أخبار

حامل الهم العراقي الأخضر الإبراهيمي محاصر هناك ليس صديقا للبيت الأبيض والأعداء أكثر من الأصدقاء رغم دبلوماسيته الهادئة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
"إيلاف" من لندن: على عكس ما يقال عن صداقاته الوطيدة مع أركان الإدارة الأميركية، فإن تقريرا صحافيا بريطانيا، قال اليوم أن مبعوث الأمم المتحدة وحامل ملف العراق وهمه أيضا، ليس له من أصدقاء في البيت الأبيض إلا القليل.
ويقول التقرير الذي نشرته صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية اليمينية&اليوم أن المحافظين الجدد في الولايات المتحدة وهم قوة ضاغطة كبيرة على القرار الرئاسي يكنون قدرا كبيرا من الكراهية للمبعوث ، خصوصا وانه يقوم بمهمات في العراق تخالف إرادتهم وما يخططون إليه.
وقال التقرير أن الإبراهيمي وهو دبلوماسي ووزير خارجية الجزائر، أثار ضد نفسه حملة&من جانب مناصري إسرائيل في الولايات المتحدة وهم الذين يمثلهم اليمين المحافظ حين انتقد قبل أسابيع الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة الفلسطيني المحتل مقارنا إياها بجرائم النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
ويشير التقرير إلى أن الأخضر الإبراهيمي الذي حقق نجاحا كبيرا في دور الوساطة في أفغانستان قبل عامين ويقوم بذات الدور في العراق من أجل الوصول إلى صيغة ترضي الجميع لتسليم السلطة من قوات الاحتلال إلى العراقيين لا ينال درجة كبيرة من الرضى من بعض أعضاء مجلس الحكم الانتقالي الحاليين، حيث سيجعل بعضهم في خطته الجديدة من دون وظائف.
يذكر أن زعيم& شبكة (القاعدة) الإرهابية المنشق السعودي أسامة بن لادن كان أصدر في وقت سابق فتوى بـ "ذبح الإبراهيمي لدوره الوسيط أمميا بين الفصائل الأفغانية المتناحرة من أجل قيام حكم ديموقراطي في ذلك البلد الآسيوي المسلم من بعد إطاحة حكم حكة الطالبان المتشدد خلال الحرب الأميركية ضد الإرهاب في العام 2001 . لكن أمراء الحرب في أفغانستان رغم اختلافهم معه ومن بعد نجاحه الباهر ظلوا يتمنون عليه أن لا يغادر بلادهم "فهو كان مظلة أمنية أمينة لاتفاقهم رغم تناحرهم".
ويقول التقرير أن الإبراهيمي الذي انتقد الحصار الأميركي لمدينة الفلوجة العراقية، جلب لنفسه عداوات كثيرة رغم دبلوماسيته المرنة والهادئة ليس في البيت الأبيض وحسب ل على الساحة العراقية نفسها، فالسنة على سبيل المثال يرون فيه مثالا يذكرهم بالحصار الذي فرضته الأمم المتحدة على حكم الرئيس السابق صدام حسين، كما أن الشيعة يرونه يقوم بمهمة لا تتفق وطموحاتهم في حكم العراق عبر خطته، حيث يقول الشيعة أنهم يمثلون الغالبية الكبيرة من سكان البلاد.
والإبراهيمي المولود في العام 1934 دبلوماسي جزائري رفيع المستوى، وساهم باسم الجامعة العربية في العام 1989 في التوصل إلى تسوية للأزمة اللبنانية أدت على وقف الحرب الأهلية وقيام حكومة منتخبة شرعية.
وهذا الحقوقي الذي انضم من بعد تخرجه من الجامعة لحركة التحرير الوطني الجزائرية التي قادت البلاد إلى الاستقلال في مطلع الستينيات الفائتة من بعد استعمار فرنسي دام 150 عاما، عمل سفيرا لبلاده في عدد من البلدان قبل أن يصبح أمينا عاما مساعدا لجامعة الدول العربية ثم وزيرا للخارجية، ولكنه فضل في العام 1991 التخلي عن العمل السياسي في بلاده من بعد الانتخابات البرلمانية التي اكتسحتها جبهة الإنقاذ الإسلامية المتشددة.
لكن المم المتحدة، لمعرفتها به وبتجربته الفريدة، وتجربة الجزائر في وساطات ناجحة كثيرة، أعادت الإبراهيمي إلى الأضواء مرة ثانية، وغذ لم يحقق أية نجاحات في المرة الولى على الساحة الفغانية فإنه تمكن في المرة الثانية عامي 2002 و2003 من تحقيق اتفاق مختلف الفصائل الأفغانية المتنازع على حكم ديموقراطي يضمن السيادة والاستقلال والوحدة لأفغانستان.
وكانت خطة الإبراهيمي الأفغانية أعطت دورا قياديا كبيرا للولايات المتحدة في القوة متعددة الجنسيات التي أول غليها الأمم المتحدة مسالة حفظ الأمن والاستقرار على كامل الأراضي الأفغانية.
وفي الختام، يقول التقرير الصحافي البريطاني، أنه على الرغم من الثناء المستمر من جانب الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش ومن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وزعماء غربيين وعرب كثيرين، إلا أن حساد الإبراهيمي كثيرون ايضا، والمشكلة الأهم أن هؤلاء هم من يخطط السياسة وصنع القار في البيت الأبيض ودوائر أميركية كثيرة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف