مفاهيم قانونيةشكل الدولة.. شكل الحكم .. نظام الحكم
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&
&
&
الاهتمام بالشأن العراقي دفع الكثيرين من الكتاب و السياسيين الخوض في موضاعات مختلفة ، بعضها ذو صلة مباشرة بالعلوم القانونية. وهذه ، دون شك ، مسألة صحية ، فبالاضافة الى مردودها الايجابي في رسم السياسة العامة للدولة ، لها مردود تربوي ايضا ، حيث تسهم بزيادة الوعي الحقوقي لدى العراقيين سيما ونحن على ابواب متغيرات كبيرة على شاكلة اجراء الانتخابات الحقيقية و الاسهام الشعبي في تشكيل اجهزة الدولة العراقية من القمة الى القاعدة ، وهي ظاهرة غريبة على مجتماعتنا المغيبة سياسيا.
&ان تصفح نماذج من تلك الكتابات تؤكد ، ما يمكن ان يطلق عليه ، الاخطاء الشائعة اذ تستخدم مصطلحات مثل شكل الدولة و شكل الحكم على انها مترادفات ، في حين انهما مفهومان مختلفان و لكل منهما معناه القانوني الخاص. وهذا ينطبق ايضا على نظام الحكم الذي يتم الخلط بينه وبين شكل الحكم. لذا ارى من الظروري التوقف عند المعاني القانونية لبعض من هذه المصطلحات:
&1- شــكل الدولــة : هناك انواع مختلفة للدولة ، فعلماء القانون الدولي قسموا الدول على اساس ما تتمتع به من سيادة الى دوّل كاملة السيادة و اخرى منقوصة السيادة (العراق حاليا) ، فيما ذهب علماء القانون الدستوري الى اعتماد شكل الدولة للتقسيم ، فصنفوها الى الدولة البسيطة( الموحدة) و الدولة المركبة او الاتحادية. ففي حين نرى ان مساحة الدولة البسيطة تتألف من وحدات ادارية و لها سلطة واحدة تقوم بادارة شؤنها الداخلية و الخارجية ، تتكون مساحة الدولة الاتحادية(الفيدرالية) من مساحة عدد من الدول التي اتحدت لتنشئ دولة واحدة ، اي ان الدوّل او الدويلات المكوّنة للدولة الفيدرالية فقدت باتحادها استقلالها السياسي (سيادتها على مستوى العلاقات الدولية) ، محتفضة بالاستقلال نسبي في ادارة الشؤن المحلية. على ان حجم هذا الاستقلال مرتبط بشكل(نوع) الحكم ، ففي الدول الديمقراطية تكون استقلالية الاطراف اكثر مما هي عليه في الدول اللاديمقراطية.
ويرى بعض فقهاء القانون الدستوري ان الدولة التي لديها كيانات ذات حكم ذاتي (مقاطعات ، اقاليم ، مناطق ، دوائر...الخ) يمكن اعتبارها دولا معقدة. و على خلاف الاطراف الفيدرالية لا تتمتع الكيانات ذات الحكم الذاتي باختصاصات واسعة ، اذ ان قرارات اجهزتها المحلية تكون خاضعة في معظم الاحيان الى السلطات المركزية. ان اهم ما يميز الدول المركبة (الفيدرالية) هو ازدواجية النظام الحقوقي و منظومة اجهزة الدولة. بالاضافة الى ذلك لابد من الاشارة الى الاتحاد الاستقلالى كشكل من اشكال الدولة ، اي ما يطلق عليه الشكل الكونفيدرالي ، الذي يتم انشاءه على اساس معاهدة بين اطراف تحتفظ لنفسها بالسيادة الكاملة ، فيما يتم تأسيس اجهزة مشتركة ( برلمان ، سلطات تنفيذية...الخ) لتنفيذ برنامج مشترك ، عادة ما تكون قراراتها استشارية و ليست ملزمة للاطراف.
2- شـــكـل الحـــكـم: يعرف علماء القانون الدستوري شكل الحكم على انه اسلوب تنظيم اجهزة الدولة العليا وتحديد العلاقة فيما بينها. ان تحديد شكل الحكم يمنحنا امكانية تحديد هرم السلطة و حدود صلاحياته. ان التصنيف هنا يتم على اساس طريقة اختيار رئيس الدولة. اذ تم تقسيمها الى ملكية و جمهورية ، فيما ذهب بعض المنظرين في السنوات الاخيرة الى ادراج نوع ثالث ( الجمهوريات الملكية) وذلك على اثر انتقال السلطة من رؤساء الجمهوريات الى اولادهم ، بعد اجراء انتخابات شكلية ، و لأن ر ئاسة الجمهورية تمارس مدى الحياة ، وهما ميزتان للدوّل الملكية.
وتصنف الملكية الى مطلقة و شبه مطلقة و برلمانية. فالملكيات المطلقة لا زالت تجد مكانها في الشرق العربي و في دول الخليج تحديدا. و تتميز تلك الملكيات بغياب اي مظهر من مظاهر الديمقراطية ، اذ تتركز جميع السلطات في يد الملك الذي يعيّن الحكومة ( من افراد العائلة المالكة طبعا) . وعادة ما يكون البرلمان ذو صلاحيات استشارية فيما تخلو الدولة من الاجهزة المنتخبة ، حتى المحلية منها.
اما الملكيات شبه المطلقة فتتميّز بوجود برلمان منتخب ، يساهم مع الملك في تشكيل الحكومة التي تكون مسؤلة امام الملك و البرلمان في نفس الوقت ، و هذا ما دفع بعض فقهاء القانون تسميتها بالملكية المزدوّجة. و ممكن تصنيف كل من المغرب و الاردن و الكويت ومن ثم قطر و البحرين على انها ملكيات شبه مطلقة ، مع ان دساتيرها تنص على انها ملكيات برلمانية. ما يميّز الملكيات شبه المطلقة ايضا هو تمتع الملك بصلاحيات واسعة من ضمنها حقه في حل البرمان ، وهذا ما ميّز الملكيات شبه المطلقة الشرق-اوسطية ، اذ لم تتمتع ايّ من تلك الدوّل بحياة برلمانية سليمة منذ استقلالها السياسي و لحد الآن.
اما الملكيات البرلمانية فتتميّز بشكلية صلاحيات الملك ، حيث يملك برلمان الدولة الاختصاصات الاساسيةابتداءا بتشكيل الحكومة و الاشراف عليها و انتهاءا برسم السياسة الداخلية و الخارجية للدولة و الاشراف على تنفيذها. ومع ان رئيس الدولة في الملكيات البرلمانية يملك حق النقض على قرارات البرلمان الا ان هذا الحق لا يعدو ان يكون شكليا ، بخلاف الملكيات شبه المطلقة التي تبالغ باستخدام هذا الحق.
&اما الجمهورية ، كشل للحكم فيتميز بانتخاب رئيس الدولة بشكل مباشر( عن طريق الاستفتاء الشعبي ) او غير مباشر ( عن طريق البرلمان في الجمهوريات البرلمانية ، او عن طريق هيئة منتخبة خصيصا لذلك ، كما في الولايات المتحدة الامريكية). ثم ان الجمهورية تتميز عن الملكية بمسؤلية رئيس الدولة عن افعاله المتعلقة بوظيفته. وكلا المبدأين( مبدأ الانتخب و مبدأ المسؤلية) يتم خرقهما في جمهوريات الشرق الأوسط ، حيث( انتخابات) الرئيس لا تعدو ان تكون تكريسا لسلطة الرئيس مدى الحياة و عدم تحمله ، من حيث المبدأ اية مسؤلية& ، كما يثبت الواقع.
&ويقسم علماء القانون الدستوري الجمهوريات الى ثلاثة انواع : الجمهوريات الرئاسية ، التي تتميّز بتشكيل رئيس الجمهورية للحكومة و قيادته لها ، و خلو السلطة من منصب رئيس الوزراء وتمتع السلطتين التشريعية و التنفيذية بالاستقلال التام ، فيما يملك البرلمان سلطات قضائية بالعلاقة مع الوزراء اذ يقوم احد مجلسي البرلمان بالاتهام فيما يقوم المجلس الآخر بالمحاكمة ( كما هو الحال في الولايات المتحدة ).
&اما الجمهورية البرلمانية ، فهي من حيث المبدأ مشابهة للملكية البرلمانية سوى ان رئيس الدولة ينتخب من قبل البرلمان و يتمتع باختصاصات شكلية ، وتقوم الاغلبية الحزبية في البرلمان بتشكيل الحكومة باساليب مختلفة ، لسنا الآن بصدد الحديث عنها.
النوع الثالث من الجمهورية هو الجمهورية المزدوّجة ، اي النصف برلمانية و النصف رئاسية ، حيث تجمع خصائص النموذجين المذكورين ، اذ يوجد في الشكل المزدوّج للجمهورية منصب رئيس الوزراء الذي يتقاسم السلطة التنفيذية مع رئيس الجمهورية ( فرنسا& ، سري لانكا مثالا) اما في جمهوريات الشرق الاوسط المزدوّجة ، فرئيس الوزراء لا يعدو ان يكون موضفا في ديوان تشريفات رئيس الجمهورية.
&انني ارى ان التطوّر السياسي في العراق يشير الى رجحان الجمهورية البرلمانية على الاشكال الاخرى ، وذلك برأييي سيكون ضمانة لعدم الولوج في الدكتاتوريات الرئاسية ذات التراث السلبي في منطقتنا العربية.
3- نــظــام الحــكــم : يمكن اعطاء تعريف قانوني لنظام الحكم على انه مجموعة الاساليب التي تتم بواسطتها ادارة الدولة. ويجمع علماء السياسة و القانون على تصنيف اسلوبين لادارة شوؤن الدولة ، هما الاسلوب الديمقراطي و الاسلوب اللاديمقراطي ، يستند الاول الى اشراك الشعب مباشرة (عن طريق الاستفتاء و الانتخابات) بتشكيل اجهزة الدولة ، او بشكل غير مباشر (عن طريق مؤسسات المجتمع المدني و الكتل البرلمانية) ، فيما يتميّز الاسلوب اللاديمقراطي بانفراد الحاكم (الملك المطلق& ، الرئيس الدكتاتور) ، او احتكار الحكم من قبل حزب واحد ، يكرس الدستور دوره القيادي لاضفاء الشرعية و القدسية عليه.
ان حكما برلمانيا ديمقراطيا في دولة فيدرالية سيكون الشكل الانسب لبناء دولة القانون في عراق الغد.&
&
موسكو روسيا
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف