في ضوء التوجه لتعديل مناهج التعليم في الكويتتوقع صدام بين التيارين الليبرالي والإسلامي وحملة هجوم ضد الحكومة في مجلس الأمة

"إيلاف"من الكويت: في ضوء التوجه لتعديل المناهج التعليمية في الكويت، يتوقع المراقبون أن تشهد جلسة مجلس الامة (البرلمان) غدا الاثنين صداما بين التيار الليبرالي والتيار الاسلامي وهجوما إسلاميا كاسحا على التوجه الحكومي لتعديل المناهج وبالذات ما صرح به وزير التربية رشيد الحمد ووزير الاعلام محمد ابو الحسن.
&وكان النائب جاسم الكندري (سلفي) دعا إلى أن تكشف جلسة المجلس غدا والمدرج عليها&موضوع الاستراتيجية التعليمية للسنوات الـ25 المقبلة حقيقة توجهات وزارة التربية بشأن إصلاح التعليم وماذا يقصد به بالضبط وعلاقة ذلك بما أسماه "الغمز واللمز الذي يمس الشريعة الاسلامية".
وقال إن "أي توجه نحو الاصلاح لا يمكن أن يمر مرور الكرام إذا كان استجابة للضغوط الخارجية الواضحة والفاضحة لفرض مفاهيم مغايرة لمرتكزات إيماننا وتعاليم ديننا"، مشيرا لما جرى ويجري في بعض الدول من حذف لبعض الآيات القرآنية من برامج التعليم "تحت ضغوط صهيونية ويهودية وفرض تفسيرات خاصة ومشوهة لبعض ثوابت ديننا كالجهاد بحجة مكافحة الارهاب". وأضاف الكندري أن المخاوف تزيد من الشحن والتحريض الذي يمارسه بعض الملتحقين بالفكر التغريبي (في إشارة إلى الليبراليين) بدعوى حقوق الانسان والحريات وتفاهم الحضارات واستغلال الظروف الدولية لفرض هذه التوجهات، وأكد أن هذه الامور ستكون محل مناقشة ومساءلة مطولة في جلسة مجلس الامة غدا.
&
وكان وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح نفى في ختام القمة الخليجية التي عقدت في الكويت الاسبوع الماضي وجود أي ضغوط على دول مجلس التعاون لتغيير المناهج. في الوقت ذاته كشفت مصادر حكومية أن مجلس الوزراء الكويتي تبنى الدراسة التي قدمتها الامانة العامة لمجلس التعاون حول إصلاح التعليم وأعطى تعليمات لوزير التربية رشيد الحمد للتنسيق بشأن تطبيقها اعتبارا من 2004.
&
وأشار نواب إسلاميون إلى أن خطة توحيد المناهج التي أشير إليها في قمة الكويت ستحظى بتساؤلات عدة في جلسة الغد. وأوضح فيصل المسلم منسق كتلة العمل الاسلامي في مجلس الامة أنه من المنتظر أن تشهد الجلسة طرحا إسلاميا حول التعليم قد يتخلله بعض الاحراجات مما سوف يؤدي إلى تصادم مع التيار الليبرالي الذي يشجع على التغيير في المناهج لا سيما الدينية منها.
&
وكان وزير الاعلام الكويتي محمد ابو الحسن استهجن خلال افتتاحه أمس ندوة مجلة "العربي" مطالبة بعض النواب بأسلمة المناهج التعليمية وأكد ضرورة تطوير المناهج بتغيير المفاهيم والاحتياجات والضرورات. بينما أشار رشيد الحمد وزير التربية في لقاء صحافي مع صحيفة "الرأي العام" إلى وجود لجان خاصة تعيد كتابة الكتب المدرسية بهدف ازالة كل ما من شأنه ان يدعم الارهاب والفكر السلفي او التطرف.
وأضاف ان اللجان انتهت من عملها والعمل جار الان على صياغة مقررات ستأخذ في اعتبارها اعادة النظر في اشياء يعتقد انها لا تتماشى مع مفاهيم يجب الالتزام بها لان هناك متغيرات جديدة مثل الارهاب. وتابع قائلاك "ان ما نقدمه من آيات قرانية واحاديث وقطع ادبية وغيرها يجب الا تؤدي بالنشء إلى ان يفكر تفكيرا متعصبا يؤدي الى اخذ مبادرات عدوانية او ان تنمي فيه كره الناس والشعوب والاديان". واضاف هذه الجوانب ان كانت موجودة (في المناهج) فيجب التخلص منها.
&
من جهتها تقيم جمعية المعلمين (المحسوبة على تيار الاخوان المسلمين في الكويت) جلسة مغلقة اليوم الاحد لمناقشة السياسات والاوضاع التعليمية يشارك فيها عدد من أعضاء مجلس الامة.&&