جريدة الجرائد

المسابح.. حقول ألغام في المنازل والاستراحات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تزخر مدينة الرياض وجميع مناطق ومحافظات المملكة بالاستراحات المعروضة للتأجير في مختلف المدن والقرى بشكل يومي او سنوي ويتردد عليها في&اليوم الواحد العشرات من الاشخاص ما بين رجال ونساء ويوجد في اغلب هذه الاستراحات ان لم يكن جميعها احواض سباحة.. كما توجد العشرات من المراكز والاندية الرياضية الخاصة للتدريب الرياضي باشتراك مدفوع القيمة حيث تضم هذه الاندية اشخاصا من مختلف الاعمار والاجناس.وتمثل هذه المسابح مكانا متميزا للرياضة والترفيه والتخسيس والوصول بالجسم الى معدلات لياقية مناسبة، ومع كل هذا فان اغلب هذه المسابح لا تطبق الانظمة واللوائح والمواصفات الصحية للمسابح، فليس هناك مقياس لكمية الكلور الذي يوضع في المسبح او العمق المناسب او الاضاءة والتيار المناسب داخل المسبح.ويقول الاستاذ علي بن محمد الغامدي ان الرقابة على المسابح العامة الموزعة على الاستراحات او الاندية الرياضية الخاصة معدومة نهائيا.. واجزم بعدم وجود جهة مسؤولة عن الاشراف والمراقبة على هذه المسابح وكل يعمل كما يشاء.وتابع قائلا: انني اتدرب في احد الاندية الرياضية الخاصة الموجودة فيه السباحة من خلال مسبح لا يتم تغيير المياه فيه الا بعد سنة فاكثر.. وهذا من خلال كلام المدرب المسؤول عن المسبح. فعدد الذين يمارسون السباحة يوميا بالعشرات ويتجاوز عدد الذين يمارسونها في العام بالآلاف، ومثل ذلك في الاستراحات من مجموعة اقارب بالعشرات يكون جزء من الوقت للرجال وآخر للنساء.. فهل من الصواب وجود مياه فترات طويلة جدا في هذه المسابح العامة التي يرتاديها المرضى جلديا او باطنيا؟ويتفق الاستاذ مهند سعد الدوسري مع ما ذكره الغامدي ويضيف لماذا لا تكون هناك مواصفة محددة لعمق المسابح في جميع الاماكن سواء المنازل او الفنادق او الاستراحات او الاندية بحيث لا يتجاوز عمق المسبح 1.60متر على سبيل المثال.. وقد رأيت هذا معمولاً به في دول شرق آسيا حيث لا يتجاوز عمق المسبح في جميع الفنادق والشاليهات وفلل التأجير 150سم فقط فلماذا لا يطبق هذا عندنا ويكون من شروط البناء ولا يتم توصيل المياه والكهرباء الا للملتزم بذلك.وحذر الاستاذ سامي بن عبدالله المشرف العام على عدد من المتنزهات الضخمة في الثمامة والذي يضم احدها خمسين مسبحا قائلا ان من اشد الاشياء الترفيهية خطورة في مجتمعنا هي المسابح، وذلك نتيجة لحجم الامراض والوفيات التي تنتج عنها وقد يعود ذلك لانتشار المسابح في المنازل والاستراحات والمزارع والاندية وغيرها من الأماكن.واوضح قائلا لقد حدثني احد مديري المستشفيات المتخصصة في العيون ان اصابات عيون الاطفال تضاعفت خلال العشر سنوات الماضية بشكل كبير وذلك ناتج عن تلوث المياه في المسابح بسبب قلة الكلور والكيماويات المستخدمة او كثرتها او بسبب سوء الكلور المستخدم.. حيث يباع في الاسواق نوع من الكلور سيئ جدا وهو اقل تكلفة من النوع الجيد بفارق النصف.. وقد سمعت انه ممنوع استخدامه في عدد من الدول الاوروبية وامريكا.ودعا الى وضع ضوابط ومواصفات محددة لهذه المسابح من اجل حماية الناس وخصوصا الاطفال ومن اهمها في اعتقادي وضع سور على المسبح من الحديد او الالمنيوم ويتم الدخول من خلال باب يمكن فتحه واغلاقه باحكام.. والا يكون عمقه اكثر من 160سم.. واجراء فحص دوري للمسابح التجارية الخاصة بالاندية او الاستراحات التي للايجار.البحث عن الجودة* "الرياض" التقت باحد المتخصصين في مجال المسابح وهو الاستاذ حامد بن عبدالله بن طالب للتعرف على المواصفات الصحيحة للمسابح والذي اوضح في البداية قائلا ان المسابح تعتبر من العناصر المهمة للصحة والمحافظة على اللياقة والنشاط كما انها عنصر ترفيهي في حياتنا اليومية وشأنها شأن اي عنصر آخر إذا أسيئ استعماله او العناية به انقلب الى ضده.ويقول ابن طالب: عند التفكير في انشاء مسبح يجب اتباع العديد من الخطوات اهمها: الاتصال بمكتب هندسي واستشاري لعمل الخرائط والاشراف على التنفيذ لتجنب سوء التنفيذ والذي سوف يظهر مستقبلا على شكل تشققات في الجدران او تهريب او خلافه، على ان يكون الاختيار لمعدات المسبح يجب ان يكون صحيحا والتأكد من الجودة او السعر ثانيا لان اختيار الارخص ليس على كل حال الأوفر.فمثلا: اختيار الفلاتر يجب ان يكون من نوع الفايبر جلاس القوي وتجنب انواع البلاستيك لانها تتشقق مع الحرارة وغير عملية في جونا الحار فهنالك انواع رديئة جدا ويشتريها الشخص نسبة لسعرها المنخفض وهذا في نظري ليس توفيرا اضافة الى ان اختيار كشافات المسبح يجب ان تكون من النوع الجيد وايضا تجنب البلاستيك على ان تكون الكهرباء 12فولت محولة من غرفة المعدات وعدم تريكب اضاءة ذات كهرباء عادية في المسبح كما هو الحال عند بعض الاشخاص غير المسؤولين الذين يعملون ذلك وفي هذا خطورة شديدة يجب ايقافهم ويكثر هذا التصرف من بعض المؤسسات المتنقلة في الشوارع (مثل تنظيف وجلي وسباكة وكهرباء وصيانة ومسابح وانشاء وخلافه)، كما يجب التأكد من ان عقد انشاء المسبح يشمل جميع وسائل السلامة مثل طوق النجاة من نوع الفلين او عصا بها خطاف بالاضافة الى ضرورة وجود المساكات الجانبية اذ انها تساعد على اخذ راحة عند السباحة او تعلمها.اضافة الى اهمية اختيار مقاس المسبح على ان يكون ضمن المقاسات المعتادة مثل (10) او اقل كون المقاس اكبر مقاس في المقاسات المتوسطة حيث تكون معداته ذات سعر معقول وسهلة الصيانة بحيث ان الاختيار للعمق المعقول مثل 1 2م جيد جدا، تجنب العمق الزائد عن الحد لانه في حالة حدوث غرق لا سمح الله يكون بالامكان حتى لمن لا يعرف السباحة محاولة الانقاذ.كما يجب وضع المعدات تحت الارض داخل غرفة صغيرة وعلى شكل حفرة لاتوجد بها تهوية كافية للمضخة حيث انه لا سمح الله اذا حصل اي تهريب داخل غرفة المعدات فتمتلئ غرفة المعدات بالماء وهذا فيه اخطار كبيرة جدا جدا اهمها:اختلاط الماء مع الكهرباء بهذا يصبح المسبح لا سمح الله مكهرباً .ويفضل ان تكون غرفة المعدات قريبة بقدر الامكان من المسبح لضمان ان جهد الماطور موجه الى المسبح وغير ضالع في المسافات.واشار الى ان الملاحظات الثانية وهي بعد تشغيل المسبح: واهم ملاحظة هي اهمية المحافظة على الماء لان الفكرة الخاطئة الموجودة ان ماء المسبح يجب ان يغير في فترات قصيرة جدا وهذا خطأ لان ماء المسبح ليس من المفروض تغييره مهما كانت الاسباب لان بالامكان معالجته كيمائيا وبسعر بسيط جدا وحتى ان اصر على تغييره فيجب الاستفادة منه مثلا تحويله الى خزان يحفظ فيه ويستخدم للزراعة بعد وقف المواد الكيماوية عنه لمدة 30يوما وكما ذكرت انه وبمبلغ بسيط جدا لمواد كيماوية وتشغيل الفتلر بانتظام واتباع تعليمات المختصين يمكن المحافظة على ماء المسبح طوال العام او اكثر ويمكن الاستفادة منه لاحقا. وايضا يمكن تسليم المسبح لشركات صيانة متخصصة بمبلغ بسيط يعادل المبلغ المصروف على المواد الكيماوية اي بين 300الى 500ريال شهريا بحيث يكون المسبح دائما نظيفا ومعادلا كيمائيا وبما لا يقل عن ثلاث زيارات اسبوعيا.واذا كان الشخص يقوم بصيانة المسبح بنفسه فيجب عليه اخذ الحيطة والحذر في استخدام المواد الكيماوية وتجنب الانواع الرديئة، وعليه استشارة المختصين في طريقة استعمال المواد الكيماوية وعليه متابعة المسبح وذلك بقياس المواد الكيماوية بصورة منتظمة وهو شيء سهل جدا ويمكنك الاتصال باي شركة متخصصة.ونبه الى ان من المواد الكيماوية الهامة جدا للمسبح هي (الكلور)وهي مادة سامة وداخل الماء مفيد جدا وهي لقتل البكتريا وتستخدم لمياه الشرب والمسابح على حد سواء ويجب ان يكون وضعه على اسس ومقاييس وبكميات مدروسة وبطريقة علمية ويجب قبل وضع الكلور قياس نسبة الحامض والقلوي في الماء وهي النسبة 8.7 7.2والا اذا وضع الكلور وهذه النسبة غير مضبوطة فان قراءة الكلور لن تكون صحيحة وقد يؤثر على عدم توافق الحامض والقلوي الى عدم ذوبان الكلور وظهور الكلور غير الذائب وهو ما يسبب الرائحة الكريهة في الماء (مثل رائحة الكلور الزائد عن الحد) هذا بالنسبة للمسابح الخاصة اما بالنسبة للمسابح العامة فيجب ان تكون نسبة الكلور زائدة عن المسابح الخاصة توازنا مع اعداد السابحين.ويجب الاختبار حسب الترتيب التالي: الكيلينتي جزء في المليون 180 60، بي اتش (القلوي) 7.8 7.2، كالسيوم جزء في المليون 400 200، ساينوريك اسيد (الاسيد الحامض) جزء في المليون 150 10، كلور حر (الكلور) جزء في المليون 4.0 2.0، برومين جزء في المليون 6.0 4.0.اما في مياه الشرب فالنسبة 2.0 5.0جزء في المليون.وشدد تحذيره ان جميع المواد الكيماوية سامة وخطيرة اذا اسيء استعمالها وليس الكلور فقط اما انواع الكلور فهناك انواع عديدة ومتنوعة.فهنالك كلور مركز قليل الشوائب مع مثبت اي انه لا يتبخر بسهولة مع اشعة الشمس، وهناك كلور عادي شوائب وسط وكمية الكلور النقي وسط تركيزه وسط بدون مثبت ورخيص، وكذلك يوجد كلور عادي جدا شوائب عالية وكمية الكلور النقي قليلة جدا بدون مثبت اي تركيزه اقل من الجميع وهذا رخيص جدا.وعليه فان السعر لا يعني شيئا لانه اذا كان تركيز الكلور اقل اذا سوف نضع ضعف او ضعفي الكمية اذ ليس هناك توفير فقط الكلور الجيد وكمية الكلور المركزة وينعكس على السعر وعلى الكمية الموضوعة وعلى العكس ببساطة كلور مركز سعر اعلى وكمية اقل (قليل الشوائب) كلور عادي سعر ارخص وكمية اكبر (كثير الشوائب).لم يردنا شيءتوجهنا بعدد من الاسئلة الى مدير عام للدفاع المدني اللواء سعد بن عبدالله التويجري وجاء الرد من الشؤون العامة بادارة الدفاع المدني بمنطقة الرياض وكان السؤال الاول عن حصر عدد حالات الغرق السنوي في المسابح فاوضح ان عدم القدرة على السباحة هي من الاسباب الرئيسية في الوفيات الناتجة عن الغرق واكثر ضحايا الغرق تقريبا من الاطفال والبالغين الذين لا يجيدون السباحة.وغالبية ضحايا الغرف ممن لا يجيدون السباحة او الاطفال صغار السن ونادرا ما تكون المواد الكيميائية او التصميم سببا في الوفاة ويجب اخذ الحيطة والحذر حتى ممن يتقن السباحة.وردا على سؤال حول شكوى البعض من ان المسابح التي في الاستراحات يوضع بها كلور سيئ جدا بل وممنوع في العديد من الدول المتقدمة قال اللواء التويجري: لم يردنا اي شكوى بهذا الخصوص غير ان الكلور له كمية محددة حسب كبر المسبح وكمية المياه وهذا معروف لدى القائمين على تشغيل وصيانة المسابح كما ان زيادة نسبة الكلور قد تسبب مضارا صحية مثل حساسية الجلد واحمرار العينين فقط.وحول دور الدفاع المدني في متابعة بعض المسابح في الاندية والاستراحات التجارية التي لا تقوم بتغيير الماء الا بعد عدة اشهر قال ان جميع المسابح تحتوي على فلاتر ومضخات وهذه بدورها تقوم بتنقية المياه من الشوائب في المسبح اما بالنسبة للجراثيم والميكروبات والطحالب وما اشبه بذلك فان هناك مواد اضافية تستخدم بالاضافة للكلور للحفاظ على خلو الماء من تلك الميكروبات وهذه بحد ذاتها تعتبر تنقية للمياه من جميع الشوائب وبذلك يصبح الماء صالحا للاستخدام.وفيما يتعلق بأدوار الدفاع المدني في مجال المسابح سواء من الناحية الاشرافية على انشاء المسابح والرقابة على تشغيل هذه المسابح اوضح اللواء سعد التويجري ان المسابح تعتبر جزءا من منشآت الاستراحات او المنازل او الاندية الامر الذي يتطلب ان تكون مطابقة لاشتراطات السلامة عند اعداد المخططات للحصول على الموافقة المبدئية من البلدية وما يتم احالته للدفاع المدني يتولى الدفاع المدني تزويد صاحب الاستراحة باشتراطات السلامة الواجب توفرها في المسابح كما ان هناك دوريات سلامة للتأكد من مدى تطبيق اشتراطات السلامة.الكلور مادة استهلاكيةوعن وجود نوع من الكلور في اسواق المملكة سيئ جدا ويؤدي الى اضرار جسيمة قال اللواء التويجري مادة الكلور في هذا السياق شأنها شأن أي مادة استهلاكية تنتهي صلاحيتها في الاسواق وعليها تاريخ الانتاج والانتهاء وعلى المواطنين ملاحظة ذلك.واشار الى ان عدم وجود فرقة من الدفاع المدني ضمن مركز تنظيم الاستراحات الثمامة والذي تشارك به الجوازات والهلال الاحمر والهيئات تتولى مراقبة المسابح ولمساعدة الهلال الاحمر في فتح السيارات التي يقع لها حوادث في الثمامة ويصعب فتح الابواب لاستخراج المصابين يرجع الى ان هناك مراكز لتغطية مختلف مواقع مدينة الرياض حسب الحاجة لذلك. كما ان التنسيق قائم بين الجهات المعنية لتغطية كافة مناطق مدينة الرياض من خلال المراكز الموجودة مع افتتاح مراكز كلما دعت الحاجة.أمراض عديدةمن جانبه اوضح الدكتور نادر عبدالباسط استشاري امراض العيون بمستشفى الحمادي بالرياض ان المياه الراكدة وغير النظيفة تتسبب في الاصابة بعدة امراض بالعين، وتعتبر مياه المسابح التي لا تتوافر فيها الشروط الصحية من اهم اسباب انتقال العدوى الى العين.واشار الى ان اهم الامراض التي تصيب العيون من هذه المسابح هي الرمد الفيروسي، وتنتقل العدوى من اليد الى العين.واردف ان للرمد الفيروسي انواعا كثيرة منها حمى البلعوم والملتحمة، والثاني التهاب القرنية، والملتحمة المتوطن. والنوع الثالث التهاب الملتحمة النزيفي. وفي كل هذه الامراض تتشابه الاعراض باحمرار العين وتورم الملتحمة والجفون مع افرازات مائية، ولكل رمد خاصيته فالاول يتصاحب مع عدوى بالجهاز التنفسي الاعلى والثاني بالتهاب القرنية، والثالث مع بقع نزيف حمراء تحت الملتحمة.وتابع قائلا: كل هذه الرماديات مع انها عدوى فيروسية فانها لا تستجيب لمضادات الفيروس، اما عقاقير الكورتيزون فقط للتخفيف من اثر الالتهاب.. ولحسن الحظ فهي محدودة الزمن بالعدوى وغالبا ما تنتهي من تلقاء نفسها خلال اسبوعين فقط ونلاحظ ان كل عشرين مريضا يراجعون للعيادة نجد ستة منهم مصابين بالرمد الفيروسي.وكذلك اكد الدكتور خالد بن فؤاد طبارة استشاري طب العيون بان وجود النسب العالية من مادة الكلور يحدث تخدشا للقرنية وحروقا كيميائية في القرنية والملتحمة ويسبب احمرارا وحساسية للضوء.مستشفى العيون.. لا تجاوب* "الرياض" تقدمت الى مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بعدد من الاسئلة حول موضوع المسابح واخطارها.. ووعدونا خيرا وانتظرنا لمدة اربعة اشهر تقريباولكن لم تصل الاجابة.(الرياض السعودية)
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف