أخبار

الصحافي المغربي مصطفى العلوي: هذه هي قصتي مع نظام القذافي.. أرفض المزايدات وأموالي من القراء

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"ايلاف"&من الرباط : بعد العفو الملكي الذي استفاد منه الصحافي المغربي مصطفى العلوي ناشر أسبوعية "الأسبوع" يواجه العلوي قضية أخرى أمام المحاكم ،& القضية هذه المرة رفعتها الدولة الليبية ضده بتهمة نشر كاريكاتير يسئ للعقيد معمر القذافييبدو فيها " شخص" يخلع بنطاله. ينفي العلوي أن يكون العقيد القدافي هو المستهدف من الكاريكاتير، ويحمل، في حوار مع "إيلاف" تفاعلات القضية، إلى القائم بأعمال السفارة الليبية في الرباط (قبل نقله)& متهما إياه "بالجهل في السياسة" .
ويتناول العلوي في هذا الحوار هذه القضية و علاقته بالنظام الليبي. كما يثير موضوع اتهامه من قبل زملاء له بالتعاون مع أجهزة في الدولة المغربية، ويعلن في حوار مع "إيلاف" مصدر الثروة التي راكمها طوال 38 سنة من العمل الصحافي. في ما يلي نص الحوار :

*تحدثتم عن ضغط ليبي على الحكومة المغربية بخصوص القضية التي رفعتها ليبيا ضدكم& هل يمكن أن تشرحوا طبيعة هذه الضغوط؟
يظهر أن مؤاخذة الحكومة الليبية على السلطات المغربية هي عدم تنفيذ طلبها بالمحاكمة، وهددت ليبيا بإلغاء اجتماع اللجنة المغربية الليبية العليا المشتركة، وهو ما تم تجاوزه بصدور بيان ليلة بثته لوكالة المغرب العربي للأنباء (وكالة الأنباء المغربية الرسمية)& يحدد تاريخ محاكمتي في السادس من مارس (آذار)& المقبل، بمجرد صدور هذا البيان صدرت التعليمات للوفد المغربي بالتوجه إلى ليبيا، وهذا ما يبرر ممارسة ليبيا لضغوط على المغرب.
مصادرنا في طرابلس أوضحت أنه تم تنبيه المسؤولين المغاربة أعضاء الوفد أن القضية لا تتعلق بأسبوعية " الأسبوع وحدها، وإنما بافتتاحية نشرها عبد الكريم غلاب في صحيفة "العلم" بتاريخ سابع يناير (كانون الثاني) الماضي كذلك، ويظهر أنه بناء على هاتين القضيتين لم يستقبل رئيس الوفد المغربي بليبيا من قبل العقيد معمر القذافي.
&
*هل تحسون أنكم ستذهبون ضحية هذه الحسابات السياسية؟
لا أعتقد أن الدولة المغربية التي تعرف أكثر من غيرها ماضي العلاقات المغربية الليبية ستضحي بأحد أولادها، فالمغرب له سيادة ويحرص على شرف وكرامة مواطنيه. هذا بالإضافة إلى أن "الأسبوع" لم تقذف شخص القذافي، فالكاريكاتور موضوع الدعوة، لا يشير لا إلى اسم القدافي أو إلى أية جهة وهو عبارة عن رجلين عاريتين.
&
*لكن المقال الذي رافق الرسم كان يتحدث عن ليبيا؟
يتحدث عن ليبيا بعدما أنصفها، نحن أنصفنا الرئيس الليبي وقلنا أنه كان مهد الرفض العربي وحنفية تمويل حركات التحرير الإفريقية والعربية، وختمنا بالتعبير عن متمنياتنا أن ينصف هذا الرجل ضحايا البوليساريو من المغاربة، ومعروف أنه كان يزود هذه الحركة الانفصالية بالسلاح.
&
*لديكم تجربة صحافية كبيرة في الصحافة وعرفت صحيفتكم بجرأتها، ما المانع الذي جعلكم تتجنبون القول أن المعني بالرسم الكاريكاتيري هو العقيد القدافي؟
لم يكن الكاريكاتير المنشور للرئيس القدافي.
&
*ما المانع؟
الظروف غير ملائمة لنشر كاريكاتير مثل هذا، وأكرر ما قلته في أحاديث صحافية، الرسم يمثل الإنسان العربي، ففي الولايات المتحدة الأميركية يخلعون بنطالات العرب وفي العراق أيضا. فالرسم يرمز إلى المواطن العربي الذليل والمحتقر أكثر مما يرمز إلى العقيد القدافي، وأؤكد لك أننا لو كان عندنا حسابات أو رغبة في انتقاد الرئيس الليبي
لنشرنا رسوم كاريكاتير يمكن أن تخجله، وهذا لم يكن غرضنا ولم نفعله.
&
*يلاحظ أن عدد من الصحف العربية سبق أن انتقدت العقيد القدافي والنظام الليبي بشدة ولم يتم اللجوء إلى القضاء، في حالة "الأسبوع"& لماذا لجأ الليبيون إلى القضاء؟
*يظهر أن القائم بالأعمال الليبي في الرباط& (تم استبداله بدبلوماسي آخر) لا يفقه في السياسة، إذ كان بإمكانه قبل اللجوء إلى القضاء أن يقدم الوقائع لحكومته أو للجنته الشعبية إلا أنه رجل جاهل في السياسة وفي القانون، كان عليه أن يرفع شكوى إلى وزارة الخارجية، فهذا ليس بلدا سائبا يتوجه فيه السفراء إلى المحاكم لمقاضاة مواطن مغربي. فالقوانين المغربية تفرض على السفير المعتمد قبل اللجوء إلى القضاء أن يرفع شكوى إلى وزارة الخارجية أو إلى الوزير الأول. وهو مختلف على الدبلوماسي السابق محمد أبو القاسم الزوي (سفير ليبيا حالياً في لندن)& الذي كان يخدم العلاقات المغربية الليبية بإخلاص، وكان يبنيها ويرممها، آنذاك كانت العلاقات المغربية الليبية على أحسن ما يرام. وليس من حق دبلوماسي لا يعرف المغرب أن يهول ما لا يمكن أن تهويله، و أن يدفع إلى محاكمة ربما& يكون من نتائجها تحريك الرأي العام المغربي ليتذكر ما لا نرغب في تذكره من مآسي ومن ضحايا مغاربة من قبل البوليساريو وبتمويل وأسلحة ليبية.

*هل سبق أن كانت لك علاقات متوترة مع المسؤولين الليبيين؟
أبدا، بل إن أجهزة المخابرات المغربية في السابق كانت تصنفنا في خانة العاملين مع العقيد القدافي، وهذا لم يحصل، وجاءت هذه المحاكمة لتكشف الحقيقة. كنا دائما ننظر بعين الإعجاب والتقدير إلى هذا البلد.

*هل سبق أن زرتم ليبيا؟
زرتها منذ 15 سنة إن لم تخن ذاكرتي.

&
*هل كانت لدعوة من العقيد القدافي؟
أبدا، بل دعوة من قبل منظمين لمؤتمر ثقافي لا علاقة له بالسياسة.
&
*يبدو أن الأمر تطور، فالأعداد الأخيرة من "الأسبوع" تطالب باعتذار ليبيا لما "اقترفه نظام القدافي" من "جرائم" في حق المغاربة وبتعويض ضحايا البوليساريو، هل هذا التحول يدخل في معركة صحيفتكم ضد النظام الليبي؟
إنها ليس معركة، فأنا مجرد صحافي عادي، لاحظ أن العقيد القدافي تبرع بملايين الدولارات على كل ضحية من ضحايا أحداث طائرة لوكوربي والطائرة الفرنسية& وتطوع أن يعوض يهود ليبيا، فقلت لماذا لا يعوض الضحايا المغاربة الذين قتلوا بأسلحة ليبية في الصحراء المغربية، وأرجو من الباحثين الرجوع إلى كتاب "ذاكرة ملك" للمرحوم الملك الحسن الثاني، ويتصفحوه خاصة الصفحة 147 ليجدوا أن الملك الراحل الحسن الثاني يؤكد أن ليبيا كانت تزود جبهة البوليساريو الانفصالية بالسلاح.
&
*كتاب الملك الراحل صدر منذ سنوات لماذا لم تتطرقون للموضوع إلا في هذه الفترة؟
أثرنا الموضوع بعدما لاحظنا استعداد ليبيا لتقديم تعويضات على كل الهفوات ارتكبت ، فإذا لم يعوض القدافي اليهود الليبيين وضحايا الطائرتين لما أثير هذا الموضوع. هو من فتح باب التعويضات وليس أنا.

&
*هل يمكن التوصل إلى حل ودي بينكم وبين الرئيس الليبي بشأن هذه القضية؟
أنا لست في صراع مع العقيد القدافي، فهو رئيس دولة ومن حقه أن يفعل مع شعبه ما يريد، وكل ما أؤكده، هو أنني لست في صراع مع الرئيس الليبي، وأشير مرة أخرى أن سفيره في الرباط هو سبب هذه المشاكل، خصوصا أن هذا الشخص، كتب في شكايته ضدي حرفيا أنه "نائب الرئيس الليبي"، فأولا لا يمكن لموظف في السفارة ببلد أن يدعي أنه نائب للرئيس دون إخبار المسؤولين المغاربة بهذه الصفة، ثانيا، نحن نعلم أن لبيبا لا تتوفر على رئيس، بل على قائد لثورة وأمناء للجان الشعبية حسب الكتاب الأخضر.
&
*هل اتصل بكم مسؤولون من الخارجية المغربية لطي هذا الملف؟
لم يتصل بنا أحد، أننا نستغرب تضخيم القضية، فنحن لا نخاف القضاء المغربي، فالقضاء يمثل الرأي العام ، العقيد القدافي يعرف انشغالات الرأي العام وموقفه من الضحايا المغاربة في حربهم ضد البوليساريو، نحن لم نكن نرغب في إثارة الموضوع، ثم إنني لست طرفا حكوميا أو سياسيا حتى يتم الاتصال بنا.
&
*كيف جاءت فكرة مطالبة ليبيا بالتعويض؟
كلمة التعويض ابتدعها العقيد القدافي بإعلانه تعويض عائلات ضحايا لوكربي، ووحده يمكن أن يعوض المغاربة كما يرى، وهذه وجهة نظر عائلات مغربية من ضحايا الحرب في الصحراء، ووصلتنا رسائل تؤكد أن ضحايا الأسلحة الليبية يستعدون لتشكيل لجان للمطالبة بالتعويض.
&
*انطلاقا من تجربتكم الصحافية وعلاقتكم بالساسة، هل يمكن أن تنعكس تبرئتكم من هذه القضية على العلاقات المغربية الليبية؟
أعتقد أن العلاقات المغربية الليبية أكبر من سطور مكتوبة في جريدة، سواء كتبها مصطفى العلوي أو عبد الكريم غلاب، فالمهم أنه لا يجب أن توضع هذه العلاقات في كفة وتوضع ورقة من صحيفة مغربية في كفة ثانية.
لذا لا أعتقد أن هذه المشاكل ستؤثر على العلاقات الليبية المغربية.

*المحاكمة الحالية هي الثانية لهم في ظرف قصير، إذ سبق أن أدانتكم محكمة وصدر عنكم عفو ملكي قبل فترة وجيزة& ، كما سبق أن حوكمتم في مرات عديدة ومنعت صحف كنتم تصدرونها هل تعتقد أن الأقدار هي التي تقودكم&في&كل مرة إلى المحاكمات؟
هذه ليست أقدار، فنحن نمر بمرحلة من المخاض السياسي والاجتماعي تجعل كل صحيفة تتطرق إلى موضوع حساس، وتخرج عن إطار التفاهات تحال إلى القضاء، والقضاء يقوم بدوره، هناك صحف& في الديموقراطيات الغربية تقدم إلى المحاكمات.& هذا يشرفنا كثيرا.
&
*ألم تتعبوا كثرة المحاكمات ومنع الصحف التي تصدرها ؟
لم تتعبني المحاكمات، نحن جيل ألف ذلك ، نحمد الله أننا خرجنا منتصرين من محاكماتنا، و أتثبت الأيام أننا كنا على صواب.
&
*في لحظة من لحظات المحاكمة ما قبل الأخيرة تسرب إليكم نوع من اليأس فقررتم التوقف عن الكتابة ثم تراجعتم؟
فكرة التوقف عن الكتابة جاءت تحت ضغط الشعور بالذنب وتحت ضغط الضعف الصحي. حتى لو تقاعدت فإن الصحيفة ستستمر في الصدور .
&
*أسبوعية "الأسبوع" هي الأكثر انتشارا في المغرب، ويلاحظ أنها لم تصنع أسماء صحافية كما أن صحافييها غائبون عن الندوات الصحافية واللقاءات..؟
أعتقد أنه من السهل نشر قائمة بأسماء الصحافيين العاملين وأعتقد أنه اختيار خاطئ . في "الأسبوع" هناك جنود خفاء.
صحافيون؟
نعم صحافيون.
كم عددهم؟
في المقر الرئيسي& هناك عشرة صحافيين وعدد كبير من المراسلين.
&
*هل عندهم رواتب شهرية؟
لهم رواتب شهرية ولهم حقوقهم كموظفين مثل الضمان الاجتماعي، كما نتوفر على حوالي 150 مراسل منتشرون في كل المناطق المغربية.
&
*لماذا لا نجدهم في الندوات الصحافية ولا نسمع صحافي يمثل "الأسبوع"؟
هدفنا هو أن يكون مراسلو "الأسبوع" قريبون من انشغالات المواطنين المغاربة.
&
*هل يتوفر صحافيو "الأسبوع" على البطاقات& المهنية التي تسلمها وزارة الاتصال؟
لدينا عدد محدود من هذه البطاقات، نتوفر على أربع بطاقات ، ونحن لا نرغب في الحصول عليها، فلا دور لها في هذه البلاد.

*خضتم صراعات مع مسؤولين كبار في الدولة مثل وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري، وكان يفسر على أنه صراع بين أجهزة داخل الدولة وحتى محاكمتك الأخيرة فسرت أنها تدخل في إطار هذا الصراع؟
أنا ضحية أجهزة، و على مدى 38 سنة، كان كل واحد يتهمني بالانتماء إلى جهاز معين، وأحمد الله أن الأجهزة الحقيقية وهي الأجهزة الحكومية والتي مرت بأيدي مختلفة، وكان يمكن لأي وزير أول أن يبحث ليعرف الحقيقة، وتأكدوا جميعا أنني أقوم بدور الصحافي الحر النظيف والذي لم يستفد حتى من اشتراك المؤسسات العمومية المغربية، فنحن لا يهمنا ما يقوله الآخرون.

*لم ترتبط يوما مع أجهزة معينة؟
كيف يمكن أن أرتبط بأجهزة.

البعض كان يحسبك على أحمد رضا أكديرة، المستشار الراحل للملك الراحل الحسن الثاني؟
كان أكديرة أول هرم أسقطته صحيفة "الكواليس" (كان مصطفى العلوي مديرها) الجنرال أوفقير (وزير الدفاع المغربي السابق ومنفذ انقلاب فاشل ضد الملك الراحل الحسن الثاني في السبعينات) وكان الرجل القوي& رمى بي في "دار المقري" (مكان لتعذيب المعارضين السابقين لسياسة& أوفقير) ورضا كديرة هو الذي منع أكبر عدد من الصحف التي أصدرتها ، وكان رجل المرحلة الثانية القوي ،& أما رجل المرحلة الثالثة إدريس البصري فقصتي معه أضخم من أن تحكى في حوار صحفي.
&
* أنتم من& الصحافيين المغاربة القلائل الذي راكم ثروة مهمة من العمل الصحافي، وهذه نقطة يعتمدها من يروج الشكوك بانتمائك إلى جهاز معين هل يمكن لصحافي مغربي أن يملك فيلا في أرقى أحياء الرباط...؟
هؤلاء ينسون أنني أول صحافي أسس صحيفة ناجحة عام 1960، وكانت تطبع ثلاثين ألف نسخة في الوقت الذي لم يكن يتجاوز طبع الصحف الأخرى أربعة آلاف نسخة، ولو أخذت أي صحفي في العالم بدأ في إصدار& صحف ناجحة منذ عام 1960 واستمر في نجاحه حتى عام& 2004 لوجدت أنه أغنى بكثير مني، لو كنت في نيويورك أو باريس لكان لي شارع يحمل اسمي. الثروة التي راكمتها أقل مما أستحق، خصوصا أن الفيلا الأولى التي سكنتها كانت في عام 1964، ولا يمكن أن يزايد علي أحد ويقول أنه قدم لي شيئا، أموالي أتلقاها من القراء.

&
*كم توزع الأسبوع ؟
نطبع الآن ثمانين ألف نسخة، ونسبة المرجوعات لا تتعدى 5 في المائة.
&
تصوير احمد نجيم

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف