أصداء

الامام علي أنقذني بواسطة الرؤيا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بداية لايهمني تصديق القراء لهذه القصة فكسب رضا الناسغاية لاتدرك أبداً، وما يعنيني هو عرض تجربة أنسانية تستعرض بعض أوجه محنتي الفكرية وكيفلعبت الرؤيا دوراً في حسمها ليس باعتبارها احد تجليات أغوار منطقة اللاشعور، وأنما باعتبار ان الرؤيا في عالم النوم هي احد مصادر المعرفة التي تتجاوز الحسابات المنطقية وتمضي محلقة عاليافي عالم الروح الذي وصفه الله تعالى بقوله (( قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم ألا قليلا )).


والحكاية بأختصار تتعلق بموقفي من الحرب العراقية الايرانية، ففينهاية عام 1980 تم سوقي كجندي للخدمة العسكرية الاجبارية، ومن حسن حظي عرضت على لجنة طبية في أشهر مستشفى عسكري في العراق - مستشفى الرشيد العسكري - وأعتبرتني اللجنة الطبية أنني لاأصلح لحمل السلاح بسبب ضعف بصري فتم تصنيفي كجندي غير مسلح.


أتخذت قراري رفض المشاركةفي أية مهمة تساهم في المجهود الحربي تؤدي الى قتل الايرانيين حتى لو أدى رفضي الى عقوبة الاعدام فقد كانوا يستخدمون الجنود غير المسلحين مثل حالتي فينقل وتحميل ألاعتدة الحربية للجيش ، ولمأكن في حينها أنظر للجانب الاخر للحرب وهو ان ايران هي من يهاجم بلدي وان الجندي الايراني يريد احتلال ارضي وقتلي، علماً لم أكن في وقتها بطلاً ولاعنتر زماني حتى أتخذ هكذا قرار أحمق، بل كنت مذعوراً كوني شيعيا ينظر كان بشك كبير في الجيش لولائي للعراق وللأسف الشديدكنت فعلاً لاأشعر بالانتماء الوطني للعراق فقط في حالة خوض الفريق العراقيمبارات لكرة القدم تتحرك مشاعري الوطنية، ولكني خوفي من المشاركة في قتل الايرانيين ودخول نارجهنم هو الذي دفعني للتغلب على مخاوفي من نظام صدام واتخاذ قرار العصيان.

بعد حسم موضوع رفضي المشاركة الفعلية في الحرب، حدثت معجزةلي حيث نقلت خدمتي العسكريةالى العاصمة بغداد في مكان اداري ليس له علاقة بالحرب، ولكن مع هذا بقيت أعيش صراعا فكريا كبيرا مع نفسي حول مشروعية أستمرار ايران في الحرب ومدى مصداقية ملالي ايران الدينية، والمشكلة التي كنت أصطدمبها دوماأن خصم أيران كان نظام صدام الوحشي مما كان له الأثر الكبير في تعميق مساحة الصراع وتحديد المواقفوالتغطية على بشاعة نظام الملالي في ايران،في ظل إنعدام وجود مشاعر الانتماء الوطني والفشل في الفرز ما بين السلطة والوطن وغياب الحذر من زحف مشاعر كراهية السلطةعلى صورة الوطن.


لقد كان عذاباً حقيقياً لشاب في بداية العشرينات من عمره يبحث عن الحقيقة ويسعى الى تحديد موقفه مما يجري، وكنت مع مرور الوقت قد خطوت خطوة الى الامامولاح لي وميض خافت يبعث لي بأشارات النور على شكل رفض لما يجري من الطرفين نظام صدام ونظام الملالي في ايران وتخطئتهما معا، ولكن هذا أيضا لم يكن كافيا لحسم محنتي الفكرية.


وفي ليلة مباركة أستقبلت رؤيا في عالم النوم للامام علي بن ابي طالب عليه السلام وكانت على الشكل التالي : كنا مجموعة جنود في جبهات القتال على نقف على الحدود العراقية الايرانية، وكان الامام علي بيننا يرمي بغضب الحجارة على الجيش الايراني تعبيراً عن احتجاجه على ايران ومواقفها، طبعا أنا لاأدعي أنني قديس ولي حظوة لدى الارواح الطاهرة كروح الامام علي، ولكن هذا هو بالضبط الذي حصل.

نهضت من النوم وقد أنزاحت عن كاهلي جبال من الهموم والصراعات بفضل هذه الرؤيا التنويرية لتثبت لي الايام فيما بعد صحت دلالتها وتكشف عن بشاعة نظام رجال الدين في ايران وكفرهم بالاسلام وقيم الانسانية واجرامهم بحق الشعب الايراني وعموم البشرية.

خضير طاهر

kta19612@comcast.net

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف