وليد جنبلاط... الزعيم اللبناني الأكثر إثارة للجدل

&
بيروت : ريما زهار: وليد جنبلاط الزعيم اللبناني الدرزي " هو شاغل الناس والسياسيين في هذه الأيام. يشبهه الصحافي اللبناني عيسى غريب "بكاسح ألغام" وبخاصة بعد تحدي جنبلاط المفتوح للسياسة السورية في لبنان الأمر الذي مَهّدَ الطّريق لمسلمين لّبنانيين بارزين إِلى رفعْ أصواتهم مشاركة لبعض المسيحيين المطالبين بإنهاء الوجود السوري في لبنان.الزعيم الدرزيAPعائلة جنبلاط
من المعروف أن آل جنبلاط وإرسلان اليزبكيين يتزعمون الجماعات الدرزية في لبنان . وتعود أصول عائلة آل جنبلاط إلى قبائل عاشت في حلب(سوريا) وقدمت إلى لبنان في القرن السابع عشر على عهد الأمير فخر الدين الثاني المعني واستقرت في منطقة الشوف وبخاصة في بلدة المختارة.
اشتهر من آل جنبلاط الشيخ بشير في القرن التاسع عشر وتحديه لقيادة الأمير بشير الشهابي الثاني كلفه حياته.&
كمال جنبلاط&
كان كمال جنبلاط& والد وليد في الرابعة من عمره عندما قتل أبوه ، وكَبرَ في جو من الخوف، أمّه الست نظيرة جنبلاط لَعبتَ دورَاً رئيسياًَ في سياسة لبنان وبخاصة في الجبل أيام الانتداب الفرنسي.
بعد أن نال لبنان استقلاله العام 1943,ظهر كمال جنبلاط كزعيم درزي مثل أغلبية الدروز في البرلمان وفي الوزارات كما تبنى عقيدة اشتراكية وأنشأ حزباً اشتراكياً تقدمياً وتحالف مع المنظومات الاشتراكية العالمية وقوى دول عدم الإنحياز.تحالف كذلك وأثناء الحرب اللبنانية مع الأحزاب التقدمية واليسارية معارضاً التيارات اليمنية والمسيحية. بعد دخول القوات السورية إلى لبنان رفض كمال جنبلاط التعامل مع القيادة السورية والإقرار بوجودها الشرعي وهذا ما كلفه حياته العام 1977
وليد جنبلاط
ولد في العام& 1949 تابع دراسته في الجامعة الأميركية في بيروت وفي فرنسا . لم تستهوه السياسة في شبابه ، عرف عنه استهتاره بالتقاليد والأعراف المتبعة. بعد أربعين يوماً من اغتيال والده، استدعي وليد جنبلاط إلى دمشق لمقابلة الرئيس حافظ الأسد ليبدأ عهد من الود والتعاون الوثيق.
اسرائيل
في حزيران/يونيوِ 1982, احتلت إسرائيل لبنان والشوف وبقي جنبلاط لبضعة شهور في قصره في المختارة وأثناء أحداث الجبل أصبح وليد جنبلاط الزعيم الدرزي الأوحد.و بخلاف الرئيس نبيه بري، أقام جنبلاط عِلاقاتَ جيدةَ مع دول وحكومات خارجية وبشكل خاص مع كل من الاتحاد السوفياتي وليبيا.
بَدأَت الصورة تتغيرَ خلال صيف العام 2000 بعد تولي بشار الأسد الحكم إثر وفاة والده
اصبحَ واضحاًَ أ نه لم يعد باستطاعة جنبلاط الاعتماد على المساندة السورية في الانتخابات النيابية في أيلول سبتمبر آب أغسطس 2000 بل عليه أن يضمن أصوات المسيحيين في الشوف، أضف إلى ذلك أخذ جنبلاط يطالب بتصحيح العلاقات اللبنانية السورية ويدين التدخل السوري وأجهزته في العملية السياسية. وكانت نتيجة الإنتخابات انتصار جنبلاط وحلفائه في جبل لبنان.
الوجود السوري
في تشرين الثاني/نوفمبرِ انتقدَ& جنبلاط من البرلمان الوجود السّوريَ
وذلك خلال مناقشة مُتَلفَزة،مكرراً اعتراضاته على التدخل السوري في السياسة اللبنانية. رد دمشق جاء سريعاً وفحواه أنه لم يعد مرغوباً به في سوريا. سانده مؤيدوه وبايعوه في تظاهرة حاشدة في المختارة جمعت الدروز والمسيحيين على حد سواء. سرت إشاعات في شهري كانون الأول ديسمبر وكانون الثاني يناير 2001 بأن هناك محاولات تسوية بين جنبلاط والنظام السوري....
إلى هذا يعتقد الكثيرون أن تحركات جنبلاط السّياسية في المستقبلِ سَتَعتمدُ بشكل كبير على معارضة إيجابية لسوريا إنطلاقاً من مجتمع لبناني حر ومستقل وإذا استمر التّيارَ القوميَ في لبنان في الَتقدّمَ، سيكون جنبلاط اللاعب الرئيسي في تحالفِ القواتِ المعارضة لسورياَ ولوجودها في لبنان.
ويبقى أن الأمر منوط بكيفية معالجة الرئيس بشار الأسد لملف جنبلاط وبالتالي ملف لبنان في المستقبل.