أخبار

الحب.. هل هو من طرف واحد.. ام من طرفين؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خضير طاهر
&
&

&
يقولون ان اي محاولة لتفسير مشاعر الحب بين المرأة والرجل.. ستقضي على سحر وفتنة الحب، وتسجنه داخل أطار قوالب عقلية جامدة غير قادرة على استيعاب عالم الروح الشاسع.
وأنا أقول: كلا، ان تفسير مشاعر الحب هو عمل ارادي قصدي يقوم به العقل لاستكناه ماهية الموجود الانساني، ومايصدر عنه من احاسيس، وسلوك، وهو احدى محاولات الانسان النبيلة للبحث عن اجابات مقنعه حول لغز الانسان، والحياة.
أما دهشة الحب، فهي تصدر عن منطقة اخرى ليست مرتبطة بالعقل، اذ انها تنطلق من الروح بصورة عفوية تلقائية، لاتتأثر بحجم الجفاف العقلي، وأ سئلته التي تطارد الروح في صبواتها، وانطلاقتها الى فضاء ( مافوق العقل )، وبالتالي فان تحليل مشاعر الحب ليس مرتبطا بالدهشة والجنون الذي يعترينا في حالة الحب.
وعودة الى سؤالنا الاساسي: الحب هل هو من طرف واحد.. ام من طرفين؟
اولا: علينا التمييز بين مشاعر الحب الحقيقي، وبين الاعجاب بصفاة ما، وبين الاسقاط اللاشعوري الذي يستدعي صورة شخصية ما من الماضي مدفونة في خزانة الذاكرة، ويسقطها على شخصية تعيش في الحاضر.
بخصوص الاعجاب بصفاة ما: كالشكل، والجاذبية الجنسية، والذكاء، والحضور... هذه ليست مشاعر حب طالما هي قائمة على اساس ( انتقائي ) يلجأ الى الفرز والاختيار، وهذا يتعارض تماما مع تلقائية مشاعر الحب العفوية التي لاتخضع للاختيار العقلي.
وكذلك بالنسبة للاسقاط اللاشعوري الذي يدخل الشخص في متاها ت الاوهام، فما يصدر عنا هو ليس مشاعر جديدة، وانما صدى لذكريات عشناها مع شخص ما واندثرة في اعماق اللاشعور، ونسيها الوعي، ومايحصل هو تداعيات يثيرها الشخص في الزمن الحاضر، ويحرك فينا مجسات لها علاقة باشخاص عرفناهم في يوم ما كالام، والاب، والاخت، والاخ، والنساء، والرجال، الذين مروا في حياتنا.
أما مشاعر الحب الحقيقي،فهي ( حتمية ) لايختارها الانسان، تهبط عليه فجأة وتجتاح حياته، وتلونها بالدهشه، والسحر، والجمال، والجنون... وهي غير خاضعة لعملية ( الانتقاء ) مثل مشاعر الاعجاب، وأنما تتجه الى شخص المحبوب بكليته، وحسناته، وعيوبه، والاهم من هذا كله أنها مشاعر تنطاق من الطرفين ( رغما عن ارادتهما ) وعلى كل الفوارق، والاختلافات، لهذا لايوجد ( حب من طرف واحد ) اذا كانت المشاعر حقيقية.. لان الحب لايتحرك بمفرده مالم يلتقي بالطرف الاخر، ويحصل الانقداح، وينفجر البركان، ومانسمعه عن قصص الحب من طرف واحد يرجع الى الخلط بين الاعجاب، والاسقاط اللاشعوري، وبين الحب الحقيقي.
وأكرر في حال وجود مشاعر حب حقيقية، سوف تكون هذه المشاعر حتمية قاهرة للطرفين بغض النظر عن الظروف، والفوارق، والقناعات، والارادة.
ماذا عن دور العقل؟
العقل يتحرك لاحقا فيما بعد، اي بمعنى، بعد انبثاق المشاعر وظهورها للوعي، يبدأ العقل عملية التحكم، والسيطرة، وتقدير الظروف، فالولادة المدهشه الفاتنة للحب تتم بعيدا عن سلطة العقل، ولكن قتل الحب يكون بخنجر العقل!!
والسؤال الهام هو: لماذا يحدث الحب الحتمي بين هذه المرأة وذلك الرجل من بين جموع الناس؟
أنا ميال الى تفسير الموضوع الى وجود ( توافق فلكي ) بين ابراج العشاق، فعند دراسة الخارطة الفلكية للعشاق.. نجد ان هناك أنسجاما تاما بين الكواكب المسؤولة عن عملية التوافق والحب بين البشر عموما، و المرأة والرجل خصوصا وهي كواكب: الشمس، والقمر، وعطارد، والزهرة، والمريخ،ففي كلا برجين العاشقين نعثر على أنسجام تام بين هذه الكواكب، وقبول هذا التفسير الفلكي يحتاج منا الى الايمان بوجود أمكانات، ومجاهيل في الكون فوق طاقة العقل البشري.

&&kta1961@comcast.net

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف