رمضان جانا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اعتاد سي السيد فى شهر رمضان صاحب الصيت الرنان فى الكرم والجود من الموجود ان ينهى ختم القران ويكثر من الصلاة ويطيل التأمل فى ايات الفرقان، كما انه يغمر اولادنا بالرحمة واصحابنا بالاحسان، ولكن فى رمضان هذا العام تفرق من اجل العمل الاولاد وانشغل عنا الخلان، فاصبحت وسي السيد وحيدين وقليلي الكلام قبل الوقت والاوان..
وقد لمست منه اعوجاجا بعد ان كان احسن الرجال خلقا ومزاجا، وتساءلت بينى وبين نفسي عن السبب لانه والله لامر يدعو الى العجب، فبعد ان كان يستطيب التقشف والفاقة اسوة بالصحابة، انصرف الى التجمل والاناقة، يضيع الساعات تلو الساعات كان من المفروض ان يقضيها فى التهجد والصلوات ’ يجلس مبهورا امام التلفاز وكانه على جائزة نوبل قد حاز، الريموت فى يده ينتقل من محطة الى محطة وينط كلما راى وجه انثى نطة..
فقلت له بغيظ شديد : اتقى الله فى رمضان ولا داعى لملاحقة الساقطة واللاقطة فوق الشاشة المارقة، وان كنت تريد الاخبار وتعلم ما يدور فوق الكراسي من اسرار عليك بقنوات الاخبار ومتابعة كوارثنا التى تصب فوق رؤوسنا بدون اختيار حتى تتقى شر النار..
فنظر الى بغرابة ورفع حاجبه كالمجنون الذى به مس من الجن والجنون وقال : ااترك الفضاء الفسيح، وبما فيه من انس وتفريح، الذى يجمع بين زهر عاطر ومناظر تسر الخاطر، من ظباء تتلوى عارية وحور واقمار وبدور رانية، واترك الانوار الوالعة والنسوان القالعة، وخيرات رمضان فى اظهار مناقب الحسان صاحبات قدود البان، وانظر اليك ياولية تلبسين الجلابية، كالبرج المشيد وقبح فى الوجه يوما عن يوم يزيد، والله يازوجتي عندما تمشين فان الارض تهتز وتميد واذا ضحكت فان صوتك عن صوت المعلم طأطأ لا يحيد، وايناك من اصوات العصافير على الافنان واجساد مثل العجين الخمران..
اتريدين ان اترك كل هذا واتفرغ لرمضان واخبار خيبتنا فى هذا الزمان !!؟؟
وهكذا بت واصبحت انا انظر اليه نظرة المقت، فطوال عشرتي معه ما ضننت عليه بنفسي وما قللت ذات يوم امامه ادبي، وكنت دائما صاحبة انف شامخ وعز بازخ..
فكيف جرؤ على مثل هذا الكلام وبعثرة ما بيني وبينه من وئام بسبب بنات اللئام !!؟؟
وترحمت على ايام زمان عندما كانت تمشى الفتاة فى الطريق كانها السهم لا يختلف، والرجال اليها ينظرون ويتلهفون ويتشوقون، وهى لا تبدى جوابا ولا تظهر خطأ ولا صوابا، وكانت مبرقعة لاتضحك ضحكة مفرقعة فحقدت على اعلامنا الذى نهب عقول رجالنا وامال حظوظ نساءنا..
وبوجه جهم انطلقت كالسهم فى وجه سى السيد ودار بيننا السباب دون ذكر الاسباب وفتحنا على عيوبنا المكتومة وكشفنا امورنا غير المعلومة..
وتذكرت امرين فجأة لا فكاك منهما او نكران اولهما بان عيد ميلاد سيى السيد فى العاشر من رمضان وسيتم ستين عام من اعوام هذا الزمان والثانية وتلك ظاهرة نفسية فسرها السيكولوجية باان الرجال فى هذا العمر ينكس بهم الحال الى ايام مراهقتهم الاولى لان الرجل يعلم بان الاشياء تجرى بينه وبين النساء على غير ما يشاء فهو فى حاجة لاثبات رجولنته الضائعة وفحولته الفائقة حتى لو كان فى الخيال..!!
ونصحني النطاسي الاريب بان ارقق صوتي فى الكلام واميل على سي السيد بالسلام، وان اقوم بتخريب التلفاز وتفجير انبوب الغاز، حتى يعود الى رشده ويبعد الشيطان وغيه عن ايامنا الجميلة فى ليالي رمضان القليلة..
ولكنى وقبل تنفيذ خطتي ادركت بان المصيبة اكبر واعظم عندما رأيته ذات يوم يرقص ماسكا برتقالة فى يد ورمانة فى اخرى وبصوت عال يغني
يالبرتقالة مفيش زى جميل
وما خلقشي الا غيرى قليل
ويالرمانه يحسدني كل الخلان
وبتعشقني كل النسوان
ولا حول ولا قوة الا بالله