الاديان.. وخراب العراق!
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&
&
يكاد التاريخ يكرر نفسه فى العراق بذات السمات والملامح التى حدثت بعد نكسة 1967 فى مصر، فمصر لم تعرف الدين السياسى أو ما يسمى بالجماعات الاصولية التى تسعى للوصول الى السلطة عبر الشعارات الدينية الا بعد هزيمة مصر والعرب امام اسرائيل، ففى عهد عبد الناصر الذى تميز بالديكتاتورية والفقر، تجذرت هذه الجماعات وقويت شوكتها، حيث وجدت التربة الصالحة لنموها فى الفقر والجهل والاستبداد!!ا
وان كان السادات قد دعم هذه الجماعات الا ان اساسها كان موجودا كنتيجة طبيعية للهزيمة، وظلت تلك الجماعات على الساحة حتى الآن لاستمرار مبررات وجودها مع اختلاف الانظمة.. هذا على الساحة المصرية، اما على الساحة العراقية فقد وجدت تلك الجماعات ارضا صالحة لنموها مع استبداد صدام حسين والفقر الذى تلا هزائمه المتكررة، لكنه كان يقمع هذه الجماعات بكل ما أوتى من قوة فظلت حبيسة كالبخار المكتوم، ثم انفجرت الان بعد سقوط النظام، بل انها وجدت الدعم والمساندة من الجماعات الاصولية من العديد من الدول والتى تدفقت الى( ارض الخلافة لاعلان الجهاد الاسلامى ضد المحتل الصليبى الكافر ) ولنا ان نعلم ان بين 9 آلاف معتقل لدى القوات الاميريكية يوجد 30عراقى فقط والباقى من دول أخرى، مما يعنى ان العراق اصبح هدفا ومقصدا لهذه الجماعات من كل الدول، وتشير الانباء الى زيادة نشاط الاصولية الاسلامية فى العراق والتى بدأت فى رش الجدران بشعارات تتحدث عن جيش محمد واصدار بيانات باسم فرقة صلاح الدين، وأخرى باسم انصار السنة وثالثة باسم المتوكلون، بل الادهى من ذلك ان أحد الانتحاريين قرأ وصيته فى شريط فيديو وأكد ان الجهاد سوف يستمر حتى يعود الاقصى والاندلس، وقد بات مؤكدا وجود تنظيم القاعدة الآن فى العراق، والذى يضع توقيعه ويعلن مسئوليته عن بعض العمليات ضد قوات التحالف وقوات الشرطة العراقية!!!ا
تلك اشارة سريعة لتشخيص حالة الاصولية الاسلامية بالعراق، وما يمكن أن يحل به على يديها بعد رحيل قوات التحالف فى يونيو القادم
وعلى الجانب الآخر لم تتوان بعض الهيئات الاميريكية عن تقديم دعمها للتبشير بالمسيحية فى العراق، فقد تواردت الانباء عن ان الكنيسة الاميريكية فتحت تسع كنائس فى بغداد وقدمت مائة الف دولار لكل كنيسة مع تزويدها بالاف النسخ من الانجيل باللغة العربية، بالاضافة الى تقديم الدواء والغذاء، كما أن الواقع لا يدعو الى التفاؤل على الاطلاق بعد ان تم التصديق على أن الدين الاسلامى أحد مصادر التشريع فى الدستور العراقى المؤقت، وهذا يعنى سيادة التيار الاصولى على أعضاء مجلس الحكم، أننى أعتقد أن صراع الاديان الذى تشهده الساحة العراقية الان سوف يعرض البلاد الى مصير مجهول، لأن الدين اذا اقحم فى الحياة فسد وأفسدها، ونحن ننادى بدستور علمانى لا مكان فيه للدين على الاطلاق، مع تقوية سلطة الدولة لفرض سطوتها وطرد كل هؤلاء الأصوليين المسلمين والمسيحيين على حد سواء، وترك العراقيين لحالهم، من شاء منهم فليؤمن ومن شاء منهم فليكفر
صحفى مصرى مقيم بواشنطن
elgendy64@yahoo.com
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف