أصداء

مذبحة خانقين لتغطية فضائح القنابل الفوسفورية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كالمعتاد:مذبحة خانقين لتغطية فضائح القنابل الفوسفورية و"قبو الجادرية"!

كنت حتى صباح الجمعة 18/11/2005م أعد مقالا تحت عنوان"انتظروا مجزرة جديدة للتغطية على فضيحتي الفلوجة والجادرية!"،لم يقدر للمقال أن يرى النور قبل وقوع الجريمة والمجزرة في مدينة خانقين وقت صلاة الجمعة،وفي اليوم التالي (السبت) وقعت جريمة مجلس العزاء في أبو صيدا قرب بعقوبة وأخرى في سوق قرب جسر ديالى.
لقد اعتدنا على تلقي أنباء مثل هذه المذابح والجرائم عقب كل انكشاف لبعض أشجار غابة الحقد الرامسفيلدي-الرايسي-البوشي! وعقب كل جريمة يخرج لنا بيان على شبكة الانترنت باسم"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" أو "جيش الطائفة المنصورة" وما شابه يعلن عن الانتقام من "الرافضة" و"أحفاد ابن العلقمي" نصرة لأهل السنة والجماعة..والبيان قد يكون مدعما بمواد صوتية أو كليبات!
بعد فضيحة سجن أبو غريب أطلت علينا أشرطة "نحر وذبح كليب" لبعض الرهائن،وعقب كل انكشاف لسوءة المحتل الأنجلو-أمريكي للعراق تطلع علينا عمليات التفجير ضد المساجد والحسينيات والأسواق وضد كل ما هو بريء ومدني ويمثل استهدافه دافعا لكل إنسان سوي إلى استنكاره ونبذه والتبرؤ منه،ولم تكن فضيحة استخدام القنابل الفسفورية أثناء الهجوم الدموي على مدينة الفلوجة،وكذلك اكتشاف عمليات التعذيب في قبو تابع لوزارة الداخلية في الجادرية استثناءا،لا بد من تنفيذ جريمة بل جرائم جديدة تزيد الانقسام المذهبي وتمهد لقتال طائفي واسع ومرعب،وقد ضمن الأمريكيون أن الشعب العراقي بل أمة العرب والمسلمين قد باتت تتقاتل فيما بينها تحت مسميات السنة والشيعة والعرب والكرد...فكانت جريمة خانقين في يوم الجمعة في مسجدين وتلتها جريمتي بعقوبة وجسر ديالى في اليوم التالي والبقية معروفة،ولكن إلى متى؟وإلى أين تذهب الأمة؟ألا يرى العقلاء أن بذور الحرب الطائفية قد زرعت وبدأت تنمو وتخرج ثمارها القاتلة والمطيلة لعمر المشروع الصهيوني والناهبة للأرواح عوضا عن الثروات،وعجبي لمن لا زال لديه شك في وجود هكذا مخطط.
نريد حطين وعين جالوت وليس...!
المسألة لم تعد تحتمل ولا مجال للتأويل وهنا لا بد من صراحة ووضوح،فاستهداف البعض المفترض للشيعة والدعوة الدنيئة لقتالهم واستباحة بيضتهم،يستغل لإطالة عمر الاحتلال وأعوانه ولتحريض جماعات موتورة من الشيعة لممارسة الأعمال الإجرامية ضد السنة،والدم ينادي الدم،فأين مقاومة الاحتلال؟وأين من يفكر بالمسجد الأقصى؟وأين من يفكر بحل أزمات والاستبداد و الفقر والبطالة بين جموع أمة انشغل ذهنها بالخلافات المذهبية والطائفية إلا من رحم ربي؟ لقد اطلعت على موقع شيعي على الإنترنت يوزع كتابا إلكترونيا منسوبا لجماعة الزرقاوي،كي يجيش الشيعة ضد السنة،لأن ما حواه الكتاب ضد الشيعة "هو ما يفكر فيه السنة أجمعين!"، وعلى ذكر الزرقاوي ؛أليس فينا شيء من عقل،هذا الشبح الزئبقي يتحرك فقط في وسط وغرب العراق حسب زعمهم،ومدن بأكملها هدمت على رؤوس أهلها بحجة البحث عنه،يا جماعة العبوا غيرها،لقد ملت الآذان سماع هذه الأسطوانة المشروخة.
بوضوح شديد يجب نبذ العنف الطائفي بما فيه الكلامي الذي يملأ مواقع الانترنت،وهنا على العلماء والمفكرين أن يتبعوا منهجيا توعويا إعلاميا صريح الوضوح في التصدي للجرائم المتسترة باسم أي مذهب،لأن الأمة تحتاج إلى حطين جديدة وإلى عين جالوت جديدة ولا نحتاج إلى صفين أو الحرة أو الزاب الكبير،نريد صلاح الدين وقطز،ولا نريد أبو لؤلؤة ولا ابن ملجم،وعلى كل العلماء والمفكرين والدعاة والصحافيين الذين لهم تأثير وحضور إعلامي الاضطلاع بهذه المهمة ؛إن ظرفنا العصيب يحتاج إلى قيام د.يوسف القرضاوي ود.محمد الراوي ود.عائض القرني ود.أحمد الكبيسي والشيخ سلمان العودة د.محمد البوطي والسيد محمد حسين فضل الله والسيد حسن نصر الله والشيخ حسن الصفار،وغيرهم وغيرهم إلى بذل الجهد نحو توجيه البوصلة نحو الأقصى الأسير،ولا فائدة من البيانات المجردة من خطوات عملية،ويرجى الابتعاد عن "حمى التكفير"،فلم يعد تكفير شخص يردعه عن إجرامه،تحرير الأراضي يكون بالوحدة لا التفرق،ومن يرى أن الوحدة مع من يختلف معه في المذهب مستحيلا،فليرحل عنا بجنونه ولا حاجة لنا بفكره المريض،هذا ما يجب أن تجند من أجله كل الإمكانيات خاصة التقنية،وأن تنطق به أفواه طال سكوتها،لأن التقنيات الحديثة تستخدم من دعاة الاقتتال الطائفي بكثرة هذه الأيام،وأيضا هنا جملة أو سؤال معترض:لماذا لا تغلق أمريكا المسيطرة على الفضاء الإنترنتي هذه المواقع مثلما أغلقت مواقع حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية؟!افهموها يرحمكم الله!!!
باختصار ووضوح من يقتل ويعذب ويفجر هو ذات الجهة المستفيدة ولا تخدعنكم بيانات الإنترنت ولا مقالات صحافة العم سام-رغم أن بعضها يتحدث عن الأسطورة المختلقة-،فلطالما قرأنا مقالات لصحافيين غربيين يتحدثون عن صدام حسين ك"سوبرمان" وعن بغداد بناها لأتباعه تحت بغداد،وعن أسلحة الدمار الشامل،وعم المدفع العملاق الذي سيضرب نيويورك،واليوم يكتبون عن الزرقاوي "العفريت" الذي يتنقل على بساط الريح ليقتل ويهدد وينظّر ويجند ويفجر..اصحوا كفانا!


سري سمور

عضو تجمع الأدباء والكتاب الفلسطينيين
جنين-فلسطين
Sari_sammour@yahoo.com
تشرين ثاني(نوفمبر) 2005م،شوال 1426ه‍

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف