الإغراء: بين فنّ سعاد حسني واستعراض هيفاء وروبي
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
زاد الخير من بيروت: هل نجح مؤدو الأغنية الشبابية ومؤديات الإثارة بجذب الشباب العربي من عشاق الفن الغربي بعيداً عن أغاني البوب والراب والآر إن بي الأميركي؟ يبدو أن عدد الشباب العرب الذين يسمعون الغربي في إزدياد، فها نحن نرى&فضائيات كثيرة
&وإمينم وكريستينا أجيليرا مهم محط انتقاد واثارة&للجدل في المجتمع الأميركي نفسه، مع أن المجتمع الأميركي لديه قيم إجتماعية مختلفة عن العرب. وإن كان الإغراء المبتذل والإثارة تستحوذ على عقول بعض الشباب المهووسين بالجنس، أفلا يجب على المجتمع والإعلام والمثقفين معالجة المشكلة بدل الرضوخ لها؟ وإن كانت موجة المؤديات ذوات المواهب الجسدية جزء "تفرضه" علينا العولمة كما يقول البعض وأنهم وُجدوا ليشبعوا إحتياج الشباب لهذه النوعية الهابطة فنياً،
الإغراء في الفن له قواعده، فعليه أن يكون موظفاً في العمل الفني وليس متطفلاً عليه، وهناك فرق بين الإغراء الفني من جهة وبين الإبتذال والإثارة لأجل الإثارة من جهة أخرى. فمثلاً هند رستم ملكة الإغراء في السينما العربية قدمت أفلاماً هامة على المستوى الفني وكان الإغراء منسجماً مع العمل كفيلم "باب الحديد" و"شفيقة القبطية" و"إنت حبيبي" و"رد قلبي" مثلاً.&وسعاد حسني سندرلا الشاشة أدت أيضاً أدوار إغراء وظهرت بملابس مثيرة ولكن الطريقة التي كانت تـُقدم فيها كانت غير مبتذلة. فمضمون الشخصية والقصة وأسلوب الإخراج والتصوير لهم دور كبير في الطريقة التي يظهر فيها الإغراء.&فهل كانت الراقصة سامية جمال ترقص وتصوَر بنفس طريقة فيفي عبده الهابطة؟ وهل كانت شادية تمثـّل أدوار الإغراء والشقاوة بأسلوب روبي المبتذل في فيديو كليباتها؟
هل إلغاء الإبداع الفني لصالح الإستنساخ وتحقير المرأة وتحوليها إلى مجرد جسد وأعضاء معيّنة يخدم التقدّم والرقي وحرية المرأة؟& هناك شواهد كثيرة تؤكد العكس، منها زيادة نسبة المعاكسات في الشوارع بشكل ملحوظ، غياب أثر حركات تحرير المرأة في المجتمعات العربية لأن الحرية أصبحت في نظر البعض حرية الإثارة الجنسية فقط مما ينفّر الكثيرين منها، ضعف الإقبال على الثقافة والإنتفاح الصحّي على شعوب العالم وكأن شعوب العالم وحضاراتها تتلخص في أغاني البوب في أميركا وغرب أوروبا، وزيادة التطرّف وتحريم الفن ككل وإصدار فتاوى بهذا الشأن.&& فالتطرّف في الإثارة والإغراء يثير تطرّفاً من نوع آخر، بدأنا نلمس آثاره في نظرة دونية من قبل بعض العرب للمجتمعات العربية التي ينتمي إليها الكثير من مؤديي ومؤديات الإثارة.& فالتزمّت ضد الفن ككل حجته الإنحدار الفني والأخلاقي الذي نشهده في الفيديو كليبات وبعض البرامج الفنية، وها هو برنامج "سوبر ستار" يؤخذ بجريرة برنامج "ستار أكاديمي" الفقير فنياً وإنسانياُ، مع أن "سوبر ستار" لم يكن في السابق يُنتقد عموماً من ناحية أخلاقية ودينية.& طوهكذا يقع الفن العربي بين السندان والمطرقة!
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف