"درب مولاي الشريف" فيلم حول واحد من أشهر المعتقلات السرية في المغرب
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أعاد المخرج كتابة السيرة الذاتية، وبنى الفيلم على قصة حب بين كمال وحبيبته نجاة، وهي قصة متخلية لا علاقة لها بالأحداث التي سردها الكاتب جواد مديدش.
كمال في فيلم "درب مولاي الشريف" مناضل يساري ترك العمل السياسي والتحق بوظيفة بشركة الخطوط الجوية المغربية، يعيش قصة حب مع رئيسته في العمل نجاة، غير أن اعتراف أحد الناشطين في الحركات اليسارية المتشددة دفعت بالشرطة إلى القيام بحملة واسعة في أوساط منظمتي "23 مارس" و"إلى الأمام" اليساريتين شملت الحملة كمال فبدأت قصته في الغرفة السوداء.
في المعتقل الذي يوجد في " الحي المحمدي" بمدينة الدار البيضاء سيضطر كمال إلى التعايش مع "ظلمة المكان" وتتعود ذاته على
اشتغل المخرج في الفيلم على حكايات موازية رابطها المعتقل السري "درب مولاي الشريف" هناك حكاية عائلة كمال التي عاشت فترات صعبة مع اختفاء ابنها، نتابع بحثها اليومي عنه. ثم حكاية جميلة وعائلتها، وتركز على أخ جميلة الضابط الذي كلف بتعذيب كمال وفي المساء يحاول طمأنة أخته وعائلة كمال على مصير ابنها، وهناك الحكاية التي حظيت بتركيز كبير من قبل المخرج، وهي يوميات كمال في "الغرفة السوداء المظلمة" يعيش رفقة رفاقه السابقين. وحسب محمد سكيب أحد المعتقلين في "درب مولاي الشريف" فإن المخرج نجح إلى حد كبير في عرض تفاصيل التعذيب، منذ الاختطاف إلى "ارتداء اللباس ذي اللون الكاكي" وتذوق أشكال التعذيب" خاصة ما يعرف "بالطائرة"، ولاحظ سكيب أن المخرج لم يعط تلك التقنية في التعذيب حقها، "كنت أنتظر أن يوضح للمشاهد تلك الطريقة وأن يصور مشاهد للمعتقلين وهم معلقون".
داخل السجن المظلم لاحظ سكيب، الذي قضى فيه 11 شهرا بين عامي 1974 و1975، أن المخرج تحاشى إثارة "كل ما له إنساني" إذ ركز على الانتماء السياسي والنقاش المثار بين المعتقلين"، باستثناء مشهد واحد، وهو "مشهد الحمام"، يظهر فيه كمال تحت الماء ويستحضر ذكرياته مع جميلة. غير أن سكيب استطرد قائلا "أعتقد أن الكاتب لم يثر هذه العلاقة الإنسانية في كتابه".
حاول المخرج مد فيلمه بشحنة إنسانية، فاختار أن يختم الفيلم بشهادة للأم الحقيقة "لمديدش" تتحدث عن معاناتها اليومية في البحث عن ابنها، تلاه مشهد توقيع "الكاتب الحقيقي" لروايته أو سيرته الذاتية" ودخول حبيبته المتخيلة جميلة رفقة ابنتها، طالبة منه إهداءها نسخة.
نجح المخرج إلى حد ما في تصوير تلك الفترة الحالكة من صراع اليسار المغربي مع الدولة، وتفوق في ذلك على فيلم "جوهرة بنت الحبس" لسعد الشرايبي، خاصة في مشاهد السجن والتعذيب. تبقى نقطة ضعف الفيلم بالإضافة إلى الإحساس بالتفكك الذي يشعر به المشاهد مع بدء الشريط، هو أداء بعض الممثلين، خاصة بطلة الفيلم حنان الإبراهيمي، إذ كان أداؤها غير مقنع، خاصة في بعض المشاهد التي كانت تحتاج إلى إبراز المشاعر الجوانية وليس الاكتفاء بتغيير بعض ملامح الوجه. وبدا هذا التباين واضحا خاصة بين البطلة والمشرفين على التعذيب كالممثلين عبد الله شكيري وعمر السيد وصلاح الدين بنموسى...
استطاع المخرج حسن بن جلون أن يكفر، إلى حد ما، على خطئه السينمائي الأخير،"ولد الدرب" لذا لم يشر إلى هذا الفيلم، حتى في لائحة الأفلام التي أخرجها، واكتفى بأن آخر فيلم أخرجه هو "محاكمة امرأة" في العام 2001.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف