أخبار

النائب الفلسطيني عزمي بشارة لـ"إيلاف":لا مراهنة سياسية على لقاء رايس وقريع ومأزق الإدارة الأميركية في العراق وراء عقده

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"إيلاف" من برلين: قال عزمي بشارة النائب الفلسطيني في البرلمان الإسرائيلي إن الولايات المتحدة مازالت مصرة على عدم إجراء اتصال مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وأنه لو لم يفشل أرييل شارون رئيس الحكومة الإسرائيلية في الاستفتاء على المستوطنات لما اتصل الرئيس بوش برئيس الحكومة الفلسطينية.

كان هذا رد عزمي بشارة، الذي حضر أمس مؤتمر الأرض الذي أقامته الجالية الفلسطينية في ألمانيا، على سؤال وجهته له "إيلاف" عن تقويمه للقاء كونداليزا رايس مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض الأميركي مع رئيس الحكومة الفلسطينية أحمد قريع الذي سيعقد غدا في برلين وليس في واشنطن،

وقال بشارة: "رغم إعادة الإدارة الأميركية اتصالاتها برئيس الحكومة الفلسطينية لكنها مازالت مصرة على عدم إجراء اتصال مع الرئيس ياسر عرفات، وهذا سياق محدد للامور ورسالة تؤكد عدم تبنيها هذه الخطوة كمبدأ، وهي من وجهة نظري سخافة كبيرة تصدر عن دولة عظمى.

وأضاف: "الأسباب التي مهدت الاتصال الأمريكي بقريع هو أولا فشل شارون في الاستفتاء على المستوطنات الذي تشاور به مع بوش لكن الإدارة الأمريكية بدورها لم تسأل القيادة الفلسطينية رأيها بالأمر، وثانيا مـأزق واشنطن في العراق، وباعتقادي أن اتصال الإدارة الأمريكية فجأة بالقيادة الفلسطينية بعد فترة طويلة من الانقطاع ناتج أيضا عن أزمتها في العراق ووضعها المرتبك في المنطقة".
و قال: "لو لم يفشل شارون بالاستفتاء على المستوطنات لما اتصل الرئيس بوش برئيس الحكومة الفلسطينية. بالطبع هناك جزء من الموضوع له طابع العلاقات العامة، فالإدارة الأمريكية تريد استغلال القضية الفلسطينية ومكانتها في قلوب الشعوب العربية من اجل تنفيس ضغط ، لكن في نفس الوقت لا أستبعد وجود محاولة أمريكية لإادارة الأزمات خاصة فيما يتعلق بإمكانية تنفيذ شارون لخطته وأن تكون هناك قيادة فلسطينية جاهزة لاستلام قطاع غزة".

وأضاف قائلا: "بالطبع تعمل واشنطن، رغم وعودها لشارون، على توفير الطمأنينة للقيادة الفلسطينية الا أنها مازالت متمسكة بدولة فلسطينية وهذا خطأ واضح ، فالمشكلة ليست بإنشاء الدولة والصراع لا يجري على مبدأ الدولة لأن هذه قضية اصبحت محسمومة، وإنما على حدودها والاستيطان وحق العودة والقدس".

وأوضح: "لذا فان اجتماع مستشارة الأمن القومي رايس برئيس الحكومة الفلسطينية في برلين هو نتيجة نصائح بعض العرب للرئيس بوش بعد رسالته التي أحدثت ردة فعل عربية غاضبة، أن يحصل اتصال لطمأنة القيادة الفلسطينية. لكن بعد رسالة الضمانات لإسرائيل ماذا يمكن للولايات المتحدة تقديمه".

وعن سؤال حول ما إذا كان الأوروبيون خاصة ألمانيا سوف يستغلون موقف الولايات المتحدة المرتبك في العراق كي يعيدون بعض الديناميكية إلى دورهم رد عزمي بشارة": اعتقد انه قرار اوروبي وقرار عربي أيضا، قرار اوروبي يعني أن اوروبا جاهزة لتحدي السياسيات الاميركية او مناقشتها وهذا ما لا أراها على أرض الواقع وللاسف ، هناك خلاف أوروبي مع تقييم الامريكيين للاوضاع لا يصمد طويلا بل يتراجع بعد فترة . وهنا يأتي الدور العربي، فطالما أنه لا يوجد موقف عربي وفلسطيني موحد وحقيقي وضاغط لا يمكن مطالبة الأوروبيين باتخاذ موقف واضح. وهم أنفسهم سعوا في وقت من الأوقات إلى إلغاء دور الرئيس عرفات والاعتماد على قياديات بديلة، ولمسنا ذلك ايضا عبر الاجواء التي اثيرت حول وثيقة جنيف وغيرها. رغم ذلك أكدت على أهمية موقف الأوروبيين لأنه تشكيله مرتبط بموقف عربي فلسطيني موحد يعمل على عدم تفسيرهم النقاشات التي تجري على الساحات الفلسطينية بأنها منفذ لتغيير السياسات الفلسطينية".

رغم ذلك يذكر النائب الفلسطيني بمساهمات أوروبية في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي كما كان الحال في اتفاقية أوسلو الذي تبنته واشنطن بأثر رجعي، ثم عملت على تقويضه على يد مبعوثها دنيس روس. وقد تتكرر المساهمة الأوروبية لكن ليس في المستقبل القريب، فمنذ حادثة الحادي عشر من أيلول يشهد العالم حالة ارتداد وتتعامل أوربا مع الولايات المتحدة وكأنها دولة عظمي يجب مسايرتها وملاطفتها ،حتى أن اعتراضها على الحرب في العراق كان خجول.

وفي الموضوع الفلسطيني جرت محاولة اوروبية عن طريق رئيس الوزراء البريطاني بلير لاقناع الاولايات المتحدة انه من مصلحتها ومصلحة الغرب الخروج بشيء لصالح الفلسطينيين فخرجت خارطة الطريق، لكن وثيقة بوش الى شارون نسفتها وهذا يتكرر باستمرار. لذلك لن يكون الدور الأوروبي في مشكلة الشرق الأوسط عامودا فقريا لأي حل يطرح خاصة بعد انضمام 10 دول إلى الاتحاد الأوروبي تتحكم الولايات المتحدة بسياستها الخارجية. ومن المحتمل المراهنة على محور لاتيني اسبانيا فرنسا إيطاليا إذا ما غيرت مدريد موقفها خاصة في العراق.

ولا يعتمد عزمي بشارة على برلين في تحريك الوضع في الشرق الأوسط وكانت حكومتها قد نشطت إلى حد ما في السابق لكن باتجاه تبنيها مواقف حزبي العمل الإسرائيلي ومارتس دون نقده وهذا موقف غير متطور إطلاقا. ونفس الشيء ينطبق على اليسار الأوروبي فهو مازال يحتفظ بالهدوء وأسير مفاهيم الستينات وما يتعلق بإسرئيل كونها دولة حضارية ومتقدمة تواجه العرب المتخليفين والرجعيين، ووزير الخارجية الألمانية فيشر لا يخرج عن هذه القاعدة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف