برودي في موسكو لتأكيد الرغبة في بناء أوروبا موحدةحل وسط مع الاتحاد الأوروبي بشأن كاليننجراد وبقيت مشكلات الشيشان والروس في البلطيق
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
على صعيد آخر وصل إلى موسكو اليوم وفد المفوضية الأوروبية برئاسة رومانو برودي في زيارة لمدة يومين لبحث الخلافات الحادة بين روسيا والاتحاد الأوروبي على خلفية انضمام 10 دول جديدة إلى الاتحاد بحلول الأول من آيار (مايو) المقبل. وكان برودي قد أعلن عشية الزيارة أن الهدف الأساسي من زيارته لموسكو هو إجراء مباحثات مع الرئيس فلاديمير بوتين والحكومة الروسية على أعتاب التوسع التاريخي للاتحاد الأوروبي باتجاه الشرق وتسليط الضوء على الإمكانيات الجديدة التي تتوفر بنتيجة ذلك بالنسبة للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، وكذلك تأكيد رغبة الطرفين في إنشاء أوروبا الجديدة الخالية من خطوط الفصل. وقال برودي إننا سنؤكد عزمنا على تبني بيان مشترك في لوكسمبورج في 27 نيسان (أبريل) الجاري في إطار الاجتماع المقبل لمجلس الشراكة والتعاون بين روسيا والاتحاد الأوروبي "حول توسيع الاتحاد الأوروبي والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا" يراعي الجوانب التي تثير قلق الطرف الروسي بصدد التوسع.
ومن جانبه أشار نائب وزير الخارجية الروسي فلاديمير تشيجوف إلى أن بعض الدول التي ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي تحمل آراء غير صحيحة حول روسيا، وخاصة دول البلطيق. وذكر تشيجوف في كلمته التي ألقاها أمام نواب مجلس الدوما أن روسيا مهتمة بأن تكون علاقات ومواقف الدول الأخرى تجاهها ودية إلى أقصى حد. وقال إن توسع الاتحاد الأوروبي يحمل مخاطر معينة بالنسبة لروسيا، "فهناك مخاطر من أن الاتحاد الأوروبي سيوجه اهتمامه بشكل كامل إلى شؤونه الداخلية، واستيعاب الدول الجديدة المنضمة إليه، وبالتحول الجديد، والبحث عن موازنات جديدة مما سيؤدي إلى تقليل اهتمام الاتحاد الأوروبي بالسياسة الخارجية". ورأى& أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى إحاطة نفسه بدول يتمتع بوجود علاقات طيبة معها، مضيفا بأن فكرة ما يسمى بنظرية (أوروبا الكبيرة-الجيران الجدد) تنحصر في هذا الاتجاه بالذات. وأكد المسؤول الروسي على أن موقف موسكو من علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي يسير في اتجاهين رئيسيين. الأول، تشكيل المجالات الموحدة. والثاني، الأخذ في الحسبان المشكلات التي تثير قلق موسكو المشروع من توسع الاتحاد الأوروبي.
وفي سياق المشكلات الحادة التي تثير قلق روسيا، أشار تشيجوف إلى أن مشاكل السكان الناطقين بالروسية في دول البلطيق لن تحل قبل انضمام هذه الدول إلى الاتحاد الأوروبي. وفي الوقت نفسه أكد على أهمية اعتراف الاتحاد الأوروبي بوجود هذه المشكلة، وبالوضع السيئ للسكان الناطقين بالروسية في دول البلطيق. ورأى أنه قد آن الأوان للاتحاد الأوروبي في الوقت الحاضر لتحمل المسؤولية في حل هذه المشكلة. وأضاف قائلا: "إننا لا نطالب دول البلطيق بأكثر مما تطالبها به المنظمات الدولية. هناك عدد من التوصيات التي تقدمت بها تلك المنظمات، ولكن المشكلة تكمن في عدم تطبيق تلك التوصيات".
في غضون ذلك قال تشيجوف إن توسع الاتحاد الأوروبي سيتيح مزيدا من الفرص لتطور الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن مجموع سكان الاتحاد الأوروبي سيرتفع من 380 مليون شخص إلى 450 مليون شخص عندما سيرتفع عدد أعضائه من 15 إلى 25 دولة في حين ستزداد قدرته الاقتصادية بنسبة 5ر5% فقط. وأشار إلى أن 51% من إجمالي تجارة روسيا الخارجية ستأتي مع الاتحاد الأوروبي بعد توسعه في 1 أيار (مايو) مقابل 37% حاليا. وأضاف بأن حجم التبادل التجاري بين روسيا والاتحاد الأوروبي مرشح لتجاوز 100 مليار يورو سنويا مع تحقيق فائض كبير لصالح روسيا. وقال إن مواقف روسيا والاتحاد الأوروبي تلتقي في نقاط كثيرة في مجال التعاون السياسي وخاصة في التعامل مع القضايا المستجدة المتعلقة بالتحديات والتهديدات الجديدة والأمن الدولي وبناء عالم متعدد الأقطاب. وحول التعاون الاقتصادي بين روسيا والاتحاد الأوروبي قال إن هناك حافزا فريدا من نوعه وهو تكامل اقتصادي متبادل، مشددا على إن إحدى السمات المميزة للتعاون الاقتصادي بين روسيا والاتحاد الأوروبي هي التعاون المتقدم في مجال الطاقة.
من جهة أخرى أعرب مساعد الرئيس الروسي ومبعوثه الخاصة لشؤون تطوير العلاقات مع الاتحاد الأوروبي سيرجي ياسترجيمسكي عن رأيه بأن إنشاء المجالات المشتركة بين روسيا والاتحاد الأوروبي لا يجري على نحو فعال بما فيه الكفاية. وصرح ياسترجيمبسكي بأنه إذا كان هناك تقدم ما فيما يتعلق بإنشاء المجال الاقتصادي فإن إنشاء المجالات الأخرى لا يشهد أي تقدم عمليا. وأشار أيضا إلى ضرورة تكثيف التعامل مع البرلمان الأوروبي، مشيرا إلى أن المستوى المتدني لفاعلية العمل في البرلمان الأوروبي يحدث نوعا من سوء التفاهم التي تنتهي بالتشدد في المواقف من بعض القضايا المتعلقة بروسيا. وذكر ياسترجيمبسكي بأن روسيا مطالبة في سياق تعاملها مع الاتحاد الأوروبي بتنسيق تشريعاتها مع التشريعات المعمول بها في الاتحاد. وأكد بهذا الصدد أنه من الضروري منذ الآن تحديد أولويات العمل في هذا الاتجاه واختيار "القوانين التي يجب أن نبدأ في تعديلها انطلاقا من اتفاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي وخاصة فيما يتعلق بإنشاء المجال الاقتصادي المشترك".
على خلفية هذا الاستعراض، وعلى الرغم من نائب وزير الخارجية الروسي فلاديمير تشيجوف قد صرح بأنه تم الاتفاق بشكل أساسي على نص البيان المشترك لروسيا والاتحاد الأوروبي والذي من المقرر أن يصدر عشية توسع الاتحاد، شدد على أن هناك مشكلتين في غاية الأهمية بالنسبة لروسيا. الأولى تخص مرور السلع من والى مقاطعة كالينينغراد بينما تتعلق الثانية بحقوق الأقلية الناطقة بالروسية في لاتفيا وإستونيا. ومن جانبه أكد وزير التنمية الاقتصادية والتجارة جيرمان جريف بأن المشكلة الأولى قد تم التوصل إلى صيغة "معينة" لحلها، إلا أن المشكلة الثانية تبقى قائمة، لأن اعتراف الاتحاد الأوروبي بها سيكون عائقا في انضمام دول البلطيق إلى الاتحاد.
المشكلة الأخرى التي تثير انزعاج روسيا، وعلى حد تعبير تشيجوف نفسه، هي أن المحادثات مع الاتحاد الأوروبي تجري بصعوبة شديدة بشأن "الملف الشيشاني". وهذه المشكلة لا تتعلق بالبيروقراطية الأوروبية بقدر ارتباطها بمواقف بعض دول الاتحاد الأوروبي. وهنا يأتي دور التصريحات الحادة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه الذي رأى أن "روسيا تحرص على الإصغاء إلى الانتقادات التي يوجهها إليها الاتحاد الأوروبي بصدد الوضع في الشيشان، ولكنها لا تعتبر كل هذه الانتقادات بناءة". وقال بوتين أيضا: "إنهم دعونا إلى التفاوض مع العناصر التي نعتبرها إرهابية. ونرى اليوم أن الإرهابي رقم واحد أسامة بن لادن توجه إلى أوروبا باقتراح التفاوض ولكنهم رفضوه. وبالتالي فالسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا رفضوا التفاوض إذا كانوا يدعونا لقبوله؟" ومع ذلك يرى بوتين أن الحوار مع الاتحاد الأوروبي يتطور بصعوبة، ولكن بشكل بناء. هذا بالضبط ما صرح به أيضا عشية زيارة رومانو برودي لموسكو، وقال "إن روسيا وقفت دائما موقفا إيجابيا من توسع الاتحاد الأوروبي. ونفكر دائما في كيفية بناء العلاقات مع أوروبا التي تتوسع. هناك العديد من القضايا التي تثير قلق موسكو والتي طرحناها بشكل واضح حيث يجري الآن حوار بهذا الشأن. وأشار إلى عزم موسكو على بناء العلاقات في أربعة اتجاهات: الاقتصادي، والإنساني، والأمن، ومكافحة الإرهاب.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف