أصداء

دول المغرب العربي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

دول المغرب العربي ذلك التاريخ الذي أحتضن دولة الموحدين و المرابطين و الأدارسة أرض احتضنت طارق بن زياد و عقبة بن نافع بلاد المغرب العربي حلقة الوصل ما بين العرب المسلمين و المسيحيين و الأوروبيين، دول تضم مساحة أرض شاسعة و بثروات طبيعية و بشرية أخرجت مثقفين و مفكرين و فلاسفة و ارتبطت الفلسفة العربية الحديثة بأرض المغرب الذي يبلغ عدد سكانه تقريبا أكثر من 60 مليون نسمة التي تضم المملكة المغربية و جمهورية الجزائر و تونس و موريتانيا، تلك البلدان التي أنكوت بنار الفتن الصغيرة و الكبيرة و انشغلت بنزاعات على أراضي و حكم و انقلابات سياسية، دول المغرب العربي السند القوي لدول المشرق العربي و الجسر الثقافي للوطن العربي لأوروبا و الدول الغربية، كانت دول المغرب العربي رافدا قويا عربيا و بأساليب مقصودة تم أشغال مواطن المغرب العربي لأضعاف المشاعر العربية و الإسلامية التي يحملها المواطن في تلك دول المغرب لبقية وطنه من المحيط إلى الخليج.

ذلك المواطن الذي وقف ببسالة و أباء أما المستعمر و قوامه سلاحا و فكرا و ثقافة، فالمواطن الجزائري الذي صمد أمام المستعمر الفرنسي الذي أراد أن يمسح الهوية الوطنية العربية و الإسلامية لتلك البلدان افتخاره بوطنيته قاومت و أصرت على التحرير و الاستقلال، و ما المليون شهيد ألا برهان ساطع على الوطنية العربية لتلك الدول التي تفتخر بهويتها و انتمائها العربي الإسلامي.

المغرب العربي الذي ما زال في خلاف مع أسبانيا على سبتة و مليلة المحتلتين و هنا يأتي حكم القوي و فلسفة القوى و الديمقراطية التي يطالب بها الاتحاد الأوروبي من الدول الدكتاتورية و المنغمسة في روح الاستبداد، و الإصرار منهم في عدم بدء المفاوضات مع تركيا ألا بعدما تعترف بقبرص اليونانية و تضيف تعديلات و مطالب تريدها بعض دول الاتحاد، ما زالت الرباط تحت وطأة الضغط الدولي في قضية الصحراء الغربية و البوليساريو المسيسة من قوى و منظمات من أجل الضغط السياسي، و القضية التي لن تنتهي و هي الهجرة التي تقض مضجع كل الدول الأفريقية و خصوصا دول المغرب العربي، دول الاتحاد الأوروبي يريدون حل قضية الهجرة جذريا بسن الأنظمة و القوانين التي تصب في الحد و المنع بتاتا من دخول الدول الأوروبية، و قد يعذروا إذا كانت دول المهجرين لم تفعل شيئا يذكر من أجل قضية البطالة و التنمية.

المشكلة في عملية التهجير ليست بين دولة المغرب العربي و أسبانيا و لكن تحول الأمر بين دول المغرب العربي و كيل الاتهامات و زادت الطين بلة و تفاقمت الاختلافات السياسية بين المغرب و الجزائر أكبر دولتين بالمغرب العربي، بعدما أستبشر العربي خيرا بالوضع السياسي المستقر بين دولة المغرب العربي و الجزائر التي عانت و قدمت شهداء أبرياء و ضحايا ذهبوا نتيجة العنف و الارهاب لسنوات عدة، ذلك البلد العربي الغني بثرواته و شعبه الأبي الذي أعتاد التضحية و الفداء في وجه المستعمر الأجنبي، و لكن أخيرا اعتزمت القيادة الجزائرية و الشعب الوطني الذي أراد دفن صفحة حمراء لسنوات لم ينتج منها إلا زيادة الضعف في الجسم العربي و أصابته بمرض إضافة إلى أمراضه المزمنة التي تحتاج إلى تشخيص دقيق و دواء ناجع لأمراض زرعت بأيدينا، بدأ الشعب الجزائري مشوار المصالحة الوطنية التي أيديها أكثر من 90% من الشعب الجزائري الوطني الذي نظر بعين المصلحة الوطنية و أغمض عينيه عن الثأر و سفك الدماء، و أراد أن يكتم الآلام التي عانى منها سنوات، فخير فعل الشعب لأن علاجه هو جزء من علاج الجسد العربي الكبير و تطهير الروح العربية لتقوية الإرادة و العزيمة العربية و الإسلامية.

و نهض الشعب الموريتاني على انقلاب وطني قرب البعيد و سمح للمهجر و المطارد و السجين بالرجوع إلى المشاركة السياسية الشعبية ليشارك في صنع القرار و ألتفت جميع القوى بكل أطيافها المختلفة مع بعضها في رؤى سياسية، لكنها متفقة على المصلحة الوطنية التي تستهدف النهوض بالوطن الموريتاني و شعبه.

نتمنى مزيدا للاستقرار السياسي لتونس الخضراء و لكل دول المغرب العربي الكبير الذي شعرنا نحن العرب في المشرق بانشغاله بقضاياه الداخلية و فقدنا ظهرا و سندا قويا و لكن هناك بصيص من الأمل بعودة ذلك العضو العربي القوي و الفعال بدوره بممارسة دوره في خريطة الوطن العربي.

علي عيسى

aawabari@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف