أخبار

خفاش ... وصقر ... وغربان ... وحمامة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سالم اليامي
&
&
خفاش: يلعب في الظلام...
و صقر: لا يحلق في ليل ...
وغربان: حولهما تنعق ...
&قال الخفاش: أنا لا أقوى على التحليق في النهار ...
قال الصقر: الليل مباتي والنهار حياتي.....
وقالت الغربان: ورؤوس الجبال الجرداء مواقعنا التي نطل منها كي نتفرج على سقوط صقر نغار من إعتزازه بنفسه، وعلى خفاش نحتقره كما نحتقر أنفسنا لكننا نتمنى أن ينتصر على الصقر ليعيد الثقة إلينا.
ثم قالت الغربان بصوت واحد: نحن الغربان نتوق الى اليوم الذي نصبح فيه صقورا .
&وأتت حمامة وقالت للغربان: الصقور: تحلق في السماء ولا تروم الجِـيَف، والخفافيش تخاف ضوح النهار وتطمئن في الظلمة .
&قال أحد الغربان: أنا أتمنى أن أكون صقرا، لكنني لا أمانع في أن أكون خفاشا حين يكون النصر من نصيب الخفافيش .
قالت الحمامة: أنت غراب ولن تكون صقرا ....
قال غراب آخر: أتمنى أن أكون خفاشا كي أمارس رذيلتي فلا يعرفني أحد ...
قالت الحمامة: أنت خفاش الغربان...
وقال غراب آخر: أتمنى أن أكون صقرا حتى لو كان النصر من نصيب الخفافيش ....
قالت الحمامة: وماذا أعددت لنفسك كي تكون صقرا؟!
قال الغراب: لا أملك وسيلة كي تحولني الى صقر ... إلا الأماني!
قالت الحمامة: ومانيل المطالب بالتمني...
&وعاد الصقر يحلق في السماء ... عيناه مملوءتان بالثقة وبالترقب ثم إعتلى منبرا وخطب على الخفافيش والغربان والحمامة قائلا:
لن يكون صقرا من يسكنه الخوف ... ولن يكون صقرا من لا يرفرف بجناحيه في عز النهار، ويفتح عينيه تحت أشعة الشمس ..
الخفافيش: لصوص ... جبناء
والغربان: منافقون .. ينعقون
والحمامة: أنثى تمارس الخطيئة وتتخفى خلف جمال هديلها ...
أنا: الصقر ... رمز الشجاعة والاقدام والوضوح ... لا أصطاد في الظلام، ولا أنعق فوق الجيفة، ولا أهدل في الظل!
&وتقدم بلبل صغير وأخذ مكانا له فوق غصن وقال:
والعدالة يا صقر؟!
من يكون عادلا يكون ملكا ...
وأنت لم تكن عادلا في يوم من الأيام ...
&أنت تصطادنا في وضح النهار...
&وتتلذذ بلحومنا الطرية.
&إرتعد الصقر لمنطق البلبل وقال:
العدالة من شيم الشرفاء الأقوياء ايها البلبل وليس منا شريفا ولا قويا كي يكون عادلا..
لو كنت عادلا ما تركت الخفاش يسرق ... والغراب ينعق ...والحمامة تقضي بيننا...
لو كنت عادلا لحكمت على الناعقين بالاعدام واستمتعت بصوتك الشجي ...
لكنني ... لا أدعي الشرف، ولأنني كذلك سألتهمك بعد قليل ...
وضحك البلبل ثم قال:
لكنك لاتستطيع ان تلتهم روحي التي سوف تحلق حرة طليقة في أفلاك السعادة ...
كرامتك ان تسكن روحك عفن جسدي ...
وكرامتي ان تتحرر روحي من قيود جسد تعذبه قيودك...
لكن الخلود للأرواح الطاهرة ...
والعذاب للآرواح الشريرة التي تفتك بالطهر والبراءة!!
salam131@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف