المسلمون في بريطانيا بين الارهاب والولاء للوطن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كيان الاقليات المسلمة في الغرب أصبح واقعا مؤثرا وملموسا في المجتمعات المدنية الغربية،
فالأحصاءت الواردة تذكر أن الاقليات المسلمة يبلغ عددهم في اوربا ما يقارب 20 مليون نسمة وفي بريطانيا بالذات مايقارب 1،59مليون طبق لتعداد 2001 وتتنوع أصولهم العرقية، وان كانت غالبيتهم من شبه قارة الهندية حيث يمثلون 70% من مسلمي بريطانيا وتنقسم البقية ما بين 6% من السود و4%من الانجليز البيض و21 % تحت بند أخر.
وتشير الاحداث التاريخية أن اول أشارة للمسلمين في بريطانيا وردت في حكاية كانتربري، وفي القرن السادس عشر كان اول رجل أنجليزي يعتنق الدين الاسلامي،وفي عام 1741ظهرت أول وثيقة رسمية مؤرخ تشير الى طائفة من المحمديين تم أكتشافهم في لندن.
و في عام 1700 وصلت أول مجموعة كبيرة من المسلمين الى بريطانيا قادمين من الهند، وعملت تلك الجالية المسلمة في شركة شرق الهند، وتعتبر تلك الاقلية المسلمة هي النواة الاولى لجالية المسلمة في بريطانيا، التي نمت وترعرعت بفضل جلب الشركات البريطانيا للأعداد كبيرة المسلمين لسد جزء من الحاجة التي حدثت نتيجة الطفرة الهائلة للثورة الصناعية في القرن التاسع عشر ‘ فقد تم جلب في عام 1869 ما يقارب 70000و80000يمني للعمل في موانئ البريطانيا مثل كارديف وليفربول وغيرها من تلك المراكز الصناعية المهمة في بريطانيا.
و بخط مواز لتأثير المسليمن في بناء الحضارة الصناعية في بريطانيا والغرب، حدث بناء ثقافي للأقليات المسلمة في بريطانيا، ففي عام 1889 أفتتح أول مسجد تم بناؤه في ووكنغ، وفي عام 1940 خصصت الحكومة البريطانية 100000 جنيه لشراء أرض مسجد في لندن، وفي عام 1944 حضر الملك جورج السادي لأفتتاح المركز الثقافي في ريجنس بارك.
الوجود الثقافي نما وارتفع بشكل ملحوض وبخط مواز لتأثير الاقتصادي والاجتماعي في تكوين مجتمع مدني متقدم في بريطانية والغرب،ففي عام 1985 بلغ عدد المساجد المسجلة 238 مسجد، وبحلول عام 1997 ارتفع العدد ليصبح تقريبا 1000 مسجد وهذا وتشير أخر الاحصائيات أن الأقلية المسلمة في بريطانيا بلغت مايقارب 1،6 نسمة وذلك حسب أحصاء 2001 وبلاشك أن الرقم بأضطراد.
هذا الوجود للأقلية المسلمة في بريطانيا والغرب أصبح على المحك ومهدد بسب العمليات الارهابية التي حدثت في 11سبتمبر والاحداث الارهابية التي حدثت في لندن منتصف تموز الماضي، أحدثت تلك العمليات الارهابية صدام حضاري بين تلك الوجودات الاسلامية والنظام السياسي الغربي، ولهذا اصبحت مواطنة الاقليات المسلمة في بريطانيا والغرب في الواجهة، وافرزت تلك المواطنة تساؤلات كثيرة لدى المتصدين السياسين والاعلاميين في بريطانيا وباقي الدول الغربية وايضا لدى لمجتمعات المسلمة المتواجدة في الدول الاوربية وغيرها ولعل اهم تلك الاسئلة التي يطرحها السياسين والاعلاميين والمفكريين هي :
ماهي حقيقة المواطنة لتلك الاقليات المسلمة ؟وهل ولاء الاقلية المسلمة للفكر التي تنتمي اليه ام للوطن الذي تكسبه حقوقها منه ؟
ولهذا أصبحت حقيقة معرفة ماهية تلك المواطنة للجالية المسلمة أمرا ضروريا وملحا، ولابدمن بحثه بشكل أكاديميا لتشخيص ماهي حقوق تلك الاقليات المسلمة التي يجب ان تتمتع بها في المجتمع المدني البريطانيا وبقية الدول الغربية، وماهية الواجبات المفروضة على الاقلية المسلمة والتي يجب أن تلتزم بها كشرط مهم للتجسد فيها حقيقة الولاء للنظام التي ترزخ تحت ظله وتمتع بأمتيازاته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
ومن البديهي أصبح من الضروري أن تعطي المرجعية الفكرية أجابة واضحة لشرعية ولاء الاقليات المسلمة للنظام السياسي والمدني في بريطانيا والمجتمع الغربي بشكل اعم.
هذه الاجابة لابد من بحثها بشكل أكاديمي أيضا وذلك من خلال البحث في الكتاب والسنة والسيرة وعرض اراء الفقهاء حول واجبات ووحقوق المواطنة للأقليات المسلمة.
أن معرفة شرعية الولاء لمواطنة الاقليات المسلمة سوف تعيد الاعتبار لهم بعد أن شوهتها العمليات الارهابية لبعض المسلمين المتطرفين، وبنفس الوقت نأمل من أعادة المصداقية لولاء الأقلية المسلمة للنظام المدني التي تعيش تحت ظله،أن تصبح الجالية المسلمة في الغرب جسرا حضاريا مهما وحلقة وصل حضارية بين العالم الاسلامي والعالم الغربي في حالة أبراز الوجه الايجابي لتلك الاقليات المسلمة ودورهم المؤثر في عملية الاندماج الحضاري التي تتمتع بها المجتمعات الغربية بسب توافد مختلف القوميات والاديان من سائر أنحاء العالم لبناء حضارة كونية مركزها الحالي العالم المتمدن الغربي.