ثقافات

الكلام المخيف عن الجنس اللطيف

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالله الحكيم



الحلقة الأولى
قالوا شر البلية ما يضحك، وأكثر أنواع الضحك مجانية هو أن يمارس الانسان انشراحا في حق نفسه أو مع آخرين من غير أن يدعى معهم الى احتفال أو أن يكون في حاجة اليه.
وشخصيا أحببت رواقيين شعبيين أعرج اليهم ما بين شهر وآخر، في أحياء عشوائية متعرجة الشوارع وصاخبة، مع ايماني بأن ما يبتكرونه من دواعى الانشراح الصامت ليس& صحيحا، فقد صار الضحك لديهم ليس بأكثر من سلوك عادي لا يكشف النقاب عن فرحة ولا يدل غيابه عن هم يطال بفجيعة قلوبهم.
ولكن فيما يبدو فاستطالة الفضاء الرقمي منح للانشراح العادي وأيضا الغريزي في ثقافتنا الفاضلة هذه الأيام بعدا فكريا يتجاوز هموما اساسية تطال مواقفنا المصيرية بانكسار دون رحمة.
ذات مرة كتب أحدهم الى& بريدي الساخن، تعقيبا على مقال يدور حول تأثير العلاقة الحميمة في درء تطورات الأنفلونزا، ارشادا فكريا حول الشأن الجنسي برسم احتياجات النوع الآخر تماما كما لو أنقرضت مشاكل ضحايا الانفلونزا وبقي الحال الغريزي مسيطرا على مصير العالم.
لقد بقي يتحدث جادا فيما لا يقل عن ثلث الرسالة عن ذروة العلاقة الزوجية من نواح خفية، فقد زعم في طي رسالة له وجدت لاحقا شذرات منها تتناثر في مواقع رقمية أن 70 في المائة من الجنس اللطيف لا يصلن الى نقطة وقف تضمن لهن اشباعا يتلاءم مع الرضا بتكامل الاستجابة، مع مراعاة أنني أتجشم متاعب المهنة لاعادة صياغة الكلمة وراء الكلمة وتهذيب العبارة وراء أخرى حتى لا ننقل كلامه صرفا، وبذلك أسقط في عين قارئ عزيز أو قارئة فيما وراء المياه الأقليمية تتثآب رشدا من غير أن يرتد الى طرف لقيام نزيه آخر من نوعه.
وللواقع بقيت أضحك، ولك أن تفسر علاقة ما جاء بعالي المكتوب مع ما سوف يأتي لاحقا بعده بقليل، فاذا قرأت ما يلي ذلك وبعده فسوف تعرف أن بعض من يكتبون الينا لديهم طفرة في أدبيات الجنس الثقافي بنسختيه الارشادية والتشريحية أيضا.
شخصيا اثناء قراءتي لتعقيبات على هكذا نحو صرخت من الداخل: (الله يخرب بيوت ابليسكم، فأنتم تضخون في ذاكرة انسان خجول قلة أدب ارتدادية لست بحاجة اليها مطلقا الآن.
وطبعا مشكلة كبيرة أن يستطرد الانسان فيما لا نفع من ورائه أو يكدح في فهم بعض أدبيات العبارة الغريزية (متأخرا) أو ( قبل أوانها الصحيح) من غير حاجة.
_ طيب سيدي الفاضل ما الذي يضيرني لو شرعت في قليل من الضحك من غير أن أدعى اليه، ففي النهاية أنا لست طبيبا، ولست بخبير جنس ولا علم لي بتناول مواقف على هكذا نحو، كما أنه لا دراية لي بالآم ارتخاء تطال من هو جاد في اشباع ذاكرة الغريزة.
ولكن من الواضح أن ثقافات سبقت في طروحات لها تدوال هؤلاء الناس لقضايا من هذا النوع، ثم لنا بعد ذلك أو ربما من قبل ان ننظر في مرجعيات الخطاب الاسلامي اذا أردنا الاطلاع على أدبيات راقية بشفافية الطهر وبراعة الموقف الجنسي الصحيح الذي يفضي بك الى تعاليم من غير اسهاب في ذكر الفاظ ذات مرجعيات تشريحية تطال ذاكرة المرأة بالخجل اذ ترد تلك الالفاظ في سياق عام خارج اللغة الخاصة التي يفترض التراسل معها بين أربعة جدران ونافذة.
فالنبي محمد يقول لنا في اشارة مرجعية لحديث صحيح الآتي: ( لا ترتموا على نسائكم كالبهائم.... أجعلوا بينكم وبينهن رسولا، وفي اشارة أخرى ترد لفظة القبلة أو لعلي سهيت عنها وأيا كان عليه الحال فالقبلة كانت واردة في النص أو لم ترد، فكلمة (رسول) في نص الحديث الواقعة في أجعلوا بينكم وبينهن، تشمل القبلة وما يتفرع منها أو يشترك معها في الاطار الاتصالي للحواس الخمس بنسختها الحميمية تطبيقيا أو هو على ارتباط وثيق الصلة بذلك& أو هو مترتب عليه، فالقبلة هي فاتحة الموقف الحميمي الخاص وأستطالة القبلة بتفعيلاتها تحسم مواقف كثيرة ومتباينة في اتجاه العلاقة الزوجية باشتمالها على شخص وشريكه الشرعي الآخر واستطالة القبلة بأطيافها التطبيقية لتناول العلاقة الزوجية هي أصل الحكاية، وبالطرف المقابل فالارتماء هو أبو المشاكل وأصل الأزمات في العلاقة الزوجية وتكراره يفضي الى كراهية صامتة من جانب المرأة حيال الرجل.
ثم أن تكرار هذه الممارسة بتجاوزات السيادة الذكورية فيه أذى للطرف الآخر، وللواقع فهو مؤلم ويحث على كراهية واحتقار صامتين حيال الرجل، واذا تطور الاحساس على نحو ساكن، فهو يكسر من الداخل مشاعر المرأة ويوفر الدافع تلو الآخر لتراجع المرأة من نواح نفسية عن قناعتها بهذه العلاقة الحميمة وان تظاهرت بموقف الطاعة.
ومن هنا جاء الوصف البهيمي ادانة لمن يمارس الارتماء، لأن في الارتماء اضطهاد غير معلن ضد كرامة الأنثى، كما أنه ينطوي على مواجع تطال المرأة بغبن عاطفي قد لا يساعد في حالة استمراره وسط الظرف المدني السائد على استمرارية العلاقة الزوجية بصيغتها الدارجة، وحتى لو أستمرت العلاقة الزوجية في ظل انعدام خيارات الطرف الآخر، فهي سوف تستمر بعوالق وترسبات نتيجة أنه يترتب تلقائيا على هذا النوع من الابتزاز الجنسي مصادرة الحق العاطفي لاستمتاع طرف بما يفترض ان يكون له مثله على الطرف الآخر.
ومن هنا عالج الاسلام في تعاليمه تكافؤ الموقف الجنسي باعتدال ومرونة مؤكدا في طي خطابه النبوي على تناول هذه العلاقة الطاهرة بتفعيل حيثيات وقيم تدرء درجة النفي حالة الاستلاب الجنسي ضد المرأة من عدمه.
ومع ذلك تبقى الحقيقة من الجانب الآخر: هل المرأة العربية هي الضحية الوحيدة للاستلاب العاطفي، فيما تستمتع أخريات قابعات وراء مياهنا الأقليمية بتكامل لا تتوافر فيه حالة الغبن؟
الجواب: لا، فهذا غير صحيح أبدا، لأن الغبن الجنسي ليس حكرا على ثقافة دون ثقافة ولا هو شائع في وسط أثني دون آخر، ففي السبعينيات مثلا من القرن الماضي، أجروا استبيانا في المجتمع الأمريكي وتبين من خلال نتائجه، بطريقة غير مباشرة كما سوف آتي على ذكر ذلك أن المرأة العربية ربما تبدو اليوم مع انتشار التعليم أفضل حالا وفهما لخفايا الحياة الزوجية.
كاتب صحافي سعودي
lastcorner@hotmail.com
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف