أخبار

الصفقة تتضمن إفراج ألمانيا وسويسرا وفرنسا عن عرب عملية التبادل بين إسرائيل وحزب الله في مطار ميونيخ بدلا من فرانكفورت

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"إيلاف"من برلين: تنتهي يوم الخميس القادم حسب ما تردد في الأوساط الرسمية الألمانية أول مرحلة من عملية التبادل بين حزب الله وتل أبيب للأسرى ورفات مقاتلين عرب وجنود إسرائيليين إضافة إلى جاسوس، تحت إشراف الوسيط الألماني ومنسق دائرة المخابرات السرية الألمانية في ديوان المستشارية أرنس أورلاو في مكان ما بمطار ميونيخ وليس كما كان متوقعا في مطار فرانكفورت الدولي. وستواصل برلين مساعيها لتنفيذ المرحلة الثانية، وهي معرفة مصير الطيار الإسرائيلي رون أراد الذي اعتقل عام 1986 على يد مقاتلين من حزب الله ولم يعرف مصيره بعد ذلك.
وفي الوقت الذي عرف فيه أن منسق الحكومة الإسرائيلية إلان بيران سيتواجد في مطار ميونيخ أثناء التبادل، ويحضر إلى برلين منذ أسابيع لمناقشة المسألة مع مسؤولين ألمان ، لم تتوفر معلومات عن الشخص الذي سيمثل حزب الله.ويمكن القول أن أمام الوسيط أورلاو الكثير من الأمور عليه إنجازها خلال الأسابيع أو الأشهر القادمة لأن سيتابع التخطيط للمرحلة الثانية وقد تكون أشد تعقيدا، فبرلين ستكون معنية بشكل مباشر.
فرغم حرص دائرة المخابرات السرية الألمانية على الصمت التام فيما يتعلق بهذه المرحلة، فلا تعليق ولا تصريح يصدر عن مسؤول فيها بحجة إتمامها بالشكل المطلوب، إلا أنه عرف أن الأمر يتعلق بإفراج ألمانيا عن ثلاثة يقبعون في سجونها مقابل إعطاء حزب الله معلومات أكيدة وصحيحة عن الطيار أراد. لكن الإفراج عنهم متعلق بإيعاز من تل أبيب نفسها، فإذا وصلها من حزب الله إشارة بأنه مازال حيا أو أرسل إليها عينة من أنسجة جثته لتتأكد من أنها تعود إليه، يجب الإفراج عنه بمساعدة ألمانية أو تسليمها رفاته، تطلق بعدها سراح المقاتل اللبناني سمير القنطار المتهم بخطف أب إسرائيلي وابنته وقتلهما. وإذا ما تحقق ذلك سوف تسعى برلين إلى إتمام الجزء الثاني من المرحلة الثانية وهي إطلاق فرنسا وسويسرا سراح ستة لبنانيين معتقلين هناك لم يعلن عن أسمائهم. وفي حال نجاحها عليها هي نفسها أن تفرج عن اللبنانيين عباس الريال ومحمد علي حمادة والإيراني قاسم درابي.
فمحمد حماد خطف عام 1985 طائرة TWA من أثينا إلى بيروت وقتل راكبا أمريكيا واعتقل عندما أراد الدخول إلى ألمانيا وبحوزته جواز سفر مزور، فحكم بالسجن المؤبد. بينما اغتال عباس الريال وصديقه الإيراني درابي عام 1992 أربعة قياديين أكراد إيرانيين من المعارضة، وعرفت القضية يومها باسم " موكانوس" لأنها وقعت في مطعم برليني يحمل هذا الاسم، فحكم على الاثنان بالسجن المؤبد أيضا.ولم تستبعد برلين في شهر تشرين الثاني(نوفمبر) إمكانية الإفراج عن الإيراني بناء على رغبة من طهران.وأصبحت ألمانيا منذ سنوات الشريك الجيد والوسيط الأمين ليس فقط لإسرائيل بل ولإيران أيضا، ويعتقد مراقبون سياسيون بأن إطلاق إسرائيل سراح الثلاثة هي بمثابة إشارة مصالحة منها إلى طهران .
لكن أهم بند في جدول عمل الوسيط الألماني أورلاو قبل كل شيء إنجاز أول خطوة يوم الخميس القادم بدون أي عراقيل تهدد بفشلها، حيث سينزل من طائرة العال ومن المعتقد أن تكون طائرة تابعة للجيش الإسرائيلي ظهرا 435 معتقلا عربيا من بينهم 400 فلسطيني و23 لبنانيا وعدد من السودانيين والليبيين والألماني ستيفن سميريك الذي اعتقلته إسرائيل عام 1997 وحكمت عليه بعد عامين بالسجن لمدة عشرة أعوام. بعدها تسلم إسرائيل في اليوم التالي ( الجمعة) رفات 59 مقاتلا وجنديا لبناني ومعلومات عن 24 مفقودا لبنانيا وخرائط للمناطق في جنوب لبناني التي زرعت فيها ألغام.وتقول معلومات بأن الجاسوس الإسرائيلي الحانان تنينباوم قد يبقى لفترة في مستشفى ألمانية بسبب وضعه الصحي المتدهور. لكن تنتظره لجنة تحقيق لمعرفة كيف تم خطفه، وهناك من يقول بأنه أعطى لحزب الله خلال اعتقاله الكثير من المعلومات السرية.
وتريد تل أبيب من برلين أن تحصل يوم الخميس كذلك على معلومات عن مصير الجنود الثلاثة اللذين وقعوا في الأسر عند الحدود اللبنانية عام 2000 وأعلن الجيش الإسرائيلي بعد فترة عن مقتلهم، بينما لم يجزم رئيس حزب الله الشيخ نصر الله بذلك. ويتحدث إعلاميون ألمان عن أن عملية التبادل أكدت بأن إسرائيل تعاملت مع حزب الله كطرف رسمي وبذلك أعطته صفة رسمية لا إرهابية، وفي الوقت التي تمسكت فيه بمبدأ دفن قتلاها في أرض " إسرائيل" أسقطت شعارها " لن نترك أحد طليق يديه ملوثة "بالدماء".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف