قصائد للشاعر الليبي الاميركي خالد مطاوع
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تاريخ وجهي
جاءت شفتاي في قافلة من العبيد
كان يملكها السنوسي الكبير،
وفي "الجغبوب" حررهم.
انهم ما زالوا يعيشون في حي الفقراء ببنغازي
قرب المستشفى حيث ولدتُ.
اولئك الاغريق
الذين أعطوني حواجبي
لم يكن ينوون أن يقيموا في "توكره"
ثم شمّوا رائحة المريمية البريّة
وأعلنوا ان بلادي مسقط رأسهم.
فرسان القديس يوحنا غزوا طربلس،
طلب سكان المدينة المساعدة
من اسطنبول، وفي سنة 1531
جاء الأتراك بأنفي.
شَعري يمتدُّ في الزمن
الى احدى محظيّات سبتيموس سيفيروس.
كانت تهيئُ له فطورهُ،
وحملت له أربعة أبناء.
وباسم الله
فتح عقبة بن نافع مدينتي.
اننا نجلس على حافة قبره
وأنا أغني لكِ:
أيتها الأهداب الجميلة
الحادّة كالسهام
أهذا الذي أراهُ
منعكساً في عينيك هو وجهي؟
&
في مطعم اليمن السعيد
الواقع على على شارع أطلنتيك، وجوهٌ
جُبلتْ من طين حضرموت، وجدران
بلون الخوخ المعلب. الرجال
وشواربهم جاؤوا من بلدٍ
أجيبَ فيه على جميع الاسئلة
عندما لمح سليمان فخذي ملكة سبأ.
هنا يروي الرجل قصته
كما يشرب شابه. أحدهم
واسمه أنور، يسأل عن تعويذةٍ
أضاعها. دسّتها أمّهُ
في جيبه يوم أن غادر.
أنا فقدتها عندما
نبّش ضابطٌ بي ثيابي.
انهارت ركبتاي، وحسبوا تعويذتي
من زبالة المهاجرين.
الحاج أحمد يجلس الى جواري
لأن وجهي أليف. انه يفتح مظروفاً
يريني صورة من زفاف بنت أخيه.
متى أتيت هنا يا حاج؟
انه يحدق ويتمثل سندباداً يتذكر:
" كنتُ شاباً، واستقللت أول مركب الى جاوة.
لم أعد أبداً. في وهران
وعدتني امرأة بأنها لن تنساني أبداً.
في "جربة"، قبّلتُ يد يهودي
لأن زوجته من صنعاء.
أعيش هنا الآن، لكنني مستقر في كل مكان".
ينوح الطبّاخ "يا ليل، يا ليل"
وهي أغنية عن هذه الليلة
وكيف سأمشي الى غرفتي
في بيت جورج ودونا
حيث ستكون دونا مشغولة
تنكح رجلاً آخر.
يا ليل، يا ليل، يا ليل.
النادل يناول أنور سلّةً
مليئة بتعاويذ ضائعة - سُبّحات الصلاة،
صور فوتوغرافية، جواهر مزيّفة.
انه يبحث، وأنا معلّق بي الضحك والبكاء
لأنني الليلة شربت شاياً حلواً بالنعناع
أكلتُ بيديّ ولعقت أصابعي
لأُشبع ثمّة ذكرى، لأسقي ذكراها
باللبان والقرنفل.
يا ليل، يا ليل، أنا هنا،
أنا هناك. انني ضائع بين
شارع كارول وسميث.
أنزلق نحو أصياف يملأها البدر
نحو نجومٍ ترقص لعودة الحجّاج.
أنزلق الى أحلام حدثت في الأحلام.
هرم خوفو
مع كل خطوة صاعدة
كانت الأخرى ضرورية
وكلما نظرت الى الأسفل
بدا العالم الأليف
مكاناً خطيراً.
لم يكن في نيّتي
أن أتسلق هذه القمة أبداً،
لم يخطر لي أبداً
انني قد أجد ملجأ في السماء.
كانت الرمال تحت
تسطع وتختفي
وراءَ سرابٍ يغلي.
وكان السيّاح المعمِّمون
بلساتان الأحمر
مع الادلاء والجِمال
سيركاً على طبقٍ ساخن.
اذا نزلت عشر درجات
كان يمكنني أن أسمع
صدى ضحكاتهم الضعيف.
كان العالم يزحف
ببطء يكفيني
لكي أكون ضائعاً وآمناً،
لكي أندهش
بما نسيتُهُ:
بالقرب من قبور العبيد
كان والداي يجلسان
حيث تركتهما
في الظلّ
يروّحان عن نفسهما
ويأكلان بزر اليقطين.
رسالة الى ابراهيم
تذكرُ النكتة، أليس كذلك؟
عن صاحبنا الذي أراد
أن يبني لنفسه مستقبلاً
فاذا الأسمنت ينْفذ،
واذا الطابوق يختفي،
واذا عجلات الحظّ
تتنقّل به هنا وهناك
مسحوقاً تحت كونكريت الإهمال
كالطائر الذي وجدناه
وسط الشارع في المدينة
يومئ برأسه
وجناحاه بالكاد يرفّان
غارقاً في كاربون السيّارات.
حملتهُ، شعرت بالصلصال الدافئ
يبرد بين يديّ.
أمكنني تقريباً
أن أرى طيراناته كلّها
تعود به ليعشش الى الأبد
في زغبه الرمادي.
راقبتني وأنا
أضعهُ تحت شجرة.
وقلتَ على الأقل سوف يموت
في الظلّ.
وسيأتيه الموت
راكباً ببطء أذيال لنسيم.
انه الصباح
حيث تعيش الآن.
من غرفتك في "لايدن"
تهاتفُ الأصدقاء في لندن، القاهرة
&&&وواشنطن.
هناك، في البُعد،
طاحونة. العجوز التي
تؤجّر سردابها، تزرع أزهار
التوليب لأنها،
كالتركي الذي يأتي على دراجته
بالحليب الطازج والجبن،
ثابتة، أكيدة
المواقيت.
دفاترك مزدحمة
بشباك العناكبُ والحمامات
والملائكة التي تنتظرها
تبني بيوتها في قاع المحيط.
أفكّر بك، شبه سكران،
في تينيسي. أنا سعيدٌ هنا
أضحك على الأكاذيب البيضاء واللعنات.
طابوقي يكاد ينفد، لكن ليس عناقاتي -
اسمع يا أخي، الحال نفسها
في كل مكان.
نحن جميعا نزرع ذكرياتنا كالأشجار
لنعيش تحت ظلالها،
لتحمينا سقوفُها الراشحةُ،
المجيدة.
ترجمة عن الانكليزية : سركون بولص
&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف