ثقافات

"انها لندن يا عزيزي" رواية حنان الشيخ الجديدة انعدام رؤية يُنتج بناءً مفككاً وسرداً قاصراً

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&
لندن - سمير اليوسف:
يذكرنا عنوان رواية الكاتبة اللبنانية حنان الشيخ الجديدة بضآلة الاعمال القصصية العربية التي تتخذ من المدينة الاوروبية ميداناً لحوادثها ومن العلاقات التي تسود فيها موضوعاً. والحق فان عنوانا مثل "انها لندن يا عزيزي!" يشير من طرف خفيّ الى حقيقة انه على رغم ان هناك العديد من الكُتّاب العرب ممن يقيمون في اوروبا منذ عقد، بلحنان الشيخوعقدين وثلاثة عقود، إلا ان الموطن الأصلي ما برح المسرح الأثير لمجريات قصصهم وبالتالي فان الماضي هو الزمن الذي ما انفكوا يلازمون. فما كان لعنوان كهذا أن يأتي على هذه الصراحة في الاحالة الى العاصمة البريطانية لولا ظاهرة غياب القص العربي الذي يعرض لحياة العرب في أوروبا. هذه، على اية حال، ظاهرة معقدة ولا يمكن الحسم بشأنها من خلال ردّها الى سبب، أو حتى جملة أسباب محددة. بيد انها ظاهرة تنم عن فجوة تُملي علينا الاهتمام بأية محاولة ترمي الى ردمها.
انه لمن هذه الركن، علىالارجح، نُقبل على قراءة رواية حنان الشيخ هذه استجابة لما يثير عنوانها فينا من طموح. وفضلاً عن ان احداث الرواية تدور في لندن، فانها تتناول مشكلة "شرق/غرب" بحسب اصطلاح شائع صاغه جورج طرابيشي قبل ما يزيد على عقدين من الزمن في سياق قراءته لعلاقة الرجل العربي (والشرقي عموما) بالمرأة العربية وفقاً لما ظهرت عليه في طائفة من القصص العربي. على ان حنان الشيخ تعرض لهذه العلاقة على وجهها المعاكس والأعقد. أي علاقة المرأة العربية بالرجل الغربي، الانكليزية تحديداً. ولعل ما يزيد من طموح هذ الرواية، وبالتالي، يلقي على كاهلها عبئاً اضافياً.
تسرد الرواية مصائر ثلاث شخصيات عربية رئيسية في العاصمة البريطانية. وهي مصائر تتفاوت تبعاً لتفاوت طبائع هذه الشخصيات ومنازلها الاجتماعية وظروف قدومها الى المدينة وطموحاتها، هذا بالاضافة الى وعيها بحقائق كهذه. هناك أولا، شخصية لميس، العراقية التي بعدما تنفصل عن زوجها وطفلها تسافر الى دبي بحثاً عن فرصة عمل. غير انها تكاد ان تقع ضحية تهمة باطلة الاتجار بالمخدرات، فتعود الى لندن وفي نفسها ينمو العزم على ان تحيا حياة امرأة مستقلة تحاول وسعها دخول المجتمع الانكليزي الذي عاشت على الدوام بمنأى عنه. فهي على رغم انها اقامت في لندن لمدة 13 عاماً، وانها تحمل الجنسية البريطانية، إلا انها لبثت طوال هذه المدة حبيسة عالم زوجها العراقي الميسور، الذي تزوجته رغماً عن ارادتها، فخضعت له ولوالدته المستبدة، عاجزة عن تلبية طموحاتها ورغباتها، وقاصرة عن تجاوز فلك العائلة الصغير واقامة صلة مع العالم الواسع المحيط بها. ويأتي امتحانها الحاسم في مدى استعدادها على دخول المجتمع الانكليزي الذي تعقد العزم على دخوله، من خلال العلاقة التي تنشأ ما بينها وبين الشاب الانكليزية نيكولاس الذي يعمل في المزادات الفنية لصالح ثري عُماني. وهي العلاقة التي يستشف من خلاها حجم الاختلافات الثقافية والنزاع النفسي الذي تولده في دخيلة كل منهما.
هناك ايضا شخصية أميرة المغربية التي كانت قد رحلت عن بلدها وأتت الى لندن سعياً الى فرصة عمل وحياة أفضل، غير انها تنتهي الى احتراف الدعارة، لهذا فان علاقتها بالمدينة انما تقتصر على علاقاتها بمن شابهها من ممتهنات هذه المهنة، وبزبائنها من الأثرياء العرب الذين يفدون الى المدينة، ومن ثم بالفنادق والمقاصف الشهيرة التي يقيمون فيها ويترددون عليها. وهي اذ تحاول ان تقيم لنفسها موقعاً، وان تجني أموالاً ليس في وسعها جنيها بواسطة المهنة التي تزاول، فانها لا تجد مناصاً من سلك سبيل النصب والاحتيال، فتعمد الى انتحال شخصية أميرة عربية ثرية، وتشرع في التردد على فنادق لندن الشهيرة سعياً للايقاع بضحاياها.
وهناك أخيراً شخصية اللبناني سمير، وهو بمثابة "كامب" و"ترنفستا" (ترافيستي) تبعاً لمصطلحين انكليزيين هما الأوفق، ما هو متوافر عندنا باللغة العربية، لوصف الرجل الذي يغلب على كلامه وسلوكهخ نزعة انوثة مفرطة، والذي يميل الى ارتداء الملابس النسائية. ويكون مجيء سمير الى لندن والاقامة فيها بمثابة خبط عشواء من العسير تقبله. فهو يأتي من دبي الى لندن بغية ايصال قرد يستخدم كواسطة لتهريب الماس. غير ان سميراً لا يعلم من أمر التهريب شيئاً، واذ يرضى القيام بهذه المهمة، فعلى الارجح لقاء الحصول على مبلغ ألف دولار.
تحاول الرواية ان تسرد مصائر هذه الشخصيات على مستويين، الاول متوازٍ والاخر متقاطع. وهي لئن افلحت في سرد المحتوى الاول، فان حظها في تحقيق الأمر على المستوى الثاني يبدو أقل من ناجح. وليس هذا بأمر غريب اذا ما تنبهنا الى طبيعة الفوارق التي تفصل ما بين الشخصيات المذكورة، ومن يدور بفلكها بالتالي. فكيف لشخصيات على هذا التفاوت ان تتقاطع مصائرها من خلال عقدة روائية رئيسية تسوغ اجتماعها في رواية واحدة؟
يلتقي هؤلاء على الطائرة المتجهة من دبي الى لندن. لكن لقاءا عابرا كهذا، كما نعلم من التجربة، وكما يتضح من سياق حوادث الرواية& نفسها، لا يكفي لتمهيد سبيل لعلاقة وطيدة. هكذا على سبيل المثال، فانه ما عدا لقاء آخر، عابر ووليد المصادفة، م بين لميس وأميرة، فانه طوال الرواية لا يحدث ان يجري اتصال من أي نوع ما بينهما. وبالنسبة للعلاقة التي تنشأ ما بين لميس ونيكولاس (وهو أحد الذين يلتقون في تلك الرحلة) فان المرء لا يمكن ان يغفل الافتعال الذي يكمن خلفه. فيبدو لنا نيكولاس وقد وقع في حب لميس منذ رآها للمرة الأولى، ومن ثم فانه ما ان يلتقي بها ثانية، في لقاء يكون وليد المصادفة أيضاً، حتى تتطور الأمور بينهما بسرعة ويباشرا علاقة تامة من دون أدنى تلكؤ.
ولكن الرواية تحاول ان تعرض للمصاعب التي تنطوي عليها العلاقة ما بين عربية وانكليزي فان الوجه الذي تنشأ عليه هذه العلاقة منذ البداية لا تبدو المدخل الأوفق لما يأتي بعد ذلك. أما بالنسبة للصلة الوطيدة التي تنعقد ما بين سمير وأميرة، فانها تنطوي على مقدار كبير من العشوائية بحيث تنقضي الرواية من دون أن نعرف سرّ نشوئها ودوامها. والحق فان قصور الرواية في تبرير مثل هذه العلاقة انما يعود الى حقيقة ان شخصية سمير انما هي شخصية مجانية مُقحمة على احداث الرواية اقحاماً. فلا حكاية قدومه الى لندن، ولا بقاءه فيها يبدو مقنعاً. واذا ما عاينا هذه الشخصية، من خلال الصورة التي تظهر عليها قياساً بشخصيات الرواية الاخرى، تبين لنا ان لا مبرر رئيسي لحضورها سوى محاولة اغناء البعد الهزلي في الرواية. المشكلة الفعلية هنا، ان المؤلفة لا تنجح تماما في تحقيق غرضها هذا، بما يتركنا امام اضافة عشوائية ومجانية، كما سبق وأشرنا. فمن وجه أول، لا تفلح الكاتبة في تقديم صورة جلية لهذه الشخصيات بما يتوافق مع توظيفها كشخصية هزلية. ومن وجه آخر، فان اختزال هذه الشخصية الى ما يغلب على سلوكها من نزعة انثوية، ومن ثم افتراض طبيعتها وسلوكها باعثاً للضحك والسخرية لهو أمر يندّ عن تحامل، شعبي المصدر، ضد انسان لا خطيئة له سوى انه مختلف اختلافاً فيزيولوجياً ونفسياً عن غيره من الرجال.
ان لفي تجشم المؤلفة عناء اقحام شخصية كهذه على الرواية ما يشي بأن همها الأول هو سرد، او اخبار، ما يُضحك، وان على حساب بناء الرواية نفسه. لا غرابة بعد ذلك، اذا ما اخفقت في تقديم نسيج سردي متماسك. فكما انها لا تفلح في سوق عقدة رئيسية تربط مصائر الشخصيات الرئيسية ربطاً محكماً ، فانها لا تنجح نجاحاً يُذكر في بناء خلفية تاريخية واجتماعية تظهر الشخصيات الرئيسية في ضوئها. وجلّ ما تأتي به في هذا الصدد لوحة مبعثرة المعالم. فكثيرا ما تظهر شخصيات ثانوية وتختفي من دون أن ترسي أساساً ثابتاً لما يأتي بعدها. وفي بعض الأحيان يطل السرد على السياق العام للحياة الاجتماعية لاحدى الشخصيات، إلا ان هذه الاطلالة غالباً ما تكون "اسكتشية" الطابع، لا غاية لها سوى سوى انارة عابرة، ان لم نقل عشوائية، لصورة الشخصية المعنية. لى هذا فا ما يرد في الرواية من شخصيات وحوادث هامشية نادراً ما يتصل ويتداخل بحيث يرفع صرح الخلفية المتوخاة.
بصريح العبارة ان رواية "انها لندن يا عزيزي" تأتي بأقل من الطموح الذي يعول القارئ على بلوغه. ويرجع هذا الاخفاق في تقديرنا الى سببين اثنين: الاول، افتقار الرواية الى رؤية واضحة، يجري السرد في ضوئها ويتجه نحو تحقيق معالمها وابعادها. اذ لمن النافل القول، انه لا يكفي ان يكون الغرض تصوير حياة ثلاث شخصيات عربية، أو ربما اكثر، في لندن، لكي نحصل على رواية جيدة. فالسرد في هذه الحالة قد يهمل التغلغل الى عمق ما يُخبر او يصور حيثما يقتضي الأمر، او قد يفرط في التحليل والشرح حيث لا يتطلب الأمر أبعد من ملامسة سطح الحوادث المروية.
والى ما ذكرنا ن أمر قصور الرواية عن تأسيس عقدة تربط مصائر شخصيات الرواية، وعجزها، بالتالي، عن ارساء خلفية تاريخية واجتماعية للشخصيات والحوادث، فانها في محاولتها الجمع ما بين الجد والهزل انما دليل اضافي على غياب الرؤية الواضحة. هكذا تظهر شخصية لميس من حيث ما تواجه من شكوك وصعوبات، بل وكيفية مواجهتها لمثل هذه الصعوبات وتلك الشكوك، بما هي مصدر نزاع ثقافي ونفسي، ممثل للوجه الجدي للقصة. في حين ان أميرة، خاصة في ما يتصل بحكاية انتحالها شخصية أميرة ثرية، ما يمثل الوجه الهزلي للقصة. فحتى تل الامور التي تبعث قلقاً وتوتراً في نفسها، فانها غالباً ما تظهر في قالب هزلي انسجاماً مع شخصيتها النازعة الى السخرية والتهكم. أما شخصية سمير، فكما سبق وأشرنا، فانها لتبدو اشبه بشخصية مهرج صير الى اقحامها على الرواية بغية تعزيز مظهرها الهزلي. غير ان محاولة الجمع ما بين الجدي والهزلي، لا تسدي خدمة جليلة لأي من مظهري العمل. فهي انما تفضي الى توزع ما بينهما بحيث تعيق السر عن تحقيق ابعاد الجدّي، أي التوغل الى عمق ما يظهر في اطاره، ان على المستوى النفسي او القثافي، وتجعله (أي السرد) قاصراً عن تقديم قصة هزلية تُمتع وتُضحك. فلا يصار الى استيفاء حق معالجة المصاعب التي تواجهها لميس، ان مع ماضيها، أي أهلها& وزواجها السابق، او مع حاضرها، أي علاقتها بنيكولاس، فيلبث الكثير منها بمنأى عن التحقق.
الى ذلك فان الهزلي، او ما ينبغي ان يكون هزلياً، من القصة، نادرا ما يضحك. ولغ=عل السبب في ذلك ان الكاتبة تحاول في اكثر من مناسبة واحدة الاعتماد على النقل الحرفي لنكات ونوادر شفوية الطابع والمصدر، غير متنبهة الى حقيقة ان مثل هذا النقل لا يمكن ان يوصل المعنى او المغزى ما لم يتم صوغ الخبر بما يتوافق مع اداء اللغة المكتوبة. ولئن حاولت الكاتبة توسل اللغة العامية سبيلاً لمحاكاة ايقاع الشفوي بما يحافظ على مغزى الخبر، فان الأمر لا ينجلس عن نجاح يذكر، نظراً الى عدم مراعاة شروط السرد المكتوب أولاً والى حقيقة عدم تمكن الكاتبة من ضبط اللغة العامية والتقيّد باستخدامها. ويبدو ان الكاتبة لا تجيد المحلية العراقية اجادة وافية، لهذا فان الحوار الذي يجري ما بين الشخصيات العراقية كثيرا مت يتأرجح ما بين العامية والفصحى. بل ومن الواضح بأنها تجهل المحلية المغربية جهلاً تاماً، وإلا فانها ما كانت لتصرّ على انطاق أميرة المحليّة المصرية في كل المناسبات.
ولعل هذه الملاحظة الاخيرة لهي المدخل المناسب للتطرق الى السبب الثاني في ظهور "انها لندن يا عزيزي" رواية متراخية السرد عديمة الاقناع. والحق فان المرء يتوقع من رواية هي خامسة اعمال الكاتبة ان تأتي بلغة سردية تسهم في تمييز الكاتبة عن غيرها من الروائيين. غير ان ما نظفر به هنا ليس أكثر من محاولة في السرد تشي بطاقة قصيرة النفس غير مكتملة، حتى وان زادت الرواية على 400 صفحة. ومنذ الصفحات الاولة يداخلنا الظن بأننا أمام محاولة كاتبة مبتدئية لم يسعفها مخزونها اللغوي على التعبير عما تشاء التعبير عنه على وجه يستوفي الغرض. وان لفي هذه الرواية قصور، بل رداءة، في التعبير وركاكة، وعجز عن التحكم بايقاع السرد، ولجوء الى بلاغة لا ابتكار فيها ولا تخييل، ما يبرز العيوب الملموسة التي تكمن خلف تفكك البناء الروائي وعشوائية ما يرد من حوادث. وكمثال على ذلك، خُذ مطلع أحد الفصول هذا:
" الأهمية التي أخذ يغدقها على نيكولاس كل من يتعامل بيعاً وشراء بالفن الاسلامي منذ أصبح يعمل على مجموعة الرجل العُماني، سيف، تثير فيه الضحك والقرن في آن".& فعلى بساطة الخبر الذي تود الكاتبة سوقه، إلا انها لم تجد خيراً من هذه الجملة الطويلة المتلكئة. فعوضاً عن ان تصوغ هذه الفقرة جملاً منفصلة قصيرة، فلقد صاغتها جملة واحدة فيها من الاستدراكات والاحالات المواربة ما لا تحتمله طبيعة الخبر. وهذا على الارجح عائد الى حقيقة ان الكاتبة لا تعير صياغة الجملة ما تستحق من العناية بما يكفل بلوغ المعنى المراد من أيسر السبل. فكثيراً ما تستطرد، او تستدرك، بينما يكون من الأبلغ والأدق التوقف والبدء بجملة جديدة. دونك مثال اخرى على لجوء الكاتبة الى صوغ فقرة كاملة على صيغة جملة واحدة، بما يجعلها تبدو وكأنها لا تعرف اين تنهي جملة وأين تبدأ اخرى:
" تجلس الأميرة مع مرافقاتها الثلاث، بعد ان غادرهما الرجلان الانكليزي والعربي، اللذان كانا في آخر المركب، بعد ان تحدث الانكليزي مع رئيس السقاة والعربي مع احدى المرافقات". ولا يقتصر الأمر على مثل هذه العيوب. فهناك منىالهفوات ما هي أبسط وان لم تكن اقل اثارة لالتباس المعنى:
"تنقل (نيكولاس) بين أقسام كثيرة قبل ان يرسو في القسم الهندي، حين أخذت لندن تشهد اقبالاً عظيماً من هواة جمع التحفق الاسلامية من العرب، في الوقت الذي كانت الاقسام اليابانية والصينية تعاني الركود. تعرّف الى سيف اثناء المزادات وهو يراهن على بندقية عُمانية محفورة بالعاج الملون. وفي اليوم التالي طلب من نيكولاس أن يصحبه الى..".
ان نيكولاس هو الفاعل الذي يحيب اليه السرد في الجملتين الاولى والثانية بواسطة ضمير الغائب "هو"، غير ان الاحالة سرعان ما تنقلب الى فاعل مختلف في الجملة الاخيرة، ولكن من دون تغيير في صيغة الاحالة، بما يؤدي الى التباس في المضمون. ما تقصده الكاتبة هو ان سيقفاً طلب من نيكولاس ان يصحبه الى.. الخ، ولكن تبعاً لصيغة الاحالة المعتمدة في هذا الاستشهاد فان الجملة الاخيرة تُقرأ على النحو التالي: "وفي اليوم التالي طلب (نيكولاس) من نيكولاس ان يصحبه.. الخ".
واذا ما جئنا الى لغة المجاز والاستعارة التي لا تني الكاتبة تلجأ اليها، مرة في سبيل الايجاز في التعبير والثراء في المعنى، ومرات في سبيل الامتاع والاضحاك، فاننا نكتشف بأن مخزونها البلاغي فقير فعلاً. فأقل ما يمكن ان يقال في ما تورده من مجازات واستعارات، انها لا تنم عن طاقة ابتكار في اللغة
&

"تتمدد، تتحسس جسمها واضلاعه، كفلاح حريص يريد شراء بقرة خالية من الخدوش، ساهياً عن وجود الخدوش تحت جلدها".
" يدق الآن رأس لميس، يرتعد جوفها".
" كانت تتخبط كذنب سحلية قُطع رأسه" (ترى أرأس السحلية هو أم رأس الذنب؟)
"كان يحار في شخصياتهن التي تبدو وكأنها تتأرجح على حبل، سحليات تتبدل ألوانها" (هل حقاً تتبدل ألوان السحليات؟".
"أزرار تايورها التي تهدد بالانفجار كلما تكلمت".
"دقات قلبها تستلم الظرف منه قبل يدها؟.
"نظر اليها بطريقة وكأنه يرمي شبكته في بحرها الواسع.."
وما هذا إلا غيض من فيض. وانه انسجاماً منا مع هذا الفيض فلقد قررنا أن نجرب حظنا في توسل لغة المجاز، فنضيف الى ما تقدم الآتي: "ان هذه الرواية أشبه بجراب مليء بحكايات، غير انه يحتاج الى يد خبيرة تسقط منه الكثير وتعيد صياغة ما تبقى". ما رأيك؟
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف