"عطش" للفلسطيني توفيق أبو وائل: يتوهج كعمل أول بسحر الفن وشفافية السينما الخالصة ويخطف جائزة "الفبريسي"
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&وكان الاب بعد ان اغتصب احدهم ابنته الكبري، قرر الرحيل مع اسرته، درءا لعاره،وعلي الرغم من ان ابنته لم يكن لها ذنب في ماوقع لها، والاستقرار في تلك المنطقة المنعزلة او الارض المهملة المهجورة التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي بين الحين والحين، كساحة لتدريبات اطلاق النار..
&ويسحبنا توفيق ابو وائل داخل فيلمه الرائع- البعيد جدا عن الصراعات والمواجهات والمشاحنات المكررة المعادة في الافلام الفلسطينية المعتادة التي تكشف عن عذابات الفلسطينيين ومحنتهم- يسحبنا الي داخل فيلمه، لنعيش مأساة الاسرة الفلسطينية من الداخل، في الباطن، التي يشمخ فيها الاب بسلطته، ( فتش عن الاب) وينجح في تحويل ذلك الخلاء في الهواء الطلق، الي مستعمرة كافكاوية من القسوة والحبس، اذ يدوس علي رقاب الصغار، و يمنع ابنته الكبري من الخروج حتي تضطر الي الهرب،من فرط الظلم الواقع عليها، وعلي افراد الاسرة جميعا، ويعنف ابنه البالغ 16 سنة علي تسلله وهروبه الي المدرسة علي ظهر حمار، ويضربه ضربا مبرحا، وكأنه يحفزه علي قتله، وتخليص الاسرة من استبداده..
&وتنحصر اعمال الاسرة في قطع اخشاب الشجروحرقها لصنع الفحم، وتبدو هذه النار المشتعلة في الشجر، امتدادا لنار الغضب والكراهية والحقد علي هذا الاب الظالم في الصدور، وكأنها ستلسع في النهاية مع تطوراحداث الفيلم، ستلسع افراد الاسرة، وتأتي عليهم جميعا وتلتهمهم..
فيلم "عطش" لتوفيق ابو وائل الذي يحكي ايضا عن تركيب ماسورة مياه لتزويد الاسرة بالماء، وتكون بمثابة صلتها الوحيدة بالعالم الخارجي في اسرائيل، وتجلب عليها المشاكل، هو اشبه مايكون بقصة قصيرة لتشيكوف الروسي العبقري، فهو عن اناس عاديين، لكنهم فجأة يتحولون عند النفاذ الي عوالمهم الداخلية،كما في قصص تشيكوف، يتحولون الي" ابطال تراجيديين "، يتجاوزون حدود عالمهم الخاص جدا والضيق، لكي يعانقوا فينا انسانيتنا، ويعبروا حدودهم الاقليمية الي العالمية..
فيلم "عطش" لتوفيق ابو وائل- فيلمه الروائي الطويل الاول- حصل في "كان" 57 علي جائزة "الفبريسي"ا تحاد نقابات و جمعيات النقاد السينمائيين في العالم، وهي جائزة ذات قيمة ووزن كبيرين، اذ تمنحها مجموعة من النقاد المختصين في مهرجان "كان" كل سنة لأفضل فيلم من افلام تظاهرتي "نصف شهر المخرجين" و"اسبوع النقاد" في المهرجان، وهو يستحق المشاهدة عن جدارة، فترقبوه، وتحية الي توفيق ابو وائل علي فيلمه الجميل الذي يعكس موهبة سينمائية حقيقية، ويعلن عن ميلاد مخرج فلسطيني جديد ومتميز، من قلب نار الحطب في "أم الفحم" واحتلال فلسطين..
ويعرض "عطش" في اطار التظاهرة المذكورة يوم السبت 5 يونيو الساعة 7مساء، اما فيلم "الملائكة لا تطير في الدار البيضاء" للمغربي محمد أصيلي فيعرض يوم الاحد 6 يونيو الساعة 7 مساء.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف