أخبار

عبدالعزيز المقرن اصطاده أحد القناصةالإرهابيون اعتمدوا على الانترنيت وشرائح سوا للمحمول وشبكة الثريا والداخلية السعودية استعانت بقراصنة المواقع

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
جاسر الجاسر من الرياض: بينت معلومات توافرت لــ"إيلاف" أن شريط الفيديو الذي بثه الإرهابيون، الثلاثاء الماضي، متضمناَ مشاهد للرهينة الأميركي، وقتها، بول جونسون، كان من أهم الخيوط التي أسهمت في حصر النطاق الجغرافي الذي يتحركون فيه، دون التمكن من تحديد الموقع نفسه مباشرة بسبب محدودية الوقت. إلا أن هذه الخطوة مهدت، تالياً، إلى مهاجمتهم ومن ثم مقتلهم البارحة.
وتذكر المعلومات أن الداخلية السعودية استخدمت كل سبل ووسائل المتابعة والملاحقة، ومنها الانترنت الذي ثبت أنه أهم طرق الاتصال التي استخدمتها الخلايا الإرهابية، إضافة إلى شرائح الهواتف النقالة المعروفة باسم "سوا" والتي تباع في الأسواق المحلية دون ضوابط، بمعنى أن الأفراد يستطيعون شراءها من السوق السوداء من غير حاجة لإبراز هوياتهم، وهو ما يضمن سلامة مستخدميها من الرقابة والرصد.
ونظراً إلى أن الانترنت الرابط الوحيد الثابت في تحركات الإرهابيين، وهم من البارعين في تقنياته، ومولعون باستخدامه من باب الهوس الإعلامي، والدعاية لأنفسهم، وتمرير مقولاتهم وأفكارهم، فإن الداخلية استخدمت كل التقنيات الممكنة بما فيها، حسب بعض المصادر، توظيف أو الاستعانة بقراصنة اختراق شبكات ومواقع الانترنت المعروفين "بالهاكرز" للاستفادة من خبرتهم في هذا المجال.
ومن المرجح أن تنظيم "القاعدة" في السعودية استخدم، في الآونة الأخيرة تحديداً، موقعاً جغرافياً ثابتاً للبث عبره، باعتبار أن بعض موادهم الإعلامية تتكون من أشرطة مرئية وصور معالجة مما يتطلب وجود أجهزة فنية مناسبة ليس من اليسير التنقل بها دورياً.أما بالنسبة إلى الاتصال فيعتقد أنهم يستخدمون "الثريا".
نتيجة لذلك تمكن الفنيون في الداخلية من اكتشاف "العنوان" أو "المعرف" للموقع الإلكتروني ثم حاولوا اكتشاف مصدره، ساعدهم في ذلك استمرار بث المعلومات من الموقع الثابت فضيقوا عليه الخناق تدريجياً إلى أن وصلوا إليه في نهاية الأمر. وربما ساعد بيانهم الأخير عن "ذبح " بول جونسون في التقاط الإشارة الأكيدة.
واستناداً إلى ماورد في بيان وزارة الداخلية الصادر اليوم (السبت) فإن حصيلة المداهمة من معتقلين وأسلحة وأموال وسيارات مضبوطة تشير إلى أن الموقع كان مركزاً رئيسياً لنشاطهم، وملجأ أسياسياً لعناصرهم، ومستودعاً لأسلحتهم وسياراتهم، مستفيدين من طبيعة ذلك الجزء من حي "الملز" المتمثلة في أنه يضم مكاتب شركات وشققاً سكنية يقطنها موظفون من جنسيات متعددة يكثر بينهم السوريون ويندر وجود سعوديين؛ أي أنه بلا ملمح اجتماعي محدد، إضافة إلى أن الحركة فيه صاخبة ومستمرة على مدار الساعة مما يجعل حركتهم غير مشبوهة في أي وقت من النهار أو الليل. ولعل نجاح الداخلية في تحقيق هذا الإنجاز المميز يكمن في أنها اكتشفت الوكر وطوقته كلياً كما نشرت قناصتها في أماكن مختلفة، وكمنت للمقرن قريباً منه. وهو مايفسر نشوء نقطة تفتيش في تلك المنطقة،
& وضيقوا عليهم الحصار حتى أنهم لم يستطيعوا استخدام "آر.بي.جي" رغم محاولة أحدهم القيام بذلك. أما المقرن فتمكن أحد القناصة من إصطياده وهو في سيارته.
عملية حي "الملز" تفوقت، في جانبها الأمني، لأنها كانت عمل فريق متكامل بمختلف درجاته، وذات أهمية سياسة لأنها أكدت متانة الجهاز الأمني وفاعليته في الأزمات الكبرى، أما من الجانب الإنساني فإنها كانت ثأراً عظيماً وانتقاماً صاعقا لجريمة "ذبح" بول جونسون الذي لحق به قاتلوه قبل أن يجف دمه، فكانت جريمتهم الجحيم الذي أحرقهم، وأحرق معهم "القاعدة" بصورتها الدموية البشعة، وأعاد الطمأنينة ليس للسعوديين فقط، بل للأجانب الذين تيقنوا أن السعودية مكان للعيش والعمل والإنتاج وليست داراً مرعبة داخلها مفقود والخارج منها مولود.
ووصفت مصادر تواكب عن كثب عملية مكافحة الأرهاب مقتل عبدالعزيز عيسى المقرن قائد ما يسمي بتنظيم القاعدة في السعودية بانه يشكل ضربة قاصمة للتنظيم ، وشبهت المقرن " بالحي الرقطاء التي كانت تبث السم الزعاف "

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف