إيلاف+

الجولان: مرتفعات الأمل والدموع..!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

&

&
أسامة العيسة من القدس: قبل سنوات قليلة، كنت في الجولان، وحينها كان (الجولان) في بؤرة الأحداث، ومن الصعب الان إحصاء ما كتبه الكتاب العرب متفائلين عن قرب (الحل)..
ففي ذلك الوقت الذي كان المفاوضون الإسرائيليون و السوريون (معزولون) في شيبردزتاون في الولايات المتحدة، في محادثات تحدثت عنها وسائل الأعلام بتفاؤل، ولكنني لاحظت الناس في الجولان رغم متابعتهم (الروتينية) لأنباء المفاوضات حول إحدى المناطق الساخنة في العالم، إلا أن الحياة في الجولان كانت تسير طبيعية بما يلا ئم ظروف احتلال مضى عليه اكثر من ثلاثين عاما. وكانت الثلوج التي غطت مرتفعات الجولان تذوب في الأودية مخلفة ورائها حجارة الوادي.
وبعد تلك السنوات لم أجد أي شيء مختلفا، الأنباء تتحدث عن أمور كثيرة، والناس يعيشون أيامهم، يغالبون الاحتلال ولا يملون من الانتظار
&
1
يصر سلمان فخر الدين، الشخصية المعروفة في الجولان والذي سبق له أن اعتقل على خلفية اتهامه بالتعاون مع الحكومة السورية، أن يقدم لمرافقيه، معلومات أولية عن تلك المرتفعات التي ما أن تغيب مؤقتا عن شاشة الأحداث إلا لتعود من جديد.
تقع مرتفعات الجولان في القسم الجنوبي الغربي من سوريا، ومساحتها 1860كم، وتضم مناطق جبلية تصل ارتفاعها إلى 2880مترا عن سطح البحر، ويحد الجولان من الغرب نهر الأردن وبحيرة طبريا ويطل على سهول الحولة، ومن الشرق وادي الرقاد وسهول حوران، ومن الجنوب وادي ونهر اليرموك ومن الشمال جبل الشيخ، الذي يعتبر من أعلى الجبال في منطقة الشرق الأوسط.
يقول سلمان فخر الدين (للجولان أهمية كبيرة منذ القدم بسبب تنوع المحاصيل الزراعية والثروات الحيوانية الموجودة فيه، إضافة لكونه منطقة عبور للقوافل التجارية القادمة من فلسطين باتجاه سوريا والعراق والجزيرة العربية، وتشير الآثار المكتشفة في المنطقة إلى التواجد السكاني فيها من ثلاثة الاف عام واستمرار هذا التواجد وازدهاره بعد قيام الدعوة الإسلامية).
ويفخر سلمان ورفاقه بان الجولان كان معقلا للثوار ضد الاحتلال الفرنسي لسوريا، وساحة للمعارك الطاحنة التي دارت مع الاحتلال الفرنسي، حيث تم حرق وتدمير قرية مجدل شمس وتهجير سكانها خلال تلك الفترة.
> >ويعتبر سلمان ان سقوط الجولان تحت قبضة إسرائيل عام 1967 كان تتويجا لاطماع صهيونية تعود لأواخر القرن التاسع عشر. حين طالبت الحركة الصهيونية من البريطانيين والفرنسيين ضم الجولان ومناطق أخرى شرقي نهر الأردن لحدود الدولة اليهودية المزمع اقامتها، وفي عام 1894 اشترى الثري اليهودي البارون ايدموند روتشيلد 100000 دونم في منطقة حوران-جنوب شرقي الجولان من العثمانيين، وتم توطين 300 عائلة يهودية في هذه الأراضي، ولم يقدر لعملية الاستيطان هذه النجاح لاسباب عديدة، وفي عام 1919م أرسل الزعيم الصهيوني حاييم وايزمن رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني لويد جورج معلنا رفض الحركة الصهيونية لاتفاقية سايكس بيكو لأنها لا تتضمن سيطرة الدولة العبرية على منابع نهر الأردن والسهول الخصبة في الجولان وحوران والليطاني، التي تعتبر منطقة ذات أهمية استراتيجية كبرى لانه يطل على شمال فلسطين.
وفي عام 1948 لجا الاف من الفلسطينيين إلى الجولان، ووقعت اشتباكات عديدة بين سوريا وإسرائيل في منطقة بحيرة طبريا، واكبر مواجهة كانت عام 1964، بقيام الطيران الإسرائيلي بتفجير مشروع المياه المشترك لسوريا والأردن، الذي تم البدء فيه وقتذاك لاقامة سد على نهر الأردن تستفيد منه الدولتان، وبررت إسرائيل التفجير بان المشروع يهدد أمنها.
وكانت إسرائيل خرقت اتفاقية فصل القوات بينها وبين سوريا لعام 1949، عندما جففت بحيرة الحولة وزرعت مجموعة من المستوطنات في المنطقة التي كان يجب أن تكون حيادية خاضعة لسيطرة الأمم المتحدة.
واستطاعت قوات الاحتلال بأوامر وزير الدفاع الإسرائيلي موشية ديان طرد سكان الجولان بعد حرب 1967 ولم يبق من 164 قرية و146 مزرعة سوى ست قرى هي مجدل شمس، بقعاثا، مسعدة، عين قنيا، الغجر، سحيتا التي سكانها كان يعدون نحو 7 الاف نسمة وقت الاحتلال.
&
2
كان الجولان يمتاز بتنوع سكانه من اللاجئين الفلسطينيين إلى البدو والمسيحيين والداغستانين والشركس، والسؤال الذي يمكن أن يطرحه المراقب لماذا أذن بقي الدروز في الجولان؟؟
يقول سلمان ( لابد من إضافة سؤال آخر لهذا السؤال وهو لماذا بقي هؤلاء السكان و لم يتركوا قراهم بعد أن وصلتهم أخبار عمليات التهجير التي نفذتها إسرائيل في باقي قرى الجولان؟ اعتقد ان السكان بقوا في قراهم بسبب جملة عوامل، أهمها أن مصدر معيشة هؤلاء السكان اعتمد على زراعة الأشجار المثمرة التي اعتنوا بها لعشرات السنوات وبالتالي فان ارتباطهم بالأرض كمصدر معيشة كان قويا وعميقا، ولان أغلبية المعارك في الجولان حصلت في وسط وجنوب المنطقة أما شمالي الجولان حيث تقع القرى التي بقيت كان اقل عرضة للمعارك بسبب طبيعته الجبلية الصعبة، والسبب الأهم أن هذه القرى شاركت بشكل فاعل في ثورة 1925م المعروفة باسم الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي وقبل ذلك ضد الاحتلال التركي، وتم حرق مجدل شمس مرتين وتهجير سكانها واستشهاد العشرات منهم، وهذا أغنى خبرة سكانها وتجربتهم مع الاحتلال وزاد من ارتباطهم بأرضهم و تمسكهم بها).
أما عن الأسباب التي حدت بإسرائيل لعدم تهجير هؤلاء السكان فكانت لاسباب تتعدى الجولان كمنطقة كما يبدو وعن ذلك يقول سلمان (عندما دخلت القوات الإسرائيلية إلى مجدل شمس حيث لجا سكان غالبية القرى في شمالي الجولان، قام جيش الاحتلال بطرد من وجد في هذه القرى باستثناء السكان المسلمون من الطائفة الدرزية، وضمن سياسة فرق تسد التي اتبعتها إسرائيل مع العرب في المنطقة فإنها استحدثت سياسة جديدة انتهجتها فقط مع الدروز ضمن خطة عامة هدفها إقامة دويلات طائفية على حدودها الشمالية والشمالية الشرقية تخضع لوصايتها، وقد خطط مهندسو السياسة الإسرائيلية آنذاك لاقامة دولة درزية محيطة بمنطقة جبل الشيخ حيث توجد هذه القرى، وتضم دروز فلسطين وسوريا ولبنان، وتكون تابعة لإسرائيل، ويمكن الإشارة إلى مخطط مماثل تم وضعه بهدف إقامة دولة مارونية في جزء من لبنان، أما فيما يتعلق بسكان الجولان فقد لعبوا دورا حاسما في إفشال المؤامرة الإسرائيلية من خلال رفضهم المتواصل للاحتلال الإسرائيلي ورفضهم لمحاولة إسرائيل إضفاء صبغة سياسية على هويتهم الدينية، كما رفضوا أية محاولة للربط بين هويتهم القومية ومعتقداتهم الدينية).
وراهنت إسرائيل على عضو البرلمان السوري السابق كمال كنج أبو صالح، للترويج لفكرة الدويلة الدرزية، وأخرجته للخارج ليجري (اتصالات) بهذا الشان ولكنه (تأمر) على المخطط الإسرائيلي وفضحه وكان ذلك في مطلع السبعينات، وتم سجن أبو صالح لمدة 23 عاما، افرج عنه بعدها مقابل طيارين إسرائيليين احتجزتهما سوريا.
وبلور السوريون في الجولان مقاومة للاحتلال منذ أيامه الأولى، من خلال الخلايا السرية التي كانت تنقل المعلومات العسكرية إلى سوريا عبر خطوط وقف إطلاق النار، وكلف ذلك السكان الشهداء والمعتقلين، حيث مازال حتى الان 13 معتقلا، وكان نحو 700 من أبناء الجولان تم اعتقالهم خلال سنوات الاحتلال.
يقول سلمان ( تم ضرب الخلايا السرية في مطلع عام 1973 اثر استشهاد المناضل عزت أبو جبل في كمين إسرائيلي في منطقة خط وقف إطلاق النار وتبع ذلك حملة اعتقالات واسعة شملت العشرات، واستغلت إسرائيل الفراغ السياسي الناشئ عن الاعتقالات لتثبيت وجودها بإقامة عدة مؤسسات تابعة لها، كتعيين مجالس محلية للقرى، واقامة محكمة مذهبية وتحصيل مختلف أنواع الضرائب، علما بان إسرائيل فشلت في تنفيذها قبل ذلك).
ومازال عام 1980عاما مشهودا في الجولان، بعد أن قررت حكومة الاحتلال فرض الجنسية الإسرائيلية على سكان الجولان، مما أثار السخط والغضب بينهم، وتم عقد اجتماع شعبي حاشد في مجدل شمس، كبرى القرى الباقية في الجولان، تقرر فبه فرض الحرمان الاجتماعي والديني على كل من يتعاون مع سلطات الاحتلال.
ويصف سلمان هذا القرار بأنه (كان هو السلاح الأمضى ضد المتعاونين مع الاحتلال وسياسته، وعندما فشلت سلطات الاحتلال في تطبيق قرارها تراجعت مؤقتا عنه وكان هذا أول انتصار سياسي للموقف الوطني).
ولكنه تراجع مؤقت، كما تبين فيما بعد، ففي 14 كانون الأول من عام 1981 اتخذ الكنيست الإسرائيلي قرارا بضم الجولان تحت اسم (تطبيق القانون الإسرائيلي المدني على هضبة الجولان)، وكما هو متوقع رفض السكان القرار، واعلنوا الإضراب لمدة ثلاثة أيام، وكان مقدمة للإضراب المفتوح الشهير الذي أعلنه السكان ابتداء من 14 شباط 1982، والذي استمر اكثر من خمسة شهور، حاول خلاله المحتلون فرض الهويات الإسرائيلية على السكان مستخدمين كل أشكال القمع من إطلاق النار والاعتقالات الإدارية ومنع التجول حتى الاقامات الجبرية والاعتقالات الواسعة التي شهدها الجولان.
وبعد الغزو الإسرائيلي للبنان تم إنهاء الإضراب بفرض بطاقات هوية دون ذكر للجنسية الإسرائيلية، وكتب مكانها الجنسية غير محددة.
&
3
الزائر للجولان يلاحظ أن الاستيطان تركز في جنوب الجولان، حيث السهول التي تمتد إلى حوران ودرعا والى دمشق، حيث كانت هذه المنطقة كما قال اكثر من متابع سلة غذاء سوريا.
والنشاط الاستيطاني بدأ في الجولان بعد الاحتلال مباشرة، بإقامة مستوطنة نحال جولان، والتي تفرعت بإقامة اكثر من كيبوتس، وبعد عام 1971 وانخفاض العمليات الفدائية انتشرت المستوطنات في كل الجولان، خاصة بعد اتفاق فصل القوات بين سوريا وإسرائيل عام 1974، ويعمل معظم المستوطنين في الزراعة وتربية الحيوانات وقسم منهم يعملون بالخدمات والصناعة.
ويلاحظ سلمان أن إسرائيل استخمدت أسماء القرى العربية المهدمة التي أقيمت عليها المستوطنات، مثل مستوطنة كفل حاروب التي أقيمت على أراضي قرية كفل حارب.
وحسب هايل أبو جبل أحد شخصيات الجولان، فان متوسط الثروة المائية في الجولان تبلغ 31 مليون متر مكعب، يستولي المستوطنون على 28مليون مترا مكعبا منها.
والمياه من القضايا المثيرة للجدل في الجولان، وحسب سلمان فان الحوض الذي يغذي بحيرة طبرية يمتد إلى 10 الاف كيلو متر مربع، مصادرها روافد نهر الأردن واليرموك والحاصباني والليطاني، ويصل هذا الحوض إلى دمشق واعالي الجليل.
ووفقا للإحصاءات الإسرائيلية فان عدد المستوطنين يبلغ 14 الفا، ولكن نشيطين في الجولان يشككون في هذا الرقم، ويقولون أن عددا كبير منهم مسجل على الورق في الجولان بقصد الحصول على تعويضات.
أما عدد السكان في الجولان الان فهو نحو 19 الفا، أما عدد السكان الذين شردتهم إسرائيل بعد الاحتلال فهو 131 ألف نسمة، اصبحوا الان 500 الف نسمة، ينتظرون العودة إلى أرضهم وديارهم.
&
4
في جنوب الجولان تتراءى الأرض الجميلة جرداء، وكأنه لم يسكنها أحد قبل ذلك، ويشير سلمان إلى قرية مهدمة لم يبقى من معالمها سوى الصبار وشجر الكينيا والجميز، تدعى (فيق)، حيث يقع مطار أسموه مطار (فيك) وهو مطار مدني، ومن الأمور العجيبة انه لا يسمح للعرب السفر منه، لانه غير مجهز بتجهيزات أمنية لفحص العرب، وتقع فيق في ارض منبسطة وفي منطقة سهل الزاوية، وهي منطقة خصبة كانت تشكل سلة حبوب دمشق، وهناك أيضا قرية كانت تسمى العال، يشهد بيت عربي تبقى فيها على أن العرب كانوا هنا، وتوجد فيها أيضا آثار بيوت، ومقبرة، منها شاهد لقبر شهيد يدعى محمد علي، ولا تعرف اسم عائلته لان الاسم محي بفعل الزمن ربما.
يقول سلمان، بان هم الاحتلال الأول كان هو محو القرى العربية، وقامت إسرائيل بهدم قسم كبير من القرى التي هجر سكانها، لاخفاء أية علائم تشير لوجود سكان في هذه المناطق من قبل.
وحتى قرية (سحيتا) التي بقيت، فان إسرائيل بدأت بممارسة ضغوطا على سكانها ليتركوا القرية وينتقلوا إلى قرية مسعدة، بحجة أن القرية قريبة جدا من خط وقف إطلاق النار، ومع بداية عام 1970 لم يبق في القرية سوى عدة عائلات وفي ذلك العام أرغمت هذه العائلات على ترك القرية بالقوة والانتقال للسكن في قرية مسعدة وتم هدم القرية واقامة موقع عسكري مكانها والاعلان عنها منطقة عسكرية مغلقة.
وفي قرية الخشنية المهدمة يقف مسجدها رغم تهدمه شاهدا على الممارسات الاحتلالية ضد أماكن العبادة، وعندما وصلنا إلى الجامع كان فنانون إسرائيليون يصورون فيه فيلما خلاعيا، ويدل اتساع المسجد على حجم السكان الذي كان يخدمهم هذا المسجد، وكانت الخشنية مركز ناحية قبل الاحتلال، ويبدو أن الجنود السوريون وصلوا الموقع في حرب تشرين وعلى ما تبقى من منبر المسجد يوجد اسم جندي سوري من حي الأكراد في دمشق اسمه وليد كردية بتاريخ 6/10/73.أي في اليوم الأول للحرب.
وكتب أحدهم باللغة العبرية على باب الجامع عبارة (مزرعة الكلاب)).
ويقول سلمان معلقا على ذلك (للدين رب يحميه ولكن هذا إهانة للبشر للأحياء والأموات ولمن لم يولدوا بعد، الاستيطان والاحتلال لا دين لهما، إنها إهانة بالمعنى الحضاري فالاحتلال لا يقيم وزنا لأي قيم، هناك ما يزيد عن 120 مسجدا تم هدمها، تم في كثير منها التدرب على الذخيرة وتم استعمال حجارة المساجد والبيوت للاستحكامات العسكرية.
ويضيف (الكثير من المساجد والكنائس والقرى العربية أصبحت بعد هدمها ارض محروثة، مزروعة بالموز، هذا هو الاحتلال بإحدى صوره القبيحة).
ومن المواقع الطبيعية والجميلة في الجولان (تل حزيقة) وينبت في هذا الموقع في شهر أكتوبر زهر اللحلاح، وهو أحد الزهور الجميلة، وعلى التل هناك منطقة عسكرية مغلقة تمكنا من التسلل إليها، حيث يوجد على منطقة مرتفعة، موقع عسكري متقدم أخلته قوات الاحتلال عام 1974 نتيجة اتفاق وقف إطلاق النار، ومخالفة لذلك الاتفاق ما زالت إسرائيل تحتفظ بشكل غير قانوني بثلاثة مراكز عسكرية وانسحابات لم تتم حول القنيطرة، ويمكن من هذا المكان رؤية القرى المحررة في الجانب السوري ومشاهدة مشارف حوران، وفي الوقت الذي ترى فيه القرى في الجانب السوري كثيفة فان على الجانب الآخر المحتل من الجولان لا ترى شيئا سوى الأرض الخلاء، وعن ذلك يقول سلمان (على الجانب المحتل كانت القرى كثيفة مثل الجانب المحرر والصورة تعكس حجم التدمير الذي أحدثه الاحتلال في الجولان).
ومن القرى التي هدمت ما يعرف باسم الجولان الفلسطيني، وهو شريط متقطع من اليرموك إلى سهل الحولة بطول نحو 100 كيلو مترا، يضم الحمة والتوافيق ووادي المحجار والنقيب وخربة الكرسي والسماكية والبقارة وكراد الغنامة وغيرها من البلدات، وكانت سوريا تعين حاكما عسكريا على المنطقة، وإحدى أهم الخلافات بين سوريا وإسرائيل حول الانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران أم إلى الحدود الدولية والفرق بين الانسحابين المفترضين هو الجولان الفلسطيني.
وكانت إسرائيل طردت عام 1952 سكان أربع قرى عربية من هذا الشريط كانوا يعملون بصيد السمك وردا على ذلك هاجمت القوات السورية الحمة، والتي كانت منزوعة السلاح واحتفظت بها وأعادت السكان لقراهم ولكن إسرائيل أعادت تهجيرهم عام 1954، وهكذا كانت الأحوال على خط وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، وهناك وثائق تتحدث عن 78 اشتباك بين الطرفين خلال عامي 48-1966م، كان المبادر باطلاق النار في معظمها هي إسرائيل.وكل خرق للهدنة من قبل إسرائيل، كان يقابله إجراء سوري مماثل.
&
5
&(القنيطرة)
من اشهر مدن الجولان هي القنيطرة والتي هدمت بالكامل، وعندما تم تحريرها عام 1973 أبقاها السوريون كما هي شاهدا على "الأعمال الوحشية الإسرائيلية"، وبنوا مدينة جديدة بالقرب من الأولى، ويمكن مشاهدة القنيطرة من الجانب المحتل، وهناك على مرتفع اسمه (تل أبو الندى) اكبر موقع للاستشعار عن بعد، وبين الجانبين المحرر والمحتل يوجد معسكر قوات دولي، وبالقرب من الموقع قرية مهدمة لم يبق منها إلا بقايا بيوت تسمى (عين الزيوان)، وهناك سهل كان مقبرة لمسيحي القنيطرة هو الان ارض مزروعة.
واشار سلمان إلى أحد المباني الحكومية قائلا أن عبد الحليم خدام بناه قبل عام 1967 عندما كان محافظا للقنيطرة، وقال عن الشارع الهادئ هناك (كان اسم هذا الشارع الكورنيش، لان العشاق كانوا يتمشون عليه وبعد الاحتلال الان هو شارع أشباح).
وعلى هذا الشارع مزرعة بقر لمستوطنين مكان مدرسة لقرية مهدمة اسمها المنصورة، يقول سلمان معلقا (هذا يعكس سلم الأولويات بيننا وبين الاحتلال نحن نبني مدارس وهم يحولونها لمزارع بقر).
ويلي المدرسة التي أصبحت مزرعة، مفرق طريق يوصل إلى دمشق بعد 60 كيلو متر فقط..!
&
6
&(مجدل شمس واخواتها)
كانت الحافلة تتجه نحو بقعاثا، ثاني اكبر قرية بعد مجدل شمس، عدد سكانها 4 الاف، يوجد بها تمثال لأبطال الثورة السورية الكبرى يمثل القادة يوسف العظمة، إبراهيم هنانو، حسن الخراط، سلطان الأطرش، صالح العلي، هناك أيضا نصب تذكاري لشهداء الثورة ضد الفرنسيين، ومن ضمن أسماء الشهداء اسم أغالي المغربي، وهو اسم لجندي مغربي كان يحارب مع الفرنسيين، وانضم للثوار عندما عرف انهم عربا واستشهد على ارض الجولان.
وتسير الحافلة، بين الأشجار والطبيعة الخلابة، ومن أسماء المناطق مثل(حمى كليب)، يستدل سلمان أن بني هلال مروا من هنا في مسيرتهم المشهورة، والأغاني الشعبية عنهم وعن أمة العرب مازالت تتردد في الجولان.
ومن بعيد يظهر جبل الشيخ مغطى بالغيوم، واعلى قمة في الجبل على ارتفاع 2814 مترا، وهي قمة قصر شبيب وهي غير محتلة.
وبعد بقعاثا دخلنا مسعدة وهي ثالث اكبر قرية في الجولان، بها مجلس بلدي معين كباقي قرى الجولان، بسبب مقاطعة الأهالي للمجالس المحلية كي لا يعطوا الاحتلال شرعية، فتعمد سلطات الاحتلال إلى تعيين مجالس، ولانه (لا يوجد عملاء بما فيه الكفاية كي يغطوا عدد الأعضاء، فان حكومة الاحتلال تستكملهم من موظفي وزارة الداخلية الإسرائيلية)-كما يقول سلمان.
وفي الطريق إلى مجدل شمس يلاقيك وادي سعار الذي يمتاز بنوعين من التربة بلونين مختلفين:الأحمر والأسمر، وفي تلك المنطقة تنتشر أشجار التفاح حيث ينتج التفاح الجولاني الشهير.
يقول سلمان (لكي يكون التفاح جيدا يجب أن تتوفر له 800 ساعة برد في العام، ولهذا فإننا نفرح بالبرد).
وتنتشر في المنطقة خزانات لتجميع مياه الأمطار، قامت سلطات الاحتلال بترقيم هذه الخزانات لاخذ ضريبة من المزارعين على المياه التي تجود بها السماء بعد أن سرقت مياه الجولان.
وتعتبر مجدل شمس اكبر القرى في الجولان والتي تضم نحو عشرة الاف نسمة، عاصمة لما تبقى من الجولان، وتقع في بطن جبل الشيخ، تشبه كل القرى العربية الممتدة من رفح إلى الناقورة، ويعمل سكان القرية لتأمين معظم حاجاتهم بأنفسهم، وفي مركز القرية ينتصب نصب المسيرة الذي أقيم عام 1987 "وهو يرمز إلى استمرار النضال لتحرير الإنسان العربي ويمثل شرائح المجتمع".
وتعاني مجدل شمس من حقول الألغام المنتشرة بين المنازل وبلغ عدد الشهداء والجرحى الناتج عن انفجار الغام في الجولان 16 شهيدا و 45 جريحا.
وفيها يقع وادي الصراخ حيث يتقابل الأهالي على طرفي الحدود ويرفض السكان هذه التسمية ويسمونه وادي الدموع. وهي تسمية تعبر عن واقع الحال في الجولان الذي يعيش بين الأمل والدموع..!
&
7
ولا يعكس المنظر الجميل الذي تصنعه الثلوج البيضاء على السفح الجنوبي الغربي لجبل الشيخ، الذي يظهر قبالة منزل المواطن السوري اسعد رضا، حقيقة الواقع المرير الذي يعيشه وجيرانه في أحد أحياء بلدة مجدل شمس، كبرى البلدات العربية الخمس التي بقيت في الجولان بعد الاحتلال الإسرائيلي للمرتفعات الاستراتيجية.
كان المطر يسقط خفيفا والبرد قارسا في منطقة معروفة بطقسها البارد، بينما يستعد جنود إسرائيليون للمغادرة بعد أن قاموا بتفكيك الغام تساقطت من حقل الغام فوق بيت اسعد رضا، والتي تساقطت بفعل انجراف التربة جراء الأمطار والثلوج.
واعلى بيت رضا سياج يحيط بتلة مزروعة بالألغام، مثل مواقع كثيرة في الجولان المحتل يصل عددها إلى نحو (76) حقلا للألغام بعضها ينتشر بين المنازل وأدت إلى استشهاد واصابة نحو مائة مواطن خلال سنوات الاحتلال.
يقول رضا (وضعت سدود من الخشب لحماية البيت من الانهيارات التي تحمل معها الألغام والأوساخ، ولكن كل ذلك لا يفيد وبقيت أعيش كابوسا اسمه الألغام، وقدمت شكاوى للمجلس المحلي الذي لا يرد على شكوانا).
والمجلس المحلي في القرية مثل باقي القرى في الجولان معين من قبل سلطات الاحتلال وذلك لمقاطعة الأهالي الانتخابات للمجالس المحلية كي لا يعطون شرعية للاحتلال ويضم المجلس موظفين من وزارة الداخلية الإسرائيلية ويتجنب المواطنون التعامل مع هذه المجالس إلا في الحدود الدنيا.
وترسل جارة رضا (فريال مرعي) صرخة ضد حقول الألغام قائلة (كما ترون هذه نقطة للجيش الإسرائيلي داخل القرية حولها مزروع الغام، وكل انهيار في التربة حول البيوت يؤدي إلى خطر يوقع حوادث، حيث تتساقط الألغام حول البيوت، وهناك أناس فقدوا حياتهم جراء ذلك واخرون أصيبوا بجروح وعاهات مستديمة).
ولا ترى فريال في قيام جنود الجيش الإسرائيلي بتفكيك الألغام التي تتساقط حلا للمشكلة، وتطالب بإزالة هذه الألغام نهائيا من الجولان وخصوصا من حول البيوت المسكونة.
وتقول (أتمنى أن لا أرى أي جندي إسرائيلي في بلادنا يهمنا أن نعود إلى أحضان سوريا، نحن عرب حقوقنا مهضومة هنا رغم أننا نعيش في أرضنا ولكن الاحتلال يمارس كافة السياسات القمعية والعنصرية والتمييزية بحقنا، ورفضنا ونرفض الجنسية الإسرائيلية ونأمل أن تحل القضية الفلسطينية ونعود إلى سوريا وعندها لن تكون هناك الغام وسط بيوتنا).
ويقول الناشط فخري المقت بان الجولان (تمتاز) بالألغام والمعسكرات داخل القرى والمحاذية للمنازل، وعند حدوث الانهيارات يضيع مكان اللغم، فتحدث الكوارث بسبب هذا الوجود العبثي للألغام.
وفي مجدل شمس أيضا هناك تلة تدعى تلة الريحاني تمت مصادرتها بحجة الأسباب الأمنية في أواسط السبعينيات من القرن العشرين، من قبل الجيش الإسرائيلي وتم تلغيمها لمنع السكان من استغلالها، وتبعد ألغامها عن منازل السكان بضعة أمتار ولم تتم صيانة السياج المحيط بالألغام منذ سنوات واحد اكثر الأحداث مأساوية في الموقع وقع عام 1989م عندما دخل أحد الأطفال من الحي المجاور إلى حقل الألغام وفقد حياته نتيجة لانفجار أحد الألغام.
وهناك معسكر أقامه جيش الاحتلال على تلة في مجدل شمس اسمها (بيت التل) حيث توجد مقبرة القرية واحاط المعسكر بحقل الغام يعرض حياة السكان للخطر بسبب جرف هذه الألغام خلال الشتاء خارج الحقل، ويشكل المعسكر عقبة أمام توسع القرية، وتمت مصادرة هذه التلة مباشرة بعد الاحتلال عام 1967م.
يقول مفيد الولي الشاب الجامعي الذي فقد أحد ذراعيه بسبب الألغام (قبل الاحتلال لم نعرف الألغام، وبعد الاحتلال باشرت سلطات الاحتلال بزرع الألغام والتي شملت الأحياء السكنية في القرى المسكونة في الجزء الشمالي للجولان، وبعد حرب تشرين 1973م تضاعفت الألغام عشرات المرات).
ويشير الولي إلى أن الألغام المزروعة في الجولان نوعين، الأول المضاد للآليات والثاني ضد الأفراد، ومع مرور الزمن فان النوع المضاد للآليات اصبح يشكل خطرا أيضا على الأفراد، فالجزء المقاوم منه مصنوع من معدن ومع مرور الوقت يتآكل المعدن وبدلا من أن ينفجر تحت وزن 1000 كلغم ينفجر الان تحت وزن 60 كلغم.
ويورد الولي إحصائية تفيد بان مائة مواطن من الجولان كانوا ضحايا هذه الألغام من قتلى ومصابين، وتتركز إصابات الألغام في أوساط الفلاحين والأطفال والرعاة.
يقول الولي (القانون يفرض حماية المواطنين وإحاطة حقل الألغام بأسلاك لمنع وصول المدنين، ولكن هناك إهمال كبير في هذا الجانب ولا توجد شواخص، حتى الألغام الموجودة قبل عام 1967 فان السياج الذي يحيط بها افضل من حقول الألغام التي زرعها الاحتلال، ونحن نعتبر ذلك إهمالا مقصودا لتخويف الناس من الوصول لاراضيهم والاستيلاء على الأرض واستغلالها من قبل المستوطنين، ويلاحظ أن الألغام مزروعة من أربع جهات بينما المنطقة الوسطى خالية وذلك لمنع المواطنين من الدخول لاراضيهم).
ويشير الولي إلى أن إسرائيل لم تنضم لمعاهدة (اتوا) بشان الألغام، ولا تشارك في المؤتمرات الداعية لإزالة الألغام.
يقول الولي (ثبت تاريخيا وعسكريا أن المعارك لا تحسم بالألغام، لكنهم يزرعونها لتنتظر المدنيين والرعاة والأطفال، والمصاب يعاني من اثر نفسي وجسدي طوال حياته، والمصابون لا تتم إعادة تأهيلهم ولا يتلقون أية رعاية من المؤسسات الإسرائيلية، والتعويضات التي تدفع ضئيلة للغاية، وبعد صرفها يعيش المصاب عالة على نفسه واهله.
ويؤكد الولي أن من يضع لغما في الأرض هو الإرهابي وليس من يدافع عن نفسه هو الإرهابي.
أما الناشط سلمان فخر الدين فيشير إلى أن معاهدة (اتوا) تحرم زراعة الألغام بين المدنين وتلزم الدولة بنزع الألغام، ولم توقع إسرائيل على المعاهدة للهروب من استحقاقات هذه المعاهدة، ومن هذه الاستحقاقات أن كل دولة مارست السلطة خلال العشر سنوات الأخيرة على مكان ما فهي ملزمة بإزالة وتنظيف الألغام منه بغض النظر عمن وضع الألغام.
وهذا ينطبق على إسرائيل في الجولان الذي يخضع لسيطرتها منذ عام 1967م وبالتالي فهي ملزمة بإزالة الألغام التي وضعتها والموجودة في الجولان بغض النظر عمن وضعها، لكن إسرائيل كما هو معروف لا تعير اهتماما كثيرا للقرارات الدولية خصوصا فيما يتعلق بممارساتها في الأراضي العربية التي تحتلها في فلسطين والجولان.
يقول سلمان فخر الدين بان إسرائيل تدرك بان الألغام ليست ذات فائدة في الحروب وبأنها أسلوب متخلف لم يحسم حروبا إلا أنها تزرع حقول الألغام في الجولان ضمن خطط للسيطرة على الأرض، وهذه اصبح معروفا.
&
8
كان وما يزال الشاغل الأساسي لأمهات الأسرى السورين من الجولان في سجون الاحتلال، هو موقع أبنائهن في ملف أية مفاوضات مفترضة بين الجانبين، خصوصا وان تجربة اتفاقين بين إسرائيل مع طرفين عربيين، هما فلسطين والأردن، فيما يخص الأسرى ليست مشجعة على وجه الإطلاق.
ويوجد في سجون الاحتلال 18- أسيرا سوريا من الجولان، أقدمهم موجود في الاعتقال منذ عام 1985م، في حين أن منهم عشرة معتقلين موقفين منذ عام.
وتتراوح أحكام هؤلاء الأسرى ما بين 27 عاما و 15 شهرا، وهم: هايل حسين أبو زيد، بشر سليمان المقت، صدقي سليمان المقت، عاصم محمود الولي، سليمان نمر الولي، أمل محمد عويدات، ياسر حسني خنجر، عماد سامي المرعي، راني مهند محمود، زاهر نايف عواد، وئام محمود عماشة، معين فارس أبو شاهين، وائل نجيب زهوة، كمال عطا اللة الولي، عباس صالح عماشة، شام كمال شمس، سليم سليمان سمارة.
وينشط عصام أبو زيد، وهو أسير سابق في سجون الاحتلال أمضى عشر سنوات في السجون، لإثارة قضية الأسرى من خلال لجنة أهلية غير حكومية، مؤكدا أن قضية إطلاق الأسرى هامة جدا لاهالي الجولان، ولا يعتقد بان يكون هناك سلاما دون إطلاق سراح الأسرى. وهذا الرأي ليس من قبيل الإثارة الإعلامية بل يعبر برأيه عن مضمون السلام الذي سيكون.
يقول عصام (منذ دخول الاحتلال إلى الجولان، بدأت المقاومة الشعبية له، وتم تنظيم شبكات متعددة، ولذا كان من الطبيعي أن تبدا سجون الاحتلال في استقبال أبطالنا، ومنذ الاحتلال دخل 700 مواطن سجون الاحتلال، وهو رقم كبير إذا ما قيس لعدد السكان)
ويشير عصام الذي في قرية مجدل شمس، وهي كبرى البلدات في الجولان، إلى أن (12 مناضلا من الأسرى لهم في السجن 15 عاما، بالإضافة للآخرين، وهم يعانون من أوضاع اعتقالية سيئة ويتعرضون لحملة شرسة وضغوطا كبيرة).
ويحرم هؤلاء الأسرى من قيام أصدقائهم أو أقاربهم من الدرجة الثانية من زيارتهم، حيث تطبق عليهم قوانين الاحتلال التي تسري على الأسرى الفلسطينيين والتي تحظر الزيارة إلا للأقارب من الدرجة الأولى كالأب والام والأخت والابن الخ.
ويقول عصام، بان هناك قانونا في إسرائيل يتعلق بالسجناء، وهو أن يمضي السجين فترة سجنه في اقرب سجن لمكان سكناه، وهذا لا ينطبق على أسرى الجولان والذين يتنقلون في سجون الاحتلال من عسقلان إلى نفحة والان هم في سجن شطة.
ويقوم أقارب الأسرى من الدرجة الأولى بزيارتهم كل أسبوعين مرة، وسط إجراءات مشددة مثل تلك المطبقة على الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال.
يقول عصام (نحن نؤمن أن حرية الأرض من حرية الإنسان، ونعتقد انه لن يكون هناك تقدم في عملية السلام إلا بتحرير الأسرى وهذا مطلبنا الموجه إلى المعنيين من هنا من الجولان المحتل).
ويضيف عصام إلى أن قضية الأسرى هي في سلم الأوليات وليس فقط فيما يتعلق بأسرى الجولان بل بقضية جميع الأسرى العرب في سجون الاحتلال، ملمحا أن المطلوب من المفاوض السوري، في أية مفاوضات، طرح قضية جميع الأسرى العرب وتحريرهم من السجون. في إشارة إلى أن الجميع رفاق نضال وسلاح.
يقول عصام (نحن على ثقة أن المفاوض السوري يعرف ما يريد، وان الأسرى على جدول الأولويات)
وهو ما يؤكد عليه سلمان فخر الدين أحد ابرز الناشطين في الجولان، والذي اعتقل لعدة سنوات في سجون الاحتلال، بقوله ( إذا كان الاحتلال قدم لنا فائدة، فهي تلك العلاقة النضالية التي نشأت بين الأسرى الفلسطينيين والسورين في السجون).
ويضيف فخر الدين (نحن نحب أبنائنا كثيرا وليس بأقل مما يحب الإسرائيليون أبنائهم، واطلاق سراح الأسرى مسألة لا مساومة عليها).
ويتحدث الكثيرون من الناشطين عن قضية الأسرى باعتبارها القضية التي لا يمكن المساومة عليها، في أية مفاوضات يمكن أن تجري بين إسرائيل وسوريا.
ولكن هناك من لا يبدي أي تفاؤل بأية مفاوضات جرت أو ستجري، خصوصا وان إسرائيل تعتبر المفاوضات مع العرب هدفا بحد ذاته كما يقول الناشط صلاح المغربي، بينما العرب يعتبرونه وسيلة لتحقيق ما فشلت به الحروب. و الفرق كبير، كما أثبتت التجارب السابقة بين المفهومين الإسرائيلي والعربي..!
reportage@elaph.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف