أخبار

قراءة موضوعية في قرار أعلان دولة الكويت حليف إستراتيجي للولايات المتحدة خارج حلف شمال الأطلسي الناتو

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
معد الشمري
&
&

جاء قرار اعتبار دولة الكويت الحليف الستراتيجي للولايات المتحدة الأميركية خارج حلف الناتو، تتويجا" وثمرة لعلاقات قديمة تعود إلى العام 1951 عندما افتتحت أول قنصلية أميركية في العاصمة الكويت.
و الكويت التي لم تدخر جهدا" في مساعدة ومعاونة الدول العربية والإسلامية الجارة والشقيقة والصديقة، فالكويت هي صديقة هنا وحليف هناك وأخ هنا وشقيق هناك، ساهمت و مازالت تساهم في مساعدة ومعاونة أغلب الدول، و كان لها مساهمة فاعلة في إنقاذ دول شارفت على المجاعة و أخرى انزلقت إلى مستنقع النزاعات والحروب الداخلية.
كان لدولة الكويت دور كبير في الحرب الأخيرة على نظام صدام، ولم يقتصر ذلك الدور على مساعدة الشعب العراقي و إخراجه من دوامة المحنة التي كان يعيش في وسطها و تحريره من نظام دكتاتوري عجز
( الشعب العراقي ) و بكل الوسائل والأدوات التي كان يملكها عن تغييره، بل تعدى ذلك بأن أصبحت الكويت الدولة الوحيدة التي كانت لها سياسة واضحة المعالم ولم تناور أو تخفي حقيقة كونها تطالب بتغيير نظام صدام البائد كما كان يفعل آخرون ذلك في العلن و يطالبون بتغييره من تحت الطاولة !.
&كان يتوجب على الولايات المتحدة أن تقدم للكويت ما تستحقه بعد أن قدمت الكويت بدورها كل ما في جعبتها، فقد ساندت الكويت ووقفت مع الحلفاء و احتضنت أراضيها قواتهم. و الكويت كان هدفها الوحيد هو نشر السلام والاستقرار في المنطقة وتحقيقه حتى لو كان ثمن ذلك غاليا"، وهذا ما دفعها إلى المشاركة في الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على نظام صدام لتغييره بالقوة بعد أن عجزت لغة الكلام عن ذلك.
واعتبار الكويت حليف إستراتيجيا" للولايات المتحدة يعني أنها قد أصبحت رابع دولة عربية تحظى بهذه المرتبة الكبيرة، وكذلك فأن الكويت بإمكانها أن تحصل على ما تسعى لحيازته دول عديدة في عالمنا هذا إلا وهو ( التكنولوجيا الحديثة )، عسكريا"، فستصبح الطائرات الحديثة والمدافع والصواريخ و تكنولوجيا الخدمات العسكرية الجديدة وأسرارها التي مازالت خافية عن الكثير ستصبح في متناول يد الكويتيون عما قريب، بالإضافة إلى حصول الكويت على القروض لشراء الأسلحة، وتخزين الأسلحة على أراضيها، و بإمكان الكويت أيضا" أن تحصل على اليورانيوم المخصب للاحتياجات السلمية ؛ ولا يتوقف الأمر عند الجانب العسكري وحسب بل يتعداه ليشمل جوانب اقتصادية و علمية أخرى ستحصل الكويت من خلالها على صفة مميزة وتفضيل كبير تسبق بها دول عديدة كانت قد دخلت صراعات فيما بينها للحصول على وعد من الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوربي لشراكة دائمة معهم، ولكنها مازالت تراوح في مكانها بعد أن أعجزتها واشنطن بشروط ليس لتلك الدول المقدرة و القابلية على تحقيقها !.
ستضمن الكويت بذلك القرار الجديد أن أمنها قد أصبح هدف ومسعى تحاول الولايات المتحدة ضمانه وتحقيقه مهما كانت كلفته، و بهذا ستسعى الكويت، الدولة المحبة للسلام، من جانبها إلى الشروع في التفكير بشكل أكثر جدية لنسيان فترة عصيبة مرت بها خلال العقود الثلاث الماضية التي حكم بها نظام البعث العراق، و انعكست سياسته الرعناء والحروب العبثية التي شنها ضد دول الجوار و ضد الكويت نفسها، أقول لقد انعكست سياسة نظام البعث البائد على اقتصاد الكويت وأصاب بعض مرافقه الشلل، ولكن الكويت ستسعى من جديد لبناء منظومتها الاقتصادية بعد أن يتحقق الأمن في المنطقة و يستقر الوضع في العراق، و لاشك أن الكويت ستبقى على العهد الذي قطعته سابقا" لمساعدة العراقيين على تجاوز هذه الفترة العصيبة و الحرجة من تاريخهم، و كما هي الكويت دائما" خير عون للأشقاء والأصدقاء ستكون خير عون للعراقيين.
و لا يفوتنا أن نذكر أن الاتفاق الذي عقدته الولايات المتحدة مع الكويت ميز هذه الأخيرة عن الـ( 17 ) حليف خارج نطاق حلف شمال الأطلسي ( الناتو ) بأن وزير الدفاع والرئيس الأميركي كانا معا" قد وافقا على منح الكويت صفة الحليف، بينما الدول الحليفة الأخرى لم يحصل معها الشيء ذاته.
maadalshemeri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف