حديث صريح مع "سياف" يقطع الرؤوس والايديالمجرشي: أنفذ الاحكام الشرعية من دون خوف
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&
إن تنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية في الجناة ومهددي أمن المجتمع هو الأساس القويم لحفظ حقوق الإنسان في التعايش السلمي وتحقيق الأمن والأمان الذي لن يتحقق بدون استئصال شأفة المجرمين والمفسدين وليس أدل على ذلك مما أورثه تنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية في الجناة من تكافل اجتماعي يبرز في أبهى صوره عندما يتهافت المحسنون من المسلمين على افتداء رقاب كان حكم الله فيها يقتضي القصاص بالإعدام حيث نجد أن المملكة مع حرصها الشديد على تنفيذ أحكام الشريعة إلا أنها تفتح المجال واسعا لكل الجهود التي تبذل لمحاولة اصلاح المحكومين وتخفيف العقوبات عنهم إذا بدا صلاحهم مع حفظ حقوق أولياء الجناة.
بداية لقاءاتنا كانت مع اشهر سياف في المملكة الذي يقوم بتنفيذ أحكام القصاص يحيى أحمد الصيفي المجرشي السياف المجرشي.
س: هل كان توجهك للعمل كمنفذ لأحكام الله بإيعاز أو مشورة من الغير أم أن الأمر جاء بمحض إرادتك، وهل سبق لك العمل في ميدان آخر؟
ج: انخرطت في هذا العمل بطلب من أحد الزملاء العاملين في إدارة الشؤون الأمنية بالإمارة وقبل هذا كنت أعمل بالجيش وبرتبة رقيب.
* ألم تتردد في قبول أمر مثل هذا؟
عندما عرض علي العمل رحبت به وكان أمرا مقبولا لدي إلا أنني شعرت بالمسؤولية فترددت، ولكن ما لبثت أن غيرت رأيي وقبلت بعد أن علمت أن ما أقوم به عمل أنال من خلاله المثوبة والأجر إن شاء الله لا سيما وأن الناس يعرضون عنه ولابد أن يقوم به أحد المسلمين لذلك توكلت على الله وقبلت.
* وبعدها؟ هل كان هناك دورات لتدريبكم على تنفيذ أحكام القصاص أم أنك تتلمذت على يد من سبقك؟
بعدها بدأت التدريب وذلك بحضوري للساحة أثناء تنفيذ الأحكام ووقوفي بجانب السياف والاستفادة منه ومشاهدته في كيفية تنفيذ الحكم والأمر بعدها لن يطول فإذا شعرت بقدرتك على التنفيذ سوف تتلقى الإيعاز بذلك وتحمل في عنقك أمانة الدقة في التنفيذ لا سيما وأنك قد أخذت الموقف على محمل الجد منذ أن قبلت بأن تكون منفذا لأحكام الله.
* وكيف كان شعورك عند أول تنفيذ قمت به؟
عند تنفيذ أول حكم لم أشعر بشيء إلا أنني عندما تقدمت للتنفيذ شعرت بغثيان وسألني الطبيب في الساحة كيف ترى وضعك؟ هل تشعر بشيء؟ قلت له لا عبارة عن حموضه بسيطة قال: لا أصدقني هل تشعر بشيء؟ قلت نعم أشعر بغثيان والرغبة في الاستفراغ فقال لا بأس وأحضروا لي عصيرا باردا وطلبوا مني أن أرتاح قليلا وبعدها قمت ونفذت الحكم وكان أمرا عاديا.
&* هل هناك متابعة ومراقبة لعملك؟
نعم كانوا يراقبونني بشدة وحتى الآن أنا وغيري من السيافين نخضع لرقابة صارمة وصارمة جدا من قبل المسؤولين عنا فأنا موظف وعلي رقيب بعد رقابة الله عز وجل يحاسبني على أي تقصير في عملي وأخضع لتعليمات مستمرة من قبل رؤسائي في العمل.. لا تخطىء لا تستعجل.. كن مهيأ. هل تشعر بشيء؟.. أنت تحمل أمانة.. صدقني إنني أحاسب من قبلهم على كل صغيرة وكبيرة ورئيسي المباشر يقف بجانبي عند تنفيذ أي حكم وربما كتب تقريرا عن سير عملي وكنت أستشعر المسؤولية أمام الله عز وجل قبل كل شيء وذلك منذ أن تقدمت بأوراقي للعمل كنفذ لأحكام الله.
* وعند الالتحاق بالوظيفة هل عارض أبناؤك وذووك؟
لا .. لم يعارض أحد بل لقيت التعاون من الجميع سواء في المنزل أو في العمل أو حتى مجموعة الأصدقاء والزملاء.. قلت لك أنك تعيش راحة الضمير إذا علمت أنك تقوم بعمل أعرض عنه الكثيرون وإن تقدمت له كسبت الأجر والمثوبة لندرة المتقدمين على الوظيفة، أضف الى ذلك أنني قابلت الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز "رحمه الله" في مسجده وسألته عن طبيعة عملي فشد من أزري ونصحني وحثني على الاستغفار منذ خروجي من منزلي لتنفيذ الحكم وحتى عودتي اليه ثم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:"تنفيذ حكم من أحكام الله في أرضه خير لكم من أن تمطروا أربعين خريفاً".
عفو قبل التنفيذ
* العفو والعتق أمران عظيمان حث عليهما التشريع الإسلامي السمح فهل مر عليك أحدهما قبل تنفيذك الحكم؟
العفو والعتق عندنا كثير ولله الحمد والمنة فقد حدث لي في مكة المكرمة وفي حايل وجيزان "أحد المسارحه" ونحن قبل أن ننفذ الحكم ننتظر أكثر من ساعة فأهالي الخير يحاولون إقناع "صاحب الدم" في العفو وكسب المثوبة فبعضهم يبين له ويوضح له ما يناله من الأجر والمثوبة من الله عز وجل في حالة عفوه عن الجاني والآخر يتكفل بجميع التزاماته المادية وقد تصل المليون والمليوني ريال والآخر ينصحه من باب أن وقوف الجاني في هذا الموقف وامتثاله لتنفيذ الحكم فيه أمام هذه الجموع وحالة الرعب التي يعيشها ربما كانت عقابا كافيا له لا سيما وهو يمد عنقه للسياف، ثم أن "صاحب الدم" عندما يعيش هذه اللحظات الرهيبة، الناس تنصح له وتدعوه.. والسياف يتقدم ويظهر سيفه والجاني يقدم ويمد عنقه والجموع تترقب الموقف عندها ربما يعفو ولذلك شرع الإسلام حضوره للتأكد من تنفيذ الحكم ورغبة في عفوه عن الجاني.
حد القطع أصعب
* أيهما أصعب عليك تنفيذ حكم القتل قصاصاً بضرب العنق بالسيف حتى الموت أم قطع اليد للسارق؟
قطع اليد بالنسبة لي أصعب لأنه يقاومك فأنت تقطع اليد قطعا وليس الأمر مجرد ضربة واحدة لذلك هو يقاوم ثم أن من ينفذ عليه حكم القتل عندما تهوي بالسيف على رقبته لا يلبث في الكثير ثانية أو ثانيتين ويسلم روحه.
وهذا من الرأفة والرحمة فالإسلام دين الرحمة ولذلك فأننا نضربه ضربة واحدة نحاول قدر ما نستطيع أن لا نزيد عنها إلا أن بعضهم يتحرك يمنة ويسره وربما أدخل رقبته وضم كتفيه وهذا يؤخر عملية التنفيذ وربما يكون سببا في وقوع الضربة في موقع آخر اما أسفل الرقبة أو حولها لكن ولله الحمد نحرص دائما أن نكون في المكان المحدد وكثيرا ولله الحمد ما نصيب ذلك، وإذا انحرفت الضربة قليلا فالمسؤول عني هو من يقدر هل كان الخطأ مني أم من الجاني نفسه وذلك بكثرة تحركه.
* وهل لموقع الضربة مكان محدد؟
المكان المحدد يكون آخر الشعر مما يلي الرقبة أي أنه أعلى الرقبة وأسفل الرأس فإن أصبت ذلك وفقت في ضربتك بكل سهولة وما عداه فصعب جدا جدا.
* كيف يتقدمون للساحة ومتى يكتبون وصاياهم؟
هو يكتب وصيته في السجن وبعضهم يتقدم للساحة بثبات وهدوء يقرأ القرآن ويستغفر الله عز وجل وبعضهم تجده يتهادى ويجر خطاه.
* هل هناك مواصفات خاصة للسيف المستخدم في تنفيذ الحد من حيث ثقل نصله ونوع معدنه؟
نعم يجب أن يكون السيف من معدن خاص والمعدن الممتاز ثلاثة أنواع:
1 معدن هندوان ويستقدم من الهند ويقدر بحوالي 1000 ريال.
2 معدن غسان وهو دمشقي.
3 معدن جوهر وهو عربي من اليمن والجزيرة والشام ويتميز بأنه حاد وسهل السن ولكن سعره غال جدا يقدر بما يقارب 65000 ريال.
وهناك أنواع أخرى تجده لين وينحني وكأنه مطاط ومع ذلك تجده من أفضل السيوف في سرعة التنفيذ والاستجابة للضربة ولكنه غال جدا ويصل قرابة 200000 ريال.
مات قبل التنفيذ
* موقف أثر فيك وهزك من الأعماق أثناء تنفيذك بعض الأحكام؟
الموقف الذي تأثرت له عندما ذهبت الى مدينة تبوك لتنفيذ حكم القتل في أحد الجناة وعندما نزلنا الى ساحة العدل وقدم الجاني وأمام جموع الخلق والشهود عفا صاحب الدم عن الجاني لوجه الله وبعد أن أخبر الجاني وفك الرباط والعصابة عن عينيه وقف يحمد الله بين المهنئين له وما هي إلا خطوات وسقط ميتا، علما أننا في حالة العفو لا نخبرهم بل نعيدهم للسيارة وهم يستفسرون لماذا أعدتمونا؟ ما القصة؟ فنقول لهم أجل أمر التنفيذ لوقت آخر وفي السجن نقول لهم لعل هناك بوادر عفو.. وهكذا حتى نخبرهم شيئا فشيئاً..
* ومتى يكون موعد التنفيذ؟
في السابق كان كل يوم جمعة بعد صلاة الجمعة مباشرة ولكن لأن الناس بدأت تزدحم لأخذ مواقعها بعد الصلاة مما يقلل من خشوع المصلين وجعلهم يفكرون في احتلال المواقع القريبة من الساحة غير الموعد الى الصباح في الساعة التاسعة والنصف في فصل الصيف والساعة العاشرة في فصل الشتاء في أي يوم من أيام الأسبوع.
كانوا يهربون مني
* عندما قدمت الى منزلك كان أبناء الحي يجتمعون حولك وكنت أتوقع العكس "كيف أسرت قلوبهم"؟
كانوا يهربون مني فما أن أخرج من باب منزلي أو أقدم بسيارتي إلا وتجدهم يهرعون لمنازلهم وبعهضم يتخبأ في أقرب مكان وتجد أزقة الحارة خالية من الصبية ولكنني وبطريقتي الخاصة حببتهم مني وجعلتهم أولمن يستقبلني إذا قدمت من خارج الحي أو خرجت من منزلي فقد كنت أعمد شراء الكور وبعض الألعاب لهم.
الأطباء يباشرونه
* بعد قطع اليد كيف تقومون بحبس الدم "هل تضعونها بالزيت الحار كما يقال"؟
ضحك وقال هذا كان قديماً الآن يباشر عملية حبس نزيف الدم فريق طبي وذلك بسرعة تضميد الجرح وتطهيره ومن ثم ينقل الى المستشفى ويبيت هناك لمتابعة حالته فيما لو حدث أي مكروه لا قدر الله وفي صباح الغد يغادر المستشفى. كما كتبت "الجزيرة" السعودية.
الموقع: http://www.al-jazirah.com/
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف