الامير عبدالله لصحيفة الفايننشال تايمز:لدينا خطة للسلام واسرائيل تفشل كل المبادرات

اكد ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ان المملكة العربية السعودية قبلت بكل بادرة سلام فى المنطقة بغض النظر عن مصدرها وان للمملكة خطة سلام اعلن عنها الملك فهد بن عبدالعزيز وارتبطت باسمه .
ونفى الامير عبدالله ان تكون المملكة تسلك خطا متشددا في عملية السلام، واشار الى ان المملكة بلد يملك مصداقية عالية مع كل الاطراف فى العالمين العربى والاسلامى وربما كانت مؤهلة لاقناع الجميع بالجلوس الى طاولة السلام وقال لكننا لا نستطيع القيام بهذا الدور او تقديم هذه الخدمة الجليلة اذا استمرت اسرائيل فى افشال كل مبادرات السلام.&
وفيما يلى نص الحديث&الشامل&الذى اجرته صحيفة "الفايننشال تايمز" مع ولى العهد السعودي:
س: اوضحتم قلق المملكة العميق من الوضع المتدهور فى اراضى السلطة الفلسطينية ، ما هو منطلق اهتمام المملكة بالقضية الفلسطينية اهو منطلق دينى بحكم القدس فقط ام منطلق قومى عربى ام من منطلق مصلحة وطنية او هو مجرد اهتمام انسانى وما هو مدى قلقكم من عدم استقرار ينشب عبر المنطقة كلها؟
ج: مصلحة المملكة هى ان تكون فى اقليم يسوده السلام والطمانينة والعدالة ويكون لشعوبها حقوق متساوية وطالما فكرت اسرائيل فى نفسها كدولة عظمى تحكم المنطقة وتملى ارادتها على شعوبها فلن يتحقق مثل هذا الاستقرار اما القدس فهى جزء من ضمير كل مسلم يتخلى عن الاهتمام به فقط حين يفتقد مثل هذا الضمير نحن اذن لا ننظر الى القضية الفلسطينية من زاوية قومية عمياء ولا من منطلق عاطفى اهوج بل هى نظرة تمليها علينا المصلحة مصلحة المنطقة ويؤطرها الضمير اما الابعاد الانسانية لما يمارس من قهر واضطهاد على الشعب الفلسطينى المحاصر الاعزل فهى ابعاد تهم كل انسان وكل جهة تنادى بحقوق الانسان والشرعية الدولية 0
س: الى ماذا تعزون التدهور فى الموقف وما هو رايك فى اعمال ارييل شارون منذ ان تولى السلطة كرئيس وزراء لاسرائيل فى مارس
ج: من الخطا الجسيم ان نترك القضايا الدولية الخطيرة كقضية فلسطين تحت& رحمة الانتخابات المحلية وانا لا يهمنى من يحكم اسرائيل بقدر ما يهمنى
ان تحترم اسرائيل الالتزامات والاتفاقات التى وافقت عليها اما عن السبب فى التدهور فيكفى ان نحيلك الى تقرير لجنة دولية محايدة وهى التى راسها
السيناتور ميتشل 0
س: هل تعتبر موافقة وزير الخارجية الاميركي كولن باول على تقرير لجنة ميتشل وتعيين مبعوث امريكى جديد يعمل مع الفلسطينيين والاسرائيليين تعاملا كافيا من جانب الحكومة الامريكية؟
ج: اعتقد ان هذه خطوة ايجابية اولى جيدة وباول حارب من اجل امن واستقرار المنطقة ابان تحرير الكويت ولا بد ان رجلا فى موقعه يدرك
جيدا ما يمثله العنف الاسرائيلى على استمرار هذا الامن وذلك الاستقرار
س: يرى بعض المراقبين ان المملكة قد اتخذت خطا سياسيا متشددا فيما يخص الصراع العربى الاسرائيلى ما هو السبب فى ذلك؟
ج: هذا تقييم غير صحيح جملة وتفصيلا لان المملكة قبلت بكل بادرة سلام بغض النظر عن مصدرها بل ان للمملكة خطة سلام اعلن عنها اخى خادم الحرمين
الشريفين وارتبطت باسمه الذين يمارسون التشدد هم الذين رفضوا كل بادرة سلام اما عن طريق الرفض الصريح او عن طريق وضع الشروط والعقبات وافراع كل خطة سلام من محتواها واجهاضها اما بالنسبة لنا فان هناك امورا تستعصىعلى فهمنا تماما كيف يصم العالم اذنيه عن احدث الطائرات واعتى الدباباتوهى تقصف تحت جنح الليل بيوت واحياء اناس عزل كيف يطلب البعض من السلطة الفلسطينية ان تتصدى لحفظ الامن والقيام بمهام الدولة بعد ان حرمها الاسرائيليون من السلاح واوقفوا عنها كل مصدر من مصادر الدخل لااعتقد ان احدا غير اسرائيل يستطيع ان يقوم بمثل هذا العمل ثم يجد من
يتصدى لتبرير اعماله وتصرفاته 0 هذا من جانب اما من الجانب الاخر فان المولى جلت قدرته قد اختار للمملكة مكانها ومكانتها فى القلب من امتها
العربية والاسلامية واناط بها مسئوليات ليس بوسع احد تجاهلها ولا استبعدان ياتى اليوم الذى يطلب فيه هذا الطرف او ذاك دعم خطته للسلام فالكل
يعرف فى نهاية المطاف اننا بلد يملك مصداقية عالية مع كل الاطراف فى العالمين العربى والاسلامى وربما كنا المؤهلين لاقناع الجميع بالجلوس
الى طاولة السلام لكننا لا نستطيع القيام بهذا الدور او تقديم هذه الخدمة الجليلة اذا استمرت اسرائيل فى افشال كل مبادرات السلام ثم دعينى
اسالك هل المتشدد هو من يدعو الى سلام قائم على احترام العهود والمواثيق والتفاهمات ام ان المتشدد هو من يتحدث عن تدمير السد العالى ويدعو الى
شن الحروب ويصف العرب بالثعابين ويدعو الى اعادة الاحتلال وتدمير السلطة الفلسطينية كما جاء على لسان وزراء ورؤساء احزاب مؤثرة فى اسرائيل
&س: هل ترى وتطلب من الحكومة الامريكية ان تمارس الضغط على اسرائيل وتقلل من حدة ردودها العسكرية؟
ج: نحن نصدق الولايات المتحدة الامريكية حين تقول انها داعية لحقوق الانسان ولحقوق الشعوب وللشرعية الدولية وانها النظام الذى يتوق الى
نظام عالمى جديد ونحن نتطلع الى قيام دور امريكى فاعل وعادل 0
س: هل ادى تعامل الولايات المتحدة مع عملية السلام الى الاضرار بالعلاقات مع المملكة العربية السعودية كانت هناك تقارير تقول انك
رفضت دعوة لزيارة البيت الابيض هل هذا صحيح وهل سوف تقبلون ان تسافروا الى الولايات المتحدة والى البيت الابيض ؟
ج: علاقتنا مع الولايات المتحدة قديمة وقوية وترتكز على مصالح اساسية مشتركة وليس من السهل الاضرار بها والزيارة التى لا تتم اليوم يمكن ان
تتم غدا المهم ليس الموعد المهم ان تتم الزيارة فى مناخ يسمح بنجاحها وهذا ما نسعى لتحقيقه 0
س: الى اى مدى سيرتبط انتاج البترول السعودى بمسلك الولايات المتحدة نحو اسرائيل وهل من المحتمل ان تستخدم المملكة العربية السعودية
انتاجها كوسيلة ضغط فى هذه القضية كما حدث فى السبعينات؟
ج: البترول مادة اقتصادية استراتيجية يتوقف عليها رخاء العالم الصناعى والعالم النامى على حد سواء ونحن حريصون على ان تكون سياستنا البترولية
منطقية توازن بين مصالح المنتجين ومصالح المستهلكين ولا ارى ضمن ذلك السياق ان من المصلحة الحديث عن البترول خارج هذا الاطار 0
س: لقد فرغتم توا من زيارة لاوروبا هل تعتقد ان الاتحاد الاوروبى قام بكل ما يمكن ان يقوم به لمساعدة الفلسطينيين؟
ج: الدور الاوروبى فى المنطقة ليس دورا كماليا ولا هو نشاط خيرى اوروبا تتحمل مسؤولية اخلاقية وسياسية فجذور ما تعانى منه الان تعود الى
مرحلة سيطرة استعمارية اوروبية على المنطقة كما ان الرابط الثقافى والاقتصادى والتاريخى بين المنطقتين اوروبا او ما اعتدنا على تسميته
باوروبا الغربية والعالم العربى اكثر تشابكا وتجذرا من ان يوفيه حقه دور اوروبى لايحس به احد 0
س: كيف يمكن تحسين سياسة الاتحاد الاوروبى نحو الشرق الاوسط؟
ج: يتسنى هذا بتقديم المزيد من العون فى كافة المجالات للفلسطينيين وباظهار الاستياء بشكل ملموس من القمع الاسرائيلى الدموى واظهار التناقض
بين المسلك الاسرائيلى وما تدين به اوروبا من قيم ومن ربط شبكة المصالح الاوروبية الاسرائيلية بمسيرة السلام ونحن نعتبر ان مقاطعة منتجات
المستعمرات الاسرائيلية وتقرير سولانا امورا مشجعة خصوصا اذا ارتقت الى مستوى تشكل معه موقفا اخلاقيا وسياسيا فاعلا ومؤثرا 0
س: كيف تنظرون الى المرحلة القادمة من التحسن فى العلاقات مع ايران هناك بعض المحللين الذين يرون ان التقارير المنشورةفى الصحف الامريكية والتى تزعم تورط ايران فى تفجير الظهران يمكن ان تؤدى الى الاضرار بالعلاقات الوثيقة الجديدة التى تربطها مع الرياض ما هو
تعليقكم على هذه التقارير؟
ج: نحن لا نرسم سياستنا بناء على تقارير فى الصحف سياستنا تقوم على حماية مصالحنا الاساسية على نحو يخدم شعبنا ويخدم قضية السلام ونرى ان
من مصلحة الاستقرار والتنمية فى المنطقة ان يكون هناك تقارب مع ايران 0
س: ما هو فى رايكم موقف الولايات المتحدة من الاتفاقية الامنية مع ايران وهل ترى ان الولايات المتحدة يجب ان ترفع مقاطعتها الاقتصادية
لايران؟
ج: الاتفاقية الامنية مع ايران تمت بناء على رغبة البلدين فى محاربة شرور الارهاب وتهريب المخدرات وغسيل الاموال وغيرها من المخالفات التى
تضر بمصالح الشعبين وتتطلب تعاونا من قبل كل الاطراف وهى من هذا المنطلق ليست موجهة للاضرار بمصالح اى دولة بل العكس هو الصحيح اما فيما
يخص رفع المقاطعة الامريكية لايران فان هذا شان ثنائى لكننا بشكل عام نتطلع الى ان يسود الوئام والتفاهم علاقات كل الدول خصوصا تلك التى
تجمعنا بها اعتبارات الجوار او المصالح المشتركة ونتصور ان مزيدا من الاستقرار يمكن ان ينتج عن الحوار الامريكى الايرانى 0
س: تعمل الادارة الامريكية على تطوير عقوبات ذكية على العراق وبموجبها سوف يتم التخفيف من معاناة العراقيين ولكن مع احكام الرقابة على حدود
العراق لمنع التهريب ما هو رد المملكة على المقترحات الامريكية؟
ج: لقد اعلنا منذ حوالى ثلاث سنوات عن مبادرة سعودية تهدف الى رفع المعاناة عن الشعب العراقى والى حصوله على كل ما يحتاجه من غذاء ودواء
وكساء وهذا هو موقف المملكة الدائم من الامر والمسؤولية الان هى مسئوليةالقيادة العراقية فهى التى تعيق كل تحرك نحو رفع المعاناة عن الشعب
العراقى 0
س: هل تعتقد ان بوسع الولايات المتحدة ان تقنع الراى العام العربى انهاليست المسؤولة عن الوضع الانسانى فى العراق؟
ج: لا اتصور ان العقوبات او التوجه الامريكى يستهدف الشعب العراقى العقوبات والمقاطعة هى وسيلة لغاية والغاية هى حماية المنطقة من مغامرات
جديدة للنظام العراقى ومن المهم ان لا تغيب الغايات عن انظارنا وان لا نصل الى مرحلة تحل فيها الوسيلة محل الغاية 0
س: هل نجاح الولايات المتحدة فى ذلك الاقناع مرتبط بتصرفها نحو اسرائيل؟
ج: ان نجاح الولايات المتحدة فى اقناع الطرف الاسرائيلى بضرورة الاقلاع عن سياساته التوسعية والقمعية والتمشى مع ارادة المجتمع الدولى وقرارات
الشرعية الدولية هو خدمة للسلام العالمى ولمصالح الولايات المتحدة ومثل هذا العمل لو تم لابد ان ينعكس بشكل ايجابى على مجمل الاوضاع
السياسية فى المنطقة 0
&س: هل ترى ان على الحكومات العربية ان تستمر فى محاولة ايجاد مصالحة بين العراق والكويت؟
ج: لا اعتقد ان المشكلة هى بين العراق والكويت فقط بل بين العراق وجيرانه وبين العراق والنظام العربى وبين العراق والشرعية الدولية 0
&س: هل تتوقع ان تكون هناك زيادة فى انتاج اوبك فى الاجتماع القادم فى 4يوليو وهل تتوقع اى زيادة فى الانتاج خلال الخريف القادم؟
ج: فى كل هذه الامور فان اوبك تتحرك ضمن اطر وسياسات محددة يحكمها قانون العرض والطلب ومصالح المنتجين والمستهلكين وليس عندى شك فى ان
اوبك ستزيد من انتاجها اذا ما شعرت بان هناك حاجة حقيقة لهذه الزيادة وسجل اوبك يوضح انها لم تتوانى عن زيادة الانتاج عندما تتاكد ان هناك
حاجة لهذه الزيادة للحفاظ على توازن السوق 0
س: ماذا عن مبادرة سموكم نهاية عام 2000 بانشاء امانة عامة لمنتدى الطاقة الدولى بالمملكة وهل لاقت تلك المبادرة صدى وقبولا من المنتجين
والمستهلكين؟
ج: تنطلق رؤيتنا لاهمية هذا المنتدى من مجموعة حقائق اساسية اولها ان البترول مادة استراتيجية وليست منتجا هامشيا يمكن تركه لتقلبات السوق
وامزجة الوسطاء وثانيا فان السنوات القادمة ستشهد دون ريب زيادة ملحوظة فى الطلب العالمى ولابد من التنسيق بين جميع الاطراف للحفاظ على
التوازن الذى يحمى مصالح المنتج والمستهلك وثالثا فان قيام مثل هذا المنتدى سينعكس بشكل ايجابى على مصالح الجميع وسيضمن استقرار الاسعار
والحفاظ على التوازن المطلوب بين العرض والطلب0
س: لقد ناديتم سموكم بسلسلة من الاصلاحات الداخلية فى السنوات الاخيرة وهياتم المواطنين لحقبة جديدة 0 س هل انت راض عن سرعة الاصلاحات الاقتصادية هل هناك مجالات مثل التخصيص مثلا تود ان ترى فيها سرعة اكبر وهل تشعر بالاحباط لان هناك مقاومة للاصلاحات من المؤسسة البيروقراطية؟
ج: انى على قناعة بان الاصلاحات الاقتصادية تسير حسب البرنامج المخطط لها وبالسرعة المناسبة والامر نفسه يتعلق بالتخصيص نحن حريصون على الا
يؤدى التخصيص على اى نحو بالاضرار بالمواطنين ولا سيما الفئة محدودة الدخل ومن هنا نرى من المناسب دراسة كل قطاع يخصص بتوسع والاستفادة من تجارب الدول الاخرى اما عن البيروقراطية فلدينا مثل غيرنا نصيبنا منها ولكن عندما يصدر تنظيم جديد يلتزم الجميع صغارا وكبارا به 0
س: هل سموكم بالتحديد راضون عن الاستثمار فى القطاع الخاص غير البترولى فى المملكة ان القائمة السلبية اى المجالات التى لا يسمح بالاستثمار
الاجنبى يعتبر فى نظر بعض المراقبين عقبة محتملة تحول دون اغراء الاستثمار الاجنبى هل هناك نية لتقليص عدد الصناعات التى يمنع فيها
الاستثمار الاجنبى؟
ج: قلنا منذ البداية اننا مستعدون لسماع اراء المستثمرين الاجانب والاستفادة منها وكررنا القول ان الاجراءات التى نتخذها قابلة للمراجعة
واعادة النظر اذا كشفت التجربة عن اى عيوب فيها والقائمة التى تتحدثين عنها ليست نهائية وهى تدرس طيلة الوقت ولا يوجد ما يحول دون اعادة النظر
فيها وقد تضمنت لقاءاتنا برجال الاعمال الاوروبيين نقاشا مستفيضا لهذه النقطة وغيرها 0
س: هل قرار المملكة نهائى فى عدم السماح للشركات الاجنبية فى الدخول فى صناعة استخراج البترول وهل الاستثمار الاجنبى فى البترول يقتصر على
التكرير ام هناك تطورات اخرى؟
ج: قرار المجلس الاعلى للبترول والمعادن عدم فتح مجال الاستثمار الاجنبى فى قطاع استكشاف وانتاج الزيت نابع من عدة اعتبارات اهمها ان
ارامكو السعودية هى واحدة من اكبر شركات البترول فى العالم واعظمها خبرةوهى تملك القدرة الفنية على انتاج البترول وتسويقه ولا نرى من الضرورى
ان تنافسها فى هذا الميدان شركات اخرى كما ويوجد لدى المملكة طاقة انتاجية من البترول تفوق عشرة ملايين برميل يوميا وهى قادرة على زيادتها
متى استدعت الضرورة اما الصناعات كصناعة التكرير والصناعات البتروكيماوية والصناعات الثانوية التى تعتمد على الغاز او البترول
فجميعها مفتوحة للاستثمار الاجنبى والهيئة العامة للاستثمار على استعدادلاستقبال كافة الاستفسارات والرد عليها 0
س: لقد اعلنت المملكة الشركات الفائزة فى تطوير مشاريع الغاز كم تتوقع سموكم ان تتلقى المملكة فيما يخص الاستثمار فى المشاريع الاساسية
الثلاثة التى اعلن عنها وكم عدد الوظائف التى يمكن ان تحدثها هذه الاستثمارات؟
ج: فى اطار سعى المملكة الى استغلال ما حباها الله من موارد طاقة فقد
دعيت كبرى الشركات العالمية للاستثمار فى قطاع انتاج وتطوير الغاز
الطبيعى وتوفيره لصناعات الكهرباء وتحلية المياه والصناعات
البتروكيماوية والمشروعات الثلاثة التى جرى تحديد الشركات العالمية التى
ستقوم بالاستثمار فيها تشمل مناطق واسعة فى المنطقة الشرقية والمنطقة
الغربية من المملكة ويقدر حجم الاستثمارات فى تلك المشاريع فى السنوات
القليلة القادمة الى اكثر من عشرين بليون دولار قابلة للزيادة فى
السنوات اللاحقة الى اكثر من ضعف ذلك وهذه ستؤدى فى المستقبل القريب الى
توفير فرص عمل لالاف المواطنين اضافة الى ايجاد فرص تجارية واستثمارية
للقطاع الخاص السعودى فى اعمال وعقود الخدمات المرتبطة بتلك المشاريع
مما سيعمل على زيادة معدلات نمو الاقتصاد السعودى وتنويعه ونقل وتوطين
التقنية 0
ان مشروعات الغاز المتكاملة تؤكد مرة اخرى الدور الريادى للمملكة فى صناعة البترول والغاز ويؤكد تجاوب الشركات العالمية مع مبادرة الغاز على علاقة الشراكة الوطيدة التى تربط المملكة بصناعة الطاقة العالمية ويؤكد ايضا على ملاءمة مناخ الاستثمار فى المملكة وقدرته على اجتذاب الاستثمارات المنتجة 0 س: ان الشركات التى سوف تستثمر فى تطوير الغاز سوف تكون ايضا معنية بمشاريع توليد الكهرباء اذا تذكرنا ان اسعار الكهرباء تحظى بدعم من الدولة فهل ستقوم الحكومة السعودية بضمان الارباح للشركات الاجنبية؟
ج: عملت الحكومة على اعادة هيكلة قطاع الكهرباء واصدار تعرفة جديدة
خفضت فيها الاعانة بنسبة كبيرة واى مشروع لتوليد الكهرباء سوف تسبقه
مفاوضات شاملة بين الحكومة والشركة المعنية بحيث توضح بشكل دقيق العناصر
الاساسية للمشروع بما فيها تسعيرة الكهرباء 0
س: يبدو ان ايجاد فرص عمل جديدة يمثل اولوية من اولويات الحكومة
السعودية ونحن نعتقد ان البطالة بين الشباب / اولئك الذين ما زالوا فى
العشرينات / تتراوح بين 15 فى المائة و 20 فى المائة هل توافق على هذه
الارقام وهل تعتبر ان البطالة هى التحدى الاعظم الذى تواجهه المملكة
اليوم وما هى خطط الحكومة الاخرى لايجاد وظائف جديدة وهل انت راض عن
تجاوب القطاع الخاص مع دعوة الحكومة لتوظيف المزيد من السعوديين؟ 0
ج: نحن نعتقد ان الحق فى العمل حق اساسى من حقوق المواطن السعودى وقد
كنا فى الماضى نعتمد على الدولة اعتمادا شبه كامل فى تحقيق فرص العمل
للمواطنين اما الان بعد ان تضخم الجهاز الحكومى فالمجال الطبيعى
للراغبين فى العمل هو القطاع الخاص وفيما يتعلق بالارقام يصعب تحديد
نسبة دقيقة ففى مجتمعنا السعودى المترابط كثيرا ما يتولى الاب القادر
اعالة ابنائه حتى بعد بلوغ سن معينة اى ان البطالة الحقيقية لا توجد فى
حالات كهذه كما ان بعض الشباب يعزفون عن مجالات معينة رغم توفر فرص
للعمل فيها ومع هذا لا اود ان اقلل من خطورة المشكلة وهى بالفعل تمثل
اولوية كبرى من اولويات الدولة ونحن نعمل على التعامل معها فى اكثر من
مجال تمكين القطاع الخاص على توفير فرص عمل جديدة عبر التخصيص وازالة
القيود اضافة الى ايجاد مجالات جديدة للاستثمار امام راس المال الوطنى
والعالمى كما اننا مهتمون على وجه الخصوص بالاستثمار فى راس المال
المعرفى وايجاد جيل قادر على العمل تحت ظروف المنافسة العالمية
والانفتاح الذى يسود العالم المعاصر 0
&س: لقد كتبتم مؤخرا الى اتحاد الغرف التجارية السعودية تقولون انكم غير
راضين عن سرعة عودة الاموال التى يحتفظ بها السعوديون خارج المملكة 00
هل تعتقد ان جلب هذه الاموال مرة ثانية امر ضرورى للتنمية الاقتصادية فى
المملكة وهل لدى الحكومة استراتيجية لاغراء هذه الاموال بالعودة؟
ج: نحن لا نستطيع ان نمنع اى مواطن من ان يتصرف بامواله على النحو الذى
يراه مناسبا ولكننا نستطيع ان نشجعه على الاستثمار فى بلده وذلك
بازالة اى عوائق تعترض هذا الاستثمار والاستراتيجية التى نتبعها هى
مواصلة الاصلاحات الاقتصادية بحيث يقتنع المواطن ان الاستثمار فى بلده
اجدى واكثر مردودا من اى استثمار فى الخارج 0
س: هل لدى سموكم اى نوايا للسماح لمجلس الشورى بمناقشة ميزانية الحكومة
وهل هناك نية لاعطاء مجلس الشورى المزيد من الصلاحيات؟
ج: مجلس الشورى الان يناقش الخطة الخمسية التى تعتمد على اساسها الميزانيات السعودية كما يقوم بمتابعة دقيقة لاعمال الوزارات وادائها ولعلكم لاحظتم انه فى التشكيل الجديد زيد عدد اعضاء المجلس وهذا بدون شك يعكس زيادة المسؤوليات والصلاحيات التى يمارسها المجلس واود فى هذه المناسبة ان اشيد بكل فخر واعتزاز بما قام به هذا المجلس من خدمة جليلة من خلال دراسته المتانية لما يعرض عليه من تقارير واقتراحات ولما اظهره اعضاؤه من مهنية عالية فى نقد وتقييم هذه التقارير والاقتراحات بحيث اسهم اسهاما حقيقيا وفاعلا فى كل مجال من مجالات العمل الوطنى والمسؤوليات الجديدة يحكمها سياق الممارسة وبروز الحاجة الناتج عن ما نلحظه من متغيرات فى المجتمع والدولة 0
س: لكن اى مشروعية يمثلها المجلس ان كان افراده تعينهم الدولة ودورهم لا يتعدى الاستشارة ؟
ج: سؤال وجيه ولكن يجب ان نضعه فى سياقه الصحيح فمشروعية اى قرار سياسى فى اى دولة لا بد وان ترتكز على واقعها المجتمعى مؤسساتها الاجتماعية وثوابتها الثقافية والقيمية 00 التعيين فى سياق المملكة لا يخرج عن المشروعية بينما الذى يخرج عن المشروعية هو ان يكون التعيين للمجلس
مبنيا على المحاباة والمجاملة واختيار من لا راى لهم ولا اهتمام لديهم فى الشان العام ولا فكر لديهم يضيفون به جديدا 00 اعضاء مجلس الشورى
ليسوا من هؤلاء 00 نحن وراء مشاركة حقيقية بحيث لا يتخذ القرار الا وقد اسهم فى صنعه اكثر من جهه واثرته اكثر من وجهة نظر 0
س: هل يمكن لسموكم ان يصف التغير الحاصل فى التوجهات الاقتصادية السعودية ؟
ج: لعل من المفيد فى البداية الاشارة الى ان الاقتصاد السعودى ومنذ& توحيد المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز قد اسس على مبادىء
الاقتصاد الحر وقد حرصت الحكومة السعودية وفى مختلف الظروف والمراحل التى مر بها الاقتصاد على ترسيخ هذه المبادى واتبعت اسلوبا للتنمية
منسجما معها فكان من نتيجة ذلك ان نما اقتصادنا الوطنى بمعدلات جيدة مكنته من ان يحتل مركزا مهما وقياديا فى منطقة الشرق الاوسط 00 ان اى
متامل منصف لما يجرى على الساحة الاقتصادية فى المملكة العربية السعوديةلا بد ان يلحظ التغير الكمى والنوعى فى المناخ الاقتصادى فلقد بدات
وتيرة التغيرات الاقتصادية تتسارع فى السنوات الاخيرة تجاوبا مع ما يجرى على الساحة العالمية وتلبية لاحتياجات وطنية ملحة مثل توظيف المزيد من
الشباب السعودى وادخال صناعات وتقنيات جديدة والرفع من مستوى واداء الصناعات والخدمات فى القطاعين العام والخاص واخيرا وليس اخرا الاندفاع
بكل ثقة وجدارة نحو تحديث بنية المجتمع السعودى لكى يواكب عصر المعلومات التقنية الحديثة بما لا يتعارض مع ثوابتنا وقيمنا الاسلامية0
س: ما هى القرارات والاصلاحات الاقتصادية التى اتخذتموها او تنوون اتخاذها لتحقيق الاهداف التى اشرتم اليها ؟
ج: ان قيام المجلس الاقتصادى الاعلى والمجلس الاعلى للبترول والمعادن وجذب الاستثمارات العالمية فى مجال الغاز وتحديث الانظمة والقوانين
المؤثرة فى مناخ الاستثمار واقرار نظام الاتصالات وانشاء هيئة مشرفة عليها ليست سوى خطوات فى مسيرة تقييم وتكوين رؤية استراتيجية للاقتصاد
السعودى 00 وبهذه المناسبة فانه يسعدنى ان اشير الى اننا ننظر الان فى مجموعة من الدراسات والرؤى الاقتصادية التى سيكون لها باذن الله اهم
واجدى مردود على رفاهية واستقرار الشعب السعودى بكل فئاته 00 ونحن ايضا ننظر فى امكانية اقامة عدد من المراكز المكرسة للدراسات الاقتصادية
والبترولية وتحلية المياه وغيرها من المواضيع مما سينتج عنه باذن الله تراكم مثمر فى الخبرة الوطنية فى هذه المجالات ومما يفتح افاقا جديدة
للاقتصاد السعودى وللانطلاقة التنموية الواعدة 00 ونحن عازمون على الاستمرار فى اتخاذ كل ما من شانه تهيئة البيئة الملائمة للاستثمار فى
المملكة وتعزيز دور القطاع الخاص واعداد الاقتصاد للانضمام لمنظمة التجارة العالمية 0
س: اشرتم الى مشروع رؤية استراتيجية للاقتصاد السعودى ما هى ملامح تلك الرؤية او المشروع الاقتصادى؟
ج: اذا جاز لنا ان نقول ان هناك ملامح مشروع اقتصادى او رؤية اقتصادية سعودية فانها تقوم على الاسس التالية:
استثمار طاقات وقدرات شبابنا الذين هم بعد الله الثروة الحقيقة لهذا الوطن 0
تنويع مصادر الدخل لكى لا يظل الاقتصاد السعودى عرضة لتقلبات السوق البترولية 0
استغلال المزايا النسبية للاقتصاد الوطنى 0
تطوير مناخ الاستثمار واتاحة الفرصة امام القطاع الخاص للعمل فى مختلف المجالات 0
تكوين خبرات سعودية فى مختلف مجالات النشاط الاقتصادى والعالمى0
التعامل بفعالية مع العولمة الاقتصادية وافرازاتها 0
س: انتم تعيشون وسط منطقة تعج بالمتغيرات الدولية والاقليمية والمحلية 00 كيف يجد الامير عبدالله نفسه وسط الظروف الصعبة والدقيقة؟
ج: الحقيقة ان التغير السريع الايقاع هو سمة هذا العصر ليس فى منطقتنا وحدها لكن فى العالم باسرة 00 الا ان طبيعة وخصوصية العلاقة التى تربط
شعبنا بقيادته وما تقوم عليه هذه العلاقة من شرعية متجذرة فى النفوس وفى الممارسة اليومية هو ما نعول عليه بعد الله وسط هذا الموج المتلاطم من
المتغيرات 00 انا اود بهذه المناسبة ان اتطرق الى امر غاية فى الاهمية ربما غاب عن بال المراقب الاجنبى وربما لا يدرك ابعاده حتى الاخ والجار
00 ان القارىء المتفحص لتاريخ المملكة يدرك ولا شك ان الوحدة التى تحققت لهذا الوطن لم تات عن طريق الصدفة ولا هى نتاج تخطيط جماعة او مجموعة
غريبة عن دين هذا الوطن وقيمة وتقاليده 00 لقد كافحت الدولة السعودية& لثلاثة قرون لتضع لبنة اهم واقوى وحدة عربية وهذا انجاز تاريخى غير
مسبوق على حد ما اعلم 00 فما استطاع الملك عبدالعزيز توحيده من حيث الرقعة الجغرافية وصعوبة التضاريس وقسوة الظروف المعيشية لا يمكن
مقارنته باى عمل وحدوى اخر 00 ولم تات هذه الوحدة كما قلت عن طريق الصدفة لكنها جاء استجابة لاهم واغلى ما يملكه الانسان وهو معتقده وعرضه
ووطنه وامنه 00 نحن اذن ورثة شرعية راسخة البنيان وتاريخ طويل من النضال الصعب الذى شاركت فيها كل فئات هذا الشعب الكريم 0
ما اردت ان اقوله اننا لا نتحرك فى فراغ 00 فحركتنا كما ترين تحكمها ثوابت لا نستطيع ان نحيد عنها ثم اننى استنير بكل عمل اقوم به بتوجيهات اخى خادم الحرمين الشريفين مستفيدا من خبرته الطويلة ومكانته المتميزة على كل الاصعدة 00 وفوق هذا كله فان المكانة الخاصة للمملكة فى قلوب العرب والمسلمين وما يعلمه القاصى والدانى من سعينا الحثيث لارساء دعائم الامن والاستقرار والرخاء فى منطقتنا وفى العالم اجمع 00 كل هذا يمنحنا العزيمة والتصميم على بذل المزيد ويساعدنا على التغلب على صعوبات هذا العصر ومتغيراته 00 يذكرنى سؤالك بمناسبة حضرتها فى جنوب المملكة 00 وكان عشرات الالوف من الموطنين يؤدون رقصة العرضة مدججين بكامل اسلحتهم كما تقتضى تقاليد الفروسية 00 وقد شاركت كما هى عادتنا هؤلاء الفرسان رقصتهم وفرحتهم 00 عند نهاية الحفل سالنى احد السفراء الغربيين كيف سمحت لنفسى ان ادخل وسط هؤلاء الرجال بدون اى حراسة 00 فقلت له ان ما يربطنى بهؤلاء المواطنين يزيل عنى كل شعور بالتوجس او الرهبة ثم اننى اؤمن ايمانا عميقا بان ايا منا لن يمضى لاخرته قبل حلول اجله وهذا يلخص ماضى وحاضر ومستقبل هذا الوطن وما يمثله من قيم اسلامية راسخة ويجسد العلاقة الخاصة بين الشعب والعائلة المالكة
(واس)