أخبار

تصريحات موراتينوس تتوالى وصراع هادئ على منصب الخارجية الإسبانيةاشتراكيو مدريد يرغبون في دور طلائعي للملك خوان كارلوس في رسم السياسة الخارجية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محمد بوخزار من الرباط: تدل التصريحات الإعلامية الأخيرة لمندوب الاتحاد الأوروبي السابق في الشرق الأوسط، ميغيل أنخيل موراتينوس، على أن منصب وزير الخارجية سيؤول إليه في خاتمة المشاورات إثر ظهور اعتراضات في الحزب الاشتراكي العمالي ، ترى في إسناد المنصب الحساس&إلى موراتينوس في هذه الظروف الدولية ، إصرارا على استفزاز الولايات المتحدة المتخبطة في المستنقع العراقي، خاصة وأن المرشح للخارجية الإسبانية يعبر بوضوح عن معارضته لمجمل السياسات التي تقودها الولايات المتحدة سواء في العراق أو الشرق الأوسط وكذا اسلوبها الانفرادي& في مكافحة الإرهاب ، وهي السياسة التي حالت دون نجاحه& كمندوب للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط.
وحسب ما يرشح من أخبار من داخل أوساط الحزب الاشتراكي الإسباني ، فإن جهات مؤثرة، تطلب من رئيس الحكومة المنتخب خوسي ثباتيرو التريث قبل الحسم في منصب وزير الخارجية. وفي طليعة هؤلاء رئيس الوزراء الأسبق "فيليبي غونثالث" الذي يحبذ أن يتولى المنصب، خافيير سولانا، المسؤول& الحالي عن السياسة الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي، بالنظر إلى تجربته كوزيرللخارجية الإسبانية مع غونثالث نفسه أولا، وفي الأمانة العامة& للحلف الأطلسي، وأخيرا الاتحاد الأوروبي ، كما سيعتبر تعيينه إشارة تهدئة حيال الولايات المتحدة التي يعرف ألية صنع القرار فيها. ، لكن سولانا ، اعتذر عن التكليف ولا يقبل بمنصب أقل من نائب رئيس مجلس الوزراء. ويقول للمتعاطفين معه إنه في الثالثة والستين من العمر ، وهذه فرصته الأخيرة ليكون في قمة سلطة القرار التنفيذي، بعد أن فقد الأمل في الوصول إلى أمانة الحزب الاشتراكي.
ومن الأسماء التي ترددهاالأوساط الصحافية الإسبانية لشغل المنصب كحل وسط، بين نضالية موراتينوس ، وبرودة ديبلوماسية سولانا، يوجد اسم& الديبلوماسي الكاتالاني "ميغل روكا"المتمتع بخبرة وكفاءة مهنية تاكدت من خلال المهام الحكومية التي باشرهافي السابق.
ويبدو مستبعدا تراجع ثباتيرو& عن التوجه الذي رسمه للسياسة الخارجية في ظل حكومته، وبالتالي فإن موراتينوس، يبقى المرشح الأمثل لتطبيق تلك السياسة التي يريد زعيم الحزب أن تسير في خط التنسيق مع السياسة الأوروبية ، لتتمكن القارة العجوز ممن ممارسة تأثير جماعي في الشرق الأوسط . كما يهدف "ثباتيرو" إلى إضفاء طابع خاص على علاقات بلاده مع المغرب التي ساءْت كثيرا بسبب عنجهية سلفه، خوصي ماريا أثنار،الذي لم يحترم بنود معاهدة الصداقة والتعاون التي وقعها في بداية التسعينيات الملك الراحل الحسن الثاني ورئيس الوزراء الأسبق "فيليبي غونثالث".
وعلى الرغم من أن الكلمة الفصل في السياسة الخارجية، تعود في النهاية إلى رئيس السلطة التنفيذية، جريا على العادة المتبعة في إسبانيا منذ عودة الديموقراطية إليها،فإن رئيس الحكومة الاشتراكي يريد أن يدخل& تعديلا معنويا جوهريا على صورة السياسة الخارجية ، فهو عازم، كما قال في تصريحات صحافية سابقة، على أن يتبوأ الملك خوان كارلوس& ،دورا طلائعيا توجيهيا في رسم معالم السياسة الخارجية، بل إن ثباتيرو اعتبر العاهل الإسباني أسمى سفير لبلاده ، لما يتمتع به من مكانة رفيعة وثقل معنوي، لدى دول العالم. ولذلك فإن أداء أي وزير سيكون محكوما بالمعادلة الجديدة.
وفي السياق ذاته ، جدد ، أنخيل موراتينوس ، الموقف الذي عبر عنه الحزب الاشتراكي القاضي بسحب القوات الإسبانية من العراق إذا لم& يسند دور مركزي للأمم المتحدة في معالجة مشاكل البلد. ونفى بهذا الخصوص أن تعتبر مغادرة قوات بلاده للعراق ، دليلا على خضوع إسبانيا للابتزاز ، مجددا عزم حكومة إسبانيا الجديدة على الاستمرار في مكافحة الإرهاب ، لكن بعد صياغة سياسة جديدة تشاورية للاضطلاع بهاته المهمة
ووصف موراتينوس في تصريحات لمجلة "دير شبيغل" الألمانية، الحرب في العراق بكونها حلقة في مسلسل كارثي عرفته المجموعة الدولية، بل إنها زادت في تعقيد حل مشكل الإرهاب.
واعتبرالمرشح لمنصب الخارجية ، الصراع العربي الإسرائيلي، لب المشاكل في الشرق الأوسط ، وانتقد الإهمال الذي عوملت به القضية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، ولذلك فإن العمل من أجل حل النزاع سيشكل قاعدة عمل حكومة "ثباتيرو" المقبلة ، وكذلك& يجب أن يكون محور سياسات دول الاتحادالأوروبي.
وعبر، موراتينوس، عن قناعته بأن الحرب الوقائيةوالعمليات العسكرية لا تفيدنا في محاربة الإرهاب ، مشيرا إلى أن الدول التي يسود فيها القانون، يجب أن تكون أساليب عملهاأكثر إتقاناوتهذيبا من أساليب الإرهابيين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف