أخبار

الزمن الحماري في عجائب الزيباري

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يحي أبوزكريا
&
&

أصبح الرسميون العراقيون يخبطون خبط عشواء ولا يعرفون خطورة ما يصرحون به وذلك يعود لقلّة الخبرة و التجربة لديهم إذ أنّ البعض لم يصدّق أنّه بات مسؤولا في العراق الجديد، كما يعود إلى تحركهم في دائرة رسمت محيطها وقطرها و تقاطعاتها الولايات المتحدة الأمريكية، وفي هذا السيّاق يندرج تصريح وزير خارجية العراق هوشيار زيباري الذي يغض الطرف عن التواجد العبري السياسي والإستخباراتي في كردستان العراق وفي بغداد أيضا وبقية المحافظات العراقيّة، وراح يطلق تصريحات أمريكية المبنى والمعنى معا حيث أكدت صحيفة صانداي تلغراف أن الحكومة العراقية ستنشر هذا الأسبوع أدلة عن صلات بين بلدان أجنبية مثل إيران وسوريا وإسلاميين عراقيين.
وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري صرح لها بأن حكومته جمعت معلومات من أجهزة الاستخبارات تكشف عن الدعم الذي تقدمه بلدان مجاورة للمقاومة العراقية الباسلة. وأشار الزيباري إلى سورية وإيران
&ونقلت الصحيفة عن زيباري قوله إنه منذ بدأنا نعالج الوضع الأمني رأينا كيف تساعد الحكومات الأجنبية المقاومين مضيفًا نعرف من أين يأتي الدعم. ونريد أن نعلم بذلك عموم الناس في الأيام المقبلة وسيكون له تأثير مهم.
&وزعم زيباري أن العراق يمكن ألا يعترض على هجمات لقوات الاحتلال الأمريكية المتمركزة في العراق ضد بلدان مجاورة إذا ما دعمت المقاومين و يشير بطبيعة الحال إلى سورية.
والمراقب السياسي الذي يحسن قراءة بين سطور التصريحات الرسمية يدرك جيدا أنّ هذه التصريحات لصحيفة بريطانية تهدف إلى توجيه رسالة قوية جدّا إلى دمشق والأخطر ما في التصريح أنّ حكومة أيّاد علاوي والتي يعتبر الزيباري عضوا فيها قد تشرعن هذا إذا كانت تملك شرعية بالأساس أي عمل عسكري أمريكي ضدّ سوريّة بحجّة قدوم المقاومين الباسلين إلى العراق عبر الأراضي السوريّة.
وبدل أن يشير الزيباري إلى خطورة إستمرار الإحتلال الأمريكي للعراق و خطورة التغلغل العبري في عراق العهد الجديد ويعترف بوجود مقاومة وطنية باسلة في العراق تماما كالمقاومة الجزائرية التي طردت المستعمر الفرنسي البغيض من أرض الجزائر فإنّه أراد أن يرمي الكرة في ملعب غيره ويحمّل سورية مسؤولية ما يجري في العراق، علما أنّ دمشق كانت تستضيف في يوم من الأيام كل فصائل المعارضة العراقية بكل شقوقها الإسلامي والوطني والشيوعي و الليبيرالي والبعثي وغير ذلك.
&وهذه اللهجة التي تحدثّ بها الزيباري لا تخدم على الإطلاق عراق العهد الجديد الذي يفترض به أن يحافظ على عمقه الإستراتيجي عربيا وإسلاميا ويعمل مع العواصم العربية الرافضة للهيمنة الأمريكية على محاصرة الإحتلال الأمريكي للعراق بكل الوسائل السياسية والديبلوماسية المشروعة حتى يصبح عن جدارة وزير دولة ذات سيادة كاملة لا مجرّد بوق للإرادة الأمريكية التي ما زالت ترسم للعراق كل مساراته رغم مسرحية تسليم السلطة من بريمر وإلى عملائه العراقيين المتأمركين حملة الجنسية الأمريكية و الذين تذهب رواتبهم إلى حسابات خاصة في أمريكا.
والعجيب أنّ الزيباري لم يرّد على تصريحات السفّاح آرييل شارون رئيس الحكومة العبرية الذي أعلن أنّ العلاقات حسنة بين كردستان العراق والدولة العبرية ليؤكّد حقيقة أنّ العراق الجديد ليس أمريكو- صهيوني الوجهة بل هو عراق عربي كما كان دائما أو فلنقل عراقا ذو جناحين عربي وكردي كما أنّه لم يعلّق على ما كشفته الضابطة الأمريكية من وجود محققين صهاينة في العراق كمحققين وأمنيين و تجار وأحدهم شريك سالم الجلبي القاضي المعيّن لمحاكمة صدام حسين.
العجيب في الزمن العراقي الحماري الذي يجسدّه الزيباري - والذي يذكرنّا بقاقراقوش الذي تناوله صاحب كتاب المتطرف في كل فنّ مستظرف والمعروف عنه أنّه حكم بغداد ولم يكن يجيد اللغة العربية أنّ أمريكا ليست مشكلة في العراق وكذلك الدولة العبرية إنّما المشكلة أصبحت في دول الجوار، و إذا سلمنا جدلا بدخول مقاومين من سورية إلى العراق فلماذا يغض الزيباري الطرف عن دخول جواسيس أمريكا وضباط أمن كويتيين وغيرهم عبر الأراضي الكويتية إلى العراق، فهل الراغب في الأجندة الأمريكية مرحّب به في العراق والرافض لهذه الأجندة غير مرغوب فيه.
&إنّه مقياس جديد في العلاقات الدولية و الديبلوماسية المحترفة، و المفروض بالزيباري أن لا يخلط بين ثقافة البشمركة والثقافة الديبلوماسية التي من شروطها إستمالة الصديق و تعزيز شروط نماء هذه الصداقة معه وتحييد العدو قدر المستطاع دون المساس بالثوابت ومنها الحفاظ على السيّادة و الوحدة الترابية للدولة، وما يقوم به الزيباري هو العكس تماما وهو عين ما تريده أمريكا، فكيف يحدثوننا عن إنتقال السيادة في العراق، إنّه حقيقة الزمن الحماري و أضحوكات علاّوي والزيباري !!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف