فيما يتصاعد الموقف حدة بين الإمارات وإيرانطهران تطلب تدخل السلطان قابوس للتهدئة إلى حين حسم نهائي

"إيلاف"من لندن: في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التوتر بين إيران وجاراتها من الدول الخليجية وخصوصا دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر، وهذه الأخيرة غير معنية في أي نزاع حدودي مائي، فإن طهران، حسب ما توفر عند خزنة "إيلاف" من معلومات بجار الطرفين التصالحي دائما وهو سلطنة عمان في محاولة لتهدئة الأوضاع، خصوصا وأن المنطقة كلها تواجه أكبر من ما أطلق عليه "تعبير مهاترات آنية".
وفي الوقت الذي تبادلت فيه كل من دولة الإمارات وإيران اتهامات حول خروقات من جانب زوارق بحرية ضد الطرف الآخر قرب مناطق الجزر الثلاث التي لا تزال موضوع نقاش حول السيادة عليها من كلا الجانبين، فإن إيران أوفدت مبعوثا على مستوى كبير إلى مسقط للتحادث حول التطورات الأخيرة.
واستقبل السلطان قابوس حيث بلاده تشارك إيران السيطرة على مضيق هرمز الاستراتيجي على مدخل الخليج الجنوبي البارحة الدكتور محمد رضا عارف النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحسب وكالة الأنباء العمانية، فإن البحث استعرض العلاقات الطيبة بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها.
وبعيدا عن الرواية الرسمية، فإن مصادر معلومات قالت لـ "إيلاف" أن نائب الرئيس الإيراني حمل طلبا من القيادة الإيرانية للسلطان العماني للتدخل بكل ثقله لوضع حد للتوتر الناشئ بين دولة الإمارات وإيران ولو إلى حين "حيث المنطقة كلها تواجه تداعيات كبيرة".
وعلمت "إيلاف" أن السلطان قابوس وعد محادثه الإيراني الكبير، بالتحرك إيجابيا لوضع حد للتدهور في العلاقات بين الجارتين الخليجيتين، على أمل أن يصار في وقت قريب إلى حل حاسم لقضية السيادة على الجزر الثلاث موضع التنازع أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى عبر محكمة لاهاي الدولية.
يذكر أن آخر تصادم بين إيران ودولة الإمارات حصل البارحة حين أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ضبطت سفينة إماراتية كانت تصطاد قبالة السواحل الإيرانية الجنوبية، بعد ثلاثة أيام من ضبط ست سفن إماراتية.
وأعلن الضابط محمد رحيم دهقان في القوات البحرية الإيرانية انه تم ضبط السفينة واعتقال أفراد طاقمها الخمسة قرب جزيرة سيري الإيرانية في الخليج. وقد عرض تلفزيون (العالم) المؤيد لإيران صورا للسفينة وأفراد طاقمها.
وكانت سلطات الأمن الإيرانية ضبطت ست سفن إماراتية كانت تصطاد قبالة السواحل الجنوبية الإيرانية واعتقلت أفراد طواقمها العشرين وسلمتهم إلى القضاء المحلي.
ويشير ضبط السفن الإماراتية (حسب وكالة الصحافة الفرنسية) إلى تصعيد متبادل بعد أن اعتقلت سفينة حربية إماراتية في مطلع يونيو (حزيران) طاقم زورق صيد إيراني في مياه الجزر الثلاث المتنازع عليها بين إيران والإمارات في الخليج.
وختاما، كانت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية بررت الموقف لاحقا، وقالت "إن الطاقم الإيراني كان متعبا وانحرف عن مساره إلى المياه الإقليمية الإماراتية ولم يكن موجودا في مياه الجزر الثلاث".