مسودة الدستور العراقي والشيعة السويديون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ان هناك معضلة لم استطع فك لغزها قبل قراءة مسودة الدستور العراقي، الا وهي تميز المناطق الجنوبية من بلدان ومدن العالم بالفقر بينما تنعم المناطق الشمالية منها بالرفاه. واعتقد ان كل من يقرأ هذه السطور سيؤيدني حين يتمعن في بلده او مدينته.
ولم تكن ستوكهولم عاصمة السويد استثناءا في هذا المصير. فشمالها ينعم بالغنى والقصور الفخمة واليختات الخرافية بينما جنوبها يعج بالفقراء. والفقر كلمة نسبية. ففقراء السويد هم اغنى من الطبقات المتوسطة في بلدان اخرى من العالم.
اقول ان هذا الاشكال كان مبهما قبل ان يفك لغزه الدستور العراقي الجديد. فتبين هناك علاقة بين الفقر والشيعة. هذا الاستنتاج العبقري من قبل الساسة الامريكان ولجنة كتابة الدستور جعلني انكب على دراسة مجتمع جنوب ستوكهولم واشرع بقراءة تكوينه برؤية طائفية. وما زاد دهشتي صحة هذه المقولة (العلاقة بين الفقر والشيعة).
الغالبية العظمى من ابناء جنوب ستوكهولم هم من الشيوعيين والاشتراكيين. والادهى من ذلك ان معظم الفنانين والشعراء هم من هذه المنطقة. يا لعمري! انها نسخة من مدينة الناصرية التي انجبت اكثر فناني وادباء العراق. تصوروا وهم شيوعيون ايضا! ولو كان السويديون مسلمين لكانوا شيعة حسب نظرية الحتمية التاريخية.
كم كانت هذه المشكلة غائبة عن عقول الساسة والمفكرين!! وان من كتب مسودة الدستور العراقي يستحق براءة اختراع لهذا الاكتشاف الفذ بان هناك علاقة تاريخية بين الفقر والشيعة وان تفسير التاريخ لا يصلح طبقيا كما يدعي ماركس وانما طائفيا كما يفسره الدستور الجديد.
وان اي تغيير في الحالة المعيشية لاي فرد يجب ان يتماشى مع انتمائه الطائفي. وهذا امر جيد من وجهة نظري، لاننا سنضرب عرض الحائط بالتمايز الطبقي اللعين المبني على اساس افكار مستوردة ونولي اهتمامنا للتمايز الطائفي المنبثق من افكار السلف الصالحين.
سفيان الخزرجي
+46 73 686 52 72
sufyan1@hotmail.co.uk
www.afrodite.se