ردع العدو نوويا وفرض السلم في مناطق التي كانت مسرحا لعمليات الحربين العالمية الأولى والثانية.
أصبح العالم اليوم في تركة معقدة وغير عادلة تتمثل بسبعة دول نووية مؤسسة لنادي لندن النووي مقابل 173 دولة غير نووية وهناك دول نووية غير معلنة كالهند وباكستان وأسرائيل لن تصادق على المعاهدات الدولية تلك التي تمنع أنتشار الأسلحة النووية NPT وتلك التي تحظر أجراء الأختبارات أو التفجيرات النووية&CTBT ]معاهدة المنع الشامل لأجراء التفجيرات أو الأختبارات النووية في الجو أو تحت الأرض [ وأخيرا هناك دولتين صدقت ووقعت على هذه المعاهدات بل خرقت تعهداتها ومصداقيتها بما وقعت عليه واستثمرت التسهيلات النووية للأغراض السلمية من الدول النووية المصنعة فسعت الى بناء برنامج نووي تسليحي في حالة العراق أستطاع المجتمع الدولي أزالة برنامجه مبكرا فقد كانت منجزات بحوث العراق النووية بالرغم من رصده الأمكانيات الخيالية متواضعة جدا
] 3[& هذا مقابل كوريا الشمالية الفقيرة المعزولة نجحت بامتياز الوصول الى تحقيق أهدافها النووية في أمتلاك السلاح النووي وتسبب قضيتي العراق وكوريا الشمالية الى أحراج حقيقي الى المجتمع الدولي وأضافة فشل جديد ومأخذ حقيقي الى مبادئ وفعالية معاهدة حظر أنتشار الأسلحة النووية وآلياتها التي تقوم بمراقبة وأجراء التفتيشات المفاجئة في دول الأعضاء الموقعة والمتمثلة بوكالة الطاقة الذرية الدولية AIEA& .
تطورت فكرة الردع النووي وتحولت الأهداف الأستراتيجية من الهيمنة الأمريكية التي كانت هي الوحيدة الحائزة على السلاح النووي عام 1940م الى فكرة التوازن الأستراتيجي حال أمتلاك الأتحاد السوفيتي لهذا السلاح الأستراتيجي وظهور مخاوف المجتمع الدولي وشكوكه بأستخدامه أم لا من قبل القطبين النووين في حرب قادمة.
أن عيار الأسلحة النووية الأمريكية الصغير ويقدر تفجير 20 كيلو طن من TNT والتي&أستخدمت في اليابان أصبح هدف لكثير من العسكرين الغربين أن يصمموا أجيال من& الرؤوس النووية تتجاوزه أضعافا في القدرة التدميرية وتجلت هذه العملية وفتحت أمام الدول النووية أبواب التسلح النووي وماتسمى فترة سباق التسلح النووي او العصر النووي.

الوضع الحالي للتسلح النووي في العالم
بدأت المفاوضات الأمريكية -السوفيتية حول الحد من الأسلحةالأستراتيجية) سالت Salt (في تشرين الثاني 1969م في مدينة هلسنكي -فلندا وأسفرت المرحلة الأولى من المفاوضات عن توقيع أتفاقيتين عام 1972م للحد من ترسانة الأسلحة الأستراتيجية لمدة 5 سنوات من الصواريخ العابرة للقارات وتخفيض عدد الأنظمة الدفاعية.
قدر تقرير سري لوكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية عام 1992م عدد العاملين في البرنامج النووي السوفيتي السابق بحوالي 900 ألف كادر وهناك من بينهم 2000 عالم متخصص وعلى معرفة وثيقة بتصميم الأسلحة النووية.
ويشير التقرير أيضا أن أهم التحديات الأستراتيجية التي واجهها المجتمع الدولي نشأت بعد أنهيار الأتحاد السوفيتي وخطورة أنتشار أسلحة الدمار الشامل وتقنياتها الى دول عالم الثالث.
في حالة نشوب حرب نووية عالمية محدودة فأن الخبراء الذرة يقدرون عدد الضحايا بنحو 750 مليون شخص في نصف الكرة الشمالي وحده بينما سيعيش 340 مليون آخر بعاهات مستديمة نتيجة لتعرضهم للأشعاعات النووية.&& ]7[
كان عام 1995م موعد نهائيا حاسما وحدثا عالميا بلغت فيه الترسانة النووية لدول النادي النووي ذروتها تقدر حوالي 21658 رأس نووي وأوقفت أختباراتها النووية أو التفجيرات جوا أو تحت الأرض وبلغت ما يقارب 2000 أختبار نووي وتحولت السياسة التطوير للأسلحة النووية الى نظام جديد مخبري لأجراء التفجيرات النووية المخبرية MicroExplosion بواسطة منظومة الليزر التي تتكون من 240 حزمة ليزر بطاقة 1،8 ميكاجول لتقصف هدف أبعاده بضعة مليمترات يحتوي على خليط من مادتي نظائر الهيدروجين الديتريوم والتريسيوم وترتفع درجة حرارة النفجار 100 مليون درجة مئوية لتشكل نموذج مصغر جدا للقنبلة الهيدروجينية ولازال هذا المشروع النووي المتقدم الوسيلة الوحيدة كبديل تقني بدات فرنسا أعداده عام 1995م وأصبح في طور الخدمة عام 2002م ] 4[ وبهذه الطريقة تستطيع الدول النووية الحفاظ على فعالية أسلحتها النووية وجاهزيتها للقتال وكذلك تطوير أجيال جديدة من الرؤوس النووية لدعم سياستها في الردع النووي الأسترتيجي ولابد عرض الترسانة النووية العالمية وهي تتوزع كالتي..(2)

الولايات المتحدة الأمريكية&
-فجرت أول قنبلة ذرية في العالم وأستهدفت بها اليابان) مدينتي هيروشيما وناكازاكي (عام 1945م .
-قامت بأختبارات أو تفجيرات نووية بلغت العددالأجمالي خلال الخمسين سنة 1030 أختبار& نووي توزعت بين 215 أختبار نووي جوا و815 تفجير نووي بعمق 1000 متر تحت الأرض ويفضل أختيار قاعات المحيطات .
-تقدر ترسانتها النووية ب 9862 رأس نووي.

روسيا
& ثاني دولة تفجر القنبلة الذرية في عهد أستالين عام 1949م بلغت العدد الكلي لأختباراتها النووية 715 تفجير في الجو .
-تقدر ترسانتها النووية ب 7762 رأس نووي .
-تقرير سري لوكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية عام 1992م قدر عدد العاملين في المرافق النووية السوفيتية السابقة بحوالي 900 ألف بينهم 2000 خبير متخصص وعلى معرفة وثيقة بتقنية تصميم وتطوير الأسلحة النووية من الأجيال المتطورة.&
دولة كازخستان
ورثت قسم من ترسانة النووية للأتحاد السوفيتي السابق بعد تفكيكه وتقدر ب 1400 رأس نووي.
دولة روسيا البيضاء
تقدر ترسانتها النووية الموروثة ب81 رأس نووي.
دولة أوكرانيا
تقدر ترسانتها النووية الموروثة ب 1656 رأس نووي.

فرنسا
-أجريت أول أختبار نووي عام 1960 م
-بلغت عدد التفجيرات النووية 197 أختبار نووي ومن ضمنهم 5 تفجيرات نووية الأخيرة عام 1995م قامت بهم في أعماق الأرض في المحيط الهادي بعد الأصرار الحكومة الفرنسية وتحت حجة أنها ستكون الأختبارات الأخيرة لحاجتها االعسكرية لها وقد خالفت معاهدة منع الشامل لأجراء الأختبارات النووية CTBT.
-تقدر ترسانتها النووية ب 402 رأس نووي .

بريطانيا
-أجريت أول تفجير نووي عام 1952م وبلغت عدد الأختبارات النووية ب 45 تفجير منها 21 تفجير نووي في الجو .
-تقدر ترسانتها النووية ب 192 راس نووي.

الصين
-قامت بتفجير أول قنبلة ذرية كانت من نوعPompage Bombe في نهاية 1967م وبلغت عدد الأختبارات النووية ب 43 تفجير نووي.
-تعتبرالدولة النووية الوحيدة في العالم نجحت الحصول على الكتلة الحرجة أو الكمية الضرورية من المواد الأنشطارية لصنع أول سلاح نووي دون أمتلاكها المفاعلات النووية بل كان مشروع تخصيب المواد الأنشطارية مضنيا ومعقدا.
-تقدر ترسانتها النووية ب 320 رأس نووي .
دخلت دول الخمس الدائمة العضوية في داخل النادي النووي قبل عام 1967م وبعد هذه الفترة نشأت فكرة أنشاء معاهدة حظر أنتشار الأسلحة النووية والتي تضم معظم الدول الغير نووية.

أسرائيل
-تمكنت الدولة العبرية من تصميم أول قنبلة ذرية في عام 1959 م وهي الدولة النووية الوحيدة في العالم التي طورت وأنتجت رؤوس نووية ومن الأجيال المتطورة دون أن تجري أي أختبار نووي بل تستلم نتائج التفجيرات النووية جاهزة من فرنسا وفق التعاون النووي الأستراتيجي الغير معلن بين منظمتي الطاقة الذرية للدولتين .
-تقدر ترسانتها النووية ) 100-200( رأس نووي ومن ضمنها الأسلحة التكتيكية.
-تمتلك تكنلوجية تصنيع المفاعلات والمعجلات النووية
-تمتلك مبادرة الضربة النووية الأولى والثانية

الهند
&للهند كان برنامجا نوويا مدنيا تمكنت من أجراء أول أختبار نووي عام 1974م بمساعدة كندية وثم تبعتها بخمسة أختبارات& نووية الأخيرة عام 1996م .
- دولة نووية غير معلنة تقدر ترسانتها النووية ب 100 رأس نووي.
-رفضت الهند توقيع معاهدة المنع الكلي لأجراء الأختبارات النووية CTBTبتأريخ 25 أيلول 1996م وقد كان شرطا ضروريا في المعاهدة توقيع دول المعارضة الثلاثة لها وهي الهند والباكستان وأسرائيل.

باكستان
-ردا على تجارب الخمس النووية الهندية قامت أسلام أباد بستة تفجيرات نووية بنفس العام.
-تقدر ترسانتها النووية ب 40 رأس نووي.

معاهدة حظر أنتشار الأسلحة النووية& NPT
لعب السلاح النووي دورا خطيرا في تقرير شكل توازن العلاقات الدولية والذي يعتمد أساسيا مبدأ سياسة الردع والرعب النووي.
ومنذ أنتهاء الحرب العالمية الثانية تعاملت الدول الكبرى مع قضية الأسلحة النووية بمنطق الأحتكار للسلاح النووي وحظره على الدول الغير نووية حيث قدمت الولايات المتحدة عام 1946م اقتراحاتها الى لجنة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة المسماة بمقترحات
(باروخ) ودعت المجتمع&الدولي الى أنشاء هيئة دوليية تلتزم الأستخدام السلمي للطاقة الذريةتنتقل أليها حيازة المواد النووية وسلطة أستخدامها في الأغراض السلمية وحدها وقد رفضتها الأتحاد السوفيتي في حينها.
&أنتهجت أمريكا منذ البداية سياسة أحتكار السلاح النووي وتكنلوجية أنتاجه ولكن موسكو تصدرت لهذه السياسة ونجحت فعلا تبديدها وتحقيق أهداف التوازن الأستراتيجي عام 1949م ثم لحقت بها كل من بريطانيا 1952م وفرنسا عام 1960م والصين عام 1964م.
نشأت بدايات المعاهدة NPT بأقترح مشترك من الولايات المتحدة الأمريكية والأتحاد السوفيتي وبريطانيا وصدقت عليها في الجمعية العامة للأمم المتحدة بتأريخ 13 حزيران 1968م.
وفي تموز لنفس العام طرحت المعاهدة لتوقيع دول العالم الأخرى في لندن وموسكو وواشنطن بعد أن وقعت عليها الدول النووية الثلاثة ودخلت حيز التنفيذ عام 1970م.
نشأت عام 1975م مؤسسة نووية دولية نادي لندن النووي والذي يضم أمريكا والأتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا وكندا واليابان وألمانيا الغربيةللنادي وصايا وأجراءات وقائية مايخص التعاون النووي السلمي ومراقبة حركة المواد والأجهزة النووية في التجارة العالمية من الدول النووية الى الدول الغير النووية.]6[
أن سقوط ثنائي القطب في العالم وأنتهاء الحرب الباردة أدى الى هيمنة الأمريكية اكبر على المفاوضات النووية وهذا مما أدى الى تكريس منطق التمييز والأحتكار بين الدول النووية والدول الغير نووية وتعميق منطق عدم أنتشار الأفقي لأسلحة النووية على حساب منطق نزع الدول النووية المالكة ترسانات نووية ضخمة أو أخلاء العالم منها.]5[
وحسب الفقرة السادسة من المعاهدة في آب 1992م ألتحقت الدولتين النوويتين فرنسا والصين& بالمعاهدة وصدقت 172 دولة عليها وتخلفت أربعة دول الهند وباكستان وأسرائيل وجنوب أفريقيا.]8[
عقد المؤتمر الدولي الخامس بتأريخ 7 نيسان 1995م اشتركت الدول الموقعة على المعاهدة NPT لفحص الوثائق ووصايا المعاهدة والأتفاق على فترة تجديد صلاحيتها الدولية وقضية نزع الأسلحة النووية في العالم وقضية الوقف الفوري للأختبارات النووية.

تطمح معاهدة حظر أنتشار الأسلحة النوويNPT& تحقيق ثلاثة أهداف أستراتيجية:
1-منع وقوع حرب نووية في العالم
2-تشجيع دول العالم للتعاون النووي السلمي
3-تحقيق نزع شامل للأسلحة النووية في العالم

بنود المعاهدة
الفقرة الأولى
تتعهد الدول النووية بأنها لاتشجع ولاتسمح بنقل المواد والتقنيات النووية التي تدخل في صناعة الأسلحة النووية الى الدول التي لا تمتلك هذه الأسلحة الأستراتيجية.
الفقرة الثانية
تتعهد الدول الغير نووية بأن لن توافق على أستقبالها للمواد والمعدات النووية التي لها علاقة بصناعة الأسلحة النووية والسعي على تصميمها بنفسها.
الفقرة الثالثة
تتعهد الدول الأعضاء الغير نووية بالموافقة على البرتوكول الأضافي للمعاهدة ومايسمى بنظام الضمانات الخاضع لمراقبة وكالة الطاقة الذرية الدولية IAEA وبشكل مفاجئ لأجل أن تتنبأ المنظمة الدوليية وكشف عن أي عملية أخفاء لمواد أو محاولات تسمح لذلك البلد أن يوجه برنامجه النووي السلمي الى نظام تطوير وتصميم أسلحة نووية.
الفقرة الرابعة
تضمن المعاهدة للدول الغير نووية الموقعة على المعاهدة المساعدة الممكنة والتسهيلات في أيصال المواد والتقنيات النووية وحسب حاجة ذلك البلد من الطاقة لأستغلال الطاقة النووية للأغراض السلمية على الدول النووية تسهيل مهمة التبادل بشكل واسع في هذا الأتجاه.
الفقرة الخامسة
تتعهد الدول النووية الى الأستمرار في المفاوضات في ما بينها لأتخاذ الأجراءات الفعالة المتعلقة بأيقاف سباق التسلح النووي والعمل على نزع هذه الأسلحة من خلال معاهدة نزع اسلحة نووية عامة وكاملة تحت أشراف دولي وتكون ملزمة التنفيذ؟؟؟؟؟.
الفقرة السادسة
تنبه المعاهدة الدول الأعضاء على أن ضوابط والشروط هذه يجب أن لاتفسر بأنها تدخل في الشؤون الداخلية مايخص نشاطاتها في تطوير البحث العلمي والأنتاج وأستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وبنود المعاهدة ملزمة على جميع الدول الموقعة عليها.
بالرغم ماتتميز هذه المعاهدة من العنصرية والتمييز وماتحمل فجوات ومآخذ فهي جهاز دولي وآلية تواجدت بالفرض والأكراه والأبتزاز ولكنها تستهدف منع أنتشار الأسلحة النووية بشكليه الأفقي والعمودي وتشجيع دول العالم الثالث أستغلال الذرة للأغراض السلمية.]6[
المؤتمرات الدوليية لأختبار وتجديد معاهدة& NPT
1-عقد المؤتمر الدولي الأول لفحص المعاهدة في جنيف بتأريخ 5/3/1975م وشارك فيه 58 دولة من عدد المنتسبين 98 دولة ولن يحدث تنازلا من قبل الدول النووية ألا قليلا ورفضت أقتراح وضع آلية مراقبة للأسلحة النووية.
2-عقد المؤتمر الدولي الثاني لمناقشة المعاهدة في أيلول 1980م بمشاركة 75 دولة من أصل 114 دولة عضوا فيها وفشل هذا المؤتمر كسابقه ولن يحدث تقاربا ألا على قضية نزع الأسلحة النووية وتقليل ترساناتها.
3-عقد المؤتمر الدولي الثالث لفحص المعاهدة في أيلول 1985م وقد أشارت الدول الغير نووية على أن هذه المعاهدة لن تمنع الدول النووية بناء ترسانات نووية ضخمة تهدد السلم العالمي بل على العكس ساهمت المعاهدة بأتساع الهوة بينها والدول النووية وأتهمت الدول النووية بعرقلة آليات نقل التكنلوجية النووية اليها .
4-عقد المؤتمر الدولي الرابع بتأريخ 20 آب 1990م وشاركت لأول مرة الصين وفرنسا كمراقبين وشاركت 85 دولة.
5-عقد المؤتمر الدولي الخامس لفحص الوثائق المقترحة& بتأريخ 7نيسان 1995م في نييورك وقد ناقشت تمديد صلاحية المعاهدة وتم تمديدها ابديا بالرغم من الفجوات القانونية ورفض 70 دولة من بينها بعض الدول العربية وتم اصدار قرار بعد مفاوضات شاقة تناول ضرورة أخضاع كافةالمنشآت النووية لدول الشرق الأوسط الى نظام الضمانات التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية وحث الدول الخارجة عن المعاهدة بالذات أسرائيل على الأنضمام أليها وكالعادة أن هذا القرار ليس جزءا من المعاهدة ولايتضمن تعهدات قانونية ملزمة.]6[
&
المآخذ ونقاط الضعف في المعاهدة& NPT
1-أن هذه المعاهدة عنصرية حقا حيث تميز المجتمع الدولي الى صنفين الى دول أمتلكت أسلحة نووية قبل عام 1967م واحتكرت الأطار الرئيسي لجوهر المعاهدة وأخرى ليس لها الحق السعي لحيازة هذه الأسلحة الأستراتيجية وبهذا&السلوك تنتهك مبدأ المساوات بين دول العالم المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة وهي حجة طالما تشبثت بها الكثير من دول العالم كالأرجنتين والبرازيل والهند وباكستان وأسرائيل وهي ترفض توقيع المعاهدة& NPT.
2-لن تشير نصوص المعاهدة NPT عن قضية نشر الأسلحة النووية للدول الكبرى في أراضي الدول الغير نووية .
3-أن آليات المراقبة التي أوصت عليها المعاهدة غير متكيف و غير مواكب للتطور التكنلوجي السريع للصناعة النووية فهي لاتزال غير فعالة وكافية فهناك أختراقات خطيرة كحالة العراق كان يمتلك برنامج نووي تسليحي وكوريا الشمالية أعلنت عن نجاحها حيازة السلاح النووي وأيران& كان لديها مشروع مهم لتخصيب اليورانيوم كل هذه الحالات تشير الى مراجعة حقيقية للآليات المراقبة وبضوابط جديدة.
4-تعطي المعاهدة الحق لأي دولة عضو فيها الأنسحاب منها لظروف أستثنائية حدثت ومن المصالح العليا لهذا البلد أن ينسحب فعليه أعلام اللجان التي تدير المعاهدة بثلاثة أشهر فقط.
5- لن تنجح المعاهدة لحد الآن الى أقناع دول نادي لندن النووي وعلى وجه الخصوص أمريكا وبريطانيا وفرنسا الى وقف البحث والتطوير لأنتاج أجيال جديدة من الأسلحة النووية
ووقف سباق التسلح النووي وبعد التوقف النهائي للأختبارات النووية في البيئة حسب المعاهدة المنع الكلي لأختبارات النووية CTBT الى الأختبارات المخبرية والبدأ الفوري لمفاوضات نزع الأسلحة النووية الشامل ووضع جدول زمني لتنفيذها.]6[
6- أنفراد الولايات المتحدة الأمريكية الدولة العضو في المعاهدة في نزع اسلحة النووية لدول الأتحاد السوفيتي السابق) أوكرانيا،كازخستان، روسيا البيضاء (وشراء المواد النووية الأستراتيجية حيث عقدت مع روسيا صفقة شراء 500 طن من المواد النووية .
7-لازال سباق التسلح النووي مستمرا بين الدول النووية التقليدية ومن خلال الأختبارات النووية المخبرية وتحت الأدعاءات الأمريكية والبريطانية أنهم يريدون الحفاظ على أطول وقت ممكن على سياسة الردع النووي لأجل الحفاظ على الأمن العالمي وتأمين مصالحهم الجيوسترتيجية وهذه القضية تثير قلق الدول الغير نووية.
8-لن تنجح المعاهدة أنتزاع ضمانات حقيقية من الدول النووية الأعضاء بتوفير الأمن والدفاع عن الدول الغير نووية الأعضاء عند تعرضها الى هجوم نووي .
9-أن المحاولات الأمريكية المستمرة لأيجاد العقبات والضغوط على طريق التعاون السلمي لأستغلال الطاقة النووية بين الصين وروسيا وأيران تنافي أهم أستحقاقات وألتزامات الدول النووية في مبادئ المعاهدة NPT وتعتبر هذه الممارسات عن أملاءات سياسية غير شرعية ويمكننا القول في الحقيقة أن الدول النووية الكبرى هي المعرقلة لجعل العالم خاليا من الأسلحة النووية.

وضع العراق من المعاهدة
&نظام صدام البائد قام بتحويل أهداف البرنامج النووي العراقي PC3 لتلبية طموحاته الشخصية الغير مشروعة ومحاولة الأستفادة من الذرة الىحيازة أسلحة الدمار الشامل وتحركوا وفق أسلوب الخداع المعتاد عليه مع المجتمع الدولي ووافق علي معاهدة منع أنتشار الأسلحة النووية&NPT.
-تعهد العراق لوكالة الطاقة الذرية الدولية IAEA بعد توقيعه طوعيا وبدون تحفظات وشروط على معاهدة منع انتشار الأسلحة النوويةNPT& بتأريخ 29 /10/1969م بأنه لن يستخدم أي منشأة نووية للأستخدامات العسكرية ووافق على أخضاع كافة منشأته النووية لأشراف وكالة الطاقة الذرية الدولية IAEA أي لها الحق التفتيش المفاجئ& مقابل أن تزود الوكالة الدوليية العراق كافة الضمانات والتسهيلات والمواد والمعدات النووية والخبرات لأستخدامات الذرة السلمية .
-توصل العراق الى أتفاق الضمانات الشاملة مع وكالة الطاقة الذرية الدولييةIAEA عام 1972م وفي نفس الفترة تم تأسيس منظمة الطاقة الذرية العراقية ولذا سمحت الوكالةIAEA للدول النادي النووي روسيا وفرنسا أن تصدر للعراق المفاعلات النووية والوقود النووي والبطارية الذرية والأفران الذرية وكافة المواد والمعدات النووية ذات الأستخدام المزدوج خلال 21 سنة ويضاف الى تدريب وتاهيل العلماء والمهندسين والفنيين العراقيين في هذه البلدان النووية وتنامت قدرات العراق النووية من المفاعلات النووية وأزدياد عدد المنشآت المعلن والسري والمواقع التي يجري فيها نشاطات نووية مختلفة كالأبحاث والتطوير والتصنيع وكلها تحدث دون أن تكتشف وكالة الطاقة الذرية الدولية أي أختراق عراقي في هذا المجال حيث الزيارات الدورية مستمرة دون حدوث أي عرقلة أو مشكلة حتى حدوث غزو العراق لدولة الكويت الشقيقة.
-تنص معاهدة منع أنتشار الأسلحة النووية NPTعلى منع دول العالم الموقعة عليها بعدم السعي لحيازة والبحث عن الأسلحة النووية أو تحويل الطاقة النووية للأغراض السلمية الى& الطاقة النووية& للأستخدامات العسكرية .
]تنص الفقرة الثانية من معاهدة NPTعلى أي دولة موقعة لاترغب بأمتلاك السلاح النووي تتعهد أن لاتقبل من أي جهة أو أي دولة أخرى بشكل مباشر أو غير مباشر نقل الأسلحة النووية أو أي معدات نووية أو أجهزة تفجير نووية على أراضيها ولاتسعى أجراء البحوث النووية العسكرية أو أستقبال أي مساعدة من أي مصدر كان لصناعة وحيازة بأي طريقة الأسلحة النووية والمعدات والمتفجرات النووية التي تخدم نفس الغرض [.
-أن أكتشاف برنامج نووي سري لدى العراق شكل حجر زاوية الفشل لفعالية معاهدة منع أنتشار الأسلحة النووي NPT& وأحدى أهم آلياتها المتمثلة بوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA وشرعية المجتمع الدولي وهو الذي& مصدر هذه المؤسسات والمعاهدات الدوليية .
ولكن هناك أرادة سياسية للدول النووية بتزويد نظام صدام البائد كل مايحتاجه وهذا مايؤكده تقرير القاضي سكوت وتألف من 200 صفحة يحمل الأدلة الخطية تكشف النقاب على أن مئات& الشركات الغربية ومعظمها تنتمي الى النووية التي تدير ألتزامات دول العالم من المعاهدة فقد زودت النظام صدام البائد المواد والمعدات والخبرات النووية مخالفة ألتزاماتها& ببنود معاهدة NPT ولابد الذكر هنا الدول البرازيل والأرجنتين وفرنسا وألمانيا وروسيا .
قضية العراق تطرح تساؤلات عديدة كيف لدولة تسعى طوعيا قبول كافة شروط المعاهدة وبدون أي تحفظ على بنودها وتوقيع أيضا البروتوكول الأضافي&الذي يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية التفتيشات المفاجئة ومع كل هذه المعوقات لن يستطيع نظام صدام البائد الألتفاف على هذه الآليات وتحويل برنامجه النووي السلمي الى سري تسليحي&ألا بدعم الدول النووية الفاعلة والتي تشرف على أدارة تنفيذ المعاهدة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا وفي وقت كان نظام صدام يقاتل بالنيابة أيران خلال عقد الثمانينات.
وحسب كافة تقارير الوكالة الطاقة الذرية الدولية لغاية كانون الأول 1998م تشير الى تحييد وتدمير معظم عناصر ومرافق البرنامج النووي العراقي وبعد زوال نظام صدام البائد أصبح جليا للمجتمع المدني أن العراق خالية من مقومات وأمكانيات مايسمى برنامج نووي ولذا على الوكالة الطاقة الذرية الدولية غلق هذا الملف نهائيا وأخضاع العراق الى نظام المراقبة الدائمة بشرط أن تسمح لهذا البلد نقل المواد والمعدات النووية بأستثناء المفاعلات النووية والتكنلوجية النووية للأغراض السلمية لأجل بناء قاعدة صناعية متطورة وطب نووي عصري يستجيب لحاجة الشعب العراقي في مواجهة ظاهرة أنتشار الأمراض السرطانية وهذا ماتنص عليه الفقرة الرابعة من معاهدة حظر أنتشار الأسلحة النووية NPT وللعلم أن موقف كوريا الشمالية بأختراقها المعاهدة أخطر بكثير جدا من وضع العراق الحالي .
ولذا فأن حقا سياسة حرمان العراق من أستغلال تطبيقات الذرة السلمية في وقت يبدا فيه في مرحلة تحول حقيقي من نظام دكتاتوري الى نظام تعددي ديمقراطي وضرورة أعادة بناء الدولة في كافة مرافقها و تأ سيس مؤسسات المجتمع المدني& وخصوصا التصنيع المدني والصحة والزراعة وغيرها لايمكن لأي مجتمع مدني في وقتنا الحالي الأستغناء عن أستخدام النظائر المشعة والمعدات النووية& ذات التوجه السلمي& ولذا ضرورة عودة العراق الى ألتزاماته الدولية وتعهداته السابقة التي وقع عليها مع معاهدة منع أنتشار الأسلحة النووية& NPTوأجراء التنسيق الشامل مع وكالة الطاقة الذرية الدولية IAEA لعرض هذه القضية والتفاهم البناء مع الدول الثلاثة أمريكا وبريطانيا وفرنسا راعية هذه المعاهدة NPT وبنودها كافة تسمح بعودة العراق الى ألتزاماته القانونية بشرط أن يخضع الى نظام المراقبة الدائمة.
&

المصادر
1-Le Second Age Nucléaire/Que Sais Je? /Claude Delmas /1974
2-تقرير للقناة الفرنسية الثانية A2 في برنامج المبعوث الخاص الأسبوعي عام 1991م تناول موضوع ] برنامج العراق النووي PC3 [.
3-نشرة /تفتيشات وكالة الطاقة الذرية الدولية IAEA& والقدرات العراقيية
&IAEA Inspections;And Iraq's Nuclear Capabilities، April 1992.
&4-Science & Vie N° 933،Juin،1995&
5-هل ممكن أنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط /مصطفى علوي /جريدة الحياة العدد 12543 بتاريخ& 3/7/19997م.
6-كتاب في اللغة الفرنسية بعنوان ] الحد من أنتشار الأسلحة النووية في 50 سؤال [
La Prolifération Nucléaire en 50 Questions /Marie-Héléne Labbé،1992
7-تقرير عن التسليح النووي في العالم /قناة دبي الفائية /بتأريخ 29/8/1997م.
8-جريدة الليموند الدبلوماسية /العدد نيسان 1995م.
نشرت هذه الدراسة أيضا&في "مجلة دراسات القانون والسياسة" الفرنسية&
&

باحث أكاديمي في العلوم النووية
مقيم في فرنسا

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف