ماذا أهديكِ في يوم ٍ كهذا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كل عام ٍ وأنتِ الحياة..
كل عام ٍ وبحركِ الفسيح في عينيَّ يغسلُ بصفائهِ تعب الروح..
كل عام ٍ وقمركِ المشعّ يمتد بأعماقي منارا ً يُعلن انتصار الضياء..
لا أدري ماذا أهديكِ في يوم ٍ كهذا..
فأنتِ بين عيني وروحي وجعٌ يتمثّل حزنا ً بتاريخ الإنسان.
أأهديكِ شمعة القلبِ لتزرعينها نجمة ً بأهدابكِ تدلّني كلما أبحرتُ بهمومي لجج الحياة..
من أجل الشمس في مقلتيكِ أحرقتُ مصابيح مدينتي..
أحرقتها من أجل الشموع المضيئةِ كالأقمار في راحتيكِ..
سأفنى ويفنى العمر وما بيننا زرعناهُ زهرا ً يظلّ يتماوجُ كالسحاب في عيون الوطن..
سأهديكِ في يوم ٍ كهذا قناديل روحي لتشعليها جمالا ً يتهادى رونقا ً في بهاء المدى..
لقد قلتِ لي ذات يوم ٍ وأنا أنفضُ عن كاهلي وعثاء الدروب السحيقة :
لا تقلقْ سأكون لكَ صوتا ً ملائكيا ً يأتيكَ من أقصى مدن السماء يزرع ُ بشرايينكَ نقاء الألوان..
وها أنذا..
أهديكِ في يومكِ هذا حنين المرافيء يتدفقُ شوقا ً للقاءِ وجهكِ المسافر عبر فصول القلب..
وفي لحظةٍ أدركتُ بأنّكِ تأتينَ في جلال البوح سنبلة ً حبلى بأريج الطهر..
كان خوفكِ عليَّ هو هاجسكِ الأول..
كان خوفكِ من أن تُزلَ قدمايَ في وحل الضياع..
ولأنكِ أنتِ ولا أحدٌ آخر كنتِ معي ترسمين لي خارطة ً للدروب السديدة..
وكنتِ بين عينيّ نجمة ً تُرشدني كلما جرفتني متاهات العتمة..
وها أنتِ..
في كل مرةٍ حينما يجتاحني الشوق أراكِ أمامي تأتين كجداول الضياء تنسابُ عطاءً وسحرا ً..
ماذا أهديكِ في عيد ميلادكِ..
ألق القمر في اكتمالهِ الأول
أم حمرة الشفق على شفاه المدى
أم نسمة الفجر تداعب حنين الأزهار
انتظرتكِ زمنا ً كنتُ من خلالهِ أقرأ ما يفعلهُ بيَ القدر.. وكنتُ بين مساربِ قدري أبحث ُ عن مَن يُشبهني..
عن مَن يُشبه ضوئي ووطني..
كنتُ أبحث ُ عن صباح يشبه قلبكِ..
وعن مساءٍ يشبه روحكِ..
وجمعني القدر بكِ مع سابق اصرارهِ وترصدهِ..
جمعني بكل ما أهواه ُ : الوطن والضوء والصباح والمساء والبحر واللحن والغناء..
احترت ُ ماذا أسمّيكِ..
أميرة الوطن
أم جداول الضوء
أم إشراقة الصباح
أم نجمة المساء
أم كبرياء البحر
أم جمال اللحن
أم جنة الغناء
واحترتُ فيكِ أكثر من أين تأتين..
من وهج السماء
أم من عبق الزوايا المقدسة
أم من سفوح الأزمنة المضيئة
أم من رحيق الأزهار
أم من فرضيات المحال
أم من نقطة الضوء الأولى في تاريخ الإنسان
سأحتفلُ بيومكِ هذا على طريقتي الخاصة وحينما يأتي المساء سيخبركِ بأنّي قد رحلت..
كاتب كويتي