حول مانشر في ايلاف عن الغادري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إن التصريحات .... التي أدلى بها أخيرا المدعو نبيل فياض وهجومه غير اللائق لغة وخطابة على شخص رئيس حزب الاصلاح السوري فريد الغادري، فإن تلك التفاهات التي أدلى بها قد أثارة أشمئزاز غالبية الشعب سوري، وهذا ليس بالأمر المستبعد نظرا لمعرفتنا الجيدة بالمستوى الغير أخلاقي الذي فطر عليه أزلام النظام البعثي وعملائه، وإذ نستغرب كيف يروج عبر وسائل الإعلام هكذا تصريحات لمثل تلك الشخصية وأمثالها وتنسب الى سوريا والشعب السوري، في حين ما هي إلا شريحة طفيلية وعوالق على المجتمع السوري أفرزتها ثورة البعث المجيدة.
وأنا هنا لست بموقع المدافع عن فريد الغادري حيث ليس لدي توكيل لاكون محامية عنه، لكن قبل البدء في السرد سأضع حذائي القديم في فم أي من تسول له نفسه ويظن أن فريد الغادري يدفع لي مقابل ما أكتبه، فأنا سأكتب ما يمليه علي ضميري، ومن واقع معرفتي الجيدة بشخص فريد الغادري وعن كثب وبتاريخ نبيل فياض، وأتشرف كوني عضو ضمن مجموعة تحالف المعارضة السورية في الخارج الذي يتزعمه الغادري.
لا شك أن فريد الغادري كانت له أخطاءه السابقة، غير أن من أكبر الأخطاء التي إرتكبها على الإطلاق لدى إستقباله وفي بيته العائلي شخص على شاكلة ووزن نبيل فياض وأكرم ضيافته خير إكرام، وهذا ما أثار إستغراب وتساؤلات الكثيرين من أبناء الشعب السوري في حينه وتم وضع إشارات إستفهام حول أسم فريد الغادري ورسمت حوله دائرة حمراء، وأتهم بالعمالة للنظام الأمني والمخابراتي السوري، وهذه الشبهة كان لها الوقع الأكبر لدى المواطن السوري من الشبهة التي ما يفتأ النظام الحاكم في سوريا وعملائه وأزلامه من الترويج لها وهي علاقة الغادري المزعومة مع أطراف إسرائيلية أو العمالة والأستقواء بالخارج.
وأريد أن أعيد الى ذاكرة نبيل فياض الذي على ما يبدو قد فقد توازنه لدرجة أنه لم تعد تسعفه ذاكرته لمراجعة ما يكبته وأنوه هنا الى ان نبيل فياض لدى عودته من تلك الزيارة والضيافة التي دامت لأكثر من شهر الى ارض الوطن وذلك قبل ستة أشهر، نشر يومها مقالا في جريدة السياسة الكويتية تحت عنوان " رسالتي الى المثقفين السوريين " تحدث فيها عن وطنية فريد الغادري ومآثره والتي تم تحريفها خلال لقاء خاص أجراه المذكور نبيل فياض لجريدة اليكترونية تسمى سيريا نيوز والتي يقال أن مالكها فراس طلاس إبن وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس وقال فياض في مقالته للتنويه بالتحريف عن لسانه وموضحا رأيه بشخص فريد الغادري " استمر اللقاء الهاتفي 58 دقيقة و59 ثانية. وبعد ساعات تم نشر اللقاء بطريقة غاية في التشويه، أساءت إلي وإلى أصدقائي وصدقيتي; وضمن أشياء كثيرة، يمكن لذاكرتي استرجاع الأمور المشطوبة " طبعا ما يقصده نبيل فياض أصدقائي وصديقتي هو فريد الغادري وأبنائه الثلاثة وصديقته هي الفاضلة عقيلة فريد الغادري السيدة أحلام التي أكرمت هذا الضيف الناكر للجميل خير إكرام ليس لعلو شأنه، انما لكونه مواطنا سوريا دخل بيت الأكارم.
وفي مقطع آخر وفي توضيحه لتشويه اقواله قال فياض " قولي عن الصديق فريد الغادري إنه أكثر وطنية مني - بما لا يقارن - وهذه حقيقة لا يضيرني نشرها، فأنا لو كنت مكان هذا الصديق، ببيته الهنيء ووضعه المادي الخارق، بحياته الوادعة بين غابات بوتوماك حيث تأتي الغزلان تحت شرفته كل صباح، لما فكرت يوما بالعودة الى سورية، إلى التلوث و معاداة البيئة، إلى التصحر والفوضى غير المنظمة، إلى المؤامرات الصغيرة و الكبيرة، إلى الخوف من الغد و الهرب إلى الماضي.
وفي دفاعه عن فريد الغادري قال فياض " إصرار الصحافي على أن فريد الغادري يريد أن يأتي على دبابة أميركية لخلق حالة اقتتال داخلي و دمار في سورية، و ردي عليه بأن فريد كان يطرح على الدوام فكرة (الحل بدون بريمر) كما أشار ايضا لتبرئة ساحة صديقه الغادري بقوله :
" الحديث عن إمكانيات فريد الغادري المادية غير العادية، ودحض الادعاء بأنه يقبض من الأميركان لتنفيذ مؤامرة ضد سورية مع ان العكس هو الصحيح، ولدي وثائقي ".عدا على ما تقدم فان هذا الضيف المكرم فاجأ الجميع حتى صاحب الشأن وفور عودته الى سوريا معلنا تأسيس فرع لحزب الإصلاح في الداخل، وهذا الأمر بحد ذاته كان بمثابة محرقة لفريد الغادري، ولم يسلم يومها من هجوم بعض الكتاب العرب عليه والضالعين بالقضايا السورية لمعرفتهم الجيدة بتاريخ نبيل فياض، وتم تشريح الغاية والهدف من تلك الزيارة التي سعى اليها النظام الأمني السوري عبر سفيره نبيل فياض الى الولايات المتحدة الامريكية فالقضية لم تكن خافية على أحد إلا فريد الغادري وأسرته.
فمهمة سفير النظام الأمني السوري نبيل فياض كانت لضرب عصفورين بحجر واحد أولها التجسس على شخص فريد الغادري الذي بدأ يشكل حالة من الذعر ويهدد النظام الأمني السوري بشكل قوي نظرا لعلاقاته الوطيدة مع الادارة الامريكية وأطراف غربية أخرى، وحسب وجهة نظرهم الناقصة انه بالامكان اختراق بوابة فريد الغادري للوصول الى الإدارة الامريكية وثانيها الوصول على أكتاف الغادري لاي طرف أسرائيلي لفتح قنوات ملتوية معهم وبشكل مباشر، وهذا ما كان مطلب نبيل فياض تحديدا من فريد الغادري والذي لم يكن في حسابات الغادري لعدم صلته بأي طرف إسرائيلي، طبعا علينا ألا نغفل أن زيارة نبيل فياض جاءت بعد جريمة إغتيال رفيق الحريري.. ! ولا بد من إحاطة القارئ أيضا أن نبيل فياض يتقن اللغة العبرية.. !
من خلال هذه المعطيات وعبر تلك التصريحات التي يخرج بها علينا بين الفينة والأخرى بمقالات مغرضة وينشرغسيل فريد الغادري حسب ظنه وتفكيره الوضيع، متهما إياه توريطه في لقاءات مشبوهة مع أطراف إسرائيلية ويسميهم بالاسم مع أنه على يقين أن تلك الشخصيات التي قابلها من خلال فريد الغادري هي أمريكية وليست أسرائيلية، الا يثير هذا التساؤلات كيف أن قوانين أمن الدولة السورية لم تطال رقبة نبيل فياض حتى اليوم والتي تحظر التعامل مع العدو الأسرائيلي وعقوبتها الإعدام تحت بند الخيانة العظمى، ولا يزال المذكور حرا طليقا يسرح ويمرح ويشتم ويتهجم...؟
كما نستغرب لماذا تستخدم علاقات فريد الغادري المتوازنة مع الغرب كسلاح ضده أليس لكافة الدول والأنظمة علاقات خارجية وتوصف بالديبلوماسية... ؟ وهل يمكن لأي دولة أو سياسي محنك ينعزل عن العالم..؟ ولدينا مثال قريب لا بد من التذكير به وهو علاقات الشهيد رفيق الحريري مع دول الغرب والتي كانت حتى قبل وصوله الى رئاسة الحكومة اللبنانية بناها بذكائه وحنكته السياسية وفرض هيبته على كبريات الدول الغربية، ولولا تلك العلاقات المتميزة لما تدخل مجلس الأمن وشكل لجنة دولية للتحقيق في جريمة إغتياله، وتهدد اليوم النظام الأمني السوري في عقر داره.. ؟
فنرجوا من نبيل فياض وغيره من أصحاب الأقلام أن يكونوا على قدر من المسؤولية كي يحظوا بإحترام القارىء، فالقلم ليس عبارة عن أحمر شفاه يزول لونه مع أول شرفة من فنجان القهوة بل هو مسؤولية وذاكرة لا تنسى ويمكن إسترجاعها في اي وقت.
نورا دندشي
مواطنة سورية
سورية سعيدة بنشر غيسل المعارض فريد الغادري