ثقافات

إعادة اكتشاف فضائل الحمار الفلسطيني!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
"إيلاف"&من القدس: عمدت (شركة) متخصصة في عربات الكارو التي تجرها الحمير في خان يونس إلى طبع كروت تحمل عنوان وهواتف الشركة وأيضا عنوان موقع على شبكة الإنترنت تحت التأسيس وضعت عليه عدة صور للحمير وعربات الكارو.
ويأتي ذلك ضمن ما يمكن تسميته بإعادة اكتشاف جديد لفضائل الحمير في الأراضي الفلسطينية، إذ يبرز الحمار كوسيلة نقل مهمة في ظل الإغلاق الذي لا يمكن وصفه للمناطق الفلسطينية، وإغلاق سلطات الاحتلال لطرق رئيسة وفرعية وشق طرق استيطانية والاستمرار في بناء الجدار العازل وجدران أخرى عازلة مانعة عديدة لكنها لا تحظى باهتمام إعلامي مثل (الجدار الأكبر).
ويتعين على الحمار الذي تم بفضله سابقا وخلال القرون الماضية شق الطرق في فلسطين، إذ كان يترك يسير على سجيته بينما يتتبعه الموكل لهم شق الطرق باعتباره (المهندس) الفطري الموثوق فيه في هذا المجال، يتعين عليه الآن اكتشاف طرق جديدة بين الجبال والوديان لتامين وصول المواطنين إلى منازلهم والفلاحين لما تبقى من ارض زراعية يملكونها.
وساعد الحمار مؤخرا في إنجاز فيلم تسجيلي للمخرج حنا مصلح بعنوان "شباك العنكبوت"، الذي صوره في نابلس (شمال الضفة الغربية) والخليل (جنوب) ولولا الحمار لما رأى الفيلم، الذي يتحدث عن معاناة عائلتين فلسطينيين من الاحتلال، النور.
وقال مخرج الفيلم لـ"إيلاف" انه اضطر وطاقمه الاستعانة بالحمير لاجتياز الحواجز الإسرائيلية التي تحول دون تنقل الفلسطينين بحرية.
ويظهر الحمار في عدة لقطات من الفيلم التي يستشهد زوج بطلته على أحد الحواجز عندما أخذها إلى المستشفى لتضع مولودا لها، ولكن جنود الاحتلال قتلوا زوجها واجبروها على التعري وتركوها تعاني المخاض ممددة دون اي شيء يستر جسدها بجانب زوجها الشهيد.
وأدى ازدياد الطلب على الحمار إلى ارتفاع سعره، واكتشف الفلسطينيون فجأة أن الحمار أنواع، اغلاها "الحمار القبرصي"، ويمكن أن يستخدم في مهام "نضالية" مثل ما حدث قبل نحو عام في بلدة الخضر، حين لغمت مجموعة مقاومة حمارا وفجرته قرب قافلة عسكرية إسرائيلية في البلدة المحاطة بالمستوطنات.
والغريب أن المواطنين قابلوا ذلك باستنكار ملحوظ باعتبار أن ذلك استغلال لحيوان لا يفكر..، ويبدو أن هذا الاستنكار هو الذي أدى إلى عدم تكرار تلك التجربة..!
ومثل ما كتب توفيق الحكيم إحدى روائعه عن "حمار الحكيم" وكتب السياسي الفلسطيني الراحل خالد الحسن "مذكرات حمار وطني"، اصدر الكاتب الفلسطيني جميل السلحوت في القدس كتابا بعنوان (حمار الشيخ) يتضمن مقالات ساخرة عن الوضع الفلسطيني القاسي.
وقال عايد أبو سرحان (50) عاما من قرية العبيدية-جنوب القدس، وعمل لسنوات طويلة كراعي، باعتزاز إن الحمار صديقه وإنه افضل من السيارة بالنسبة له، بغض النظر عن الظروف الحالية.
واضاف لـ"إيلاف": " الحمار رفيقي، ويمشي في الطريق الوعرة ولا يتذمر ولا يشكو، وفي إحدى المرات كنت أرعى القطيع في صحراء البحر الميت، وذبحت خروفا مريضا، ووضعته على الحمار الذي عاد به إلى البيت وحده بينما بقيت انا يومين مع القطيع".
ويذكر عايد، انه في إحدى المرات، كانت أنثى الحمار التي تسمى باللغة الفصحى (أتان) في حالة مخاض صعب، فساعدها في الولادة، وأنجبت حمارا صغيرا، وعاش بفضل مساعدته لامه، وفرح عايد بذلك جدا..
ويقول بعض المختصين إنن حليب أنثى الحمار الـ(أتان) كثير الشبه، في خصائصه، بحليب المرأة الأم، ولكن عايد أبو سرحان يذهب إلى ابعد من ذلك، إذ يكشف أنه يفيد في علاج صعوبة النطق..!
ويقول إنه أعطى إحدى قريباته وكان عمرها انذاك خمس سنوات، 4 جرعات من حليب الأتان، فساعدها في علاج صعوبة النطق الذي كانت تعاني منه، وهي الآن عمرها 16 عاما وتتحدث بطلاقة بفضل حليب أنثى الحمار !
ولا يعرف إذا كان ذلك صحيحا علميا أم لا، وقال الدكتور فكتور حنا بطارسة، المتخصص في الأذن والأنف والحنجرة، إنه لم يسمع بان حليب الأتان يستخدم في علاج صعوبة النطق.
ولا يعتقد أن ذلك أمر علمي ويحتاج لدراسة الحالة ولكنه يقول، ربما يفيد هذا العلاج، إذا كانت صعوبة النطق ناجمة عن حالة نفسية.
وعن قرب حليب الأتان من حليب الام، لا يرى بطارسة في ذلك سببا كافيا لعلاج صعوبة النطق.
وقال بطارسة إن هناك حالات كثيرة من صعوبة النطق أسبابها نفسية، وتحدث مع الصبايا بشكل اكثر من الشباب لاسباب اجتماعية وعائلية وعوامل قهر على الأغلب، وفي هذه الحالات، يتم تحويل الفتاة المصابة إلى طبيب نفساني.
ويتذكر، بطارسة، انه قابل حالات من هذا النوع، ولم يستطع أصحابها النطق لمدة ثلاثة شهور، وبعد العلاج اصبحوا يتحدثون بطلاقة.
ومن الحالات النفسية أيضا التأتأة، ويتم علاجها بالتدريب على النطق من قبل أخصائيين، وتصيب عادة الشباب، وإهمال هذه الحالات يؤدي إلى استفحال المشكلة.
ورغم أن البعض يدعو إلى اعادة الاعتبار إلى الحمار الفلسطيني، إلا أن الأمر ليس دائما على هذا النحو، ويقول الشاب علي أبو سرحان بان الحمار الفلسطيني مظلوم.
ويوافق الشاب مازن سلهب على ذلك، ويذكر بان أحد المواطنين، كان يبني بيتا واستخدم الحمير في نقل مواد البناء، لوعورة الطريق، وما أن أنجز بناء بيته كان قد مات ثلاثة حمير من الجهد والتعب.
ويقول سلهب: "هذا حمار وعمل بشكل مخلص، ولكن صاحبه كان مجرما، إن ما حدث خلال بناء المنزل حرام حرام".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف