جريدة الجرائد

المسن واندماجه مجتمعيا الاسرة .. المكان الطبيعي للعناية بالمسن

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إن درجة تقدم الحضارة لكل دولة تقاس بمدى اهتمامها بكبار السن حيث يعتبر ذلك نوعا من العرفان بالجميل لمشاركتهم في بناء مجتمعاتهم في مرحلة من عمرهم كانوا قادرين فيها على العطاء، ومن ناحية أخرى ينظر إلى هذا الاهتمام باعتباره دوراً إنسانياً وأخلاقياً لرعاية من هم في حاجة الى تلك الرعاية، جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها الدكتور عبدالفتاح دياب وذلك بدار المنار لرعاية الوالدين نهاية الأسبوع الماضي وتحدث فيها حول: "مواصلة المسنين لنشاطهم ضمان لصحتهم" هذا هو شعار منظمة الصحة العالمية ليوم الصحة العالمي عام 1999 أي العام الدولي للمسنين وهو شعار يعتبر أن من الأهمية بمكان أن يواصل المسنون القيام بدورهم في المجتمع.. والمقصود بالنشاط في الشيخوخة أن يشمل كل أبعاد الحياة الإنسانية بدنياً ونفسياً واجتماعياً وروحياً. المهم أن يبقى المسن مستشعراً بأهميته للمجتمع ودوره الأصيل فيه وبأنه عضو نافع من أعضائه مما يترتب عليه مواصلة المسن لنشاطه مما يحفظ عليه صحته الجسمية والنفسية على أفضل وجه. وقال المحاضر: المسنون هم آباؤنا وأمهاتنا وأجدادنا ولهؤلاء جميعا حقوق علينا لا ينكرها إلا جاحد عاق لوالديه. قال تعالى: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً". "ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً". "قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك رب شقياً".
أسباب تعود إلى المسن وأضاف د. عبدالفتاح: بالرغم من أن معظم المتقدمين في العمر يتمتعون بصحة جيدة ويعيشون حياة منتجة ويساهمون في الدورة الاقتصادية والفاعليات الاجتماعية والثقافية ولديهم احتياطي كبير من الثقافة والعاطفة والخبرة التي يمكن توفيرها للأجيال الأصغر سناً، فإنه توجد صعوبات وعوائق تحول دون اندماج المسن في المجتمع فما هي هذه الصعوبات؟ الانطوائية والانعزال عن المجتمع الإحالة إلى التقاعد تغير نظرة المسن إلى الحياة بسبب: أ ــ الإحساس بفقدان المركز والنفوذ الوظيفي والمكانة الاجتماعية التي كان يتمتع بها. ب ــ الإحساس بأنها فترة تتعدد فيها الخسائر بين مادية حيث ينقص الدخل وصحية تتمثل في أمراض الشيخوخة. جـ ــ الشعور بالقلق على حاضره والخوف من مستقبله. كل ذلك يؤدي به إلى الأزمات النفسية الحادة وأحياناً الى الانهيارات العصبية مما يؤدي إلى الانطوائية والانعزال عن المجتمع. القواعد الاجتماعية للتعامل الناجح مع المسنين في هذه المرحلة: 1ــ إعطاء كبار السن مكانتهم الاجتماعية من حيث التقدير والاحترام وعدم الاستهانة بهم وبقدراتهم وآرائهم وعدم اشعارهم بالنقص والتخلف عن آرائنا. 2ــ الالتزام بالصبر في التعامل معهم. 3ــ التركيز على اشباع ميولهم الاجتماعية والترويحية وتشجيعهم على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية والتي تقضي على شعورهم بالوحدة والعزلة وتزيد من ثقتهم في أنفسهم. 4ــ تنمية دافع التعليم لديهم والتأكيد المستمر على أنهم مازالوا بكامل قدراتهم العقلية. 5ــ الاكثار من الأنشطة الأسرية التي تساعد على الاحتكاك بين الأجداد والأبناء. 6ــ القيام بعمل برامج إعلامية خاصة بكبار السن لتصحيح مفهوم المجتمع عنهم. 7ــ إعادة النظر في أنظمة التقاعد بحيث يتصف بالمرونة التي تمكن القادرين من مواصلة العمل في الوقت الذي تكفل التقاعد لمن هم بحاجة إليه.
8 ــ تعميق مفهوم الرعاية المنزلية والأسرية لمن يحتاجون الى الرعاية من المسنين أما المسنون الذين هم بحاجة إلى رعاية خاصة في المستشفيات والمؤسسات المتخصصة فلا بد من توفير هذه الرعاية لهم سواء كانت رعاية صحية أو اجتماعية أو اقتصادية. تخلخل العظام وحول التغيرات الفسيولوجية في مرحلة الشيخوخة قال الدكتور عبدالفتاح: 1ــ الانخفاض في وزن العضلات والعظام وانخفاض قوة العضلات. 2ــ فقدان حاسة التذوق والشم. 3ــ ضعف الجهاز الهضمي. 4ــ فقدان حاستي البصر والسمع. 5ــ فقدان العظام المحيطة بالأسنان. 6ــ مرض تخلخل العظام. 7ــ الضعف العقلي. 8 ــ انخفاض قدرة عمل القلب والرئتين. 9ــ فقدان القدرة على التحكيم بالبول مما يؤدي إلى العزلة عن المجتمع. 10ــ ضعف قدرة الكلى والكبد على العمل. 11ــ كثرة الإصابة بالأمراض المزمنة: السكري ــ السرطان ــ القلب وضغط الدم ــ الجلطة ــ التهاب المفاصل. أسباب تعود الى المجتمع وحول تغافل المجتمع عن مساهمات المسنين قال الدكتور عبدالفتاح دياب: ــ يعتقد أن كبار السن ليس لديهم ما يقدمونه في الأعمال المأجورة (الرسمية). ــ يقدم كبار السن اسهامات كثيرة في الأعمال غير المأجورة كالزراعة والقطاع الخاص والأمور التطوعية. ــ يؤدي ذلك إلى التغافل عن اسهام المسنين أو التقليل من شأنهم في كثير من الأحيان. لذلك يجب تثمين ما يمكن أن يقدمه كبار السن عن طريق: 1ــ معرفة وإدراك أدوار المسنين في التنمية. 2ــ تمكين المسنين من المشاركة في الأعمال التطوعية. 3ــ دعم الاسهامات التي يقدمها المسنون الى المجتمع ولاسيما ما يقدمونه من جوانب الرعاية المختلفة. 4ــ تشجيع فرص التعلم التي تستمر من المهد إلى اللحد. أماكن العمل هل المسنون عبء اقتصادي على المجتمع قال الدكتور عبدالله في ذلك: ــ يعتقد الكثير ان كبار السن يعتمدون اقتصاديا على غيرهم مما يعني أنهم عبء وعالة على المجتمع. ــ لا بد أن يؤخذ في الاعتبار أمران: العمل، الضمان الاجتماعي. ــ مما يؤسف له أن الحوار العالمي قد جعل التركيز كله على ما يتكلفه المجتمع لقاء توفير المعاشات والرعاية الصحية للمسنين بدلاً من أن يركز على الاسهامات المستمرة التي يقدمها كبار السن الى المجتمع والتي لها قيمة اقتصادية كبيرة. ــ كبار السن يعملون في الزراعة في كثير من البلاد إلى أرذل العمر. ــ في المجتمعات المتقدمة يتزايد الشعور بضرورة تمكين كبار السن من العمل طالما أنهم يرغبون في العمل، فالحاجة إلى ذوي الخبرة تظل مستمرة لضمان مواصلة مستوى الإنتاج واستقرار القوة العاملة. لعلاج ما تقدم هناك مجموعة من الاقتراحات والحلول: 1ــ برامج للتعلم تستمر مدى الحياة لزيادة فرص الحصول على العمل بين كبار السن. 2ــ القضاء على التمييز على أساس السن في أماكن العمل. 3ــ تشجيع سياسات حماية الدخل لتوفير ضمان دخل كاف للمسنين من خلال ترتيبات مدروسة موثوقة للأنظمة التقاعدية العامة والخاصة. 4ــ توفير رعاية صحية كافية لمنع الفقر الناجم عن اعتلال الصحة. 5ــ تكييف السياسات التقاعدية بحيث توفر أوسع مجال للفرد ومرونة في أسواق العمل.
ضعاف البنية وتحدث المحاضر عن دور ضعف البنية لدى بعض المسنين فقال: ــ ليس كل المسنين ضعاف البنية بل الغالبية العظمى من المسنين تظل محافظة على قوتها البدنية حتى مرحلة متقدمة من العمر. ــ يستطيعون القيام بأعباء الحياة اليومية ويواصلون القيام بدور فاعل في المجتمع. ــ المحافظة على نمط معتدل أثناء الحياة كالنظام الغذائي والحياة الاجتماعية تجعل المسن قادراً على ممارسة حياته عند الكبر. *** اجراءات السياسة الصحية للحفاظ على أفضل قدر من الصحة والنشاط عند الكبر: 1ــ سن تشريعات تقيد بيع الخمور والتبغ والإعلان عنها. 2ــ ضمان استطاعة المسنين الاستفادة من خدمات الرعاية الصحية وإعادة التأهيل. 3ــ إدخال تعديلات مادية في البيئة كي تناسب احتياجات من يعانون من العجز والإعاقة. 4ــ التبشير بفوائد الحياة الصحية. هل كل المسنين سواء لا شك أن الناس يهرمون كل بطريقته: فكثير من المسنين الطاعنين في السن يعيشون حياة ناشطة ويتمتعون بصحة جيدة في حين أن بعض المسنين أقل عمراً يعانون نوعية حياة متدنية ــ الكلام على لسان الدكتور عبدالفتاح دياب: ــ الخلفية الجنسوية والعرقية والثقافية ونوع المجتمع (صناعياً ــ نادياً ــ حضرياً أو ريفياً) والموقع الجغرافي وحجم عائلة المسن ومهارته وخبرته التي اكتسبها في حياته تعتبر كلها من العوامل التي تؤدي إلى تمايز الأفراد عند تقدم العمر. ــ أنماط الحياة التي يتبعها المرء في حياته كالتدخين وتعاطي الخمور وعدم ممارسة الرياضة وقلة التغذية والسمنة تزيد كثيراً من احتمالات الإصابة بالأمراض والعجز بعد ذلك. ــ التفاوت في المستوى الثقافي والدخل والأدوار الاجتماعية والطموحات في كل مرحلة من مراحل حياة الإنسان كلها تزيد من تنوع أنماط الشيخوخة. اختيارات نمط الحياة التي تسهم في تحقيق النشاط في الشيخوخة تبدأ في مرحلة مبكرة من العمر تشمل: 1ــ المشاركة في الحياة العائلية والمجتمعية. 2ــ اعتياد نظام غذائي صحي متوازن. 3ــ ممارسة قدر كاف من الرياضة والنشاط البدني. 4ــ اجتناب التدخين وتعاطي الخمور. طريقتان مختلفتان وعن شيخوخة الرجال والنساء، هل هي طريقة واحدة، قال المحاضر:
ــ يشيخ النساء والرجال بطريقتين مختلفتين فالنساء أولاً يعشن مدة أطول والسبب بيولوجي إذ ان الهرمونات تقيهن من مرض القلب الاقفاري كما أن الضغوط الكبيرة على الرجل تؤدي إلى إصابته بالأمراض أكثر من المرأة ولذلك فإن وفيات الرجال ظلت تاريخية أعلى من وفيات النساء. وحول تحسين نوعية الحياة للنساء والرجال على السواء فقد لخصها الدكتور في الآتي: 1ــ مكافحة التمييز بين الجنسين في كل جوانب الحياة بما فيها العمل والرواتب والتعليم والرعاية الصحية. 2ــ توزيع أكثر عدلاً للأعمال والرعاية وأنشطة الترويح بين النساء والرجال في كل مراحل العمر. 3ــ تثقيف الفتيان والفتيات بحيث يفهمون الصورة النمطية للأدوار الجنسوية ويتجنبونها. 4ــ توجيه التحليلات الجنسوية في كل المجالات لخدمة الصحة في الشيخوخة. الاعتقاد بأن معظم المسنين يعيشون في البلدان المتقدمة ــ العكس هو الصحيح فأكثر من 60% من المسنين يعيشون في البلدان النامية. ــ في العالم 580 مليون مسن منهم 550 مليون في الدول النامية. ــ انخفاض ملحوظ في الوفيات نتيجة الرعاية الصحية والابتكارات الطبية مما أدى إلى الازدياد التدريجي في عدد المسنين. ــ المسنون يمكن أن يؤلفوا دعامة أساسية هامة للعائلات والمجتمع. الحياة في عالم تتقدم به السن تتطلب الآتي: 1ــ إدراك أن المسنين ثروة قيمة ومكافحة "التحيز ضد المسنين". 2ــ مساعدة المسنين على المشاركة الناشطة في العملية التنموية. 3ــ توفير رعاية صحية كافية للمسنين وتعزيز صحتهم. 4ــ تعزيز التضامن بين الأجيال المختلفة. لكل الأعمار وحول مواصلة المسنين لنشاطهم في العام الدولي للمسنين 1999 قال المحاضر: ــ "نحو مجتمع لكل الأعمار" شعار الأمم المتحدة لعام 1999 ليكون العام الدولي لكبار السن. ــ انطلاق حركة عالمية لمواصلة النشاط في الكبر حيث يشجع الناس من مختلف الأعمار على اتخاذ خطوات لتعزيز صحتهم ومعافاتهم عندما تتقدم بهم السن والعمل على توافر الصحة والمعافاة في أوساط المسنين في المجتمع. ــ نظمت مسيرات عالمية انطلقت يوم السبت بتاريخ 2/10/1999 اطلق عليها يوم "العناق العالمي" شاركت فيها كل دول العالم والمقصود منها أن تكون الهاماً وإعلاماً من أجل تعزيز الصحة وتوفير المتعة والصحة الطيبة. توصيات وملاحظات وعدد الدكتور عبدالفتاح دياب بعض التوصيات والملاحظات لخصها بالآتي: 1ــ مد سن العمل إلى 65 عاماً كحد أدنى. 2ــ تشجيع عمل كبار السن في مجالات متنوعة: ــ تحسين اختيار الوظائف التي تناسب المسنين.
ــ تدبير وظائف مؤقتة محددة الوقت ويحسن أن تكون وثيقة الصلة بمتطلبات مجتمعاتهم المحلية. ــ إنتاج شرائط فيديو تركز على مهارات المسنين وميزاتهم في الأعمال التي يتقدمون إليها. ــ تيسير التقارب بين العرض والطلب فيما يختص بعمل كبار السن من خلال تعيين خبير في كل مكتب للأمن الوظيفي مهمته تقديم الخدمات الوظيفية والاستشارات المهنية لكبار السن. 3ــ تطوير القدرات المهنية لكبار السن لمساعدتهم على الاستفادة من فرص العمل المتاحة، أما بصدد الملاحظات قال المحاضر: ــ رعاية المسن مكانها الطبيعي الأسرة بين الأبناء والأحفاد حيث دفء المشاعر والمحبة والتقدير والاحترام والتواصل. ــ المسن الذي لا أبناء له يرعونه فإن رعايته واجبة على المجتمع ككل من خلال دور المسنين حيث تتوافر له الرعاية الشاملة. ــ لا يجوز أن يغري دور المسنين الأبناء بالتخلص من عبء رعاية المسنين من آبائهم وأجدادهم بزعم الانشغال بأمور العيش والاعتقاد بأن وجود مكان آمن يؤوي هؤلاء الآباء يرفع الحرج عن الأبناء ويقوم بديلاً لما يجب أن يفعلوه بأنفسهم فهم بذلك يتقاعسون عن أداء ما أمرهم الله ورسوله عليه الصلاة والسلام به ويعقون الآباء والأجداد ويخسرون خيراً كثيراً فدور المسنين لمن لا عائل له من أبناء وأقرباء.
بكيت على الشـباب بدمع عيني فلم يغن البكــــــاء ولا النحيب ألا ليت الشبــــــــــــاب يعود يوما لأخـــــــــبره بما فعــــــل المشيب. "أبو العتاهية" مكافأة نهاية الخدمة من جانبهم أكد المسنون خلال مداخلاتهم مع المحاضر أن المجتمع غالباً ما يتنكر للمسنين وينسى جهدهم وعطاءهم بل ويحاول تهميشهم بشكل وآخر ويظهر ذلك جليا في حقوقهم التقاعدية فهو يلقي العلاوات الاجتماعية وكذلك العاملين منهم في القطاع الخاص يتجاهل مكافآت نهاية الخدمة التي هي بالضرورة مهمة جداً لكي يعينهم على تقبل شيء من معاناة التقاعد وتداعياته، كذلك العديد من عبارات الاستهجان والسخرية من شيخوختهم بعبارات يرددها المجتمع دون وعي ولا مبالة وهذه العبارات "تركه عنك هذا الا شيبه وخرفان" وغيرها من العبارات التي تصيب المسن في مقتل وتجعله في وضع انزواء. (أخبار الخليج البحرينية)
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف