أخبار

الكلدواشوريين واخطاء الاستاذ خالد عيسى طه

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&تيري بطرس
&
&
نشر الاستاذ خالد عيسى طه، مقالا يوم امس علىصفحات ايلاف، بعنوان كلدواشوريين، ماذا يقصد بها ولماذا وضعت في التداول السياسي، ان احترامنا الشديد للاستاذ خالد كشخص يطرح طروجات ليبرالية متطورة،لا يعفينا من ان نصحح معلومات اساسية وردت في مقالته المشار اليها انفا.
اود ان اقول ان اخطاء شخص ما يجب ان لاتحمل على دعم ادعاءات البعض لتفريق شعبنا الاشوري الواحد، فاخطاء السيد يونادم يوسف كنا، ومحاولته فرض قراراته على كل اطياف الشعب، او اعادة تطبيق التجربة التي مارسها البعث في الشعب العراقي، واعني بها ان كل العراقيين بعثيين وان لم يراضوا، وان كل المناصب للبعثيين، وعلى بقية العراقيين ان يعيشوا برحمة الله وحده، اقول ان اعادة السيد يونادم كنا ممثل الكلدواشوريين لهذه الممارسات، برغم انه ممثل لشعب وليس لفصيل سياسي بعينه، لا يعني ان نقوم بتفتيت الشعب الواحد.
فابداء من قول السيد خالد ان بطريرك الكلدان وبقية الكرادلة احتجوا على تسمية جديدة، علما ان البطريرك الحالي قداسة مار عمانوئيل دلي كان قد شارك بنفسه في المؤتمر الكلداني السرياني الاشوري، والذي انعقد في شهر تشرين الاول من العام الماضي في بغداد والذي اقر هذه التسمية كمخرج قانوني، لتعدد التسميات، بل لتنافس التسميات الطائفية مع التسمية القومية الموحدة والتي هي الاشورية بالتأكيد، اي ان التسمية هي للمحافظة على مصلحة الشعب.
يقول السيد خالد ان الاشوريين اريين فيما الكلدان هم ساميين، بالله عليك استاذنا الفاضل كيف توصلت الى هذا الاستنتاج الغريب، فأسس التقسيم السامي يعتمد بنظرنا على اللغة، بمعنى ان الساميين يشتركون في اساس لغوي واحد، وليس على الدماء والسحنة بالضرورة، فكيف ينتمي الكدان والاشوريين الى مجموعتين لغويتين، وهم يتكلمون لغة واحدة، واعينها زاجدة مائة في المائة، يبقى ان بعض غلاة المدعيين بالكلدانية تستند الى لفظ حرف الخاء، الذي يلفظ من قبل اشوريي سهل نينوى وطورعابدين (السريان) حاء بدون نقطة، ولكن الكتابة والاملاء والقواعد اللغوية تبقي واحدة، اي هنا لا يستقيم حتى لو فرضنا ان الانتماء القومي هو اساسا يعتمد على المشيئة، فالمشيئة لا تفرض ايجاد انتماء قومي جديد فقط للتباين.
هل يسمح السيد خالد لنا ان نقول ان العباسيين مختلفون قوميا عن الامويين وانهما يختلفان قوميا عن الخلفاء الراشديين، الن يتهمنا بالجهل بابسط المعلومات التاريخية، الا يعلم السيد خالد ان الدولة الكلدانية هي مرحلة من مراحل الدولة الاشورية، ولكن الاسرة الحاكمة هي التي تغييرت، والفئة الداعمة لهذه الاسرة كانوا من الكلدان ( الكلدان تعني هنا فئة رجال الدين الذين كانوا يديرون المعابد و المنجمين وعلماء المعتمين بالفلك، باعتبار هذه الوضائف كانت متداخلة في ذلك الوقت). فبعد استلام نبوخذ نصر السلطة واعادتة العاصمة مجددا الى بابل لم يتم تغيير الشعب ولغته وعاداته والهته خلال خمسة وتسعون سنة الاخيرة من تاريخ الامبراطورية الاشورية الذي دام اكثر من الف عام، برغم من بعض فترات انحسار النفوذ.
يقول السيد خالد ان للاثوريين ويقصد الاشوريين مواقف لا نريد ذكرها لانها لم تكن في مصلحة العراق، اولا من المخول بتحديد مصلحة العراق، رشيد عالي الكيلاني ام صدام حسين، وهل يريد السيد خالد ان يقول لنا ان الحكومات التي حكمت ابان وبعد تأسيس العراق كانت تمثل او تعمل وفق مصالح العراق وشعبه وكل اقوامه، اما اذا كان يثصد مشاركة الاشوريين في الجيش الليفي فنقول له ان او من شارك في تأسيس هذا الجيش كان العرب وقد وضعت اللبنة الاساسية له في منطقة شعيبة (قاعدة الشعيبة القريبة من البصرة) كما ضم في بدايته الكثير من الاكراد، وندو تذكير الاستاذ خالد ان نبشه لتاريخ الدفاع عن حياض الوطن سثبت له ان اول من دافع عن حياض الوطن وقدم من اجله الدماء كان الاشوريين، وذلك عندما ردوا هجوما تركيا كان قد احتل منطقة راوندوز، كما نود ان نذكر الكاتب ان اول مذبحة اقترفها الديش العراقي وبأوامر صريحة من قبل الحكومة العراقية التي كان يترأسها حينذاك رشيد عالي الكيلاني، هي مذبحة الاشوريين والمعروفة بأسم مذبحة سميل، هذه المذبحة التي مجدها العروبيون وجعلوا من مقترفيها ابطالا مثل بكر صدقي، مما جعل العسكريين السكارى بدماء الاشوريين واناشيد العروبيون يقومون باول انقلاب عسكري في الشرق الاوسط عام 1936، اي بعد ثلاثة سنوات من المذبحة التي طالت النساء والشيوخ والاطفال، هذه المذبحة التي فتحت الابواب لحلبجة والانفال والمقابر الجماعية، هذه المذبحة التي لم تجد اي من اي كاتب عراقي عربي او اسلامي ولو ادانة شفهية، اتعلم سيدي الكاتب ان المذبحة ارتكبت باسم الجهاد، وان الجهاد كان امرا حكوميا وان التخطيط للمذبحة تم منذ امد طويل، وان الاسباب التي روجها مقهرفيها هي عصيان الاشوريين، وهل تعلم سيدي ان العصيان، كان عبارة عن مطالب ومنها بناء مستشفى ومدارس في منطقة دهوك، وهذه كانت مطالب لم يتم التفاوض عليها مطلقا.
سيدي الكاتب الاشوريين موجودين في هذه البقعة التي يسمونها احيانا بيت نهرين اي (مابين النهرين) وتشمل جنوب شرقي تركيا وشرق سوريا وكل العراق واجزاء من شرق ايران، انه مصطلح جغرافي ولكنه للاشوريين الوطن المفقود بفعل مئات المذابح التي تعرضوا لها، مما قلص اعدادهم الى ما تراه حاليا، الاشوريين لم يدخلوا العراق من الادرن من كلوب باشا اوغيره لانهم كانوا موجودين فيه وهو موجود في قلوبهم يحملوه اينما تواجدوا، فبيت نهرين هو الحلم الذي يحمله الاشوري وهو الزاد الذي يساعده على الاستمرار، سيدي الكاتب الالشوريين خلال اقل من مائتي سنة تعرضوا الى اكثر من من خمسة مذابح كبرى، اقلها راح ضحيتها منهم ما لا يقل عن عشرات الالاف، وما بين عامي 1915_1917 فقد الاشوريين اكثر من نصف مليون فرد في المذابح، وكانت اخر مذابحنا عام 1969 في قرية صورية، هذا عدا عن القتل الفردي المستمر بحقنا.
اما عن موقع الحبانية والتي اقرك انها موقع عسكري، فابسط طالب الجغرافيا، يدرك انها تبعد عن بغداد باقل من الساعة بالسيارة، وقد لا تبعد اكثر من ستون كيلومترا، فاين هي من منتصف المسافة بين بغداد وتل ابيب، ولماذا ندخل تل ابيب في كل مناقشاتنا وخلافاتنا؟
ان الاشوريين بكل تسمياتهم من النساطرة والكلدان والسريان ينتمون للوطن ويحبون هذا الوطن، وان ارتباطنا بالوطن يجب ان لا يفسر بارتباط بالحكم المركزي مهما كان هذه الحكم، والاشوريين كلهم ليسوا من هواة القتال لاجل القتال، ولكنهم ناضلوا بكل السبل القانونية للحصول على مطالبهم العادلة وسيستمرون في ذلك.
اما عن الدورة وكيفية بناءها، ففي علمي لم يوجد لنا زعيم بأسم هيدو ميدو، والدورة سيدي الكاتب يعيش فيها اغلب اطياف الشعب العراقي وغالبيتها الان من العرب.
واخيرا نقول لكم سيدي الكاتب ان الاشوريين هم اول من يريد ان يعيش الجميع بمساواة وعدالة وان يتم حفظ حقوق الجميع، وان يتم صيانة حقوق الاقليات وتمايزها اللغوي والديني وتراثها الغني، لتستكمل صورة العراق الجميل المتعدد بالوانه، واخيرا اهنئمن بجيعا بالاول من نيسان رأس السنة الاشورية والتي يصادف اليوم وهي سنة 6754 اشورية، اترى كم نحن قدماء سيدي الكاتب.
1نيسان 2004 ميلادية
1 نيسان 6754 اشورية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف